عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:35 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا أذقنا النّاس رحمةً مّن بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مّكرٌ...}
العرب تجعل {إذا} تكفى من فعلت وفعلوا. وهذا الموضع من ذلك: اكتفى بـ {إذا} من {فعلوا} ولو قيل {من بعد ضراء مستهم مكروا} كان صوابا. وهو في الكلام والقرآن كثير. ونقول: خرجت فإذا أنا بزيد. كذلك يفعلون بـ {إذ}؛ كقول الشاعر:
بينما هنّ الأراك معا = إذا أتى راكب على جمله
وأكثر الكلام في هذا الموضع أن تطرح (إذ) فيقال:

بينا تبغيّه العشاء وطوفه =وقع العشاء به على سرحان
ومعناهما واحد بـ (إذ) وبطرحها). [معاني القرآن: 1/459-460]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مكرٌ في آياتنا} مجاز المكر ها هنا مجاز الجحود بها والرد لها.
{قل الله أسرع مكراً} أي أخذاً وعقوبة واستدراجاً لهم). [مجاز القرآن: 1/276]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {يكتبون ما يمكرون} بالياء.
[معاني القرآن لقطرب: 655]
والجحدري {تمكرون} بالتاء). [معاني القرآن لقطرب: 656]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذا أذقنا النّاس رحمةً} يعني: فرجا من بعد كرب.
{إذا لهم مكرٌ في آياتنا} يعني: قولا بالطعن والحيلة يجعل لتلك الرحمة سببا آخر). [تفسير غريب القرآن: 195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضُّرّ: الشدة والبلاء، فمن الشدّة: قحط المطر، قال الله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ}أي: مطرا من بعد قحط وجدب). [تأويل مشكل القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذا أذقنا النّاس رحمة من بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مكر في آياتنا قل اللّه أسرع مكرا إنّ رسلنا يكتبون ما تمكرون}
يعنى بالناس ههنا الكافرون.
وقوله: {إذا لهم مكر في آياتنا} جواب الجزاء،
وهو كقوله:{وإن تصبهم سيّئة بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون}المعنى وإن تصبهم سيئة قنطوا، وإذا أذقنا الناس رحمة مكروا.
فإذا تنوب عن جواب الشرط كما ينوب الفعل). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم}
يراد بالناس ههنا الكفار كما قال تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود}
وقال الحسن ذلك المنافق
والرحمة ههنا الفرج ومن بعد ضراء أي من بعد كرب إذا لهم مكر في آياتنا أي يحتالون حتى يجعلوا سبب الرحمة في غير موضعه
قال مجاهد إذا لهم مكر في آياتنا استهزاء وتكذيب). [معاني القرآن: 3/284-285]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يسيّركم...}
قراءة العامّة. وقد ذكر عن زيد بن ثابت {ينشركم} قرأها أبو جعفر المدنيّ كذلك. وكلّ صواب إن شاء الله.
وقوله: {جاءتها ريحٌ عاصفٌ} يعني الفلك؛ فقال: جاءتها، وقد قال في أوّل الكلام {وجرين بهم} ولم يقل: وجرت، وكلّ صواب؛ تقول: النساء قد ذهبت، وذهبن. والفلك تؤنث وتذكر، وتكون واحدة وتكون جمعا. وقال في يس {في الفلك المشحون} فذكّر الفلك، وقال ها هنا: جاءتها، فأنث. فإن شئت جعلتها ها هنا واحدة، وإن شئت: جماعا. وإن شئت جعلت الهاء في {جاءتها} للريح؛ كأنك قلت: جاءت الريح الطيّبة ريح عاصف. والله أعلم بصوابه. والعرب تقول: عاصف وعاصفة، وقد أعصفت الريح، وعصفت. وبالألف لغة لبني أسد؛ أنشدني بعض بني دبير: حتى إذا
أعصفت ريح مزعزعة =فيها قطار ورعد صوته زجل).
[معاني القرآن: 1/460]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أنّهم أحيط بهم} مجازه: دنوا للهلاك، ويقال: إنه محاط بك، والإدراك أي إنك مدرك فمهلك). [مجاز القرآن: 1/277]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموج من كلّ مكان وظنّوا أنّهم أحيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدّين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين}
وقال: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} وإنما قال: {وجرين بهم} لأن {الفلك} يكون واحدا وجماعة. قال: {في الفلك المشحون} وهو مذكر. وأما {حتّى إذا كنتم في الفلك} فجوابه قوله: {جاءتها ريحٌ عاصفٌ}.
وأما قوله: {دعوا اللّه} فجواب لقوله: {وظنّوا أنّهم أحيط بهم} وإنما قال: {بهم} وقد قال: {كنتم} لأنه يجوز أن تذكر غائبا ثم تخاطب إذا كنت تعنيه، وتخاطب ثم تجعله في لفظ غائب كقول الشاعر:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومةً = لدينا ولا مقليّةً أن تقلّت).
