عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2 محرم 1433هـ/27-11-2011م, 10:02 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


أخي ثقة يرد الضيم عنه = ولا يلفى ألد ولا مهينا
...
ألد: الشديد الخصومة). [شرح أشعار الهذليين: 2/543]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وحبذا بخلها عنا وقد عرضت = دون النوال بعلات وألداد
(هو يَلُدُّه حاجته) إذا رده، {وهو ألد الخصام} ). [شرح أشعار الهذليين: 2/939]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والألد: الشديد الخصومة، قال الله تبارك وتعالى: {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا}، وقال: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ). [الكامل: 2/952-953] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
صفوح بخديها وقد طال جريها = كما قلب الكف الألد المجادل
صفوح بخديها أي تنظر يمنة ويسرة من النشاط، وهي كقول سلمة بن الخرشب الأنماري:
من المتلفتات بجانبيها = إذا ما بل محزمها الحميم
الألد: الشديد الخصومة وهو من قوله عز وجل: {وهو ألد الخصام}، غيره: روى أحمد إذا طال جريها، وقال: تعدل بخديها يمنة ويسرة كما يقلب المخاصم يده يمنة ويسرة، وإنما يصف نشاطها في وقت تعبها وعرقها وأنها لم تنكسر، ويقال قد لد الرجل يلد فهو ألد من قوم لد وقد لددت يا رجل تلد، ومثل وزنه رجل أيل وهو القصير الأسنان المقبلة إلى داخل الفم وقد يل ييل وقد يللت
يا رجل تيل يللا). [شرح المفضليات: 170-171]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
لدٍ ظأرتهم على ما ساءهم = وخسأت باطلهم بحقٍ ظاهر
الألد: الشديد الخصومة). [شرح المفضليات: 262]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) }

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: اشتريت الشيء وشريته أشرية شرا وشراء ممدود، أي: يعته. وشريت في معنى بعت في لغة غاضرة من بني أسد. وقال المسيب بن علس:
يعطي بها ثمنا فيمنها = ويقول صاحبه ألا تشري؟
وقال الله جل ثناؤه: {يشري نفسه} يبيع نفسه. وقال النمر بن تولب:
وإني لأستحي الخليل وأتقي = تقاي وأشري من تلادي بالحمد
وقال الأسود:

فآليت لا أشريه حتى يلمني = وآليت لا ألقاه حتى يفارقا
وقال أبو ذؤيب:
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم = فإني شريت الحلم بعدك بالجهل
). [الأضداد: 98-99]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (وقال الشماخ وذكر قوسا
فلما شراها فاضت العين عبرة = وفي الصدر حزاز من الوجد حامز
ويروى حزاز، شراها: باعها، حزاز من الحزاز والحزازة يجدها الرجل في صدره من غيظ وغم يجده من لومه نفسه، قوله حامز أي قابض يقال فلان أحمز أمرا من فلان إذا كان منقبض الأمر مشمره، ومنه استق حمزة، وقال الله جل ثناؤه: {ومن الناس من يشري نفسه} أي: يبيع نفسه). [كتاب الأضداد: 30-31]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *شرى* شراه ملكه بالبيع وأيضا باعه فمن الشراء بمعنى البيع قول الكتاب العزيز: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} أي: يبيعها، وقوله تعالى: {وشروه بثمن بخس} ). [كتاب الأضداد: 59]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد شريت الشيء فأنا أشريه شرى وشراء إذا بعته وإذا اشتريته قال الله عز وجل: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} أي يبيعها وقال: {وشروه بثمن بخس دراهم} أي باعوه وقد شرى جلده يشرى شرى وقد شري زمام الناقة يشرى شرى إذا كثر اضطرابه وشري البرق إذا كثر لمعانه وأنشد الأصمعي

(أصاح ترى البرق لم يغتمض = يموت فواقا ويشرى فواقا)
وقد شري غضبا إذا استطار غضبا وحكى أبو عمرو شرى البعير في سيره يشرى إذا كان سريع المشي). [إصلاح المنطق: 200]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

فإن تزعميني كنت أجهل فيكم = فإني شريت الحلم بعدك بالجهل
...
و(شريت) اشتريت. وفي موضع آخر: (شريت) بعت، وهو ضد). [شرح أشعار الهذليين: 1/90-91]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
كفعل الوالد الرّوف الرّحيم
يقال: "رؤوف" على "فعلٍ" مثل يقظ وحذر، رؤوف على وزن "ضروب". وقال الأنصاري:

