عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 05:34 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال إنّك لن تستطيع معي صبرًا {67} وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا {68} قال ستجدني إن شاء اللّه صابرًا ولا أعصي لك أمرًا {69} قال فإن اتّبعتني فلا تسألني عن شيءٍ حتّى أحدث لك منه ذكرًا {70} فانطلقا حتّى إذا ركبا في السّفينة خرقها قال} [الكهف: 67-71] موسى.
{أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا} [الكهف: 71] أتيت شيئًا.
{إمرًا} [الكهف: 71] عظيمًا.
وقال مجاهدٌ: منكرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ليغرق أهلها...}

قرأها يحيى بن وثّاب والحسن بالرفع والياء وقرأها سائر الناس {لتغرق أهلها} ). [معاني القرآن: 2/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جئت شيئاً إمراً} أي داهيةً نكراً عظيماً، وفي آية أخرى: (شيئاً إدّاً) قال:
قد لقي الأقران مني نكراً = داهيةً دهياء إدّاً إمراً). [مجاز القرآن: 1/409]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو جعفر وشيبة وعبد الله بن كثير وابن محيصن {لتغرق أهلها} من أغرقت، وهي قراءة أبي عمرو.
وحكي عن الحسن أيضًا "لتغرق أهلها" من غرق.
ابن مسعود وإبراهيم {ليغرق أهلها} يجعلهم فاعلين). [معاني القرآن لقطرب: 856]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لقد جئت شيئا إمرا}، وقالوا أيضًا: جئت شيئًا أمرًا وآمرًا؛ أي فاعلا؛ وقد أمر أمرك أمرًا: إذا اشتد وعظم وكثر؛ وقد فسرنا: أمر القوم أمرًا؛ أي كثروا، بما فيه في سورة بني إسرائيل.
وقالوا أيضًا: شيئًا إمرًا وهترًا وهترًا بالكسر والفتح؛ أي داهية؛ وقد أهتر الرجل فهو مهتر: جاء بشيء فاحش). [معاني القرآن لقطرب: 877]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {إمرا}: شديدا عظيما). [غريب القرآن وتفسيره: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {شيئاً إمراً} أي عجبا). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فانطلقا حتّى إذا ركبا في السّفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا }أي خرقها الخضر.
{قال أخرقتها لتغرق أهلها}، وليغرق أهلها، وكان خرقها مما يلي الماء، لأن التفسير جاء بأنه خرقها بأن قلع لوحين مما يلي الماء،
فقال: {لقد جئت شيئا إمرا} ومعنى (إمرا) شيئا عظيما من المنكر). [معاني القرآن: 3/302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها}
انطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر حتى مرت بهما سفينة فعرفوا الخضر فحملوهما بدون أجر فلما ركبا في السفينة عمد الخضر إلى فأس فقلع لوحا من ألواح السفينة بعد أن أصبحت في لجة البحر فذلك قوله تعالى: {حتى إذا ركبا في السفينة خرقها} أي خرقها الخضر). [معاني القرآن: 4/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} أي قال له موسى منكرا عليه أخرقت السفينة لتغرق ركابها لقد فعلت شيئا عظيما هائلا ومعنى {إمرا} أي شيئا عظيما من المنكر
ويروي أن موسى لما رأى ذلك أخذ ثوبه فجعله مكان الخرق ثم قال للخضر قوم حملونا بغير أجر عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد فعلت أمرا هائلا عظيما
قال {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا} أي: قال له: الخضر ألم أخبرك من أول الأمر إنك لا تستطيع أن تصبر على ما ترى من صنيعي. ذكره بلطف في مخالفته للشرط). [معاني القرآن: 4/270-269]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {لقد جئت شيئا إمرا} أي: عجبا). [ياقوتة الصراط: 328]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شيئا إمرا} أي عجبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شيئاً إِمْرا}: عظيما). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرًا}
وكان موسى ينكر الظّلم).
[تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرا }

فلما رأى موسى أن الخرق لم يدخل منة الماء، وأنّه لم يضر من في السفينة). [معاني القرآن: 3/302]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال له موسى:{لا تؤاخذني بما نسيت} يعني: ذهب منّي ذكره.
تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/198]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا تؤاخذني بما نسيت...}

