عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 ذو القعدة 1431هـ/19-10-2010م, 02:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 12 إلى 19]

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12]، يعني: الفهم والعقل، تفسير السّدّيّ.
ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: الفقه، والعقل، والإصابة في القول في غير نبوّةٍ.
وحدّثني أبو الأشهب، عن خالدٍ الرّبعيّ قال: كان لقمان رجلا حبشيًّا نجّارًا، فأمره سيّده أن يذبح له شاةً، فذبح له شاةً، فقال له: ائتني بأطيبها مضغتين، فأتاه باللّسان والقلب، فقال: أما كان فيها شيءٌ أطيب من هاتين؟ قال: لا، فسكت عنه ما سكت، ثمّ أمره فذبح له شاةً، فقال له: ألق أخبثها مضغتين، فألقى اللّسان والقلب، فقال له: أمرتك أن تأتيني بأطيبها مضغتين،
[تفسير القرآن العظيم: 2/672]
فأتيتني باللّسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين، فألقيت اللّسان والقلب، فقال: إنّه ليس أطيب منهما إذا طابا ولا شيء أخبث منهما إذا خبثا.
قوله: {أن اشكر للّه} [لقمان: 12] النّعمة.
قال: {ومن يشكر} [لقمان: 12] النّعمة.
{فإنّما يشكر لنفسه} [لقمان: 12] وهو المؤمن.
قال: {ومن كفر} [لقمان: 12]، يعني: من كفر النّعمة.
{فإنّ اللّه غنيٌّ} [لقمان: 12] عن خلقه.
{حميدٌ} [لقمان: 12] استحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/673]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة...}...

- حدثني حبّان عن بعض من حدّثه قال: كان لقمان حبشياً مجدّعاً ذا مشفر.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيٌّ حميدٌ} وقال: {أن اشكر للّه} : وهي "بأن اشكر الله".). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيّ حميد (12)} معناه : لأن تشكر للّه، ويجوز أن تكون " أن " مفسّرة، فيكون المعنى : أي : اشكر للّه تبارك وتعالى: وتأويل " أن اشكر للّه " , قلنا له: اشكر للّه على ما آتاك. وقد اختلف في التفسير في لقمان : فقيل: كان نبيّا، وقيل: كان حكيما، وقيل كان رجلا صالحا، وقيل: كان حبشيا , غليظ المشافر , مشقّق الرجلين , ولكن اللّه آتاه الحكمة، فلسنا نشك أنه كان حكيما لقول الله عزّ وجلّ:{ولقد آتينا لقمان الحكمة} وقيل : كان نجّارا , وقيل: كان خياطا، وقيل : كان راعيا. وروي في التفسير : أن إنسانا وقف عليه , وهو في مجلسه , فقال له: ألست الّذي كنت ترعى معي في موضع كذا وكذا؟. قال: بلى، قال فما بلغ بك ما أرى؟ فقال: صدق الحديث والصّمت عمّا لا يعنيني.). [معاني القرآن: 4/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه: {بل الظالمون في ضلال مبين}. ثم قال جل وعز: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} روى سليمان بن بلال , عن يحيى بن سعيد , عن سعيد بن المسيب قال : (كان لقمان من سودان مصر ).
وقال غيره : كان في وقت داود النبي صلى الله عليه وسلم
قال وهب بن منبه : (قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب).
قال مجاهد : (الحكمة التي أوتيها العقل , والفقه , والصواب في الكلام من غير نبوة) .
قال زيد بن أسلم : (الحكمة : العقل في دين الله عز وجل)). [معاني القرآن: 5/282-283]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] يظلم المشرك به نفسه ويضرّ به نفسه.
وقال الحسن: ينقص به نفسه.
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- عاصم بن حكيمٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعودٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وأيّنا لم يظلم؟ فنزلت هذه الآية: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13].
وقال السّدّيّ: {لظلمٌ عظيمٌ} [لقمان: 13] لذنبٌ عظيمٌ.