نطيع نبيّنا ونطيع ربًا = هو الرّحمن كان بنا رؤوفا
وقد قرئ: {واللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}، و{رؤوفٌ} أكثر، وإنما هو من الرّأفة، وهي أشدّ الرّحمة، ويقال: "رآفةٌ" وقرئ: {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}، على وزن الصّرامة والسّفاهة). [الكامل: 2/668]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( واشتريت حرف من الأضداد. يقال: اشتريت الشيء على معنى قبضته وأعطيت ثمنه. وهو المعنى المعروف عند الناسـ ويقال: اشتريته إذا بعته، قال الله عز وجل: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى}، قال جماعة من المفسرين: معناه باعوا الضلالة بالهدى. وقال بعض أهل اللغة: كل من آثر شيئا على شيء فالعرب تجعل الإيثار له بمنزلة شرائه، واحتجوا بقول الشاعر:

أخذت بالجمة رأسا أزعرا = وبالثنايا الواضحات الدردرا
وبالطويل العمر عمرا أنزرا = كما اشترى المسلم إذ تنصرا
ويقال: شريت الشيء إذا بعته، وشريته إذا ابتعته، قال الله عز وجل: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}، فمعناه من يبيع نفسه. وقال الشاعر:

فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى = شروا هذه الدنيا بجناته الخلد
أراد باعوا هذه الدنيا. وقال الشماخ:
فلما شراها فاضت العين عبرة = وفي الصدر حزاز من اللوم حامز
أراد باعها. وقال الحميري:

وشريت بردا ليتني = من بعد برد كنت هامه
أو هامة تدعو صدى = بين المشقر واليمامه
أراد: وبعت بردا. وقال الآخر في معنى (ابتعت):

اشروا لها خاتنا وابغوا لخاتنها = معاولا ستة فيهن تذريب
أرادوا اشتروا لها). [كتاب الأضداد: 72-73] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَآمَنُواْادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} [البقرة: 208] فالسلم: الإسلام وقوله: {كافة} معناها عند العرب الإحاطة بالشيء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس " فصارت الخمس كلها هي الملة التي سماها الله سلما مفروضا). [الإيمان: 51]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) }

تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وليست بأدنى من صبير غمامة = «بنجد» عليها لامع يتكشف
...
والغمامة: سحابة بيضاء). [رواية أبي سعيد السكري لديوان جران العود: 16] (م)

تفسير قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أبلغ معاوية بن صخر آية = يهوي إليه بها البريد الأعجل
...
و(آية) علامة). [شرح أشعار الهذليين: 1/433]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

