عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 05:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجرَ بَينَهُم}
نزلت في الزبير بن العوام وخصمه حاطب بن أبي بلتعة وقيل هو ثعلبة بن حاطب.
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يحدث أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كانا يسقيان بها كلاهما فقال النبي صلى الله عليه
[أسباب النزول: 156]
وسلم للزبير: ((اسق ثم أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للزبير: ((اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر)) فاستوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة للأنصاري وله فلما أحفظ الأنصاري رسول الله استوفى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة: قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِّمّا قَضَيتَ وَيُسَلِموا تَسليمًا}. رواه البخاري عن علي بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن معمر. ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث كلاهما عن الزهري.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسن الشيباني قال: حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة قال: حدثنا حامد بن يحيى بن هانئ البلخي قال: حدثنا سفيان قال: حدثني عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أم سلمة أن الزبير بن العوام خاصم رجلاً فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير فقال الرجل: إنما قضى له أنه ابن عمته فأنزل الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ ...} الآية). [أسباب النزول: 157]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك} إلى قوله:
[العجاب في بيان الأسباب: 2/904]
{ويسلموا تسليما} [65]
1 - تقدم قبل هذا النقل عمن قال إنها نزلت في تحاكم إلى الكاهن وهو ظاهر السياق فإن الآيات المذكورة متعاطفة بعضها على بعض وأولها قصة المتحاكمين علي الاختلاف في ذلك
2 - وجاء عن جماعة أن هذه الآية الأخيرة نزلت في قصة أخرى قال الإمام أحمد والبخاري جميعا حدثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى النبي في شراج الحرة التي يسقون بها فقال النبي للزبير اسق ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري وقل يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله ثم قال للزبير اسق ثم احبس الماء حتي يرجع إلى الجدر فاستوعى للزبير حقه وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي فيه سعة للأنصاري وله فلما أحفظه الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم قال الزبير والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية
وأخرجه البخاري ومسلم من طريق الليث عن الزهري عن عروة عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/905]
عبد الله بن الزبير خاصم فذكر الحديث
وكذا أخرجه البزار وابن حبان
وأخرجه النسائي والطبري والإسماعيلي وغيرهم من طريق ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد والليث عن ابن شهاب عن عروة حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار
قيل إن ابن وهب كمل رواية يونس الليث على رواية يونس والليث لا يقول عن الزبير وإنما قال إن الزبير كما تقدم
وأخرجه الطبري وغيره من رواية عبد الرحمن بن إسحاق وغيره عن الزهري عن عروة أرسلوه ولفظ عبد الرحمن خاصم الزبير رجل من الأنصار وفيه يا زبير اشرب ثم خل سبيل الماء فقال الأنصاري وهو من بني أمية بطن من الأنصار اعدل يا نبي الله وإن كان ابن عمتك وفيه احبس الماء إلى الكعبين وفيه فنزلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/906]
فلا وربك إلى آخرها
وغفل الحاكم فقال بعد أن أخرجه من طريق ابن أخي الزهري عن عمه عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولا أعلم أحدا أقام هذا الإسناد يذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه وهو عنه ضعيف طريق أخرى سمي فيها خصم الزبير
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي نا عمرو بن عثمان نا أبو حيوة عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية قال اختصم الزبير بن العوام حاطب بن أبي بلتعة في ماء فقضى النبي أن يسقي الأعلى قبل الأسفل
وقال الثعلبي قال الصالحي اسمه ثعلبة بن حاطب ثم ساق القصة وزاد في آخرها ثم خرجا على المقداد فقال لمن كان القضاء يا ثعلبة قال قضى لابن عمته ولوى شدقه ففطن له يهودي فقال قاتل الله هؤلاء يشهدون أنه رسول الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/907]
ثم يتهمونه في قضاء بينهم وايم الله لقد أتينا ذنبا مرة في حياة موسى فدعاه موسى إلى التوبة فقال اقتلوا أنفسكم القصة فنزلت
طريق أخرى قال ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة أن الزبير خاصم فقضى رسول الله للزبير فقال الرجل إنما قضى له أنه ابن عمته فأنزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية أخرجه الطبري والطبراني ورجاله ثقات إلا أن بعض أصحاب ابن عيينة أرسلوه