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " الظّلم ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفره اللّه تبارك وتعالى، وظلمٌ يغفره اللّه، وظلمٌ لا يدعه اللّه، فأمّا الظّلم الّذي لا يغفره اللّه فالإشراك، وأمّا الظّلم الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/673]
يغفره اللّه فذنوب العباد فيما بينهم وبين اللّه، وأمّا الظّلم الّذي لا يدعه اللّه فظلم العباد بعضهم بعضًا، لا يدعه اللّه حتّى يقصّ بعضهم
من بعضٍ "). [تفسير القرآن العظيم: 2/674]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(إذ) قد تزاد، كقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 30].
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} [لقمان: 13]. أي: وقال.
وقال ابن ميّادة: إذ لا يزال قائل أَبِن أَبِن). [تأويل مشكل القرآن: 252] (م)

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل الظلم في كلام العرب: وضع الشيء في غير موضعه. ويقال: (من أشبه أباه فما ظلم)، أي: فما وضع الشّبه غير موضعه. وظلم السّقاء: هو أن يشرب قبل إدراكه. وظلم الجزور: أن يعتبط، أي ينحر، من غير علّة. وأرض مظلومة: أي حفرت وليست موضع حفر. ويقال: الزم الطريق ولا تظلمه، أي: لا تعدل عنه. ثم قد يصير الظلم بمعنى الشّرك؛ لأنّ من جعل لله شريكا: فقد وضع الرّبوبيّة غير موضعها. يقول الله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقال: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، أي: يشرك). [تأويل مشكل القرآن: 467] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إنّ الشّرك لظلم عظيم (13)} موضع " إذ " نصب بقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة}, أي : ولقد آتينا لقمان الحكمة إذ قال؛ لأن هذه الموعظة حكمة. وقوله: {إنّ الشّرك لظلم عظيم} يعني : أنّ اللّه هو المحيي المميت الرازق المنعم وحده لا شريك له فإذا أشرك به أحد غيره , فذلك أعظم الظلم؛ لأنه جعل النعمة لغير ربّها. وأصل الظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه, وقد بيّنّا ذلك فيما سلف من الكتاب.). [معاني القرآن: 4/195-196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال زيد بن أسلم : (الحكمة: العقل في دين الله عز وجل) , ويقال: إن ابنه اسمه ثاران , وقوله جل وعز: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} . قال الأصمعي : الظلم وضع الشيء في غير موضعه . قال أبو جعفر : الشرك : نسب نعمة الله جل وعز إلى غيره ؛ لأن الله جل وعز الرزاق , والمحيي , والمميت , وقال: هو ظالم لنفسه.). [معاني القرآن: 3-2844]

تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه} [لقمان: 14]، يعني: برًّا بوالديه، تفسير السّدّيّ.
{حملته أمّه وهنًا على وهنٍ} [لقمان: 14] ضعفًا على ضعفٍ، في تفسير الحسن.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الولد وهن الوالدة وضعفها.
وتفسير مجاهدٍ في حديث عاصم بن حكيمٍ: وهن الولد على وهن الولد.
والوهن الضّعف.
وفي تفسير قتادة: جهدٌ على جهدٍ.
قال: {وفصاله} [لقمان: 14]، أي: وفطامه.
{في عامين} [لقمان: 14]
- قال: حدّثنا عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا رضاع بعد الفطام».
- وحدّثني ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرّحمن، عن الزّهريّ أنّ ابن عمر، وابن عبّاسٍ كانا لا يريان الرّضاع بعد الحولين شيئًا.
قوله عزّ وجلّ: {أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14] البعث.
- حدّثني أشعث، عن يعلى بن عطاءٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رضى الرّبّ مع رضى الوالد، وسخط
[تفسير القرآن العظيم: 2/674]
الرّبّ مع سخط الوالد».
- وحدّثني المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أصبح مرضيًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، ومن أصبح مسخطًا لأبويه أصبح له بابان مفتوحان من النّار ومن أمسى مثل ذلك، وإن كان واحدًا فواحدٌ، وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن
ظلماه».
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ فوق كلّ برٍّ برًّا حتّى إنّ الرّجل ليهريق دمه اللّه، وإنّ فوق كلّ فجورٍ فجورًا حتّى إنّ الرّجل ليعقّ والديه»). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ حملته أمّه وهناً على وهنٍ }: مجازه: ضعفاً إلى ضعفها , وفي آية أخرى " وهن العظم منّي ".
