عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:39 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلعلّك باخعٌ نفسك}
قاتلٌ نفسك؛ في تفسير قتادة والعامّة،
{على آثارهم} ...
{أسفًا}، أي: حزنًا في تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه، أي: حزنًا عليهم {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث}، يعني: القرآن.
أي: فلا تفعل.
فيها تقديمٌ.
وقال قتادة: {أسفًا} ، أي: غضبًا.
قال يحيى: مثل قوله: {فلمّا آسفونا} أغضبونا.
وقال مجاهدٌ: أسفًا، جزعًا. ذكره عاصم بن حكيمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/172]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلعلّك باخعٌ نّفسك...}

أي مخرج نفسك، قاتل نفسك.
وقوله: {إن لّم يؤمنوا} تكسرها إذا لم يكونوا آمنوا على نيّة الجزاء، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت؛ مثل قوله في موضع آخر: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً إن كنتم} ، و{أن كنتم}.
ومثله قول الشاعر:
أتجزع أن بان الخليط المودّع.......وحبل الصّفا من عزّة المتقطع).
[معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {فلعلّك باخعٌ نفسك} مهلكٌ نفسك،
قال ذو الرّمّة:
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه.......لشئٍ نحته عن يديه المقادر
أي نحّته مشدّد، ويقال: بخعت له نفسي ونصحي أي جهدت له.
{بهذا الحديث أسفاً} أي ندماً وتلهّفاً، وأسىً). [مجاز القرآن: 1/393]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {فلعلّك باخعٌ نّفسك على آثارهم إن لّم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً}
وأمّا قوله: {أسفاً} فإنّما هو {فلعلّك باخعٌ نّفسك}، {أسفاً}). [معاني القرآن: 2/74]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فلعلك باخع} المعنى فيها على وجهين:
قالوا في التفسير عن الثقة: قاتل نفسك؛ وهو قول ابن عباس؛ وهو في اللغة بخع يبخع بخعًا: قتل نفسه.
وقالوا أيضًا: بخعه: جهده؛ فيكون المعنى {لعلك باخع نفسك}: جاهد نفسك؛ وقالوا: بخع الرجل: ذل وضرع.
قال ذو الرمة:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه = لشيء نحته عن يديه المقادر). [معاني القرآن لقطرب: 864]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {باخع نفسك}: قاتل لها ومهلكها). [غريب القرآن وتفسيره: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {باخعٌ نفسك} أي قاتل نفسك ومهلك نفسك.
قال ذو الرّمّة:
إلا أيها الباخع الوجد نفسه.......لشيء نحته عن يديه المقادر
{أسفاً}: حزنا.
الصعيد: المستوي. ويقال: وجه الأرض. ومنه قيل للتراب:
صعيد، لأنه وجه الأرض.
و(الجزر): التي لا تنبت شيئا. يقال: أرض جزر وأرضون أجراز). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
تأويله: فلعلك مهلك نفسك، وقال بعضهم: قاتل نفسك، والمعنى واحد.
قال الشاعر:
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه.......لشيء نحته عن يديه المقادر
المعنى: ألا أيهذا الذي أهلك الوجد نفسه.
ومعنى {على آثارهم}: أي من بعدهم.
{إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} يعنى بالحديث القرآن، و (أسفا) منصوب لأنه مصدر في موضع الحال،
والأسف المبالغة في الحزن أو الغضب. يقال: قد أسف الرجل؛ فهو أسيف وآسف.
قال الشاعر:
أرى رجلا منهم أسيفا كأنّما.......يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا).
[معاني القرآن: 3/269-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم}
روى سعيد عن قتادة قال: قاتل نفسك، ثم قال على آثارهم أي بعدهم). [معاني القرآن: 4/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
قال قتادة: (أي غضبا).
قال مجاهد: (أي جزعا وهذا أشبه أي حزنا عليهم) ). [معاني القرآن: 4/215]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({باخع نفسك} أي: قاتل نفسك). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أسفا}: حزنا). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({باخع نفسك} أي قاتل ومهلك.
{أسفا}: أي حزنا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاخِعٌ}: قاتل). [العمدة في غريب القرآن: 186]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم} لنختبرهم.
{أيّهم أحسن عملا} أيّهم أطوع للّه، وقد علم ما هم فاعلون). [تفسير القرآن العظيم: 1/172]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملا}

