عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:10 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلاّ ظنًّا وما نحن بمستيقنين}.
يقول تعالى ذكره: ويقال لهم حينئذٍ: {وإذا قيل} لكم {إنّ وعد اللّه} الّذي وعد عباده، أنّه محييهم من بعد مماتهم، وباعثهم من قبورهم {حقٌّ والسّاعة} الّتي أخبرهم أنّه يقيمها لحشرهم، وجمعهم للحساب والثّواب على الطّاعة، والعقاب على المعصية، آتيةٌ {لا ريب فيها} يقول: لا شكّ فيها، يعني في السّاعة، والهاء في قوله: {فيها} من ذكر السّاعة ومعنى الكلام: والسّاعة لا ريب في قيامها، فاتّقوا اللّه وآمنوا باللّه ورسوله، واعملوا لما ينجيكم من عقاب اللّه فيها {قلتم ما ندري ما السّاعة} تكذيبًا منكم بوعد اللّه جلّ ثناؤه، وردًّا لخبره، وإنكارًا لقدرته على إحيائكم من بعد مماتكم.
وقوله: {إن نظنّ إلاّ ظنًّا} يقول: وقلتم ما نظنّ أنّ السّاعة آتيةٌ إلاّ ظنًّا {وما نحن بمستيقنين} أنّها جائيةٌ، ولا أنّها كائنةٌ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {والسّاعة لا ريب فيها} فقرأت ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة و{السّاعة} رفعًا على الابتداء وقرأته عامّة قرّاء الكوفة و(السّاعة) نصبًا عطفًا بها على قوله: {إنّ وعد اللّه حقٌّ}.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المخرج في العربيّة متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/107-108]

تفسير قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: وبدا لهؤلاء الّذين كانوا في الدّنيا يكفرون بآيات اللّه سيّئات ما عملوا في الدّنيا من الأعمال، يقول: ظهر لهم هنالك قبائحها وشرارها لمّا قرأوا كتب أعمالهم الّتي كانت الحفظة تنسخها في الدّنيا {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} يقول: وحاق بهم من عذاب اللّه حينئذٍ ما كانوا به يستهزئون إذ قيل لهم: إنّ اللّه محلّه بمن كذّب به على سيّئات ما في الدّنيا عملوا من الأعمال). [جامع البيان: 21/108]

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اليوم ننساكم كما نسيتم قال اليوم نترككم كما تركتم). [تفسير عبد الرزاق: 2/214]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ننساكم} [الجاثية: 34] : «نترككم»). [صحيح البخاري: 6/133]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ننساكم نترككم هو قول أبي عبيدة وقد وصله عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله فاليوم ننساكم كما نسيتم قال اليوم نترككم كما تركتم وأخرجه بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ أيضًا وهو من إطلاق الملزوم وإرادة اللّازم لأنّ من نسي فقد ترك بغير عكس). [فتح الباري: 8/574]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ننساكم نترككم
أشار به إلى قوله تعالى: {فاليوم ننساكم كما نسيتم} (الجاثية: 34) معناه نترككم كما تركتم، ولم يكن تركهم إلاّ في النّار، وهذا من إطلاق الملزوم وإرادة اللّازم لأن من نسي فقد ترك من غير عكس). [عمدة القاري: 19/166]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ننساكم}) في قوله تعالى: {اليوم ننساكم} [الجاثية: 34] أي (نترككم) في العذاب كما تركتم الإيمان والعمل ولقاء هذا اليوم). [إرشاد الساري: 7/338]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}.
يقول تعالى ذكره: وقيل لهؤلاء الكفرة الّذين وصف صفتهم: اليوم نترككم في عذاب جهنّم، كما تركتم العمل للقاء ربّكم يومكم هذا.
- كما: حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقيل اليوم ننساكم} نترككم.
وقوله: {ومأواكم النّار} يقول: ومأواكم الّتي تأوون إليها نار جهنّم {وما لكم من ناصرين} يقول: وما لكم من مستنقذٍ ينقذكم اليوم من عذاب اللّه، ولا منتصرٍ ينتصر لكم ممّن يعذّبكم، فيستنقذ لكم منه). [جامع البيان: 21/108-109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال: تركتم ذكري وطاعتني فكذا أترككم {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال: تركتم ذكري وطاعتي فكذا تركتم في النار). [الدر المنثور: 13/306-307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما قعد قوم يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة فإذا حمدوا الله حمدوه وإن سبحوا الله سبحوه وإن كبروا الله كبروه وإن استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا إلى ربهم فيسألهم فقالوا: ربنا عبيد لك في الأرض ذكروك فذكرناك، قال: ماذا قالوا: قالوا: ربنا حمدوك فقال: أول من عبد وآخر من حمد، قالوا: وسبحوك، قال: مدحي لا ينبغي لأحد غيري قالوا: ربنا كبروك، قال: لي الكبرياء في السموات والأرض وأنا العزيز الحكيم، قالوا: ربنا استغفروك، قال: أشهدكم أني قد غفرت لهم). [الدر المنثور: 13/307]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلكم بأنّكم اتّخذتم آيات اللّه هزوًا وغرّتكم الحياة الدّنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذا الّذي حلّ بكم من عذاب اللّه اليوم {بأنّكم} في الدّنيا {اتّخذتم آيات اللّه هزوًا} وهي حججه وأدلّته وآي كتابه الّتي أنزلها على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم {هزوًا} يعني سخريةً تسخرون منها {وغرّتكم الحياة الدّنيا} يقول: وخدعتكم زينة الحياة الدّنيا فآثرتموها على العمل لما ينجيكم اليوم من عذاب اللّه يقول تعالى ذكره: {فاليوم لا يخرجون منها} من النّار {ولا هم يستعتبون} يقول: ولا هم يردّون إلى الدّنيا ليتوبوا ويراجعوا الإنابة ممّا عوقبوا عليه). [جامع البيان: 21/109]

تفسير قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فللّه الحمد ربّ السّموات وربّ الأرض ربّ العالمين (36) وله الكبرياء في السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره: {فللّه الحمد} على نعمه وأياديه عند خلقه، فإيّاه فاحمدوا أيّها النّاس، فإنّ كلّ ما بكم من نعمةٍ فمنه دون ما تعبدون من دونه من آلهةٍ ووثنٍ، ودون ما تتّخذونه من دونه ربًّا، وتشركون به معه {ربّ السّموات وربّ الأرض} يقول: مالك السّماوات السّبع، ومالك الأرضين السّبع و{ربّ العالمين} [الفاتحة: ] يقول: مالك جميع ما فيهنّ من أصناف الخلق). [جامع البيان: 21/109-110]

تفسير قوله تعالى: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وله الكبرياء في السّموات والأرض}، يقول: وله العظمة والسّلطان في السّماوات والأرض دون ما سواه من الآلهة والأنداد {وهو العزيز} [إبراهيم: ] في نقمته من أعدائه، القاهر كلّ ما دونه، ولا يقهره شيءٌ {الحكيم} في تدبيره خلقه وتصريفه إيّاهم فيما شاء كيف شاء، واللّه أعلم). [جامع البيان: 21/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه أن لله ثلاثة أثواب: اتزر بالعزة وتسربل الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزز بغير ما أعز الله فذلك الذي يقال له (ذق إنك أنت العزيز الكريم) (سورة الدخان الآية 49) ومن رحم رحمه الله ومن تكبر فقد نازع الله الذي ينبغي له فإنه تبارك وتعالى يقول: لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنة). [الدر المنثور: 13/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود، وابن ماجة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار والله أعلم). [الدر المنثور: 13/308]


رد مع اقتباس