وقال زهير:
فلن يقولوا بحبل واهنٍ خلق= لو كان قومك في أمثاله هلكوا
{ وفصاله } : أي : فطامه.). [مجاز القرآن: 2/126-127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} وقال: {وفصاله في عامين}: أي : في انقضاء عامين ولم يذكر الانقضاء كما قال: {وسئل القرية} , يعني : أهل القرية.). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف. {فصاله في عامين}: فطامه). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهناً على وهنٍ}, أي: ضعفا على ضعف, {فصاله}: فطامه.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير (14)} جاء في التفسير :{وهنا على وهن}: ضعفا على ضعف، أي : لزمها لحملها إياه أن ضعفت مرة بعد مرة. وموضع " أن " نصب بـ (وصّينا). المعنى : وصينا الإنسان أن اشكره لي , ولوالديك، أي : وصّيناه بشكرنا , وبشكر والديه.). [معاني القرآن: 4/196]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} وقرأ عيسى : وهنا على وهن
قال الضحاك : (الوهن : الضعف) , وكذلك هو في اللغة يقال: وهن يهن , ووهن يوهن, ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف , يعني : ضعف الحمل , وضعف الطلق ", وضعف النفاس
ثم قال جل وعز: {وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك} وفصاله في عامين : أي : فطامه في عامين . أن اشكر لي ولوالديك على التقديم والتأخير , والمعنى : {ووصينا الإنسان أن اشكر لي ولوالديك}.). [معاني القرآن: 5/284-385]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}: أي: ضعفا على ضعف.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَهْنًا}: ضعفاً , {على وهن}: ضعف.). [العمدة في غريب القرآن: 240]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك} [لقمان: 15]، يعني: أراداك.
{على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ} [لقمان: 15]، أي: أنّك لا تعلم أنّ لي شريكًا، يعني: المؤمن.
قال: {فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفًا واتّبع سبيل من أناب إليّ} [لقمان: 15]، أي: طريق {من أناب إليّ} [لقمان: 15] من أقبل إليّ بقلبه مخلصًا، يعني: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين.
قال: {ثمّ إليّ مرجعكم} [لقمان: 15] يوم القيامة.
{فأنبّئكم بما كنتم تعملون} [لقمان: 15] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/675]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وصاحبهما في الدّنيا معروفاً...}
أي : أحسن صحبتهما.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({واتّبع سبيل من أناب إليّ }: أي : طريق من رجع وتاب إلى الله , وهذا مما وصى الله به.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون (15)} يروى أن سعد بن أبي وقاص ذكر أن هذه الآية نزلت بسببه, وذلك أنه كان أسلم , فحلفت أمّه ألا تأكل طعاماً، ولا تشرب شرابًا حتى يرتدّ إلى الكفر، فمكثت ثلاثا لا تطعم ولا تشرب حتى شجروا فاها - أي فتحوه - بعود حتى أكلت وشربت، ويروى أنه قال: (لو كانت لها سبعون نفسا فخرجت لما ارتددت عن الإسلام). وقوله عزّ وجلّ: {وصاحبهما في الدّنيا معروفا}
يقال: صاحبته , صاحبا , ومصاحبة.
ومعنى المعروف: ما يستحسن من الأفعال.
{واتّبع سبيل من أناب إلي}: أي : اتبع سبيل من رجع إليّ.). [معاني القرآن: 4/196-197]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}
يروى : أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص . ثم قال جل وعز: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}
أي: مصاحبا معروفا , يقال : صاحبته مصاحبة, ومصاحبا , ومعروفا , أي : ما يحسن ثم رجع إلى الإخبار عن لقمان , فقال: { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله}
وهذا على التمثيل كما قال سبحانه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}
قال سفيان : (بلغني أنه الصخرة التي عليها الأرضون ).
وروى : أن ابن لقمان سأله عن حبة وقعت في مقل البحر , أي : في مغاصه , فأجابه بهذا .
قال أبو مالك : {يأت بها الله}: (أي : يعلمها الله)). [معاني القرآن: 5/285-287]

تفسير قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خبِيرٌ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا بنيّ} [لقمان: 16] رجع إلى كلام لقمان، يعني: الكلام الأوّل: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه} [لقمان: 13].
وقوله: {إنّها إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ} [لقمان: 16]، أي: وزن حبّةٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/675]
من خردلٍ.