أي لنختبرهم، و {أيّهم} مرفوع بالابتداء، إلا أن لفظه لفظ الاستفهام المعنى ليخبر أهذا أحسن عملا أم هذا، فالمعنى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها)، أي اختبارا ومحنة،
فالحسن العمل من زهد فيما زيّن له من الدنيا، ثم أعلمهم أنه مبيد ومفن ذلك كلّه مقال:
{وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}). [معاني القرآن: 3/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها}
قال قطرب: (أي ما على الأرض مما تزين به) ). [معاني القرآن: 4/215]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
أي: لنختبرهم). [معاني القرآن: 4/215]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّا لجاعلون ما عليها} ما على الأرض.
{صعيدًا جرزًا} والجرز هاهنا: الخراب في تفسير الحسن.
وقال قتادة: الّتي ليس فيها شجرٌ ولا بناءٌ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بلقعًا.
قال يحيى: (وهي في موضعٍ آخر حيث قالوا: {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} اليابسة الّتي ليس فيها نباتٌ {فنخرج به زرعًا})). [تفسير القرآن العظيم: 1/172-173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {صعيداً...}

الصعيد: التراب. والجرز: أن تكون الأرض لا نبات فيها. يقال: جرزت الأرض وهي مجروزة. وجرزها الجراد أو الشاء أو الإبل فأكلن ما عليها). [معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {صعيداً} أي مستوياً، وجه الأرض.
{جرزاً}: أي غلظاً لا ينبت شيئاً والجميع أرضون أجراز، ويقال للسنة المجدبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة مطرها،
قال ذو الرّمّة:
طوى النّخر والأجراز ما في عروضها.......فما بقيت إلا الصدور الجراشع
وقال:
قد جرّفتهن السّنون الأجراز). [مجاز القرآن: 1/394-393]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {صعيدا جرزا} أما الجرز فإنهم يقولون: جرزت الأرض جرزًا؛ إذا لم يكن فيها شيء؛ وقالوا: جزرة الزمان يجرزه؛ وأجرزوا، فهم مجرزون.
وقال تبع:
لا تسقني بيديك إن لم ألفها = جرزًا كأن أشاءها مجرود
[وروى محمد بن صالح]:
مجروز؛ أي مستأصل.
وقال بعض عنزة:
إنا بأموالنا نجود كما = يجود غيث بسابسا جرزة). [معاني القرآن لقطرب: 864]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {صعيدا جرزا}: الصعيد المستوي المنبسط). [غريب القرآن وتفسيره: 223]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}
و"الصعيد": الطريق الذي لا نبات فيه، و"الجرز": الأرض التي لا تنبت شيئا، كأنها تأكل النبت أكلا، يقال "أرض جرز"، و"أرضون أجراز"). [معاني القرآن: 3/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}
روى سعيد عن قتادة قال: (أي لا شجر فيها ولا نبات ولا بناء).
وقال مجاهد: أي بلقعا، قال أبو جعفر: والصعيد في اللغة وجه الأرض ، ومنه قيل للتراب صعيد، والجرز في اللغة: الأرض التي لا نبات فيها.
قال الكسائي: (يقال "جرزت الأرض تجرز"، و"جرزها القوم يجرزونها" إذا أكلوا كل ما فيها من النبات والزرع؛ فهي مجروزة وجرز) ). [معاني القرآن: 4/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {صعيدا}: بلا نبات). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {جرزا}: بغير سقي ماء). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصعيد) المستوي. قيل: وجه الأرض، ومنه قيل للتراب: صعيد.
(الجرز): التي لا تنبت شيئا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصَّعيد): وجه الأرض.
{جُرُزاً}: لا تنبت). [العمدة في غريب القرآن: 186]


رد مع اقتباس