عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:43 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {هل أتى على الإنسان حينٌ مّن الدّهر...} معناه: قد أتى على الإنسان حين من الدهر.
"وهل" قد تكون جحدا، وتكون خبرا. فهذا من الخبر؛ لأنك قد تقول: فهل وعظتك؟ فهل أعطيتك؟ تقرره بأنك قد أعطيته ووعظته والجحد أن تقول: وهل يقدر واحد على مثل هذا؟). [معاني القرآن: 3/213]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {لم يكن شيئاً مّذكوراً...} يريد: كان شيئا، ولم يكن مذكورا. وذلك من حين خلقه الله من طين إلى أن نفخ فيه الروح). [معاني القرآن: 3/213]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هل أتى على الإنسان} مجازها: قد أتى على الإنسان، ليس باستفهام ويخفق ذلك قول أبي بكر: ليتها كانت تمت فلم نبتل). [مجاز القرآن: 2/279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({هل أتى}: قد أتى). [غريب القرآن وتفسيره: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هل أتى على الإنسان} قال المفسرون: «أراد: قد أتي على الإنسان»). [تفسير غريب القرآن: 502]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: «قد»، كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، أي قد أتى وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، و: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}، و: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}، و: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}؟. هذا كله عندهم بمعنى: (قد)). [تأويل مشكل القرآن: 538]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «من» تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا. قال الله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}، و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}. ويكون بمعنى يشربها عباد الله ويشرب منها.
قال الهذليّ وذكر السّحائب:
شربنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعت = مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أي شربن من ماء البحر.
وقال عنترة:
شَرِبَت بماءِ الدُّحْرُضَينِ فَأَصْبَحَتْ = زَوْراءَ تَنْفِرُ عَن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
وقال عز وجل: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}، أي من علم الله). [تأويل مشكل القرآن: 575-576](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئا مذكورا} المعنى ألم يأت على الإنسان حين من الدّهر، - وقد كان شيئا إلّا أنّه كان ترابا وطينا إلى أن نفخ فيه الروح فلم يكن قبل نفخ الروح فيه شيئا مذكورا، ويجوز أن يكون يعنى به جميع الناس، ويكون المعنى أنهم كانوا نطفا ثم علقا ثم مضغا إلى أن صاروا شيئا مذكورا.
ومعنى {هل أتى}: قد أتى على الإنسان، أي ألم يأت على الإنسان حين من الدهر). [معاني القرآن: 5/257]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({هل أتى} أي: قد أتى). [ياقوتة الصراط: 547]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَلْ أَتَى} أي قد أتى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَلْ أَتَى}: قد أتى). [العمدة في غريب القرآن: 327]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أمشاجٍ نّبتليه...}. [معاني القرآن: 3/213]
الأمشاج: الأخلاط، ماء الرجل، وماء المرأة، والدم، والعلقة، ويقال للشيء من هذا إذا خلط: مشيج؛ كقولك: خليط، وممشوج، كقولك: مخلوط.
وقوله: {نّبتليه...} والمعنى والله أعلم: جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه، فهذه متقدّمة معناها التأخير، إنما المعنى: خلقناه وجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه). [معاني القرآن: 3/214]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أمشاجٍ} خلطين. قال رؤبة: من دمٍ أمشاج.
وقال أبو ذؤيب:
كأن الرّيش والفوقين منه = خلاف النّصل سيط به مشيج).
[مجاز القرآن: 2/279]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا خلقنا الإنسان من نّطفةٍ أمشاجٍ نّبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} قال: {أمشاجٍ} واحدها: "المشج"). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أمشاج}: أخلاط واحدها مشج ومشيج). [غريب القرآن وتفسيره: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أمشاجٍ}: أخلاط، يقال: مشجته فهو مشيخ. يريد: اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، {نبتليه}...: أي إنا جعلناه سمعيا بصيرا، لنبتليه بذلك). [تفسير غريب القرآن: 502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا}
{أمشاج} أخلاط منيّ ودم، ثم ينقل من حال إلى حال.