{فتكن في صخرةٍ} [لقمان: 16] بلغنا أنّها الصّخرة الّتي عليها الحوت، الّتي عليها قرار الأرضين.
قال: {أو في السّموات أو في الأرض يأت بها اللّه} [لقمان: 16]، أي: احذر، فإنّه سيحصي عليك عملك، ويعلمه كما علم هذه الحبّة من الخردل، لقمان يقوله لابنه.
قال: {إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ} قال: {لطيفٌ} باستخراجها {خبيرٌ} بمكانها). [تفسير القرآن العظيم: 2/676]
قَالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ...}
يجوز نصب المثقال , ورفعه, فمن رفع رفعه بتكن , واحتملت النكرة ألاّ يكون لها فعل في كان , وليس وأخواتها, ومن نصب جعل في (تكن) اسماً مضمرا مجهولاً مثل الهاء التي في قوله: {إنّها إن تك} , ومثل قوله: {فإنّها لا تعمى الأبصار} , وجاز تأنيث (تك) والمثقال ذكر لأنه مضاف إلى الحبّة والمعنى للحبّة، فذهب التأنيث إليها كما قال:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
ولو كان: {إن يك مثقال حبّةٍ}, كان صواباً , وجاز فيه الوجهان.
وقوله: {فتكن في صخرةٍ} , يقال: إنّها الصّخرة التي تحت الأرض: وهي سجّي, وتكتب فيها أعمال الكفّار.
وقوله: {يأت بها اللّه}: فيجازى بها.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال :{ يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبةّ من خردلٍ }, أي: زنة حبة.). [مجاز القرآن: 2/127]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ}
وقال: {إن تك مثقال حبّةٍ} , بلغت : أي: "إن تكن خطيئةٌ مثقال حبّةٍ" , ورفع بعضهم فجعلها "كان" الذي لا يحتاج إلى خبر كأنه "بلغ مثقال حبّةٍ". وقال: {إنّها إن تك مثقال حبّةٍ مّن خردلٍ}, يقول : "إن تكن المعصية مثقال حبّةٍ من خردل".). [معاني القرآن: 3/28-29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يأت بها اللّه} , أي : يظهرها اللّه، ولا تخف عليه.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّة من خردل فتكن في صخرة أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيف خبير (16)}
{إن تك مثقال حبة}: وتقرأ :{مثقال حبّة}, الآية : إلى قوله :{لطيف خبير}
أي: لطيف في استخراجها خبير بمكانها, ويقال : في صخرة، أي : في الصخرة التي تحت الأرض.
ويروى أن ابن لقمان سأل لقمان , فقال: أرأيت الحبّة تكون في مقل البحر، أي: في مغاص البحر , أيعلمها اللّه؟.
يقال : مقل يمقل ؛ إذا غاص، فأعلمه أن اللّه عزّ وجلّ يعلم الحبّة حيث كانت، وفي أخفى المواضع؛ لأن الحبّة في الصخرة أخفى من الماء، , ثم أعلمه أنها حيث كانت يعلمها بلطفه عزّ وجلّ , وخبرته, وهذا مثل لأعمال العباد أن الله يأتي بأعمالهم يوم القيامة .
{فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره (8)}: فأمّا رفع " مثقال " مع تأنيث " تك " ؛ فلأن مثقال حبة من خردل راجع إلى معنى خردلة، فهو بمنزلة إن تك حبة من خردل.
ومن قرأ: {إنّها إن تك مثقال حبّة} بالنصب, فعلى معنى : أن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة، وعلى معنى : أن فعلة الإنسان - وإن صغرت - يأت الله بها.
ويجوز أنها إن تك بالتاء مثقال حبة من خردل، على معنى : أن القصة كما تقول: أنّها هند قائمة، ولو قلت : أنّها زيد قائم لجاز، إلا أن النحويين يختارون ذلك مع المذكر، ويجيزون مع المؤنث التأنيث والتذكير، يقولون: إنه هند قائمة، وإنها أمة اللّه قائمة, فيجيزون الوجهين.