[معاني القرآن: 2/32]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء {هو الذي يسيركم}.
وقراءة أبي جعفر المدني وعبد الله بن عامر {هو الذي ينشركم} بالشين). [معاني القرآن لقطرب: 655]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ريح عاصف} فقالوا في الفعل: عصفت الريح عصوفًا، وأعصفت إعصافًا لغتان؛ وهي معصفة ومعصف بغير هاء). [معاني القرآن لقطرب: 665]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أما قوله عز وجل {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة} وقوله {وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين} فترك المخاطبة هاهنا، ثم خاطب وكذلك {وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء} ترك المخاطبة، ثم خاطب؛ وكل ما في القرآن فعلى هذا ومثله، لعلم المخاطب بما يعني.
ومثل ذلك من كلامهم قول عنترة أنشدناه من نثق به:
شطت مزار العاشقين فأصبحت = عسيرا علي طلابك ابنة مخرم
فقال: شطت، فأخبر عن غائب ثم خاطبه فقال: طلابك، ولم يقل: طلابها؛ على ما ذكرنا من هذه الآي.
وكذلك قول أبي كبير الهذلي:
يا لهف نفسي كان جدة خالد = وبياض وجهك للتراب الأعفر
فترك المخاطبة ثم خاطب.
ومثل قول الأسود:
يا نضل إنك إن يطيف بعلبة = لكث جوانبها ووطب مسند
خير لنضلة من تمني فارس = شاك وعجلزة صنيع المرود
فقال: "إنك"، ثم قال: خير لنضلة، فترك مخاطبته.
وقال آخر:
فتيك التي لا وصل إ لا وصالها = ولا صرم إلا من صرمت يضير
فخاطبها، وقد ترك مخاطبتها أول البيت، لقوله فتيك.
ومثل ذلك قول الآخر:
[معاني القرآن لقطرب: 667]
وعنترة الفلحاء جاء ملامًا = كأنك فند من عماية أسود
فقال: كأنك، فخاطبه.
وثمل ذلك قول أوس:
لا زال مسك وريحان له أرج على = صداك بصافي اللون سلسال
يسقي صداه وممساه ومصبحه = رفها ورمسك مخفوف بأطلال
فخاطب، ثم ترك المخاطبة ثم خاطب.
فهذا كله حسن؛ لأنه لا ينقض معنى، ولا يفسده.
[وروى محمد بن صالح]:
فترك مخاطبته ثم خاطبه، وقال: الفلحاء، فوصفه بفعلاء، وهي صفة مرة لما كانت الهاء في اسمه فخاطبه، ثم ترك مخاطبته.
وهاذ حسن لأنه لا ينقض معنى ولا يفسد شيئًا.
[وعن محمد بن صالح نفسه يقال: رجل أفلح، وامرأة فلحاء، ونساء فلح؛ إذا انشقت شفته السفلى؛ وإذا انشقت العليا فهو أعلم، وامرأة علماء، ونساء علم]). [معاني القرآن لقطرب: 668]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أحيط بهم}: دنوا من الهلكة يقال قد أحيط بك أي إنك هالك). [غريب القرآن وتفسيره: 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وظنّوا أنّهم أحيط بهم} أي دنوا للهلكة. وأصل هذا أن العدو إذا أحاط ببلد، فقد دنا أهله من الهلكة).
[تفسير غريب القرآن: 195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الفرح: المسرّة، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا} أي سرّوا). [تأويل مشكل القرآن: 491]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} أي دنوا من الهلاك. وأصل هذا: أن العدوّ إذا أحاط بقوم أو بلد فحاصره فقد دنا أهله من الهلكة. وقال في موضع آخر: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن تخاطب الشاهد بشيء ثم تجعل الخطاب له على لفظ الغائب:
كقوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا}.
وقوله: {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}.
وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}، ثم قال: {أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.
قال الشاعر:

يا دار ميّة بالعلياء فالسّند = أقوت وطال عليها سالف الأبد
وكذلك أيضا تجعل خطاب الغائب للشاهد:
كقول الهذليّ:
يا ويحَ نفسي كان جِدَّةُ خالدٍ = وبياضُ وَجْهِكَ للتُّرَابِ الأَعْفَرِ)
. [تأويل مشكل القرآن: 289-290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيّبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كلّ مكان وظنّوا أنّهم أحيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدّين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين}
ويجوز هو الذي يسيركم، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
{حتّى إذا كنتم في الفلك}.
الفلك يكون واحدا ويكون جمعا، كما أن فعلا في قولك أسد، جمع أسد، وفعل وفعل من باب واحد، جاز أن يكون جمع الفلك فلكا.
{وجرين بهم}.
ابتداء الكلام خطاب، وبعد ذلك إخبار عن غائب لأن من أقام الغائب مقام من يخاطبه جاز أن يردّه إلى الغائب.
قال الشاعر:
شطت مزار العاشقين فأصبحت= عسرا على طلابك ابنة مخرم
ومثل الآية قول كثير.
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة= لدينا ولا مقليّة إن تقلّت
وقرأ بعضهم: هو الذي ينشركم.
وأكثر ما جاء في التفسير في قوله: {وما كان النّاس إلّا أمّة واحدة} يعنى به آدم عليه السلام.
{فاختلفوا} اختلف هابيل وقابيل.
وقوله: {جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كلّ مكان} المعنى من كل أمكنة الموج.
{وظنّوا أنّهم أحيط بهم} يقال لكل من وقع من بلاء قد أحيط به، أي أحاط به البلاء وقيل أحاطت بهم الملائكة). [معاني القرآن: 3/13-14]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة}
قيل المعنى حتى إذا كنتم في الفلك ثم حولت المخاطبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصار المعنى وجرين بهم يا محمد
وقيل العرب تقيم الغائب مقام الشاهد فتخاطبه مخاطبته ثم ترده إلى الغائب
وقوله عز وجل: {وظنوا أنهم أحيط بهم}
يقال لمن وقع في بلية قد أحيط به كأن البلاء أحاط به وأصل هذا أن العدو إذا أحاط بموضع فقد هلك أهله). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (وقوله عز وجل: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة) قال ثعلب والمبرد: خرج من المخاطبة إلى الإخبار، فالمخاطبة {حتى إذا كنتم في الفلك} . {وجرين بهم}: إخبار). [ياقوتة الصراط: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُحِيطَ بِهِمْ} دنوا من الهلكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُحِيطَ بِهِمْ}: دنوا من الهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم...}
إن شئت جعلت خبر {البغي} في قوله {على أنفسكم} ثم تنصب {متاع الحياة الدينا} كقولك: متعةً في الحياة الدنيا. ويصلح الرفع ها هنا على الاستئناف؛
كما قال {لم يلبثوا إلا ساعة من نهارٍ بلاغ} أي ذلك {بلاغ} وذلك {متاع الحياة الدنيا} وإن شئت جعلت الخبر في المتاع. وهو وجه الكلام). [معاني القرآن: 1/461]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم مّتاع الحياة الدّنيا ثمّ إلينا مرجعكم فننبّئكم بما كنتم تعملون}
وقال: {إنّما بغيكم على أنفسكم مّتاع الحياة الدّنيا} أي: وذلك متاعٌ الحياة الدنيا. وأراد "متاعكم متاع الحياة الدّنيا"). [معاني القرآن: 2/32]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا}؛ كأنه قال: ذلك متاع.
وابن أبي إسحاق {متاع الحياة} بالنصب؛ على: إنما بغيكم متاع الحياة الدنيا على أنفسكم؛ أي إنما طلبكم متاع، على مثل ما حكينا في {وعد الله} و{كتاب الله عليكم} مما مضى). [معاني القرآن لقطرب: 656]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدّنيا ثمّ إلينا مرجعكم فننبّئكم بما كنتم تعملون}
المعنى فلمّا أنجاهم بغوا، والبغي التّرامي في الفساد.
قال الأصمعي:
يقال بغى الجرح يبغي بغيا إذا ترامى إلى فساد.
وبغت المرأة بغاء إذا فجرت.
وقوله: {إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدّنيا}.
وتقرأ {متاع الحياة الدنيا}، خبرا لقوله: {بغيكم على أنفسكم}.
ويجوز أن يكون خبر الابتداء {على أنفسكم}.
ويكون {متاع الحياة الدنيا} على إضمار هو.
ومعنى الكلام أن ما تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الدنيا {ثمّ إلينا مرجعكم}.
ومن نصب {متاع الحياة الدنيا} فعلى المصدر، المعنى تتمتعون متاع الحياة الدنيا، لأن قوله {إنما بغيكم على أنفسكم} يدل على أنهم يتمتعون.
ومعنى {بغيكم على أنفسكم} أي عملكم بالظلم عليكم يرجع، كما قال جلّ وعزّ: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها} ). [معاني القرآن: 3/14]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق}
البغي الترامي إلى الفساد قال الأصمعي يقال بغى الجرح يبغي بغيا إذا ترامى إلى فساد
ثم قال جل وعز: {يا أيها إنما الناس بغيكم على أنفسكم}
أي عملكم بالظلم يرجع عليكم). [معاني القرآن: 3/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {متاع الحياة الدنيا}
أي ما تنالون بالبغي والفساد فإنما هو شيء تتلذذون به في الدنيا هذا قول أهل اللغة
وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال أراد أن البغي متاع الحياة الدنيا أي عقوبته تعجل لصاحبه في الدنيا
كما يقال البغي مصرعة وقال جل وعز: {ثم بغي عليه لينصرنه الله}). [معاني القرآن: 3/286-287]


رد مع اقتباس