عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 46 إلى آخر السورة]

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}

تفسير قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان...}
ذكر المفسرون: أنهما بستانان من بساتين الجنة، وقد يكون في العربية: جنة تثنيها العرب في أشعارها؛ أنشدني بعضهم:

ومهمين قذفين مرتين قطعته بالأمّ لا بالسّمتين
يريد: مهمها وسمتا واحدا، وأنشدني آخر:
يسعى بكيداء ولهذمين قد جعل الأرطاة جنتين
وذلك أن الشعر له قواف يقيمها الزيادة والنقصان، فيحتمل ما لا يحتمله الكلام...
-الكيداء: القوس، ويقال: لهذم ولهذم لغتان، وهو السهم). [معاني القرآن: 3/118]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولمن خاف مقام ربّه جنّتان}: بستانان في الجنة.
قال الفراء: وقد تكون في العربية جنة واحدة، قال: أنشدني بعضهم:
ومهمهين قذفين مرتين قطعته بالسّمت لا بالسمتين
يريد: مهمها واحدا، وسمتا واحدا.
قال: وأنشدني آخر:
يسعى بكبداء وفرسين قد جعل الأرطاة جنّتين
قال: وذلك للقوافي، والقوافي تحتمل - من الزيادة والنقصان - ما لا يحتمله الكلام.
وهذا من أعجب ما حمل عليه كتاب اللّه.
ونحن نعوذ باللّه من أن نتعسف هذا التعسف، ونجيز على اللّه - جل ثناؤه - الزيادة والنقص في الكلام، لرأس آية.
وإنما يجوز في رؤوس الآي: أن يزيد هاء للسكت، كقوله: {وما أدراك ما هيه}، وألفا كقوله:{وتظنّون باللّه الظّنونا}, أو يحذف همزة من الحرف، كقوله: {أثاثاً ورءياً}, أو ياء كقوله: {واللّيل إذا يسر} لتستوي رؤوس الآي، على مذاهب العرب في الكلام: إذا تم، فآذنت بانقطاعه وابتداء غيره. لأن هذا لا يزيل معنى عن جبهته، ولا يزيد ولا ينقص. فأما أن يكون اللّه عز وجل وعد جنتين، فيجعلها جنة واحدة من أجل رؤوس الآي -: فمعاذ اللّه!.
وكيف يكون هذا: وهو - تبارك اسمه - يصفهما بصفات الاثنين، فقال:
ذواتا أفنانٍ، ثم قال: فيهما...، فيهما...؟!.
ولو أن قائلا قال في خزنة النار: إنهم عشرون، وإنما جعلهم تسعة عشر لرأس الآية - كما قال الشاعر:
نحن بنو أم البنين الأربعة
وإنما هم خمسة, فجعلهم للقافية أربعة -: ما كان في هذا القول إلا كالفراء). [تفسير غريب القرآن: 440-441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم اللّه - عزّ وجلّ - ما لمن اتقاه وخافه فقال:{ولمن خاف مقام ربّه جنّتان}
قيل : من أراد معصية فذكر ما عليه فيها , فتركها خوفا من اللّه - عزّ وجلّ - , ورهبة عقابه , ورجاء ثوابه , فله جنتان). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)}

تفسير قوله تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذواتا أفنانٍ }: أغصان). [مجاز القرآن: 2/245]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ذواتا أفنان}, وقال: {ذواتا أفنان} وواحدها: "الفنن"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أفنان}: أغصان). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (ثم وصفهما فقال: {ذواتا أفنان} والأفنان : جمع فنّ، أي له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من كل فنّ، والأفنان الألوان، والأفنان الأغصان، واحدها فنن، وهو أجود الوجهين). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({ذواتا أفنان}: أي: أغصان). [ياقوتة الصراط: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَفْنَانٍ}: أغصان). [العمدة في غريب القرآن: 292]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)}

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما من كلّ فاكهة زوجان}: الزوجان النوعان). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53)}