- ... حدثني يحيى بن المهلّب - وكان من أفاضل أهل الكوفة - عن رجل عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب الأنصاريّ قال: لم ينس ولكنها من معاريض الكلام.
وقوله: {ولا ترهقني} يقول: لا تعجلني). [معاني القرآن: 2/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا ترهقني} أي لا تغشني وقال زهيرٌ:
ومرهّق النّيران يحمد في ال= لأواء غير ملعّن القدر). [مجاز القرآن: 1/410]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ولا ترهقني من أمري عسرا} يقول: لا تعسرني؛ وقد أعسرك الله؛ وقد مر هذا في سورة البقرة؛ ويقال: أرهقني زيد إثمًا حتى رهقته؛ أي حملني فاحتملته.
والرهق بالفتح الخفة والكيس أيضًا؛ وقالوا: الرهق: الشدة أيضًا؛ وقالوا في الطيش: رهق الرجل رهقانًا، بالتثقيل.
وقالوا: رهقنا الصلاة رهوقًا؛ أي حانت حينونة وحينًا؛ ويقال: أرهق القوم عن الصلاة أو في الصلاة؛ أي أخروها عن وقتها؛ وطلبت الشيء حتى رهقته رهقًا وأرهقته؛ أي لحقته.
و{فزادوهم رهقا} بالتثقيل؛ كأنه من الخفة والطيش). [معاني القرآن لقطرب: 877]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا ترهقني}: لا تغشني). [غريب القرآن وتفسيره: 232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا ترهقني} أي لا تغشني {عسراً} ). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وروى المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله سبحانه، حكاية عن موسى صلّى الله عليه وسلم:
{لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} لم ينس ولكنها من معاريض الكلام.
أراد ابن عباس أنه لم يقل: إني نسيت فيكون كاذبا، ولكنه قال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ}، فأوهمه النسيان، ولم ينس ولم يكذب.
ولهذا قيل: إن في المعاريض عن الكذب لمندوحة). [تأويل مشكل القرآن: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (النسيان: ضد الحفظ، كقوله: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}، وقال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} ) [تأويل مشكل القرآن: 500] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا }
ومعنى ترهقني تغشّيني، أي عاملني باليسر لا بالعسر). [معاني القرآن: 3/302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا}
معنى {ترهقني}: تغشيني أي عاملني باليسر لا بالعسر
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كانت الأولى من موسى نسيانا وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر). [معاني القرآن: 4/270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُرْهِقْني}: تغشيني). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ولا ترهقني من أمري عسرًا {73} فانطلقا حتّى إذا لقيا غلامًا فقتله}
- سفيان، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن رجلٍ من بني تميمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: طبع الغلام كافرًا.

قال يحيى: قوله: طبع كافرًا لعلّه لو بلغ كان يكون كافرًا، مثل قوله: {ولا يلدوا إلا فاجرًا كفّارًا} [نوح: 27] أي: من بلغ منهم ثمّ كفر وفجر.
{قال أقتلت نفسًا زكيّةً} [الكهف: 74] أي: لم تذنب.
وقال قتادة: الزّكيّة التّائبة.
{بغير نفسٍ لقد جئت شيئًا نكرًا} [الكهف: 74]
[تفسير القرآن العظيم: 1/198]
ابن مجاهدٍ، عن أبيه، قال: النّكر: المنكر). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أقتلت نفساً (زكيّةً)...}

