عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2 محرم 1433هـ/27-11-2011م, 10:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والمغل الذي عنده غلول، وهو ما يختان ويحتجن، ويستعمل مستعارًا في غير المال، يقال: غل يغل كقول الله عز وجل: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
ويقال: أغل فهو مغل إذا صودف يغل، أو نسب إليه، ومن قرأ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}. فتأويله أن يأخذ ويستأثر، ومن قرأ: (يُغَلَّ) فتأويله على ضربين يكون أن يقال ذلك فيه، ويكون وهو الذي يختار أن يخون، فإن قال قائل كيف يكون التقدير، وقد قال: ما كان لنبي أن يغل فيغل لغيره، وأنت لا تقول ما كان لزيد أن يقوم عمرو? فالجواب أنه في التقدير على معنى: ما ينبغي لنبي أن يخون، كما قال: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}. ولو قلت: ما كان لزيد أن يقوم عمرو إليه لكان جيدًا، على تقديرك: ما كان زيدٌ ليقوم عمرو إليه، كما قلنا في الآية). [الكامل: 1/464-465] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


ألا انعم صباحًا أيها الطلل البالي = وهل ينعمن من كان في العصر الخالي
...
«عِمْ صباحًا»: كلمة كانوا يحيون بها الناس بالغدوات، ويقولون بالعشيات عِمْ مساء، وبالليل: عِمْ ظلاما، قال:
أتوا ناري فقلت:
منون قالوا = سراة الجن، قلت: عِمُوا ظلاما
وعِمْ أكثر في كلام العرب من «انْعَمْ».
ويقال: وعِمَ يَعِم، مثل ورم يرم، وقد قيل: وهن يهن، وهو الكثير، وسمع
أبو زيد يقول: وهن يهن وهنا. وقرأ بعض الأعراب: (فما وَهِنوا) ). [شرح ديوان امرئ القيس: 302-303]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قوله: وكائن معناه كم وأصله كاف التشبيه دخلت على أي فصارتا بمنزلة كم، ونظير ذلك له كذا وكذا درهمًا، إنما هي ذا دخلت عليها الكاف. والمعنى له كهذا العدد من الدراهم. فإذا قال له كذا كذا درهمًا، فهو كناية عن أحد عشر درهمًا إلى تسعة عشر، لأنه ضم العددين. فإذا قال: كذا وكذا، فهو كناية عن أحد وعشرين إلى ما جاز فيه العطف بعده. لكن كثرت كأي فخففت، والتثقيل الأصل، قال الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}, وقد قرئ بالتخفيف. كما قال الشاعر:

وكائن رددنا عنكم من مدجج = يجيء أمامك الألف يردي مقنعًا
وقال آخر:
وكائن ترى يوم الغميصاء من فتى = أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا
قال أبو العباس: وهذا أكثر على ألسنتهم، لطلب التخفيف، وذلك الأصل، وبعض العرب يقلب فيقول: كيئ يا فتى. فيؤخر الهمزة لكثرة الاستعمال. قال الشاعر:
وكيئ في بني دودان منهم = غداة الروع معروفًا كمي).
[الكامل: 3/1251-1252] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) }

تفسير قوله تعالى: {فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) }

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) }

تفسير قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) }

تفسير قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وما كان من اسم فيه ميم مفتوحة زائدة فهو من الواو والياء مقصور يكتب بالياء في النوعين مثل المقضى والمثوى). [المقصور والممدود: 12]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«السلطان» أنثى وذكرـ والتأنيث عند الفصحاء أكثر. والعرب تقول: قضت به عليك السلطان، وقد أخذت فلانا السلطان). [المذكور والمؤنث: 74]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) )

قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال أوس في " الحسّ "، وهو القطع:
فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدّ عليهمُ = ولكن رَأَوْا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ). [كتاب الجيم: 1/204]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (
رب شريب لك ذي حساس = شرابه كالحز بالمواسي
الحساس: الشؤم، وهو من قوله حسهم إذا استأصلهم). [النوادر في اللغة: 480]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث زيد بن صوحان حين ارتث يوم الجمل فقال: «ادفنوني في ثيابي ولا تحسوا عني ترابا».
حدثناه أبو معاوية عن الشيباني عن المثنى بن بلال عن أشياخه عن زيد.
...
وقوله: ولا تحسوا عني ترابًا، يقول: لا تنفضوه.
ومن هذا قيل: حسست الدابة أحسها: إنما هو نفضك التراب عنها.
والحس -في غير هذا- القتل، قال الله تبارك وتعالى: {إذ تحسونهم بإذنه}.
ومنه الحديث الذي يروى عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه أنه أتي بجراد محسوس فأكله، يعني الذي قد مسته النار، أي: قتلته. وأما من الحِس فهو بالألف، يقال منه: ما أحسست فلانا إحساسا). [غريب الحديث: 5/417-418]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


بفتيان عمارط من هذيل = هم ينفون آناس الحلال
...
أبو عمرو: (يحسون الأنيس من الحلال). (يَحُسُّون) يقتلون. و(الحَسُّ) القتل). [شرح أشعار الهذليين: 2/567-568]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وقال الأصمعي: يقال: جيء به من حسك وبسك، أي من حيث كان ولم يكن، وروى أبو نصر: من حيث شئت، والمعنى واحد، والحس والحسيس: الصوت، قال الله عز وجل: {لا يسمعون حسيسها} [الأنبياء: 102] والحس: وجع يأخذ المرأة بعد الولادة.
والحس: برد يحرق الكلأ.
ويقال: أصابتنا حاسة، ويقال: البرد محسة للنبت، أي يحرقه، ويقال: ضربه فما قال: حس مكسور، وهي كلمة تقال عند الجزع، قال الراجز:
فما أراهم جزعا بحس = عطف البلايا المس بعد المس
ويقال: اشتر لي محسةً للدابة.
والحساس: سمك يجفف يكون بالبحرين.
وقال اللحياني: الحساس: الشؤم والنكد،
وأنشدنا أبو زيد:

رب شريب لك ذي حساس = أقعس يمشي مشية النفاس
ليس بريان ولا مواسي
ويقال: انحست أسنانه إذا تكسرت وتحاتت، قال العجاج:
في معدن الملك القديم الكرس = ليس بمقلوع ولا منحس
ويقال: حسستهم إذا قتلتهم، قال الله تعالى: {إذ تحسّونهم بإذنه} [آل عمران: 152] .
ويقال: أحسست بالخبر وحسست به وأحست به وحسيت به، قال أبو زبيد:

خلا أن العتاق من المطايا = حسين به فهن إليه شوس
ويقال: حسست له أحس، أي رققت له، يقال: إني لأحس له، أي أرق له وأرحمه، قال القطامي:
أخوك الذي لا تملك الحس نفسه = وترفض عند المحفظات الكتائف).
[الأمالي: 1/175-176] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال: قد أفرع الرجل في الجبل، إذا صعد فيه، وأفرع إذا انحدر منه، قال الشماخ:

فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي = لا يدركنك إفراعي وتصعيدي
وقال رجل من العبلات من بني أمية:

إنى امرؤ من يمان حين تنسبي = وفي أمية إفراعي وتصويبي
ويقال: قد أصعد الرجل في الجبل وفي الأرض، وقد صعد إلى الموضع العالي الذي ليس بجبل، قال الأعشى:

ألا أيهذا السائلي أين أصعدت = فإن لها في أهل يثرب موعدا
وقال الله عز وجل: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد}، فهذا من الإصعاد في الأرض. وقرأ بعض القراء: {إذ تَصْعَدْونَ}، فشبه الصعود في الأرض بالصعود في غيرها،
وضم التاء أجود وأعرب). [كتاب الأضداد: 315-316]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يختار فيه إعمال الفعل
مما يكون في المبتدأ مبنياً عليه الفعل
وذلك قولك رأيت زيدا وعمراً كلّمته ورأيت عبد الله وزيداً مررت به ولقيت قيسا وبكراً أخذت أباه ولقيت خالدا وزيدا اشتريت له ثوبا.
وإنّما اختير النصب ههنا لأنّ الاسم الأوّل مبنىٌّ على الفعل فكان بناء الآخر على الفعل أحسن عندهم إذ كان يبنى على الفعل وليس قبله اسمٌ مبنىٌّ على الفعل ليجرى الآخر على ما جرى عليه الذي يليه قبله إذ كان
لا ينقص المعنى لو بنيته على الفعل. وهذا أولى أن يحمل عليه ما قرب جواره منه إذ كانوا يقولون ضربوني وضربت قومك لأنّه يليه فكان أن يكون الكلام على وجهٍ واحدٍ إذا كان لا يمتنع الآخر من أن يكون مبنياً على ما بني عليه الأول أقرب في المأخذ.
ومثل ذلك قوله عزّ وجل: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما}. وقوله عزّ وجلّ: {وعاداً وثموداً وأصحاب الرّس وقروناً بين ذلك كثيراً وكلاّ ضربنا له الأمثال}. ومثله: {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة}. وهذا في القرآن كثير.
ومثل ذلك كنت أخاك وزيدا كنت له أخاً لأنّ كنت أخاك بمنزلة ضربت أخاك. وتقول لست أخاك وزيدا أعنتك عليه لأنها فعلّ وتصرّف في معناها كتصرّف كان. وقال الشاعر وهو الربيع بن ضبعٍ الفزاريّ:

أصبحت لا أحمل السّلاح ولا = أملك رأس البعير إن نفرا
والذّئب أخشاه إن مررت به = وحدي وأخشى الرياح والمطرا
وقد يبتدأ فيحمل على مثل ما يحمل عليه وليس قبله منصوب وهو عربي جيد. وذلك قولك لقيت زيدا وعمروٌ كلّمته كأنّك قلت لقيت زيدا وعمروٌ أفضل منه. فهذا لا يكون فيه إلاّ الرفع لأنّك لم تذكر فعلا. فإذا جاز أن يكون في المبتدأ بهذه المنزلة جاز أن يكون بين الكلامين. وأقرب منه إلى الرفع عبد الله لقيت وعمرٌ ولقيت أخاه وخالدا رأيت وزيدٌ كلّمت أباه. هو ها هنا إلى الرفع أقرب كما كان في الابتداء من النصب أبعد. وأما قوله عزّ وجلّ: {يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} فإنما وجّهوه على أنه يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ في هذه الحال كأنه قال إذ طائفةٌ في هذه الحال فإنّما جعله وقتاً ولم يرد أن يجعلها واو عطفٍ وإنما هي واو الابتداء). [الكتاب: 1/88-90] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (التمحيص الاختبار والابتلاء). [الغريب المصنف: 1/350] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: إن تأتنا ثم تسألنا نعطك. لم يجز إلا جزم تسألنا، لأن ثم من حروف العطف. ولا يستقيم الإضمار هاهنا بعدها. ولو قلت: إن تأتنا ثم تسألنا، تريد: ثم أنت تسألنا تريد الحال لم يصلح؛ لأن ثم لما بعد؛ ألا ترى أنك تقول: لقيت زيداً وعمرو يتكلم أي: لقيت زيداً وعمرو هذه حاله: كما قال الله عز وجل: {يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم}. أي إذ طائفةٌ في هذه الحالة. ولو وضعت ثم هاهنا لم يستقم). [المقتضب: 2/64]

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فتقدير الواو: تقدير إذ؛ كما قال الله عز وجل: {يغشى طائفةً منكم وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم} أي: إذ طائفة في هذه الحال). [المقتضب: 3/263]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقد أجاز قوم أن يضعوا فعل في موضعها. كما تقول: إن ضربتني ضربتك، والمعنى: إن تضربني أضربك.
وهذا التشبيه بعيد؛ لأن الحروف إذا دخلت حدثت معها معان تزيل الأفعال عن مواضعها.
ألا ترى أنك تقول: زيد يضرب غدا، فإذا أدخلت لم قلت لم يضرب أمس، فبدخول لم صارت يضرب في معنى الماضي. وتأولوا هذه الآية من القرآن على هذا القول، وهي قوله: {أو جاءوكم حصرت صدورهم}.
وليس الأمر عندنا كما قالوا. ولكن مخرجها والله أعلم إذا قرئت كذا الدعاء؛ كما تقول: لعنوا قطعت أيديهم. وهو من الله إيجاب عليهم.
فأما القراءة الصحيحة فإنما هي (أو جاءوكم حصرةً صدورهم).
ومثل هذا من الجمل قولك: مررت برجل أبوه منطلق، ولو وضعت في موضع رجل معرفة لكانت الجملة في موضع حال. فعلى هذا تجري الجمل.
وإذا كان في الثانية ما يرجع إلى الأول جاز ألا تعلقه به بحرف عطف، وإن علقته به فجيد.
وإذا كان الثاني لا شيء فيه يرجع إلى الأول فلا بد من حرف العطف وذلك قولك: مررت برجل زيد خير منه، وجاءني عبد الله أبوه يكلمه.
وإن شئت قلت: مررت بزيد عمرو في الدار فهو محال إلا على قطع خبر واستئناف آخر. فإن جعلته كلاماً واحداً قلت: مررت بزيد وعمرو في الدار.
وهذه الواو التي يسميها النحويون واو الابتداء، ومعناها: غذ. ومثل ذلك قوله: {يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} والمعنى والله أعلم: إذ طائفة في هذه الحال، وكذلك قول المفسرين). [المقتضب: 4/124-125] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقول ابن جعيل:
وأهل العراق لهم كارهينا
محمول على "أرى" ومن قال:
وأهل العراق لهم كارهونا
فالرفع من وجهين: أحدهما قطعٌ وابتداءٌ، ثم عطف جملة على جملة بالواو، ولم يحمله على أرى، ولكن كقولك كان زيدٌ منطلقًا، وعمرو منطلقٌ الساعة، خبرت بخبر بعد خبر، والوجه الآخر أن تكون الواو وما بعدها حالاً، فيكون معناها "إذ"، كما تقول رأيت زيدًا قائمًا وعمرو منطلق، تريد إذ: عمٌرو منطلق. وهذه الآية تحمل على هذا المعنى، وهو قول الله عز وجل: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}، والمعنى والله أعلم: إذ طائفةٌ في هذه الحال وكذلك قراءة من قرأ: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}، أي والبحر هذه حاله، وإن قرأ (وَالْبَحْرَ) فعلى"أن"). [الكامل: 1/425]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) }


رد مع اقتباس