تفسير قوله تعالى:{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {متّكئين على فرشٍ بطائنها من إستبرقٍ...}
الإستبرق: ما غلظ من الديباج، وقد تكون البطانة: ظهارة، والظهارة بطانة في كلام العرب، وذلك أن كل واحد منهما قد يكون وجها، وقد تقول العرب: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لظاهرها الذي تراه.
قال: وأخبرني بعض فصحاء المحدثين عن ابن الزبير , يعيب قتلة عثمان رحمه الله فقال: خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم الله كلّ قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب. يريد: هربوا ليلا، فجعل ظهور الكواكب بطونا، وذلك جائز على ما أخبرتك به). [معاني القرآن: 3/118]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من إستبرقٍ}: يسمى المتاع الصيني الذي ليس له صفقة الديباج, ولا خفة الفرند: استبرقا.
{وجنى الجنّتين دانٍ}: ما يجتنى قريباً لا يعني الجاني). [مجاز القرآن: 2/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وجنا الجنتين دان}: أي ما يجتنى قريب لا يعني صاحبه). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({بطائنها من إستبرق}
قال الفراء: قد تكون البطانة ظهارة، والظهارة بطانة. وذلك: أن كل واحد منهما قديكون وجها، تقول العرب: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لـظاهرهاالذي تراه.
قال: وقال ابن الزّبير - وذكر قتلة عثمان رضي اللّه عنه : «فقتلهم اللّه كل قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون السماء والكواكب»، يعني: هربوا ليلا
وهذا أيضا من عجب التفسير, كيف تكون البطانة ظهارة، والظهارة بطالة , والبطانة: ما بطن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه، والظهارة: ما ظهر منه وكان من شأن الناس إبداؤه؟!.
وهل يجوز لأحد أن يقول لوجه مصلي: هذا بطانته، ولما ولي الأرض منه: هذا ظهارته؟!.
وإنما أراد اللّه جل وعز أن يعرفنا - من حيث نفهم - فضل هذه الفرش .
وأن ما ولي الأرض منها إستبرق، وهو: الغليظ من الديباج.
وإذا كانت البطانة كذلك: فالظّهارة أعلى وأشرف.
وكذلك قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذه الحلّة», فذكر المناديل دون غيرها: لأنها أخشن من الثياب, وكذلك البطائن: أخشن من الظواهر.
وأما قولهم: ظهر السماء وبطن السماء، لما ولينا : فإن هذا قد يجوز في ذي الوجهين المتساويين، إذا ولي كلّ واحد منهما قوما. تقول في حائط بينك وبين قوم لما وليك منه: هذا ظهر الحائط، ويقول الآخرون لما وليهم: هذا طهر الحائط. فكلّ واحد من الوجهين : ظهر وبطن. ومثل هذا كثير.
كذلك السماء: ما ولينا منها ظهر، وهو لمن فوقها من الملائكة بطن). [تفسير غريب القرآن: 441-442]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {متّكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنّتين دان (54)}
قيل : الإستبرق : الديباج الصفيق جدّا نحو ما يعمل للكعبة , والبطائن ما يلي الأرض.
وقوله: {وجنى الجنّتين دان}: أي : ما يجنى من ثمرهما إذا أرادوه دنا من أفواههم حتى يتناولوه بأفواههم وأيديهم). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الإِسْتَبْرَق} ما غلظ من الديباج.
و{السندس} ما رقّ منه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الجنى دَانٍ }: ما تقطف من الثمر القريب ). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)}