مرّ بغلام لم تجن جناية رآها موسى فقتله. وقوله (زكيّة) قرأها عاصم ويحيى بن وثاب والحسن (زكيّة) وقرأها أهل الحجاز وأبو الرحمن السّلمي (زاكية) بألف.
وهي مثل قوله: {وجعلنا قلوبهم قاسيةً} (وقسيّة) ). [معاني القرآن: 2/155]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زكيّةٍ بغير نفسٍ} أي مطهّرة.
{شيئاً نكراً} أي داهية: أمراً عظيماً). [مجاز القرآن: 1/410]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فانطلقا حتّى إذا لقيا غلاماً فقتله قال أقتلت نفساً زكيّةً بغير نفسٍ لّقد جئت شيئاً نّكراً}
وقال: {حتّى إذا لقيا غلاماً فقتله} قال: {فقتله} لأن اللّقاء كان علة للقتل). [معاني القرآن: 2/79]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم والأعمش {نفسا زكية}.
وأبو عمرو والأعرج وأبو جعفر وشيبة ونافع وسعيد بن جبير {زاكية}؛ والفعل زكت تزكوا؛ وقالوا زكية: مطهرة؛ وقد زكي يزكى زكاء). [معاني القرآن لقطرب: 856]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {شيئا نكرا} أي منكرًا؛ وقد مر في سورة هود.
وقال النابغة:
أبى الله إلا صدقه ووفاءه = فلا النكر معروف ولا العرف ضائع). [معاني القرآن لقطرب: 877]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{شيئاً نكراً} أي منكرا). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فانطلقا حتّى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا}
معناه فقتله الخضر، {قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا}.
قالوا في زكية بريئة، أي لم ير ما يوجب قتلها، و (نكرا) أقل من قوله (إمرا)، لأن تغريق من في السفينة كان عنده أنكر من قتل نفس واحدة وقد قيل إنّ (نكرا) ههنا معناه لقد جئت شيئا أنكر من الأمر الأول.
و(نكرا) منصوب على ضربين: أحدهما معناه أتيت شيئا نكرا، ويجوز أن - يكون معناه: جئت بشيء نكر، فلما حذف الباء أفضى الفعل فنصب). [معاني القرآن: 3/303-302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله}
أي فقبل عذره وانطلقا بعد نزولهما من السفينة يمشيان فمرا بغلمان يلعبون وفيهم غلام وضيء الوجه جميل الصورة فأمسكه الخضر واقتلع رأسه بيده ثم رماه في الأرض قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا أي قال له موسى أقتلت نفسا طاهرة بريئة لم تذنب قط ولم تقتل نفسا حتى تقتل به لقد فعلت شيئا منكرا عظيما لا يمكن السكوت عنه قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا أي قال له الخضر ألم أخبرك أنك لن تستطيع الصبر على ما ترى مني وقره في الأول ثم واجهة بكاف الخطاب بقوله لك لعدم العذر هنا
ومعنى زكية أي بريئة لم ير ما يوجب قتلها
وقال هنا نكرا أي منكرا فظيعا أنكر من الأمر الأول وهو أبلغ من قوله: {إمرا} في الآية السابقة وهو منصوب على ضربين
أحدهما معناه أتيت شيئا نكرا
والثاني معناه جئت بشيء نكر فلما حذف الباء أفضى إلى الفعل فنصبه). [معاني القرآن: 4/272-271]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (زكيه) و(زاَكِيَّةً) بمعنى واحد، بمعنى: مؤمنة). [ياقوتة الصراط: 328]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {نكرا} أي: منكرا). [ياقوتة الصراط: 328]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{نكرا} منكرا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبرًا {75} قال إن سألتك عن شيءٍ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّي} [الكهف: 75-76] من عندي.
{عذرًا} [الكهف: 76] قد أعذرت فيما بيني وبينك). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا تصاحبني...}

