عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:33 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل يا أيّها النّاس إن كنتم في شكٍّ من ديني فلا أعبد الّذين تعبدون من دون اللّه ولكن أعبد اللّه الّذي يتوفّاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين (104) وأن أقم وجهك للدّين حنيفًا ولا تكوننّ من المشركين (105) ولا تدع من دون اللّه ما لا ينفعك ولا يضرّك فإن فعلت فإنّك إذًا من الظّالمين (106) وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخيرٍ فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرّحيم (107)}
يقول تعالى لرسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه: قل: يا أيّها النّاس، إن كنتم في شكٍّ من صحّة ما جئتكم من الدّين الحنيف، الّذي أوحاه اللّه إليّ، فها أنا لا أعبد الّذين تعبدون من دون اللّه، ولكن أعبد اللّه وحده لا شريك له، وهو الّذي يتوفّاكم كما أحياكم، ثمّ إليه مرجعكم؛ فإن كانت آلهتكم الّتي تدعون من دون اللّه حقًّا، فأنا لا أعبدها فادعوها فلتضرّني، فإنّها لا تضرّ ولا تنفع، وإنّما الّذي بيده الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له، وأمرت أن أكون من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 299-300]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأن أقم وجهك للدّين حنيفًا ولا تكوننّ من المشركين} أي: أخلص العبادة للّه وحده حنيفًا، أي: منحرفًا عن الشّرك؛ ولهذا قال: {ولا تكوننّ من المشركين} وهو معطوفٌ على قوله: {وأمرت أن أكون من المؤمنين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 300]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ} إلى آخرها، بيانٌ لأنّ الخير والشّرّ والنّفع والضّرّ إنّما هو راجعٌ إلى اللّه تعالى وحده لا يشاركه في ذلك أحدٌ، فهو الّذي يستحقّ العبادة وحده، لا شريك له.
روى الحافظ ابن عساكر، في ترجمة صفوان بن سليمٍ، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ: أخبرني يحيى بن أيّوب عن عيسى بن موسى، عن صفوان بن سليمٍ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "اطلبوا الخير دهركم كلّه، وتعرّضوا لنفحات رحمة اللّه، فإنّ للّه نفحاتٍ من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده واسألوه أن يستر عوراتكم، ويؤمّن روعاتكم"
ثمّ رواه من طريق اللّيث، عن عيسى بن موسى، عن صفوان، عن رجلٍ من أشجع، عن أبي هريرة مرفوعًا؛ بمثله سواءٌ
وقوله: {وهو الغفور الرّحيم} أي: لمن تاب إليه وتوكّل عليه، ولو من أيّ ذنبٍ كان، حتّى من الشّرك به، فإنّه يتوب عليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 300]


رد مع اقتباس