فأمّا أنّها إن تك مثقال حبة من خردل عند من لا يجيز إنها زيد قائم "، فيجوز عنده هذا لأن معناه التأنيث بردّ (ما) إلى الحبّة من الخردل.). [معاني القرآن: 4/197-198]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إن الله لطيف خبير}
قال أبو العالية : (أي: لطيف باستخراجها , خبير بمكانها)). [معاني القرآن: 5/287]

تفسير قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا بنيّ أقم الصّلاة وأمر بالمعروف} [لقمان: 17]، يعني: بالتّوحيد، تفسير السّدّيّ.
{وانه عن المنكر} [لقمان: 17]، يعني: الشّرك باللّه.
قال: وبلغنا عن أبي العالية الرّياحيّ قال: من أمر بعبادة اللّه، ونهى عن عبادة الأوثان، فقد أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
قال: {واصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور {17}} [لقمان: 17] العزم أن تصرم). [تفسير القرآن العظيم: 2/676]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ولا تصعّر خدّك للنّاس} [لقمان: 18] قال مجاهدٌ: الصّدود والإعراض بالوجه عن النّاس.
عاصم بن حكيمٍ قال: {ولا تمش في الأرض مرحًا} [لقمان: 18] بالعظمة.
{إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ} [لقمان: 18] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه قال: متكبّرٌ.
{فخورٍ} [لقمان: 18] يعدّ ما أعطي زهوًا، لا يشكر اللّه.
- وحدّثني فطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن يحيى بن جعدة
[تفسير القرآن العظيم: 2/676]
قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يدخل الجنّة أحدٌ في قلبه مثقال حبّةٍ من خردلٍ من كبرٍ».
قال: فقال رجلٌ من القوم: يا رسول اللّه، إنّ الرّجل منّا ليكون نقيّ الثّوب جديد الشّراك، فيعجبه ذلك، فقال: «ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تسفّه بالحقّ وتغمص النّاس».
قال يحيى: وبلغني عن يحيى بن جعدة أنّه قال: من وضع جبهته ساجدًا للّه فقد برئ من الكبر.
- أبو الجارود الكوفيّ عن أبي داود حنش بن المعتمر قال: سمعت عليًّا يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من صنع شيئًا فخرًا لقي اللّه يوم القيامة أسود»، قال قلنا: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ولكنّا وربّ الكعبة، فواللّه إنّ الرّجل منّا ليعجبه حسن ثوبه وحسن مركبه حتّى إنّه لينظر في شعره ونعله، قال: قد شكونا الّذي تشكون إلى النّبيّ عليه
السّلام فقال: «ليس ذلك بالفخر ولكنّ الفخر إبطال الحقّ، وغمص النّاس، والاستطالة عليهم».
- وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الكبر رداء اللّه فمن نازع اللّه رداءه قصمه»). [تفسير القرآن العظيم: 2/677]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولا تصاعر...}
قرأها أهل المدينة , وعاصم بن أبي النجود , والحسن: {تصعّر} بالتشديد, وقرأها يحيى , وأصحابه بالألف {ولا تصاعر} يقول: لا تمّيل خدّك عن الناس من قولك: رجل أصعر, ويجوز : ولا تصعر , ولم أسمع به.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولا تصعّر خدّك للنّاس } : مجازه: ولا تقلب وجهك , ولا تعرض بوجهك في ناحية من الكبر , ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها .
قال عمرو بن حنة التغلبي :
وكنا إذا الجبار صعّر خدّه= أقمنا له من ميله فتقوّما
والصعر : داء يأخذ البعير في عنقه , أو رأسه , فيشبه به الرجل الذي يتكبر على الناس. { ولا تمش في الأرض مرحاً }: أي : لا تمرح في مشيك من الكبر.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا تصاعر خدك للناس}: أي لا تعرض وجهك وأصل هذا من الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها وأعناقها فتكوى.
