عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 02:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا}، يعني: من أهلك بالعذاب.
{أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} والطّاغوت: الشّيطان، هو دعاهم إلى عبادة الأوثان، مثل قوله: {وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا}.
وقال السّدّيّ: {واجتنبوا الطّاغوت} ، يعني: واجتنبوا الأوثان.
قال: {فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة} كقوله: {شقيٌّ وسعيدٌ}.
{فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين} سعيدٌ عن قتادة، قال: كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم، ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/63]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين}
فأعلم اللّه أنه بعث الرسل بالأمر بالعبادة، وهو من وراء الإضلال والهداية،
فقال: {فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة}.فهذا يدل على أنهم لو قالوا ذلك معتقدين لكانوا صادقين،
ثم أكد ذلك فقال: {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ وما لهم من ناصرين} ). [معاني القرآن: 3/198-197]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ}
كقوله: {من يضلل اللّه فلا هادي له}.
حمّادٌ عن قيس بن سعيدٍ عن مجاهدٍ، أنّه كان يقرؤها كذلك.
قال حمّادٌ: وهي قراءة ابن كثيرٍ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: لا يهدى من يضلّ.
حدّثني فطرٌ، عن الشّعبيّ، قال: أشهد على علقمة أنّي سمعته يقرأ: {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ}، أي: من أضلّه اللّه، فوجبت عليه الضّلالة فإنّ اللّه لا يهديه.
وقوله في الحرص كقوله: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء}.
قال: {وما لهم من ناصرين} إذا جاءهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/64-63]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ...}
قرأها أصحاب عبد الله {يهدّي} يريدون: يهتدي من يضلّ. والعرب تقول للرجل: قد هدّي الرجل يريدون: اهتدى. ومثله {أم من لا يهدّي إلاّ أن يهدى} ... حدثني الحسن بن عيّاش أخو أبى بكر بن عيّاش وقيس بن الربيع وغيرهما عن الأعمش عن الشّعبي عن علقمة أنه قرأ (لا يهدي من يضل) كذلك.
وقرأها أهل الحجاز {لا يهدى من يضلّ} وهو وجه جيّد لأنها في قراءة أبيّ (لا هادي لمن أضل الله) ومن في الوجهين جميعاً في موضع رفع ومن قال {يهدي} كانت رفعاً إذ لم يسمّ فاعلها ومن قال {لا يهدي} يريد: يهتدي يكون الفعل لمن). [معاني القرآن: 2/99]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ وما لهم مّن نّاصرين}
وقال: {إن تحرص} لأنها من "حرص" "يحرص"). [معاني القرآن: 2/65]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء {إن تحرص على هداهم} من حرص يحرص؛ ولغة أخرى حرص عليه بكسر الراء؛ قال أبو علي: ولم نسمعها قرئت.
أبو عمرو والأعرج {فإن الله لا يهدي من يضل}.
ابن مسعود والحسن {يهدي من يضل}.
وقد رويت عن الحسن {يهدي} ). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ وما لهم من ناصرين}
وقرئت فإن اللّه لا يهدى من يضل، كما قال: {من يضلل اللّه فلا هادي له}.
وفيها وجه ثالث في القراءة.. " لا يهدي من يضل " وهو أقلّ الثلاثة). [معاني القرآن: 3/198]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت} قال: {بلى وعدًا عليه} ليبعثنّهم.
ثمّ قال: {حقًّا} فأقسم بقوله: {حقًّا}
{ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون * ليبيّن لهم الّذي يختلفون فيه} ما كانوا يختلفون فيه في الدّنيا، المؤمنون والكافرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/64]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {بلى وعداً عليه حقّاً...}
بلى ليبعثنّهم وعداً عليه حقّاً. ولو كان رفعاً على قوله: {بلى وعد عليه حقٌّ} كان صواباً). [معاني القرآن: 2/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت بلى وعدا عليه حقّا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}
{وعدا} منصوب مؤكد، المعنى بلى يبعثهم اللّه وعدا عليه حقا، {ليبين لهم الذي يختلفون فيه}.
