عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:35 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}


تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أن لّو نشاء أصبناهم بذنوبهم...}
ثم قال: {ونطبع} ولم يقل: وطبعنا، ونطبع منقطعة عن جواب لو؛ يدلّك على ذلك قوله: {فهم لا يسمعون}؛ ألا ترى أنه لا يجوز في الكلام: لو سألتني لأعطيتك فأنت غنيّ، حتى تقول: لو سألتني لأعطيتك فاستغنيت. ولو استقام المعنى في قوله: {فهم لا يسمعون} أن يتصل بما قبله جاز أن تردّ يفعل على فعل في جواب لو؛ كما قال الله عز وجل: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون} فنذر مردودة على {لقضي} وفيها النون. وسهّل ذلك أنّ العرب لا تقول: وذرت، ولا ودعت؛ إنما يقال بالياء والألف والنون والتاء؛ فأوثرت على فعلت إذا جازت؛ قال الله تبارك وتعالى: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} ثم قال: {ويجعل لك قصورا} فإذا أتاك جواب لو آثرت فيه (فعل على يفعل) وإن قلته ينفعل جاز، وعطف فعل على يفعل ويفعل على فعل جائز، لأن التأويل كتأويل الجزاء). [معاني القرآن: 1/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أو لم نهد للّذين} مجازه: أو لم نبين لهم ونوضح لهم). [مجاز القرآن: 1/ 223]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ونطبع على قلوبهم} مجازه: مجاز نختم). [مجاز القرآن: 1/ 223]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أولم يهد للّذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لّو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون}
وقال: {أولم يهد للّذين يرثون الأرض من بعد أهلها} يقول: "أولم يتبيّن لهم" وقال بعضهم {نهد} بالنون أي: أولم نبيّن لهم {أن لّو نشاء أصبناهم بذنوبهم}). [معاني القرآن: 2/ 14]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {أو لم يهد للذين} بالياء.
وأبو عبد الرحمن "أو لم نهد" بالنون، والمعنى: من هديت وبينت ودللت). [معاني القرآن لقطرب: 568]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ} [الأعراف: 100]، أي ألم يبيّن لهم.
فالإرشاد في جميع هذه بالبيان). [تأويل مشكل القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولم يهد للّذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون (100)}
وتقرأ (نهد) بالنون، فمن قرأ نهدي بالنون فمعناه أولم نبين.
لأن قولك: هديته الطريق معناه بيّنت له الطريق.
ومن قرأ بالياء كان المعنى أو لم يبين الله لهم أنّه لو يشاء أصبناهم بذنوبهم.
وقوله: {ونطبع على قلوبهم}،
ليس بمحمول على أصبناهم.
المعنى ونحن نطبع على قلوبهم، لأنه لو حمل على أصبناهم لكان ولطبعنا، لأنه على لفظ الماضي، وفي معناه.
ويجوز أن يكون محمولا على الماضي، ولفظه لفظ المستقبل كما أن لو نشاء معناه لو شئنا). [معاني القرآن: 2/ 361]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أولم يهد للذين يرثون الأرض}
قال مجاهد أي أو لم يبين ومعنى يهد بالياء يتضح ويبين). [معاني القرآن: 3/ 58]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (وقوله: {أولم يهد للذين يرثون الأرض}: أي: أولم يبين). [ياقوتة الصراط: 230]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {تلك القرى نقصّ عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل كذلك يطبع اللّه على قلوب الكافرين}
وقال: {نقصّ عليك من أنبائها} صيّر "من" زائدة وأراد "قصصنا" كما تقول "هل لك في ذا" وتحذف "حاجة".
وقال: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} فقوله: {بما كذبوا} والله أعلم يقول: "بتكذيبهم" جعل - والله أعلم - {ما كذّبوا} اسما للفعل والمعنى: "لم يكونوا ليؤمنوا بالتكذيب" أي لا نسميهم بالإيمان بالتكذيب). [معاني القرآن: 2/ 14]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تلك القرى نقصّ عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل كذلك يطبع اللّه على قلوب الكافرين (101)}
وهذا إخبار عن قوم لا يؤمنون.
كما قال جلّ وعزّ: {أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن}
وكما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
{قل يا أيّها الكافرون (1) لا أعبد ما تعبدون (2) ولا أنتم عابدون ما أعبد (3)}.
فهذا إخبار من الله جل وعز أنّ هؤلاء لا يؤمنون.
وقال قوم: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل..} أي ليسوا مؤمنين بتكذيبهم، وهذا ليس بشيء، لأن قوله: {كذلك يطبع اللّه على قلوب الكافرين}.. يدل على أنهم قد طبع على قلوبهم.
وموضع الكاف في " كذلك " نصب.
المعنى مثل ذلك يطبع الله على قلوب الكافرين). [معاني القرآن: 2/ 361-362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل}
قال مجاهد هذا مثل قوله تعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه}
وقال غيره هذا مخصوص به أقوام بأعيانهم خبر الله -جل وعلا- أنهم لا يؤمنون
وأما قول من قال معنى فما كانوا ليؤمنوا ليحكم لهم بالإيمان فلا يصح في اللغة ويدل على بطلانه أن بعده كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين فدل بهذا على أنه قد طبع على قلوبهم هذا قول أبي إسحاق جزاء بما عملوا). [معاني القرآن: 3/ 59]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما وجدنا لأكثرهم من عهدٍ} مجازه وما وجدنا لأكثرهم عهداً أي وفاء ولا حفيظة؛ ومن من حروف الزوائد وقد فسرناها في غير هذا الموضع.
{وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} : أي لكافرين، ومجازه: إن وجدنا أكثرهم إلاّ فاسقين، أي ما وجدنا، وله موضع آخر أن العرب نؤكد باللام كقوله:
أمّ الحليس لعجوز شهر به
{فظلموا بها} مجازه: فكفروا بها). [مجاز القرآن: 1/ 223]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين (102)}
هذه " إن " تدخل واللام على معنى التوكيد واليمين.
وتدخل على الأخبار. تقول: إن ظننت زيدا لقائما). [معاني القرآن: 2/ 362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد}
من زائدة وهي تدل على معنى الجنس ولولا من لجاز أن يتوهم أنه واحد في المعنى
قال أبو عبيدة المعنى وما وجدنا لأكثرهم حفظا ولا وفاء). [معاني القرآن: 3/ 59-60]


رد مع اقتباس