وأخرجه الفريابي عن ابن عيينة لم يقل عن أم سلمة وكذا أخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم عن ابن عيينة
3 - سبب آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر فقال النبي نعم انطلقا إليه فلما أتيا عمر قال الرجل يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله على هذا فقال ردنا إلى عمر فردنا إليك قال أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/908]
على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله فقال يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولوما أنني أعجزته لقتلني فقال رسول الله ما كنت أظن أن عمر يجترئ على قتل مسلم فأنزل الله تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }وأهدر دم ذلك الرجل ويرى عمر من قتله وستأتي بقية هذا الخبر في الذي بعده
وتقدم من طريق الكلبي في الذي قبله وفيه تقوية لقول من قال إن الآيات كلها أنزلت في حق المتخاصمين إلى الكاهن كما تقدم وبهذا جزم الطبري وقواه بأن الزبير لم يجزم بأن الآية نزلت في قصته بل أورده ظنا
قلت لكن تقدم في حديث أم سلمة الجزم بذلك ويحتمل أن تكون قصة الزبير وقعت في أثناء ذلك فتناولها عموم الآية والله أعلم
وقد تقدم أن القصة المذكورة نزل فيها ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت
طريق أخرى فيها أن الذي ترافعا إليه عمر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/909]
قال الحافظ بن الحافظ إبراهيم بن دحيم في مسنده نا شعيب بن شعيب نا أبو المغيرة نا عتبة بن ضمرة حدثني أبي أن رجلين اختصما إلى النبي فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه لا أرضى حتى ترضى فقال صاحبه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/910]
فما تريد قال أن نذهب إلى ابي بكر الصديق فذكرا ذلك له فقال الذي قضى له النبي اختصمنا إلى النبي فقضى لي عليه فقال أبو بكر فأنتما على ما قضى به النبي فأبى صاحبه أن يرضى وفيه أنه رد به إلى عمر ثم ذكر قصة عمر في قتله). [العجاب في بيان الأسباب: 2/911]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}
أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك)) فقال الأنصاري: يا رسول الله إن كان ابن عمتك، فتلون وجهه ثم قال: ((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر، ثم أرسل الماء إلى جارك)) واستوعب للزبير حقه، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة، قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.
وأخرج الطبراني في الكبير والحميدي في مسنده عن أم سلمة قالت: خاصم الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير، فقال الرجل: إنما قضى له لأنه ابن عمته، فنزلت {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {فلا وربك} الآية قال: أنزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقي الأعلى ثم الأسفل.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل: قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال ردنا إلى عمر، فقال: أكذلك؟ قال: نعم فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه، فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر فقتله، فأنزل الله {فلا وربك لا يؤمنون} الآية.
مرسل غريب في إسناده ابن
[لباب النقول:82]
لهيعة وله شاهد
أخرجه رحيم في تفسيره من طريق عتبة بن ضمرة عن أبيه). [لباب النقول:83]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [الآية: 65].
البخاري [9 /323] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال: خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اسقِ يا زبير ثم أرسلِ الماءَ إلى جارك)) فقال الأنصاري: يا رسول الله إن كان ابن عمتك فتلون وجهه. ثم قال: ((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك)). واستوعى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة قال الزبير: فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
الحديث أخرجه الجماعة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره [1 /520] فذكره البخاري في مواضع منها [5 /431 ،437]، ومسلم [15 /107] وفيه عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلًا من الأنصار وكذا في البخاري [5 /431]، فأمِنَّا مما ظاهره الإرسال في بعض الطرق، والترمذي[2 /289] وفيه عن عروة أن عبد الله حدثه وقال: هذا حديث حسن وأعاده في التفسير [4 /89] بذلك السند، وأبو داود [3 /352]، وابن ماجه رقم15 ورقم2480، والإمام أحمد [4 /5]، وابن جرير [5 /158] وفيه رواية عبد الله عن أبيه الزبير وابن الجارود [339] كالطبري). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 78]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس