عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا أذقنا النّاس رحمةً من بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مكرٌ في آياتنا قل اللّه أسرع مكرًا إنّ رسلنا يكتبون ما تمكرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا رزقنا المشركين باللّه فرجًا بعد كربٍ ورخاءً بعد شدّةٍ أصابتهم. وقيل: عنى به المطر بعد القحط، والضّرّاء: وهي الشّدّة، والرّحمة: هي الفرج يقول: {إذا لهم مكرٌ في آياتنا} استهزاءٌ وتكذيبٌ.
- كما حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {إذا لهم مكرٌ في آياتنا} قال: استهزاءٌ وتكذيبٌ.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقوله: {قل اللّه أسرع مكرًا} يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين المستهزئين من حججنا وأدلّتنا يا محمّد: اللّه أسرع مكرًا، أي أسرع محالاً بكم واستدراجًا لكم وعقوبةً منكم من المكر في آيات اللّه. والعرب تكتفي بإذا من فعلت وفعلوا، فلذلك حذف الفعل معها.
وإنّما معنى الكلام: وإذا أذقنا النّاس رحمةً من بعد ضرّاء مسّتهم مكروا في آياتنا، فاكتفى من مكروا، بـ إذا لهم مكرٌ.
{إنّ رسلنا يكتبون ما تمكرون} يقول: إنّ حفظتنا الّذين نرسلهم إليكم أيّها النّاس يكتبون عليكم ما تمكرون في آياتنا). [جامع البيان: 12/144-145]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا أذقنا النّاس رحمةً من بعد ضرّاء مسّتهم إذا لهم مكرٌ في آياتنا قل اللّه أسرع مكرًا إنّ رسلنا يكتبون ما تمكرون (21)
قوله تعالى: وإذا أذقنا النّاس رحمةً
- ذكر عن مسلم بن إبراهيم، ثنا مستور بن عبّادٍ قال: سألت الحسن وإذا أذقنا النّاس رحمةً من بعد ضرّاء مسّتهم قال: ذاك المنافق.
قوله تعالى: إذا لهم مكرٌ في آياتنا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ إذا لهم مكرٌ في آياتنا قال: استهزاءٌ وتكذيبٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا زياد بن أيّوب، ثنا أبو عاصمٌ عن مستورٍ قال سئل الحسن عن هذه الآية: إذا لهم مكرٌ في آياتنا منافقٌ واللّه.
قوله تعالى: قل اللّه أسرع مكرًا الآية
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان قال: كلّ مكرٍ في القرآن فهو عملٌ). [تفسير القرآن العظيم: 6/1937-1938]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إذا لهم مكر في آياتنا يعني استهزاء بالرسل وتكذيبا بالقرآن). [تفسير مجاهد: 293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21
أخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا} قال: استهزاء وتكذيب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال: كل مكر في القرآن فهو عمل). [الدر المنثور: 7/640-641]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر في قوله تعالى مخلصين له الدين قال إذا مسهم الضر في البحر أخلصوا لله الدعاء). [تفسير عبد الرزاق: 1/293]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة في قوله تعالى دعوا الله مخلصين له الدين قال هيا شرا هيا قال سفيان تفسيره يا حي يا قيوم). [تفسير عبد الرزاق: 1/293]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: {تلك آيات} [البقرة: 252] : «يعني هذه أعلام القرآن» ، ومثله: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} [يونس: 22] : «المعنى بكم»). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يقال تلك آيات يعني هذه أعلام القرآن ومثله حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم المعنى بكم هذا وقع لغير أبي ذرٍّ وسيأتي للجميع في التّوحيد وقائل ذلك هو أبو عبيدة بن المثنّى وفي تفسير السّدّيّ آيات الكتاب الأعلام والجامع بينهما أنّ في كلّ منهما صرف الخطاب عن الغيبة إلى الحضور وعكسه). [فتح الباري: 8/346] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ومثله: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} (يونس: 22) المعنى بكم
أي: مثل المذكور وهو قوله: {تلك آيات} يعني: هذه أعلام القرآن. قوله: (حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) ، وجه المماثلة بينهما هو أن: تلك، بمعنى: هذه، فكذلك قوله: بهم، بمعنى: بكم، حيث صرف الكلام عن الخطاب إلى الغيبة، كما أن في الأول صرف إسم الإشارة عن الغائب إلى الحاضر، والنكتة في الثّاني للمبالغة كأنّه يذكر حالهم لغيرهم، ولم أر أحدا من الشّرّاح خرج من حق هذا الموضع، بل منهم من لم يذكره أصلا، كما أن أبا ذر لم يذكره في روايته). [عمدة القاري: 18/284]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (ومثله) من حيث صرف الكلام عن الخطاب إلى الغيبة كما أن في الأوّل صرف اسم الإشارة عن الغائب إلى الحاضر ({حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}) [يونس: 22] (المعنى بكم) قال في الكشاف: وتبعه البيضاوي واللفظ للأوّل وفائدة صرف الكلام عن الخطاب إلى الغيبة المبالغ كأنه يذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها ويستدعي منهم الإنكار والتقبيح، وسقط قوله يقال الخ لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/165]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أحيط بهم} [يونس: 22] : «دنوا من الهلكة» ، {أحاطت به خطيئته} [البقرة: 81] ). [صحيح البخاري: 6/72]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أحيط بهم دنوا من الهلكة أحاطت به خطيئته قال أبو عبيدة في قوله وظنوا أنهم أحيط بهم أي دنوا للهلكة يقال قد أحيط به أي إنّه لهالكٌ انتهى وكأنّه من إحاطة العدوّ بالقوم فإنّ ذلك يكون سببًا للهلاك غالبا فجعل كناية عنه ولهذا أردفه المصنّف بقوله أحاطت به خطيئته إشارةً إلى ذلك). [فتح الباري: 8/346]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أحيط بهم دنوا من الهلكة أحاطت به خطيئته
أشار به إلى قوله تعالى: {وظنوا أنهم أحيط بهم} (البقرة: 81) وفسره بقوله: دنوا من الهلكة، أي: قربوا من الهلاك، وكذا فسره أبو عبيدة، يقال: فلان قد أحيط به، أي: أنه لهالك. قوله: دنواً يجوز أن يكون بضم الدّال والنّون على صيغة المجهول، وأصله: دنيوا انقلت ضمة الياء إلى النّون فحذفت لالتقاء الساكنين فصار على وزن: فعوا. قوله: {أحاطت به خطيئته} أشار به إلى قوله تعالى: {بلى من كسب سيّئة وأحاطت به خطيئته} (الكهف: 42) يعني: استولت عليه خطيئته كما يحيط العدو، وقيل: معناه سدت عليه خطيئته مسالك النجاة، وقيل: معناه أهلكته كما في قوله تعالى: {وأحيط بثمره} (يونس: 90) وقرأ أهل المدينة: خطيئاته، بالجمع). [عمدة القاري: 18/284]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أحيط بهم}) [يونس: 22] قال أبو عبيدة (دنوا من الهلكة) زاد غيره وسدت عليهم مسالك الخلاص كمن أحاط به العدوّ ({أحاطت به خطيئته}) [البقرة: 81] أي من جميع جوانبه). [إرشاد الساري: 7/165]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموج من كلّ مكانٍ وظنّوا أنّهم أحيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدّين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين}.
يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي يسيّركم أيّها النّاس في البرّ على الظّهر وفي البحر في الفلك {حتّى إذا كنتم في الفلك} وهي السّفن، {وجرين بهم} يعني: وجرت الفلك بالنّاس، {بريحٍ طيّبةٍ} في البحر، {وفرحوا بها} يعني: وفرح ركبان الفلك بالرّيح الطّيّبة الّتي يسيرون بها. والهاء في قوله: بها عائدةٌ على الرّيح الطّيّبة {جاءتها ريحٌ عاصفٌ} يقول: جاءت الفلك ريحٌ عاصفٌ، وهي الشّديدة.
والعرب تقول: ريحٌ عاصفٌ وعاصفةٌ، وقد أعصفت الرّيح وعصفت وأعصفت في بني أسدٍ فيما ذكر، قال بعض بني دبيرٍ:
حتّى إذا أعصفت ريحٌ مزعزعةٌ = فيها قطارٌ ورعدٌ صوته زجل
{وجاءهم الموج من كلّ مكانٍ} يقول تعالى ذكره: وجاء ركبان السّفينة الموج من كلّ مكانٍ {وظنّوا أنّهم أحيط بهم} يقول: وظنّوا أنّ الهلاك قد أحاط بهم وأحدق {دعوا اللّه مخلصين له الدّين} يقول: أخلصوا الدّعاء للّه هنالك دون أوثانهم وآلهتهم، وكان مفزعهم حينئذٍ إلى اللّه دونها.
- كما حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {دعوا اللّه مخلصين له الدّين} قال: إذا مسّهم الضّرّ في البحر أخلصوا له الدّعاء.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا الثّوريّ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، في قوله: {مخلصين له الدّين} هيا شرا هيا، تفسيره: يا حيّ يا قوم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإذا أذقنا النّاس رحمةً من بعد ضرّاء مسّتهم}. إلى آخر الآية، قال: هؤلاء المشركون يدعون مع اللّه ما يدعون، فإذا كان الضّرّ لم يدعو إلاّ اللّه، فإذا نجّاهم إذا هم يشركون لئن أنجيتنا من هذه الشّدّة الّتي نحن فيها لنكوننّ من الشّاكرين لك على نعمك وتخليصك إيّانا ممّا نحن فيه بإخلاصنا العبادة لك وإفراد الطّاعة دون الآلهة والأنداد.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {هو الّذي يسيّركم} فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق: {هو الّذي يسيّركم} من السّير بالسّين.
وقرأ ذلك أبو جعفرٍ القاريّ: هو الّذي ينشركم من النّشر، وذلك البسط من قول القائل: نشرت الثّوب، وذلك بسطه ونشره من طيّه، فوجّه أبو جعفرٍ معنى ذلك إلى أنّ اللّه يبعث عباده، فيبسطهم برًّا وبحرًا، وهو قريب المعنى من التّسيير.
وقال: {وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ} وقال في موضعٍ آخر: {في الفلك المشحون}. فوحّد، والفلك: اسمٌ للواحدة والجماع ويذكّر ويؤنّث.
قال: {وجرين بهم} وقد قال: {هو الّذي يسيّركم} فخاطب ثمّ عاد إلى الخبر عن الغائب؛ وقد بيّنت ذلك في غير موضعٍ من الكتاب بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وجواب قوله: {حتّى إذا كنتم في الفلك} {جاءتها ريحٌ عاصفٌ} وأمّا جواب قوله: {وظنّوا أنّهم أحيط بهم} فـ{دعوا اللّه مخلصين له الدّين}). [جامع البيان: 12/145-148]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموج من كلّ مكانٍ وظنّوا أنّهم أحيط بهم دعوا اللّه مخلصين له الدّين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين (22)
قوله تعالى: هو الّذي يسيّركم في البرّ والبحر
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو بكيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قوله: في البرّ والبحر قال: البرّ: بادية الأعراب، والبحر، الأمصار والقرى.
قوله تعالى: حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبة
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال: وقرأ حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة قال وذكر هذا ثمّ عدّا الحدث في حديثٍ آخرٍ عنه تغيّرهم قال: وجرين بهم قال: فعدّ الحديث عنهم فأوّل شيءٍ كنتم في الفلك، وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول: جرين بكم وهو يحدّث قومًا آخرين ثمّ ذكر هذا لتجمّعهم وغيرهم وجرين بهم هؤلاء وغيرهم من الخلق بريحٍ طيبةٍ فقرأ حتّى بلغ مخلصين له الدّين.
قوله تعالى: جاءتها ريحٌ عاصفٌ
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا يعلى، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عبد اللّه بن شدّاد بن المناد قال الرّيح من روح اللّه. فإذا رأيتموها فاسألوا اللّه من خيرها وتعوّذوا باللّه من شرّها.
قوله تعالى: وظنّوا أنّهم أحيط بهم
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثني عقبة عن إسرائيل عن جابرٍ، عن مجاهدٍ قال: ما كان من ظنٍّ في القرآن فهو يقينٌ.
قوله تعالى: دعوا اللّه مخلصين له الدّين
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا سفيان، عن الأعمش عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة في قوله: مخلصين له الدّين قال: هنا شراها تفسيره: يا حيّ يا قيّوم.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ ثنا محمّد بن ثورٍ عن معمرٍ عن قتادة دعوا اللّه مخلصين له الدّين قال: إذا مسّهم الضّرّ في البحر أخلصوا للّه الدّعاء.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ مخلصين له الدّين قال: إذا قلت لا إله إلا اللّه فقل على إثرها: الحمد للّه ربّ العالمين.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ عن ابن عجلان عن عبّاس بن عبد اللّه بن معبدٍ عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الإخلاص هكذا وأشار أبو خالدٍ بإصبعه السّبّابة.
قوله تعالى: لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي عن أبيه، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قال إذا ضلّ الرّجل الطّريق دعا اللّه مخلصًا لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشّاكرين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1938-1939]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيتان 22 – 23
أخرج البيهقي في "سننه" عن ابن عمر، أن تميما الداري سأل عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال: يقول الله: {هو الذي يسيركم في البر والبحر}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} قال: ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال {وجرين بهم} قال: فعزا الحديث عنهم فأول شيء كنتم في الفلك وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول: جرين بكم وهو يحدث قوما آخرين ثم ذكر هذا ليجمعهم وغيرهم {وجرين بهم} هؤلاء وغيرهم من الخلق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وظنوا أنهم أحيط بهم} قال: أهلكوا
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال: فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح فركب البحر فأخذته الريح فنادى باللات والعزى، فقال أصحاب السفينة: لا يجوز ههنا أحد أن يدعو شيئا إلا الله وحده مخلصا، فقال عكرمة: والله لئن كان في البحر وحده إنه لفي البر وحده، فأسلم.
وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال: لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبي جهل البحر هاربا فخب بهم البحر فجعلت الصراري أي الملاح يدعون الله ويوحدونه، فقال: ما هذا قالوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله قال: فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا فرجع فأسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وإمرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله وأما مقيس بن ضبابه فأدركه الناس في السوق فقتلوه وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصفة فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجني في البر غيره اللهم إن لك عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن أتى محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما، قال: فجاء فأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله، قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله، قالوا: وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين). [الدر المنثور: 7/641-643]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا يونس، عن الزهري، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمكر، ولا تعن ماكرًا، فإن الله يقول: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، [سورة فاطر: 43]، ولا تبغ، ولا تعن باغيًا، فإن الله تعالى، يقول: {إنما بغيكم على أنفسكم} [سورة يونس: 23]، ولا تنكث ولا تعن ناكثًا، فإن الله تعالى، يقول: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} [سورة الفتح: 10] ). [الزهد لابن المبارك: 2/431]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (23) : قوله تعالى: {فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا فرج بن فضالة، قال: حدّثني ربيعة بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، قال : إنّي لفي مسجد منى، إذا قاصٌّ يقصّ، فقال لي رجاءٌ: احفظ هؤلاء الكلمات، فإذا القاصّ يقول: ثلاثٌ خلال هي على من عمل بهنّ: المكر والبغي والنّكث؛ قال اللّه: {يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم}،: {ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله}،: {فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه}، ثمّ قال: يا أيّها النّاس، ثلاث خلالٍ لا يعذّبكم اللّه ما عملتم بهنّ: الشّكر للّه، والدّعاء، والاستغفار، ثمّ قال: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}،: {قل ما يعبأ بكم ربّي لولا دعاؤكم}،: {وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون}). [سنن سعيد بن منصور: 5/308-310]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدّنيا ثمّ إلينا مرجعكم فننبّئكم بما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا أنجى اللّه هؤلاء الّذين ظنّوا في البحر أنّهم أحيط بهم من الجهد الّذي كانوا فيه، أخلفوا اللّه ما وعدوه، وبغوا في الأرض، فتجاوزوا فيها إلى غير ما أذن اللّه لهم فيه من الكفر به والعمل بمعاصيه على ظهرها. يقول اللّه: يا أيّها النّاس إنّما اعتداؤكم الّذي تعتدونه على أنفسكم وإيّاها تظلمون، وهذا الّذي أنتم فيه {متاع الحياة الدّنيا} يقول: ذلك بلاغٌ تبلّغون به في عاجل دنياكم.
وعلى هذا التّأويل، البغيٌ يكون مرفوعًا بالعائد من ذكره في قوله: {على أنفسكم} ويكون قوله: متاع الحياة الدّنيا مرفوعًا على معنى: ذلك متاع الحياة الدّنيا، كما قال: {لم يلبثوا إلاّ ساعةً من نهارٍ بلاغٌ} بمعنى: هذا بلاغٌ.
وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك: إنّما بغيكم في الحياة الدّنيا على أنفسكم، لأنّكم بكفركم تكسبونها غضب اللّه، متاع الحياة الدّنيا، كأنّه قال: إنّما بغيكم متاع الحياة الدّنيا، فيكون البغي مرفوعًا بالمتاع، وعلى أنفسكم من صلة البغي.
وبرفع المتاع قرأت القرّاء سوى عبد اللّه بن أبي إسحاق فإنّه نصبه بمعنى: إنّما بغيكم على أنفسكم متاعًا في الحياة الدّنيا، فجعل، البغي مرفوعًا بقوله: {على أنفسكم} والمتاع منصوبًا على الحال.
وقوله: {ثمّ إلينا مرجعكم} يقول: ثمّ إلينا بعد ذلك معادكم ومصيركم، وذلك بعد الممات. {فننبّئكم بما كنتم تعملون} يقول: فنخبركم يوم القيامة بما كنتم تعملون في الدّنيا من معاصي اللّه، ونجازيكم على أعمالكم الّتي سلفت منكم في الدّنيا). [جامع البيان: 12/148-149]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدّنيا ثمّ إلينا مرجعكم فننبّئكم بما كنتم تعملون (23)
قوله تعالى: فلمّا أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقّ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يبغون قال: يلعبون.
قوله تعالى: يا أيّها النّاس
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد ابن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ يا أيّها النّاس أي الفريقين جميعًا الكفّار والمنافقين.
قوله تعالى: إنّما بغيكم على أنفسكم.
- حدّثنا أبي، ثنا إبراهيم بن المنذر حدّثني كثير بن جعفر بن أبي كثيرٍ حدّثني زيد بن أسلم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا يؤخّر اللّه عقوبة البغي فإنّ اللّه قال: إنّما بغيكم على أنفسكم.
- حدّثني أبي، ثنا عبدة بن سليمان، ثنا ابن المبارك، ثنا يونس عن الزّهريّ قال: بلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا تبغ ولا تعن باغيًا فإنّ اللّه يقول: يا أيّها النّاس إنّما بغيكم على أنفسكم.
قوله تعالى: متاع الحياة الدنيا
- حدّثنا أبي، ثنا قبيصة، ثنا سفيان عن الأعمش: متاع الحياة الدّنيا قال: مثل زاد الرّاعي.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا عمرو بن حمران، عن سعيدٍ عن قتادة: متاع الحياة الدّنيا قال: هي متاعٌ متروكةٌ أوشكت واللّه الّذي لا إله إلا هو أن تضمحلّ عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة اللّه إن استطعتم ولا قوّة إلّا باللّه
قوله تعالى: ثمّ إلينا مرجعكم
- حدّثنا عصام بن الرّوّاد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع عن أبي العالية قال: يرجعون إليه بعد الحياة.
قوله تعالى: فننبّئكم بما كنتم تعملون
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قال: يبعثهم اللّه من بعد الموت فيبعث أولياءه وأعداءه فينبّئهم بأعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 6/1939-1940]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ النّضر بن شميلٍ، ثنا عيينة بن عبد الرّحمن الغطفانيّ، قال: سمعت أبي يحدّث، عن أبي بكرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " لا تبغ ولا تكن باغيًا، فإنّ اللّه يقول {إنّما بغيكم على أنفسكم} [يونس: 23] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث هن رواجع على أهلها المكر والنكث والبغي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} فاطر الآية 42 {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} الفتح الآية 10.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم فإن الله تعالى يقول {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} ولا يمكرن أحد فإن الله تعالى يقول (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) (النساء الآية 147) ولا ينكث أحد فإن الله يقول (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفرقان الآية 77).
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبغ ولا تكن باغيا فإن الله يقول {إنما بغيكم على أنفسكم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبغ ولا تكن باغيا فإن الله يقول {إنما بغيكم على أنفسكم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤخر الله عقوبة البغي فإن الله قال {إنما بغيكم على أنفسكم}
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة الرحم.
وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر، إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد.
وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يبغي على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء بن حيوة، أنه سمع قاصا في مسجد منى يقول: ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي والمكر والنكث قال الله {إنما بغيكم على أنفسكم} {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} فاطر الآية 43 {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} الفتح الآية 10 ثم قال: ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما عملتم بهن: الشكر والدعاء والاستغفار ثم قرأ (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) (فاطر الآية 43) (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) (الفتح الآية 10) و(ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) (الأنفال الآية 33).
وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال: ثلاث من كن فيه كن عليه: المكر والبغي والنكث، قال الله {إنما بغيكم على أنفسكم}
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما.
وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي الله عنه، مثله.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال: ما من عبادة أفضل من أن يسأل وما يدفع القضاء إلا الدعاء وإن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه). [الدر المنثور: 7/643-646]


رد مع اقتباس