و{فلا تصحبني} نفسك ولا تصحبني أنت كل ذلك صواب والله محمود). [معاني القرآن: 2/155]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر والأعمش وأبو عمرو {فلا تصاحبني}.
وقراءة أخرى "فلا تصحبني".
وقراءة أخرى "فلا تصحبني" بضم التاء وجزم الصاد؛ والمعنى فيها: كأنه على فلا تصحبن أحدًا؛ والله أعلم وهي شاذة.
[معاني القرآن لقطرب: 856]
وقالوا: لقد أصحب المهر إذا جذبته؛ ويقال: قد أصحب البعير؛ إذا كان ظالعًا فأبل من ظلعه؛ ويقال أيضًا: الزق: الحميت الذي لا شعر عليه، والمصحب: ما الشعر عليه.
وقال الأعشى:
ولكنها كانت توابع حبها = توالي ربعي السقاب فأصحبا
أبو جعفر والأعرج وشيبة ونافع وعاصم {قد بلغت من لدني عذرا} بنون واحدة، وضم الدال.
الأعمش وأبو عمرو {من لدني} بالتشديد وضم الدال، وقد فسرنا ذلك في سورة هود). [معاني القرآن لقطرب: 857]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (لدن): بمعنى عند، قال تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} أي بلغت من عندي.
وقال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا.
وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر:
مِن لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ
أي من عند لحييه.
وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} أي عند الباب). [تأويل مشكل القرآن: 563] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّي عذرا }
أي بعد هذه المسألة: {فلا تصاحبني}.
ويقرأ فلا تصحبني، وقراءة شاذة فلا تصحبني..
فمن قرأ فلا تصحبني فإن معناه فلا تكوننّ صاحبي، ومن قرأ فلا تصاحبني فمعناه إن طلبت صحبتك فلا تتابعني على ذلك.
ومن قرأ تصحبني، ففيها بأربعة أوجه، فأجودها فلا تتابعني على ذلك، يقال قد أصحب المهر إذا انقاد، فيكون معناه فلا تتابعني في شيء ألتمسه منك.
ويجوز أن يكون معناه: فلا تصحبني أحدا ولا أعرف لهذا معنى لأن موسى لم يكن سأل الخضر أن يصحبه أحدا.
وقوله: {قد بلغت من لدنّي عذرا}.
ويقرأ من لدني بتخفيف النّون، لأن أصل لّدن الإسكان، فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نونا ليعلم سكون النون الأولى، تقول من لدن زيد، فتسكن النون ثم تضيف إلى نفسك،
فتقول من لدنى كما تقول عن زيد وعني. ومن قال من لدني لم يجز أن يقول عني ومني بحذف النون، لأن لدن اسم غير متمكن، ومن وعن حرفان جاءا لمعنى.
ولدن مع ذلك أثقل من " من " و " في ".
والدليل على أن الأسماء يجوز فيها حذف النون قولهم: قدني في معنى حسبي، ويقولون قد زيد فيدخلون النون لما ذكرناه إذا أضيفت.
ويجوز قدي بحذف النون لأن قد اسم غير متمكن.
قال الشاعر (فجاء باللغتين):
قدني من نصر الخبيبين قدي
فأمّا إسكانهم دال لدن فأسكنوها كما يقولون في عضد: عضد.
فيحذفون الصفة). [معاني القرآن: 3/304-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا}
أي إن أنكرت عليك بعد هذه المرة واعترضت على ما يصدر منك فلا تصحبني معك فقد أعذرت إلى ونبهتني على مخالفتي الشرط فأنت معذور عندي). [معاني القرآن: 4/272]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عذرا} أي: أعذاراً). [ياقوتة الصراط: 328]

تفسير قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قريةٍ استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقضّ فأقامه} [الكهف: 77] دفعه بيده.
قال له موسى.
{لو شئت لاتّخذت عليه أجرًا} [الكهف: 77] أي: ما يكفينا اليوم). [تفسير القرآن العظيم: 1/199]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأبوا أن يضيّفوهما...}

سألوهم القرى: الإضافة فلم يفعلوا. فلو قرئت) (أن يضيفوهما) كان صواباً. ويقال القرية أنطاكية [وقوله] {يريد أن ينقضّ} يقال: كيف يريد الجدار أن ينقضّ؟
وذلك من كلام العرب أن يقولوا: الجدار يريد أن يسقط. ومثله قول الله {ولمّا سكت عن موسى الغضب} والغضب لا يسكت (إنما يسكت صاحبه) وإنما معناه: سكن،
وقوله: {فإذا عزم الأمر} [و] إنما يعزم الأمر أهله وقد قال الشاعر:
إن دهرا يلفّ شملي بجملٍ = لزمان يهمّ بالإحسان

وقال الآخر:
شكا إلى جملي طول السّرى = صبراً جميلاً فكلانا مبتلى

والجمل لم يشك، إنما تكلّم به على أنه لو نطق لقال ذلك. وكذلك قول عنترة.
فازورّ من وقع القنا بلبانه = وشكا إليّ بعبرة وتحمحم

وقد ذكرت (ينقاض) للجدار والانقياض: الشقّ في طول الجدار وفي طيّ البئر وفي سنّ الرّجل يقال: انقاضت سنّه إذا انشقّت طولاً.
فقال موسى لو شئت [لم تقمه حتّى يقرونا فهو الأجر. وقرأ مجاهد] {لو شئت لتخذت عليه أجراً} وأنشدني القناني:
* تخذها سرّيّةً تقعّده *
وأصلها اتّخذ: افتعل). [معاني القرآن: 2/155-156]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {فأبوا أن يضيّفوهما} أي أن ينزلوهما منزل الأضياف، ويقال: ضفت أنا، وأضافني الذي أنزلني.
{يريد أن ينقضّ} وليس للحائط إرادة ولا للموات ولكنه إذا كان في هذه الحال من ربه فهو إرداته، وهذا قول العرب في غيره
قال الحارثيّ:
يريد الرمح صدر بني براءٍ= ويرغب عن دماء بني عقيل
ومجاز (أن ينقضّ) مجاز يقع، يقال: انقضت الدار إذا انهدمت وسقطت وقرأ قوم أن ينقاضّ ومجازه: أن ينقلع من أصله ويتصدع بمنزلة قولهم: قد انقاضت السن،
أي انصدعت وتقلعت من أصلها، يقال: فراق كقيض السّن أي لا يجتمع أهله، وقال:
فراقٌ كقيض السّنّ فالصّبر إنه= لكل أناسٍ عثرةٌ وجبور