ألا أبلغا أفناء لحيان آية = وكنت متى تجهل خصيمك يجهل
(آية) علامة). [شرح أشعار الهذليين: 2/817]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما وقوع ألفات الوصل للأسماء فقولك: ابن، واسم، وامرؤ، كما ترى.
فأما ابن فإنه حرف منقوص مسكن الأول فدخلت لسكونه، وإنما حدث فيه هذا السكون لخروجه عن أصله، وموضع تفسيره فيما نذكره من بنات الحرفين.
وكذلك اسم.
فإن صغرتهما أو غيرهما مما فيه ألف الوصل من الأسماء - سقطت الألف، لأنه يتحرك ما بعدها فيمكن الابتداء به. وذلك قولك: بنى، وسمى، تسقط الألف وترد ما ذهب منهما.
وأما مرؤ فاعلم فإن الميم متى حركت سقطت الألف.
تقول هذا مرءٌ فاعلم، وكما قال تعالى: {يحول بين المرء وقلبه}، وهذا مريىٌّء فاعلم.
ومن قال: امرؤ قال في مؤنثه: امرأة، ومن قال: مرءٌ قال في مؤنثه: مرأة.
واعلم أنك إذا قلت امرؤ فاعلم ابتدأت الألف مكسورة، وإن كان الثالث مضموما، وليس بمنزلة اركض، لأن الضمة في اركض لازمة، وليست في قولك امرؤ لازمة لأنك تقول في النصب رأيت امرأ، وفي الجر مررت بامرئ فليست بلازمة.
وأما قولنا: إذا تحرك الحرف الساكن، فبتحويل الحركة عليه سقطت ألف الوصل.
فمن ذلك أن تقول: اسأل فإن خففت الهمزة فإنّ حكمها - إذا كان قبلها حرف ساكن - أن تحذف فتلقى على الساكن حركتها، فيصير بحركتها متحرّكا. وهذا نأتي على تفسيره في باب الهمزة إن شاء الله. وذلك قولك: سل؛ لأنك لما قلت: اسأل - حذفت الهمزة فصارت: اسل فسقطت ألف الوصل لتحرك السين. قال الله عزّ وجل: {سل بني إسرائيل}.
ومن ذلك ما كانت الياء والواو فيه عينا؛ قال، وباع، لأنك تقول: يقول، ويبيع فتحول حركة العين على الفاء.
فإذا أمرت قلت: قل، وبع؛ لأنهما متحركتان). [المقتضب: 1/220] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن الهمزة المتحركة إذا كان قبلها حرف ساكن فأردت تخفيفها، فإن ذلك يلزم فيه أن تحذفها، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها، فيصير الساكن متحركا بحركة الهمزة.
وإنما وجب ذلك؛ لأنك إذا خففت الهمزة جعلتها بين بين، قد ضارعت بها الساكن، وإن كانت متحركة.
ووجه مضارعتها أنك لا تبتدئها بين بين؛ كما لا تبتدئ ساكنا. وذلك قولك: من ابوك، فتحرك النون، وتحذف الهمزة، ومن اخوانك.
وتقرأ هذه الآية إذا أردت التخفيف ( الله الذي يخرج الخب في السماوات ) وقوله: {سل بني إسرائيل} ). [المقتضب: 1/296] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن ألف الوصل التي تكون مع اللام للتعريف تخالف سائر ألفات الوصل، وإن كانت في الوصل مثلهن.
وذالك أنها مفتوحة؛ لأنها لم تلحق اسما ولا فعلا؛ نحو اضرب، واقتل، وابن، واسم، وإنما لحقت حرفا، فلذلك فتحت وخولف بلفظها لمخالفة ما وقعت عليه الأسماء والأفعال.
فإذا كانت في درج الكلام سقطت كسقوط سائر ألفات الوصل. وذلك قولك: لقيت القوم فتسقط، وتقول: والقوم ذاهبون، وكذلك جميع ما صرفت فيه، إلا أن تلحقها ألف الاستفهام فتجعلها مدة، ولا تحذفها، فيلتبس الخبر بالاستفهام؛ لأنها مفتوحة، فلو حذفتها لاستوى اللفظان. وذلك قولك في الاستفهام: آلرجل لقيك؟ وقوله: {آلله خيرٌ أم ما يشركون}.
وكذلك ألف أيم؛ لأنها لزمت اسما لا يستعمل إلا في القسم، فهو مضارع لألف اللام: تقول: آيم الله لقد كان ذاك، آيمن الله لقد كان ذاك. ولذلك قالوا: يا ألله اغفر لنا، لما كنت في اسم لا تفارقه وثبتت في الاستفهام فعلوا بها ذلك.
وكذلك: أفألله لتفعلن، لما وصفت لك.
فإذا كنت مستأنفة وتحركت اللام بعدها بحركة الهمزة فإن النحويين يختلفون فيها.
فيقول قوم: ألحمر جاءني فيثبتونها وإن تحركت اللام، ولا يجعلونها مثل قولك: {سل بني إسرائيل}؛ لأنها كانت اسأل، فلما تحركت السين سقطت ألف الوصل.
فهؤلاء يحتجون بثباتها في الاستفهام، وأن ما بعدها ساكن الأصل، لا يكون إلا على ذلك وهؤلاء لا يدغمون ما قبل اللام في اللام مما قرب جواره منها؛ لأن حكم اللام عندهم حكم السكون. فلذلك ثبتت ألف الوصل.
ومنهم من يقول: لحمر جاءني، فيحذف الألف لتحرك اللام. وعلى هذا قرأ أبو عمرو (وأنه أهلك عاد لولى).
وكان الأخفش يجيز: اسل زيدا؛ لأن السين عنده ساكنة لأن الحركة للهمزة. وهذا غلط شديد؛ لأن السين متصرفة كسائر الحروف؛ وألف الوصل لا أصل لها، فمتى وجد السبيل إلى إسقاطها سقطت، واللام مبنية على السكون لا موضع لها غيره. فأمرها مختلف. ولذلك لحقتها ألف الوصل مفتوحة مخالفةً لسائر الألفات). [المقتضب: 1/388] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
وكنّ من أن يلقينه حذراتِ
الأصل "من أن يلقينه" ولكن الهمزة إذا خففت وقبلها ساكنٌ ليس من حروف اللين الزوائد، فتخفيفها - متصلة كانت أو منفصلة - أن تلقي حركتها على ما قبلها وتحذفها، تقول: من أبوك?، فتفتح النون وتحذف الهمزة، ومن أخوانك?، ومن أم زيدٍ? فتضم النون وتكسرها وتفتحها، على ما ذكرت لك، وتقول: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ} وفلانٌ له هيةٌ، وهذه مرةٌ، إذا خففت الهمزة في الخبء والهيئة والمرأةِ، وعلى هذا قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ} لأنها كانت اسأل فلما حركت السين بحركةِ الهمزة سقطت ألف الوصلِ، لتحرك ما بعدها، وإنما كان التخفيف في هذا الموضع بحذف الهمزةِ، لأن الهمزةَ إذا خففت قربت من الساكن، والدليل على ذلك أنها لا تبتدأ إلا محققة، كما لا يبتدأ إلا بمتحركٍ، فلما التقى الساكن وحروف تجري مجرى الساكن حذفت المعتل منها، كما تحذف لالتقاء الساكنين). [الكامل: 2/772] (م)


رد مع اقتباس