عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 02:50 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {هل ينظرون} ما ينظرون.
{إلا أن تأتيهم الملائكة} وهو عند الموت.
{أو يأتي أمر ربّك} ذاك يوم القيامة.
وهذا تفسير قتادة.
وتفسير الحسن: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} بعذابهم، يعني: مشركي العرب.
{أو يأتي أمر ربّك} ، يعني: النّفخة الأولى الّتي يهلك اللّه بها آخر كفّار هذه الأمّة الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه قبل عذاب الآخرة.
قال: {كذلك فعل الّذين من قبلهم} كذلك كذّب الّذين من قبل مشركي العرب كما كذّب مشركو العرب، فأهلكناهم بالعذاب.
قال: {وما ظلمهم اللّه ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} يضرّون.
وقال الحسن: ينقصون). [تفسير القرآن العظيم: 1/62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربّك كذلك فعل الّذين من قبلهم وما ظلمهم اللّه ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
أي: لقبض أرواحهم، أو يأتي ما وعدهم اللّه به من عذابه.
وقوله: {كذلك فعل الّذين من قبلهم وما ظلمهم اللّه}
أي كذلك فعلوا فأتاهم أمر اللّه بالعذاب، {فأصابهم سيئات ما عملوا} ). [معاني القرآن: 3/197-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} أي لقبض أرواحهم أو يأتي أمر ربك أي بالعذاب والزلزلة والخسف). [معاني القرآن: 4/64]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فأصابهم سيّئات ما عملوا} ثواب ما عملوا.
وقال السّدّيّ: أي عذاب ما عملوا من الشّرك.
{وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} ثواب ما كانوا به يستهزئون بآيات اللّه وبالرّسل). [تفسير القرآن العظيم: 1/63-62]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيءٍ نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من دونه من شيءٍ}
وهو ما حرّموا على أنفسهم من البحيرة والسّائبة، والوصيلة، والحام، والزّرع.
وهو قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا} إلى آخر الآية.
قالوا: لو كره اللّه هذا الّذي نحن عليه لحوّلنا عنه.
فقال اللّه جوابًا لقولهم: {كذلك فعل الّذين من قبلهم فهل}.
وقد ذكر عنهم في سورة الأنعام مثل هذا فقال: {قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوه لنا} أي: من حجّةٍ، أنّه لا يكره ما أنتم عليه، {إن تتّبعون إلا الظّنّ}.
وقال في هذه الآية: {كذلك فعل الّذين من قبلهم}يعني: فما {فهل على الرّسل}.
تفسير السّدّيّ.
{إلا البلاغ المبين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، ويجعلونها أيضا بمعنى: (ما) في قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}
و{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}، و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}؟ ،و{فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}؟ .
هذا كله عندهم بمعنى: (ما).
وهو والأوّل عند أهل اللغة تقرير). [تأويل مشكل القرآن: 539-538] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من دونه من شيء كذلك فعل الّذين من قبلهم فهل على الرّسل إلّا البلاغ المبين}
هذه الآية وأشباهها فيه تنازع وينبغي أن يقف أهل القرآن والسنة على حقيقة تفسيرها لأن قوما زعموا أن من قال هذا فقد كفر وأن من قال من العباد أن لا يفعل إلا ما شاء الله فقد كفر، وهذا تأويل رديء، وإنما كفر أولئك وكذبوا، لأنهم كانوا يقولون: لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيء على جهة الهزؤ، والدليل على ذلك أنّ قوم شعيب قالوا لشعيب:
{أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد}.
فلو قالوا له هذا معتقدين لكانوا مؤمنين، وإنما قالوه مستهزئين.
وقد اتفقت الأمّة على أن الله لو شاء ألا يعبد غيره مشيئة اضطرار إلى ذلك لم يقدر أحد على غير ذلك، ولكن اللّه جل ثناؤه تعبّد العباد ووفق من أحبّ توفيقه، وأضل من أحب إضلاله، وهؤلاء قالوا هذه محقّقين ما قيل لهم أنهم مكذبون إذ كان الإجماع على أن اللّه - عزّ وجلّ - يقدر على أن يجبر العباد على طاعته وأعلم اللّه أنهم مكذبون كما كذب الذين من قبلهم فقال:
{فهل على الرّسل إلّا البلاغ المبين} أي الإبلاغ. الذي يبينون معه أنهم أنبياء). [معاني القرآن: 3/197]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا}
قال قوم ذم الله هؤلاء الذين جعلوا شركهم عن مشيئته وقال قوم من قال هذا فقد كفر
قال أبو جعفر هذا غلط في التأويل ولا يقبل في التفسير على أنهم قالوا هذا على جهة الهزء كما قال قوم شعيب لنبيهم إنك لأنت الحليم الرشيد أي إنك أنت الحليم الرشيد على قولك وقد تبين هذا بقوله:
{إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} وفي قراءة أبي (فإن الله لا هادي لمن أضل الله) وهو شاهد لمن قرأ: {لا يهدي} وهي القراءة البينة كما قال: {وما توفيقي إلا بالله}
وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ لا يهدي من يضل وأحسن ما قيل في هذا ما رواه أبو عبيد عن الفراء أنه يقال هدى يهدي بمعنى اهتدى يهتدي قال تعالى: {أمن لا يهدي إلا أن يهدى} بمعنى يهتدي
قال أبو عبيد ولا نعلم أحدا روى هذا غير الفراء وليس بمتهم فيما يحكيه قال أبو جعفر حكى لي عن محمد بن يزيد كأن معنى لا يهدي من يضل من علم ذلك منه وسبق له ذلك عنده قال ولا يكون يهدي بمعنى يهتدي إلا أن
تقول يهدي أو يهدي). [معاني القرآن: 4/66-64]

رد مع اقتباس