(لو شئت لتخذت عليه أجراً) الخاء مكسورة، ومعناها معنى أخذت فكان مخرجها مخرج فعلت تفعل، قال الممزّق العبديّ:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غررها= نسيفاً كأفحوص القطة المطّرق

النسيف موضع العقب الأثر الذي يكون في خلال الرجل؛ وأفحوص القطاة: الموضع الذي تبيض فيه. والمطرق التي تريد أن تبيض، يقال: قد طرّقت المرأة لولدها إذا استقام ليخرج). [مجاز القرآن: 1/410-412]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء كلهم {فأبوا أن يضيفوهما}.
وقراءة أخرى "أن يضيفوهما" من أضاف؛ وقالوا في كلامهم: تضيفني فضيفته، واستضافني فأضفته؛ إذا استجار بك فأجرته؛ وقالوا: هو ضيفك، إن أطعمته أو منعته؛ وقالوا: ضفت الرجل أضيفه ضيافة؛ إذا لجأت إليه ليطعمك.
قراءة القراء {جدارا يريد أن ينقض}.
وقراءة ابن يعمر "يريد أن ينقاص" بالصاد، وسنفسر في اللغة إن شاء الله.
[معاني القرآن لقطرب: 857]
قراءة أبي عمرو وحميد الأعرج {لو شئت لتخذت عليه أجرا} من تخذ يتخذ.
قراءة أهل المدينة والأعمش وعاصم بن بهدلة {لاتخذت عليه} افتعلت.
[وقال العبدي على قراءة أبي عمرو]:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها = نسيفا كأفحوص القطاة المطرق
وقد روي لبشر:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها = نسيفا كأفحوص القطاة المتثلم
وكأن "تخذ" تركت فيه التاء على حالها، لأنهم لم يصيروها من أخذ؛ وكأن تخذ أصل لها؛ ولولا ذلك لقالوا: إيتخذت عليه أجرًا؛ فلم يدغموا، لأن الأصل الهمز، كما يقولون: ايتمن وايتزر؛ لأن الأصل من الهمز، من الأمان والإيزار، وقد يجوز: أن يكون تخذ من الهمز، من أخذت؛ فأبدلت منها التاء كما أبدلوا التاء من الواو في مثل: التراث، والتكلان، والتخمة؛ وقد تبدل الهمزة من الواو أيضًا، في قولهم: وحد وأحد؛ فهذا مما يقربهما منها). [معاني القرآن لقطرب: 858]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {جدارا يريد أن ينقض فأقامه} فقالوا في فعله: انقض الجدار انقضاضًا؛ وانقاص انقياصًا؛ إذا تصدع ولم يسقط؛ وقالوا: رجل أقيص من ذلك؛ وبه قيص، وقد قصت ثنيته، وهو الأقصم.
[معاني القرآن لقطرب: 877]
وقالوا بالضاد: انقاض الكثيب انقياضًا؛ إذا كان في أسفله ماء فأفسده؛ وتقوض الرجل تقوضًا؛ وتقيض أيضًا الجدار، وتقوض البيت، وقوضته أنا؛ إذا انهدم أو هدمته؛ وتقيضت البيضة والقارورة؛ إذا انكسرت فلقًا؛ فإذا انكسرت ولم تفرق فلقًا فهي متلائمة، ومنقاضة.
وقال الراجز:
أفرخ قيض بيضها المنقاض = ..............
[وقال محمد بن صالح]: القيض: قشور البيض). [معاني القرآن لقطرب: 878]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {جدارا يريد أن ينقض} فقال: يريد، وليس ثم إرادة لأنه موات، ولكنه على كلام العرب، لما كان من شأن الجدار الانقضاض، جاز ذلك على سعة الكلام في اللغة.
ومثله {تكاد السماوات ينفطرن} و{تكاد تميز من الغيظ} للنار الموات، ومثل ذلك في أشعار العرب موجود كثير.
قال الراعي:
في مهمه قلقت به هاماتها = قلق الفئوس إذا أردن نصولا
فقال: أردن للفئوس.
وقال الآخر:
يريد الرمح صدر أبي براء = ويرغب عن دماء بني عقيل
فقال: يريد الرمح، فجعل له إرادة.
ومثل ذلك قول ابن مقبل:
سل الدار من جنبي حبر فواهب = إلى ما رأى هضب القليب المضيح
فقال: رأى؛ وليس ثم رؤية؛ ولكنه قابل: كأنه قال: رآه بالمقابلة.
وقال الآخر وهو أبو النجم:
بأن رأيت العارض المستحلبا = باتت تناديه الجنوب والصبا
فقال: تناديه؛ وليس ثم نداء؛ ولكنه كلام عربي.
وكما قال ابن مقبل:
كمثل هيل النقا طاف المشاة به = ينهال حينًا وينهال الثرى حينا
وليس ثم نهي؛ ولكنه قال: يمنعه الثرى.
وكقول أمية:
[معاني القرآن لقطرب: 884]
لم ينه ربي أن بنا بحسابه = خمسًا عن الأخرى التي يتزيد
شبيهًا بذلك.
وقال أبو النجم:
قد قالت الأنساع للبطن الحق
قدمًا فآضت كالفنيق المحنق
وليس ثم قول.
المعنى: ألحقت البطن بالظهر.
وقالوا: قالت السماءة، وقالت السماءانية، وقال السيف: قب؛ أي إذا وقع، وليس ثم قول.
وكأن قول الله عز وجل {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} أي يكونه الله فيكون؛ لأنه ليس ثم شيء يقال له قبل خلقه: كن؛ وكذلك قولهم: قال برأسه، ولم يكن ثم قول.
قال أبو النجم أيضًا:
كأن رملا هم بالتقطع = فهو جثًا فوق دهاس مضجع
وليس من الرمل هم بشيء؛ لأنه موات.
ومثله قول غيلان:
وبل مستن العذار الأخدعا = وهم عطفاه ندى أن يتبعا
وليس ثم هم.
قال أبو علي: وإنما أكدنا بهذه الأبيات قوله {جدارا يريد أن ينقض} ). [معاني القرآن لقطرب: 885]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {لاتخذت عليه أجرا}: المعنى اتخذت). [غريب القرآن وتفسيره: 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {يريد أن ينقضّ} أي ينكسر ويسقط). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ولو قلنا للمنكر لقوله: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} كيف كنت أنت قائلا في جدارٍ رأيته على شفا انهيار: رأيت جدارا ماذا؟ لم يجد بدّا من أن يقول: جدارا يهمّ أن ينقضّ، أو يكاد أن ينقضّ، أو يقارب أن ينقضّ. وأيّا ما قال فقد جعله فاعلا، ولا أحسبه يصل إلى هذا المعنى في شيء من لغات العجم، إلا بمثل هذه الألفاظ.
وأنشدني السّجستاني عن أبي عبيدة في مثل قول الله: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}:
يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبي بَرَاءٍ = وَيَرْغَبُ عَن دِمَاءِ بَني عَقِيل).

[تأويل مشكل القرآن: 133]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها} أي مشيا حتى وصلا إلى قرية، فطلبا طعاما فلم يعطوهما واستضافاهم فلم يضيفوهما
قال ابن عباس هي انطاكية وقال ابن سيرين هي الأيلة). [معاني القرآن: 4/272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه}
والمعنى وجدا في القرية حائطا مائلا يوشك أن يسقط ويقع فمسحه الخضر بيده فاستقام وقيل إنه هدمه ثم بناه
وروى أن موسى قال للخضر قوم استطعمناهم فلم يطعمونا وضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت تبني لهم الجدار لو شئت لاتخذت عليه أجرا
وقوله تعالى: {يريد أن ينقض} أي يوشك أن يسقط وهذا مجاز وتوسع وهو في كلام العرب وأشعارها كثير فمن ذلك قول عنترة:
وازور من وقع القنا بلبانه = وشكا إلى بعبرة وتحمحم
وقول الآخر:
يريد الرمح صدر أبي براء = ويرغب عن دماء بني عقيل).
[معاني القرآن: 4/273-272]


رد مع اقتباس