عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ضرب تعالى أمر موسى مثلا للنبي عليه الصلاة والسلام ولقريش، أي: فعل أولئك كأفعال هؤلاء، حين جاءهم مثل ما جاء هؤلاء، و"الكلمة السابقة" هي حتم الله تعالى بتأخير عذابهم إلى يوم القيامة، والضمير في قوله تعالى: {لفي شك منه} يحتمل أن يعود على موسى عليه السلام أو على كتابه). [المحرر الوجيز: 7/ 491-492]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه} الآية. نصيحة بينة للعالم وتحذير وترجية وصدع بأن الله تعالى لا يجعل شيئا من عقوبات عبيده في غير موضعها، بل هو العادل المتفضل الذي يجازي كل عبد بتكسبه). [المحرر الوجيز: 7/ 492]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد * وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص * لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط * ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ}
المعنى: أن وقت علم الساعة ومجيئها يرده كل مؤمن متكلم فيه إلى الله عز وجل، وذكر تعالى الثمار وخروجها من الأكمام وحمل الإناث مثالا لجميع الأشياء; إذ كل شيء خفي، فهو في حكم هذين، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، والحسن، وطلحة، والأعمش: [من ثمرة] بالإفراد على أنه اسم جنس، وقرأ نافع، وابن عامر: [من ثمرات] بالجمع، واختلف عن عاصم، وهي قراءة أبي جعفر، وشيبة، والأعرج، والحسن - بخلاف - وفي مصحف عبد الله: "في ثمرة". و"الأكمام" جمع كم، وهو غلاف التمر قبل ظهوره.
وقوله تعالى: {ويوم يناديهم} تقديره: واذكر يوم يناديهم، والضمير في "يناديهم" ظاهره والأسبق فيه أنه يريد به الكفار عبدة الأوثان، ويحتمل أن يريد به كل من عبد من دون الله تبارك وتعالى من إنسان وغيره، وفي هذا ضعف.
وأما الضمير في قوله تعالى: {وضل عنهم} فلا احتمال لعودته، إلا على الكفار.
و[آذناك] قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: معناه: أعلمناك ما منا من يشهد ولا من شهد بأن لك شريكا.
و" ضل عنهم " أي نسوا ما كانوا يقولون في الدنيا ويدعون من الآلهة والأصنام، ويحتمل أن يريد: وضل عنهم الأصنام، أي تلفت عنهم، فلم يجدوا منها نصرا وتلاشى لهم أمرها. وقوله تعالى: {[وظنوا]} يحتمل أن يكون متصلا بما قبله ويكون الوقف عليه، ويكون قوله سبحانه: {ما لهم من محيص} استئناف، نفى أن يكون لهم منجى أو موضع روغان، تقول: حاص الرجل، إذا راغ يطلب النجاة من شيء، ومنه في الحديث: "فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب"، ويكون الظن - على هذا التأويل - على بابه، أي: ظنوا أن هذه المقالة ما منا من شهيد منجاة لهم أو أمر يموهون به. ويحتمل أن يكون الوقف في قوله تعالى: {من قبل}، ويكون [وظنوا] متصلا بقوله تعالى: {ما لهم من محيص}، أي: ظنوا ذلك، ويكون الظن - على هذا التأويل - بمعنى اليقين، وبه فسر السدي.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عبارة يطلقها أهل اللسان على الظن، ولست تجد ذلك، إلا فيما علم علما قويا وتقرر في النفس ولم يتلبس به بعد، وإلا فمتى تلبس بالشيء وحصل تحت إدراك الحواس، فلست تجدهم يوقعون عليه لفظة الظن). [المحرر الوجيز: 7/ 492-493]

رد مع اقتباس