عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:56 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واجعلوا بيوتكم قبلةً...}
كان فرعون قد أمر بتهديم المساجد، فأمر موسى وأخوه أن يتّخذ المساجد في جوف الدور لتخفى من فرعون. وقوله: {واجعلوا بيوتكم قبلةً} إلى الكعبة.
وقوله: {ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدّنيا...}
ثم قال موسى {ربنا} فعلت ذلك بهم {ليضلّوا} الناس {عن سبيلك} وتقرأ {ليضلّوا} هم {عن سبيلك} وهذه لام كي.
ثم استأنف موسى بالدعاء عليهم فقال: {ربّنا اطمس على أموالهم}. يقول: غيّرها. فذكر أنها صارت حجارة. وهو كقوله: {من قبل أن نطمس وجوها}. يقول: نمسخها.
قوله: {واشدد على قلوبهم}. يقول: واختم عليها.
قوله: {فلا يؤمنوا}. كلّ ذلك دعاء، كأنه قال اللهم {فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} وإن شئت جعلت {فلا يؤمنوا} جوابا لمسألة موسى عليه
السلام إياه؛ لأن المسألة خرجت على لفظ الأمر، فتجعل {فلا يؤمنوا} في موضع نصب على الجواب، فيكون كقول الشاعر:

يا ناق سيري عنقاً فسيحا= إلى سليمان فنستريحا
وليس الجواب يسهل في الدعاء لأنه ليس بشرط). [معاني القرآن: 1/477-478]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واجعلوا بيوتكم قبلةً} أي نحو القبلة. ويقال: اجعلوها مساجد). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصّلاة وبشّر المؤمنين}
{واجعلوا بيوتكم قبلة}.
جاء في التفسير: اجعلوا صلاتكم إلى البيت الحرام، وقيل: اجعلوا بيوتكم قبلة أي صلوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف لأنهم آمنوا على خوف من فرعون). [معاني القرآن: 3/30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {واجعلوا بيوتكم قبلة}
قال ابن عباس أي مساجد
وقال مجاهد أي نحو الكعبة
وقال إبراهيم النخعي كانوا على خوف كما أخبر الله جل وعز فأمروا أن يصلوا في بيوتهم لئلا يلحقهم أذى). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} أي مساجد، وقيل: نحو القبلة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اطمس على أموالهم} أي أذهب أموالهم، ويقال: طمست عينه وذهبت، وطمست الريح على الديار.
{واشدد على قلوبهم} مجازه ها هنا كمجاز {اشدد الباب}، ألا نرى بعده: {فلا يؤمنوا} جزم، لأنه دعاء عليهم، أي فلا يؤمننّ). [مجاز القرآن: 1/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}
وقال: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا} فنصبها لأن جواب الدعاء بالفاء نصب وكذلك في الدعاء إذا عصوا.
وقال: {ربّنا ليضلّوا عن سبيلك} أيّ: فضلّوا. كما قال: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً} أي: فكان.
وهم لم يلقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا [و] إنما لقطوه فكان [فـ] هذه اللام تجيء في هذا المعنى.
وقوله: {فلا يؤمنوا} عطف على {ليضلوّا} ). [معاني القرآن: 2/37-38]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {ربنا ليضوا} من: ضل يضل.
وقراءة أخرى {ليضلوا} من: أضل). [معاني القرآن لقطرب: 662]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّنا اطمس على أموالهم} أي أهلكها. وهو من قولك: طمس الطريق: إذا عفا ودرس.
{واشدد على قلوبهم} أي قسّها). [تفسير غريب القرآن: 198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال موسى ربّنا إنّك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}
{ربّنا ليضلّوا عن سبيلك}.
ويقرأ {ليضلّوا عن سبيلك} أي، إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا فأصارهم ذلك إلى الضلال كما قال - جلّ وعزّ - {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّا وحزنا} أي فالتقطوه وآل أمره أن صار لهم عدوّا وحزنا، لا أنهم قصدوا إلى أتى يكون لهم عدوا وحزنا.
{ربّنا اطمس على أموالهم}.
جاء في التفسير أي اجعل سكرهم حجارة. وتأويل تطميس الشيء إذهابه عن صورته والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها.
{واشدد على قلوبهم} أي اطبع على قلوبهم.
{فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم}.
دعاء أيضا عليهم.
ويجوز - واللّه أعلم - ما قاله محمد بن يزيد.
ذكر أن قوله: {فلا يؤمنوا} عطف على قوله: {ليضلّوا عن سبيلك}
أي ربنا إنك آتيتهم ليضلوا فلا يؤمنوا). [معاني القرآن: 3/30-31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك}
وليضلوا المعنى فأصارهم ذلك إلى الضلال كما قال جل وعز: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} أي فآل أمرهم إلى ذلك وكأنهم فعلوا ذلك لهذا
وبعض أهل اللغة يقول لام الصيرورة وهي لام كي على الحقيقة
وقوله جل وعز: {ربنا اطمس على أموالهم}
قال قتادة بلغنا أن أموالهم وزروعهم صارت حجارة
قال مجاهد أي أهلكها
قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يقال طمس الموضع إذا عفا ودرس
ثم قال جل وعز: {واشدد على قلوبهم}
قال مجاهد أي بالضلالة
وقال غيره أي قسها
والمعنى واحد
ثم قال عز وجل: {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}
قال مجاهد دعا عليهم
قال أبو جعفر وهذا لأنهم إذا رأوا العذاب لم ينفعهم الإيمان فقد دعا عليهم
قال أبو إسحاق قال أبو العباس هو معطوف على قوله: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} ). [معاني القرآن: 3/310-312]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} أي أهلكها.
{وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي قسها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103-104]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قد أجيبت دّعوتكما...}
نسبت الدعوة إليهما وموسى كان الداعي وهارون المؤمّن، فالتأمين كالدعاء. ويقرأ (دعواتكما).
وقوله: {فاستقيما} أمرا بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. ويقال: إنه كان بينهما أربعون سنة.
{قال آمنت أنه} قرأها أصحاب عبد الله بالكسر على الاستئناف. وتقرأ {أنه} على وقوع الإيمان عليها. زعموا أن فرعون قالها حين ألجمه الماء). [معاني القرآن: 1/478]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {قد أجيبت دعوتكما} واحد.
أبو عبد الرحمن "دعواتكما" جمع). [معاني القرآن لقطرب: 662]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}
يروى في التفسير أن موسى دعا، وأن هارون أمّن على دعائه.
وفي الآية دليل أنهما دعوا جميعا لأن قوله: {قد أجيبت دعوتكما}
يدل أن الدعوة منهما جميعا، والمؤمّن على دعاء الداعي داع أيضا لأن قوله " آمين " تأويله استجب فهو سائل كسؤال الداعي.
وقوله: {ولا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون}.
موضع {تتّبعانّ} جزم، إلا أن النون الشديدة دخلت للنهي مؤكّدة.
وكسرت لسكونها وسكون النون التي قبلها، واختير لها الكسر لأنها بعد الألف، فشبهت بنون الاثنين). [معاني القرآن: 3/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما}
قال قتادة دعا موسى وأمن هارون
حدثنا محمد بن الحسين بن سماعة بالكوفة قال نا أبو نعيم قال نا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعا موسى فأمن هارون صلى الله عليهما
قال أبو جعفر وهو حسن عند أهل اللغة لأن التأمين دعاء ألا ترى أن معنى آمين استجب). [معاني القرآن: 3/312]


رد مع اقتباس