فهذا على ضربين، جائز أن يكون معلقا بالبعث، ويكون المعنى: بلى يبعثهم الله ليبيّن - لهم وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، وجائز أن يكون {ليبيّن لهم الّذي يختلفون فيه} معلقا بقوله: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا}
ليبيّن لهم اختلافهم، وأنهم كانوا من قبله على ضلالة). [معاني القرآن: 3/198]

تفسير قوله تعالى: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وليعلم الّذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين} بقولهم في الدّنيا: {لا يبعث اللّه من يموت} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/64]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ليبين لهم الذي يختلفون فيه} يحتمل معنيين أحدهما أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه جملة الكلام وهو أن يكون المعنى بل يبعثهم ليبين لهم الذي يختلفون فيه والقول الآخر أن يكون متعلقا بقوله: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} فيكون المعنى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} ). [معاني القرآن: 4/66]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} قبل أن يكون {كن فيكون} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/64]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نّقول له كن فيكون...}
القول مرفوع بقوله: (أن نقول) كما تقول: إنما قولنا الحقّ. وأمّا قوله: {فيكون} فهي منصوبة بالردّ على نقول. ومثلها التي في يس منصوبة، وقد رفعها أكثر القراء.
وكان الكسائيّ يردّ الرفع في النحل. وفي يس وهو جائز على أن تجعل {أن تقول له} كلاماً تامّاً ثم تخبر بأنه سيكون، كما تقول للرجل: إنّما يكفيه أن آمره ثم تقول: فيفعل بعد ذلك ما يؤمر). [معاني القرآن: 2/100]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الناس {كن فيكون} بالرفع؛ كأن المعنى: فإنه يكون على كل حال.
ابن محيصن {كن فيكون} بنصب النون، وفي آخر يس {كن فيكون} ينصب؛ يجعله جواب الفاء؛ وهو وجه لا بأس به؛ وقد فسرناه). [معاني القرآن لقطرب: 807]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {إنّما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}
القراءة الرفع، وقد قرئت بالنصب، فالرفع على فهو، ويكون على معنى ما أراد اللّه فهو يكون، والنصب على ضربين أحدهما أن يكون قوله فيكون عطفا على {أن نقول فيكون}.
ويجوز أن يكون نصبا على جواب (كن) فـ (قولنا) رفع بالابتداء.
وخبره {أن نقول}، المعنى إنما قولنا لكل مراد قولنا كن، وهذا خوطب العباد فيه بما يعقلون وما أراد اللّه فهو كائن على كل حال وعلى ما أراده من الإسراع ولو أراد خلق الدنيا - السّماوات والأرض - في قدر لمح البصر لقدر على ذلك ولكنّ العباد خوطبوا بما يعقلون، فأعلمهم الله سهولة خلق الأشياء عليه قبل أن تكون، فأعلم أنه متى أراد الشيء كان، وأنه إذا قال كن كان. ليس أن الشيء قبل أن يخلق كان موجودا.
إنما المعنى: إذا أردنا الشيء نقول من أجله " كن " أيها المراد فيكون على قدر إرادة اللّه، لأن القوم أعني المشركين أنكروا البعث، {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت}.
وهو معنى قوله: {وكانوا يصرّون على الحنث العظيم} أي كانوا يحلفون أنهم لا يبعثون.
ولقد جاء في التفسير أن الحنث الشرك لأن من اعتقد هذا فضلا أن يحلف عليه فهو مشرك. فقال جلّ وعلا.
{بلى وعدا عليه حقّا}أي بلى يبعثهم وعدا عليه حقا، و {حقّا} منصوب مصدر مؤكد لأنه إذا قال يبعثهم دل على " وعد بالبعث وعدا "). [معاني القرآن: 3/199-198]


رد مع اقتباس