وواحد الأمشاج [مشيج]، ومعنى نبتليه نختبره يدل عليه: {فجعلناه سميعا بصيرا} أي جعلناه كذلك لنختبره). [معاني القرآن: 5/257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمْشَاجٍ} أخلاط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمْشَاجٍ}: أخلاط). [العمدة في غريب القرآن: 327]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {إنّا هديناه السّبيل...} وإلى السبيل، وللسبيل. كل ذلك جائز في كلام العرب.
يقول: {هديناه}: عرّفناه السبيل، شكر أو كفر، و(إما) ها هنا تكون جزاء، أي: إن شكر وإن كفر، وتكون على (إما) التي مثل قوله: {إما يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم} فكأنه قال: خلقناه شقيا أو سعيدا). [معاني القرآن: 3/214]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً} وقال: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً} كذلك {إمّا العذاب وإمّا السّاعة} كأنك لم تذكر "إمّا" وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا} معناه هديناه الطريق إما لشقوة وإما لسعادة). [معاني القرآن: 5/257]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {سلاسل وأغلالاً...} كتبت "سلاسل" بالألف، وأجراها بعض القراء لمكان الألف التي في أخرها. ولم يجر بعضهم. وقال الذي لم يجر: العرب تثبت فيما لا يجرى الألف في النصب، فإذا وصلوا حذفوا الألف، وكلٌّ صواب.
ومثل ذلك قوله: {كانت قواريراً} أثبتت الألف في الأولى؛ لأنها رأس آية، والأخرى ليست بآية.
- فكان ثبات الألف في الأولى أقوى لهذه الحجة، وكذلك رأيتها في مصحف عبد الله، وقرأ بها أهل البصرة، وكتبوها في مصاحفهم كذلك.
- وأهل الكوفة والمدينة يثبتون الألف فيهما جميعا، وكأنهم استوحشوا أن يكتب حرف واحد في معنًى نصب بكتابين مختلفين.
فإن شئت أجريتهما جميعا، وإن شئت لم تجرهما، وإن شئت أجريت الأولى لمكان الألف في كتاب أهل البصرة.
ولم تجر الثانية إذ لم يكن فيها الألف). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا} الأجود في العربية ألا يصرف سلاسل، ولكن لما جعلت رأس آية صرفت ليكون آخر الآي على لفظ واحد). [معاني القرآن: 5/258]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً...}
يقال: إنها عين تسمى الكافور، وقد تكون كان مزاجها كالكافور لطيب ريحه، فلا تكون حينئذ اسماً، والعرب تجعل النصب في أي هذين الحرفين أحبوا.
قال حسان:
كأنّ خبيئةً من بيت رأسٍ = يكون مزاجها عسلٌ وماء
وهو أبين في المعنى: أن تجعل الفعل في المزاج، وإن كان معرفة، وكل صواب. تقول: كان سيدهم أبوك، وكان سيدهم أباك.
والوجه أن تقول: كان سيدهم أبوك؛ لأن الأب اسم ثابت والسيد صفة من الصفات). [معاني القرآن: 3/214-215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} الأبرار واحدهم برّ.
{يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} يجوز في اللغة أن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أن يمزج بالكافور فلا يكون في ذلك ضرر لأن أهل الجنة لا يمسهم فيما يأكلون ويشربون ضرر ولا نصب.
و"الكأس" في اللغة: الإناء إذا كان فيه الشراب. فإذا لم يكن فيه الشراب لم يسم كأسا.
قال الشاعر:
صددت الكأس عنّا أمّ عمر = وكان الكأس مجراها اليمينا ).
[معاني القرآن: 5/258]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عيناً...} إن شئت جعلتها تابعة للكافور كالمفسّرة، وإن شئت نصبتها على القطع من الهاء في {مزاجها}.