تفسير قوله تعالى:{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لم يطمثهنّ إنس...}.
قرأت القراء كلهم بكسر الميم في يطمثهن...
- وحدثني رجل عن أبي إسحاق قال: كنت أصلي خلف أصحاب علي، وأصحاب عبد الله , فاسمعهم يقرءون {لم يطمثهن} برفع الميم, وكان الكسائي يقرأ: واحدة برفع الميم، والأخرى بكسر الميم لئلا يخرج من هذين الأثرين وهما: لم يطمثهن، لم يفتضضهن...
- وطمثها أي: نكحها، وذلك لحال الدم). [معاني القرآن: 3/118-119]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قاصرات الطّرف}: لا تطمح أبصارهن.
{لم يطمثهنّ }: لم يمسسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي : ما مسه حبلٌ). [مجاز القرآن: 2/245-246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قاصرات الطرف}: أي لا تطمح أبصارهن إلى غير أزواجهن.
{لم يطمثهن}: لم يمسسهن وينكحهن. يقال ما طمث هذا البعير حبل قط). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم} .
قال أبو عبيدة: لم يمسسهن, ويقال: ناقة صعبة لم يطمثها محل قط، أي لم يمسسها.
وقال الفراء: {لم يطمثهن}: لم يفتضّهن, و«الطمث»: النكاح بالتدمية, ومنه قيل للحائض: طامث). [تفسير غريب القرآن: 442]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فيهنّ قاصرات الطّرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ} : معناه: فيهن حور قاصرات الطرف، قد قصرن طرفهنّ على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم.
{لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان}: لم يمسسهنّ, ويقرأ " لم يطمثهنّ "، وهي في القراءة قليلة، وفي اللغة
طمث , يطمث , ويطمث, وفي هذه الآية دليل على أن الجني يغشى، كما أن الإنسي يغشى). [معاني القرآن: 5/102-103]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{فيهن}, وإنما ذكر جنّتين يعني من هاتين الجنتين وما أعد لصاحب هذه القصة غير هاتين الجنّتين). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({لم يطمثهن} أي: لم يقربهن). [ياقوتة الصراط: 499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} أي لم يمسسهن , ولم يفتضهن وقوله: {قاصرات الطرف} أي: قَصَرْنَ أطرفهن على أزواجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}: لا ينظرن إلى غير أزواجهن
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ}: لم ينكحهن). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57)}

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال قتادة في قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي لهنّ صفاء الياقوت وبياض المرجان). [تأويل مشكل القرآن: 81]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ}، فقد أعلمتك أن كل ما في الجنة من آلتها وسررها وفرشها وأكوابها- مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد، وإنما دلّنا الله بما أراناه من هذا الحاضر على ما عنده من الغائب. وقال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء. والأكواب: كيزان لا عرى لها، وهي في الدنيا قد تكون من فضة، وتكون من قوارير.
فأعلمنا أن هناك أكوابا لها بياض الفضّة وصفاء القوارير، وهذا على التشبيه، أراد قوارير كأنها من فضة، كما تقول: أتانا بشراب من نور، أي كأنه نور.
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} أي لهنّ صفاء الياقوت وبياض المرجان). [تأويل مشكل القرآن: 80-81](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {كأنّهنّ الياقوت والمرجان}
قال أهل التفسير وأهل اللغة: هن في صفاء الياقوت, وبياض المرجان , والمرجان صغار اللؤلؤ , وهو أشد بياضا). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59)}

تفسير قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان}
أي: ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)}

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ: {ومن دونهما جنّتان}
أي : لمن خاف مقام ربه جنتان , وله من دونهما جنّتان.
والجنة في لغة العرب : البستان). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63)}