وقال بعضهم هو التشدق). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا تصعّر خدّك للنّاس}: أي : تعرض بوجهك وتتكبر, و«الأصعر» من الرجال: العرض بوجهه كبرا .). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تصعّر خدّك للنّاس ولا تمش في الأرض مرحا إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختال فخور (18)} ويقرأ : تصاعر , ويجوز في العربية: ولا تصعر، ولا أعلم أحدا قرأ بها، فإذا لم ترو فلا تقرأ بها، ومعناه : لا تعرض عن الناس تكبّرا، يقال: أصاب البعير صعر , وصيد إذا أصابه داء فلوى منه عنقه، فيقال للمتكبر فيه صعر، وفيه صيد، فأما (تصعّر) فعلى وجه المبالغة، و(يصاعر) جاء على معنى : يفاعل، كأنك تعارضهم بوجهك. ومعنى {تصعر} تلزم خدّك الصّعر؛ لأنه لا داء بالإنسان أدوأ من الكبر. والمعنى في الثلاثة هذا, المعنى: إلا أن (تصعّر) , و(تصاعر ) أبلغ من (تصعر).
وقوله: {ولا تمش في الأرض مرحا}: أي: لا تمش متبخترا مختالا.). [معاني القرآن: 4/198] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تصعر خدك للناس}
وقرأ الجحدري : ولا تصعر , ويقرأ : ولا تصاعر .
قال الحسن , وقتادة , والضحاك في قوله تعالى: {ولا تصعر} : (لإعراض عن الناس) .
قال قتادة : (لا تتكبر , فتعرض) .
وقال إبراهيم : (هو التشدق) .
قال أبو الجوزاء : (يقول بوجهه هكذا ازدراء بالناس) .
قال أبو جعفر : أصل هذا من الصعر , وهو داء يأخذ الإبل تلوي منها أعناقها , فقيل هذا للمتكبر ؛ لأنه يلوي عنقه تكبرا , و(تصعر) على التكثير , وتصعر تلزم نفسك بهذا لأنه يفعله , ولا داء به .
و(تصاعر) : أي : تعارض بوجهك.
ثم قال جل وعز: {ولا تمش في الأرض مرحا} : أي : متبخترا متكبراً.). [معاني القرآن: 5/287-288]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تصعر خدك للناس}: أي: لا تكبر على الناس.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَا تُصَعِّرْ}: أي : لا تعرض بوجهك وتتكبر, ورجل أصعر: أذا أعرض بوجهه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا تُصَعِّرْ}: تكبر.). [العمدة في غريب القرآن: 240]

تفسير قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19] وقال في آيةٍ أخرى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا} [الإسراء: 37] قال: {واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات} [لقمان: 19]، يعني: أقبح الأصوات.
{لصوت الحمير} [لقمان: 19] وإنّما كانت صوت الحمير ولم يكن
[تفسير القرآن العظيم: 2/677]
لأصوات الحمير لأنّه عنى صوتها الّذي هو صوتها). [تفسير القرآن العظيم: 2/678]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير...}
يقول: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير, وأنت تقول: له وجه منكر إذا كان قبيحاً, وقال: {لصوت الحمير} , ولو قيل: أصوات الحمير لكان صواباً, ولكن الصّوت وإن كان أسند إلى جمع , فإن الجمع هذا الموضع كالواحد.). [معاني القرآن: 2/328]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّ أنكر الأصوات }: أي : أشد الأصوات.). [مجاز القرآن: 2/127]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أنكر الأصوات}: أشدها). [غريب القرآن وتفسيره: 298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ أنكر الأصوات}: أي: أقبحها, عرّفه قبح رفع الصوت في المخاطبة , وفي الملاحاة، بقبح أصوات الحمير: لأنها عالية.). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير (19)} {واغضض من صوتك}: معنى : اغضض انقص، ومن ذلك غضضت بصري، وفلان يغضّ بصره من فلان , أي: يتنقصه. ومعنى: {أنكر الأصوات}: أقبح الأصوات، يقال: أتانا فلان بوجه منكر الخلقة، أي: قبيح.). [معاني القرآن: 4/198-199]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك} {واقصد في مشيك }: أي : يكون متوسطا .
روى حيوة بن شريح , عن يزيد بن أبي حبيب : {واقصد في مشيك}, قال: (من السرعة).
ثم قال: {واغضض من صوتك}
أي: انقص منه , وقد غض بصره , ومنه فلان يغض من الناس .
ثم قال تعالى: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}
أي: أقبحها , ومنه أتانا بوجه منكر.). [معاني القرآن: 5/289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إن أنكر الأصوات}: أي: أقبح الأصوات.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنكَرَ}: أشد.). [العمدة في غريب القرآن: 240]


رد مع اقتباس