التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يخرج من النار رجل قد ذهب حِبره وسِبره».
وفي هذا الحديث اختلاف وبعضهم يرفعه وبعضهم لا يرفعه.
يقول عن مطرف بن عبد الله بن الشخير.
قال الأصمعي: قوله: «ذهب حِبره وسِبره»: هو الجمال والبهاء.
يقال: فلان حسن الحِبر والسِبر، قال ابن أحمر وذكر زمانا قد مضى:
لبسنا حِبره حتى اقتضينا = لأعمال وآجال قضينا
ويروى: حتى اقتنصنا يعني لبسنا جماله وهيئته.
وقال غيره: فلان حسن الحَبر والسَبر: إذا كان جميلا حسن الهيئة بالفتح جميعا.
وهو عندي بالحَبر أشبه لأنه مصدر من حبرته حبرا أي حسنته.
قال الأصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوي في الجاهلية: المحبِّر لأنه كان يحسن الشعر ويحبره.
قال: وهو مأخوذ عندي من التحبير، وحسن الخط والمنطق.
قال: والحبار أثر الشيء. وأنشد:
لا تملأ الدلو وعرق فيها
ألا ترى حَبار من يسقيها
قوله: عرق فيها أي اجعل فيها ماء قليلا، ومنه قيل: طلاء معرق ومعرق، ويقال: أعرق وعرق.
وأما الحبر من قول الله جل ثناؤه: {من الأحبار والرهبان} فإن الفقهاء يختلفون فيه فبعضهم يقول: حَبْر وبعضهم يقول: حِبْر.
وقال الفراء: إنما هو حِبْر، يقال ذلك للعالم.
قال: وإنما قيل: كعب الحِبر لمكان هذا الحِبر الذي يكتب به، وذلك أنه كان صاحب كتب.
قال الأصمعي: لا أدري هو الحِبْر أو الحَبْر للرجل العالم). [غريب الحديث: 1/220-222]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (ثم الجبهة وهو موضع السجود). [خلق الإنسان: 178]