تفسير قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ (64)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مدهامّتان...} يقول: خضراوان إلى السواد من الري). [معاني القرآن: 3/119]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مدهامّتان}: من خضرتهما قد اسودتا). [مجاز القرآن: 2/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مدهامّتان}, وقال: {مدهامّتان} كما تقول "ازورّ" , و"ازوارّ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدهمتان}: قد اسودتا من خضرتهما للري). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({مدهامّتان}: سوداوان من شدة الخضرة والرّيّ.
قال ذو الرّمة - وذكر غيثا -:
كسا الأكم بهمي غضة حبشية تؤاما ونقعان الظهور الأقارع
جعلها حبشية من شدة الخضرة). [تفسير غريب القرآن: 442-443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {مدهامّتان}
يعني : أنهما خضراوان تضرب خضرتهما إلى السّواد، وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السّواد). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مدهامتان} أي: خضراوان من الري). [ياقوتة الصراط: 499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُدْهَامَّتَانِ}: سوداوان من الري). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عينان نضّاختان}: فوراتان). [مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نضاختان}: فوارتان). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({نضّاختان}: تفوران بالماء,
و«النّضخ» أكثر من «النّضح», ولا يقال منه: فعلت). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما عينان نضّاختان}
جاء في التفسير أنهما ينضخان كل خير). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّضْخ} أكثر من النضح، ولا يقال منه فَعِلْتُ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَضَّاخَتَانِ}: فوارتان). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمّانٌ...}
يقول بعض المفسرين: ليس الرمان ولا النخل بفاكهة، وقد ذهبوا مذهباً، ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة.
فإن قلت: فكيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة؟
قلت: ذلك كقوله: {حافظوا على الصّلوات والصلاة الوسطى}. وقد أمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديداً لها، كذلك أعيد النخل والرمان ترغيباً لأهل الجنة، ومثله قوله في الحج: {ألم تر أنّ الله يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض} ثم قال: {وكثيرٌ مّن الناس، وكثيرٌ حقّ عليه العذاب}. وقد ذكرهم في أول الكلمة في قوله: {من في السّماوات ومن في الأرض}، وقد قال بعض المفسرين: إنما أراد بقوله: {من في السماوات ومن في الأرض} الملائكة، ثم ذكر الناس بعدهم). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار المعنى بلفظين مختلفين، فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ.
وذلك كقول القائل: آمرك بالوفاء، وأنهاك عن الغدر. والأمر بالوفاء هو النّهي عن الغدر. و: آمركم بالتّواصل، وأنهاكم عن التّقاطع. والأمر بالتواصل هو النهي عن التّقاطع.
وكقوله سبحانه: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}. والنخل والرّمان من الفاكهة، فأفردهما عن الجملة التي أدخلهما فيها، لفضلهما وحسن موقعهما.
وقوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وهي منها، فأفردها بالذّكر ترغيبا فيها، وتشديدا لأمرها، كما تقول: إيتني كل يوم، ويوم الجمعة خاصّة). [تأويل مشكل القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما فاكهة ونخل ورمّان}
قال قوم: إن النخل والرّمّان ليسا من الفاكهة.
وقال بعض أهل اللغة، منهم يونس النحوي، وهو يتلو الخليل في القدم والحذق: إن الرّمّان والنخل من أفضل الفاكهة، وإنما فصلا بالواو لفضلهما، واستشهد في ذلك بقوله تعالى: {من كان عدوّا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال}: فقال لفضلهما فصلا بالواو). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)}

تفسير قوله تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهنّ خيراتٌ حسانٌ...}.
رجع إلى الجنان الأربع: جنتان، وجنتان، فقال: فيهن، والعرب تقول: أعطني الخيرة منهن، والخيرة منهن، والخيّرة منهن، ولو قرأ قارئ، الخيرات، أو الخيرات كانتا صوابا). [معاني القرآن: 3/119-120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيهنّ خيراتٌ حسانٌ }: امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال:
ولقد طعنت مجامع الرّبلا تربلات هندٍ خيرة الملكات)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خيرات حسان}: واحدها خيرة). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({خيراتٌ حسان}: نساء خيرات ، فخفف. ما يقال: هين ولين). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فيهنّ خيرات حسان}
أصله في اللغة خيّرات، والمعنى أنّهن خيرات الأخلاق حسان الخلق.
وقد قرئ بها - أعني بتشديد الياء). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَات} مخفف من {خيِّرات}, مثل هيّن وليّن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَاتٌ}: جمع خيرة). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)}

تفسير قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حورٌ مّقصوراتٌ...}
قصرن عن أزواجهن، أي حبس، فلا يردن غيرهم، ولا يطمحن إلى سواهم، والعرب تسمى الحجلة المقصورة، والقصورة، ويسمون المقصورة من النساء: قصورة:
وقال الشاعر:
لعمري لقد حببت كلّ قصورة إليّ وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصورات الحجال ولم أرد قصار الخطا، شرّ النساء البحاتر
والبهاتر: وهما جميعاً القصيرتان، والرجل يقال له: بحتر، وبحتري، وبحترة، وبحترية). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}: الحوراء: الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين، مقصورات: أي خدرن في الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضاً خيام قال لبيد:
شاقتك ظعنٌ الحيّ يوم تحمّلت فتكنّست قطناً قصر خيامها
وقال جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( (الحور): الأحور: الشديد بياض بياض العين، الشديد سواد سواد العين، الواحدة حوراء.
{مقصورات في الخيام}: محبوسات). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({حورٌ}: شديدات البياض، وشديدات سواد المقل واحدها: حوراء, ومنه قيل: حواري.
{مقصوراتٌ}: أي محبوسات مخدرات, والعرب تسمى الحجلة: «المقصورة».
قال كثير:
لعمري! لقد حببت كل قصيرة إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصيرات الحجال ولم أراد قصار الخطي، شرّ النساء البحاتر
و«البحاتر»: القصار). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {حور مقصورات في الخيام}
الخيام في لغة العرب جمع خيمة.
والخيام شيئان: الخيام الهوادج، والخيام البيوت.
وجاء في التفسير أن الخيمة من هذه الخيام من درّة مجوّفة.
ومعنى {مقصورات}: مخدّرات، قد قصرن على أزواجهنّ). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {مَّقْصُورَاتٌ} حُبسن على أزواجهنّ، فلا يُـردن غيرهم.
وقال الحسن: {مقصورات}: محبوسات، أي ليس بطوّافات في الطرق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حُورٌ}: التي بياض أعينهن شديد ناصع
{مَّقْصُورَاتٌ}: محبوسات). [العمدة في غريب القرآن: 293-294]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)}