وقوله عز وجل: {يشرب بها...}، و"يشربها" سواء في المعنى، وكأن {يشرب بها}: يروى بها، وينقع. وأما "يشربونها" فبيّن.
وقد أنشدني بعضهم:
شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت = متى لججٍ خضرٍ لهنّ نئيج
ومثله: إنه ليتكلم بكلام حسن، ويتكلم كلاماً حسناً.
وقوله عز وجل: {يفجّرونها تفجيراً...} أيها أحب الرجل من أهل الجنة فجرها لنفسه). [معاني القرآن: 3/215]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({عيناً يشرب بها عباد اللّه يفجّرونها تفجيراً}
وقال: {عيناً يشرب بها عباد اللّه} فنصبه من ثلاثة أوجه:
- إن شئت فعلى قوله: {يشربون}، {عيناً}.
- وإن شئت فعلى {يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً}، {عيناً}.
- وإن شئت فعلى وجه المدح، كما يذكر لك الرجل فتقول أنت: "العاقل واللبيب" أي: ذكرت العاقل اللبيب.
على "أعني عيناً"). [معاني القرآن: 4/40-41]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والباء تزاد في الكلام، والمعنى إلقاؤها؛ كقوله سبحانه: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}،وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اسم ربك.
و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} أي يشربها). [تأويل مشكل القرآن: 248](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: «قد»، كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، أي قد أتى وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، و: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9]، و: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}، و: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}؟ .. هذا كله عندهم بمعنى: (قد) ). [تأويل مشكل القرآن: 538]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «من» تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا. قال الله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}، و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}. ويكون بمعنى يشربها عباد الله ويشرب منها.
قال الهذليّ وذكر السّحائب:
شربنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعت = مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أي شربن من ماء البحر.
وقال عنترة:
شَرِبَت بماءِ الدُّحْرُضَينِ فَأَصْبَحَتْ = زَوْراءَ تَنْفِرُ عَن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ
وقال عز وجل: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}، أي من علم الله). [تأويل مشكل القرآن: 575-576](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {عينا يشرب بها عباد اللّه يفجّرونها تفجيرا}
{عينا} جائز أن يكون من صفة الكأس. والأجود أن يكون المعنى من عين.
قوله: {يفجّرونها تفجيرا}: معناه تجري لهم تلك العين كما يحبّون). [معاني القرآن: 5/258]

تفسير قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يوفون بالنّذر...} [معاني القرآن: 3/215]
هذه من صفاتهم في الدنيا، كأن فيها إضمار كان: كانوا يوفون بالنذر.
وقوله عز وجل: {ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً...} ممتد البلاء، والعرب تقول: استطار الصدع في القارورة وشبهها، واستطال). [معاني القرآن: 3/216]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({شرّه مستطيراً} فاشياً). [مجاز القرآن: 2/279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كان شرّه مستطيراً} أي فاشيا منتشرا. يقال: استطار الحريق، إذا انتشر. واستطار الفجر: إذا انتشر الضوء). [تفسير غريب القرآن: 502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {يوفون بالنّذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا} معناه يبلغ أقصى المبالغ فيه). [معاني القرآن: 5/258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُسْتَطِيراً} أي فاشيا منتشراً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا}
هذه الهاء تعود على الطعام، المعنى يطعمون الطعام أشد ما تكون حاجتهم إليه للمسكين، ووصفهم الله بالأثرة على أنفسهم.
{ويتيما وأسيرا} الأسير قيل كان في ذلك الوقت من الكفّار، وقد مدح من يطعم الأسير وهو كافر، فكيف بأسارى المسلمين. وهذا يدل على أن في إطعام أهل الحبوس ثوابا جزيلا، وأهل الحبوس أسراء). [معاني القرآن: 5/258-259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً} [وقال] {ولا شكوراً} إن شئت جعلته جماعة "الشكر" وجعلت "الكفور" جماعة "الكفر" مثل "الفلس" و"الفلوس". وإن شئت جعلته مصدرا واحدا في معنى جميع مثل: "قعد قعودا" و"خرج خروجا"). [معاني القرآن: 4/41]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومما يزاد في الكلام: (الوجه)، يقول الله عز وجل: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي: يريدونه بالدعاء. و{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} أي: إلا هو.
و{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: فثمّ الله. و{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} أي: لله). [تأويل مشكل القرآن: 254](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الإسلام: هو الدخول في السّلم، أي: في الانقياد والمتابعة.
قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}أي: انقاد لكم وتابعكم. والاستسلام مثله. يقال: سلّم فلان لأمرك واستسلم وأسلم. أي دخل في السّلم. كما تقول: أشتى الرجل: إذا دخل في الشتاء، وأربع: دخل في الربيع، وأقحط: دخل في القحط. فمن الإسلام متابعة وانقياد باللّسان دون القلب. ومنه قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} أي: أنقذنا من خوف السيف. وكذلك قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} أي: انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر.
ومن الإسلام: متابعة وانقياد باللسان والقلب، ومنه قوله حكاية عن إبراهيم: {قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} أي: انقدت لله بلساني وعقدي.
والوجه زيادة؛ كما قال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، يريد: إلا هو. وقوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} أي لله.
قال زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية:
أسلمت وجهي لمن أسلمت = له المزن تحمل عذبا زلالا
أي: انقادت له المزن). [تأويل مشكل القرآن: 479-480]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} المعنى يقولون إنما نطعمكم لوجه اللّه، أي لطلب ثواب اللّه - عزّ وجلّ - وجائر أن يكونوا يطعمون ولا ينطقون هذا القول ولكن معناهم في أطعامهم هذا، فترجم ما في قلوبهم، وكذلك: {إنّا نخاف من ربّنا يوما عبوسا قمطريرا}). [معاني القرآن: 5/259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عبوساً قمطريراً...}. والقمطرير: الشديد، يقال: يوم قمطرير، ويوم قماطر، أنشدني بعضهم:
بني عمّنا، هل تذكرون بلاءنا = عليكم إذا ما كان قماطر).
[معاني القرآن: 3/216]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عبوساً}: العبوس. و(القمطرير)، والقماطر والعصيب، والعصيب: أشد ما يكون من الأيام وطوله في البلاء). [مجاز القرآن: 2/279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عبوسا قمطريرا}: العبوس المقبض ما بين العينين.
والقمطرير والعصيب: أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء). [غريب القرآن وتفسيره: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوماً عبوساً} أي يوما تعبس فيه الوجوه. فجعل "عبوسا" من صفة اليوم، كما قال: {في يومٍ عاصفٍ} [سورة إبراهيم آية: 18]، أراد: عاصف الريح.
و(القمطرير): الصعب الشديد. [يقال]: يوم قمطرير وقماطر، [إذا كان صعبا شديدا أشدّ ما يكون من الأيام، وأطوله في البلاء].
ويقال: المعبس الوجه). [تفسير غريب القرآن: 502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّا نخاف من ربّنا يوما عبوسا قمطريرا} العبوس الذي يعبّس الوجوه، وهذا مثل قوله: {ووجوه يومئذ باسرة}.
و{قمطريرا}، يقال يوم قمطرير ويوم قُماطر إذا كان شديدا غليظا، وجاء في التفسير أن {قمطريرا} معناه: تعبس فيجمع ما بين العينين، وهذا سائغ في اللغة؛ يقال اقمطرت النّاقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورمت بأنفها). [معاني القرآن: 5/259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَبُوساً} أي يعبس فيه الوجه. (القمطرير): الصعب الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَبُوسًا}: تقديراً.
{قَمْطَرِيرًا}: شديداً). [العمدة في غريب القرآن: 327]

رد مع اقتباس