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في الحور العين: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}، فدل على أن الجن تطمث الإنس). [تأويل مشكل القرآن: 121]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)}

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرفٍ خضرٍ...}.
ذكروا أنها رياض الجنة، وقال بعضهم: هي المخاد، {وعبقريٍّ حسانٍ...}: الطنافس الثخان...
- وحدثني معاذ بن مسلم بن أبي سادة قال:
كان جارك زهير القرقبي يقرأ: {متكئين على رفارف خضر . وعباقري حسان}
قال: الرفارف ـ قد يكون صوابا، وأما العباقري فلا؛ لأن ألف الجماع لا يكون بعدها أربعة أحرف، ولا ثلاثة صحاح). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ رفرفٍ خضر}: فرش والبسط أيضاً رفارف وتقول العرب كلك شيء من البسط.
{عبقري}: ويرون أنها أرض يوشى فيها قال زهير بن أبي سلمى:
بخيل عليها جنّةٌ عبقرّيةٌ جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رفرف}: فرش، والبسط أيضا رفارف. والعرب تقول لكل وشي ولكل شيء من البسط عبقري ويروون أنها أرض يوشى بها). [غريب القرآن وتفسيره: 363-364]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({متّكئين على رفرفٍ خضرٍ}: يقال: رياض الجنة.
وقال أبو عبيدة: «هي الفرش والبسط أيضا، وجمعه: رفارف».
ويقال: هي المحابس.
و{العبقري}: الطنافس الثّخان.
قال أبو عبيدة: «يقال لكل شيء من البسط: عبقريّ. ويذكر أن عبقر»: ارض كان يعمل فيها الوشي، فنسب إليها كلّ شيء جيد»). [تفسير غريب القرآن: 443-444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرف خضر وعبقريّ حسان}
وقرئت: {على رفارف خضر وعباقريّ حسان}
القراءة هي الأولى، وهذه القراءة لا مخرج لها في العربية، لأن الجمع الذي بعد ألفه حرفان نحو مساجد ومفاتيح لا يكون فيه مثل عباقري لأن ما جاوز الثلاثة لا يجمع بياء النسب, لو جمعت {عبقري}: كان جمعه
عباقرة، كما أنك لو جمعت " مهلّبيّ " كان جمعه مهالبة، ولم يقل مهالبيّ، فإن قال قائل: فمن أين جاز عبقري حسان، و " عبقري " واحد، وحسان جمع؟ فالأصل أن واحده عبقريّة، والجمع عبقري، كما تقول ثمرة وثمر ولوزة ولوز.
ويكون أيضا عبقري اسما للجنس، فالقراءة هي الأولى.
وأما تفسير {رفرف خضر وعبقريّ} فقالوا: الرّفرف ههنا رياض الجنّة وقالوا: الرفرف الوسائد، وقالوا المحابس، وقالوا أيضا فضول المحابس للفرش.
فأما العبقري، فقالوا: البسط، وقالوا: الطنافس المبسوطة والذي يدل على هذا من القرآن قوله:{ونمارق مصفوفة * وزرابيّ مبثوثة}
فالنمارق الوسائد، والزرابي البسط.
فمعنى " رفرف " ههنا، و " عبقري " أنه الوسائد والبسط.
ويدل - واللّه أعلم - على أن الوسائد ذوات رفرف.
وأصل العبقري في اللغة صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر اسم بلد كان يوشّى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شيء جيد، وكل ما بولغ في وصفه إلى عبقر. قال زهير:
بخيل عليها جنّة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا)
[معاني القرآن: 5/104-105]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّفْرَف} الفرش والبسط.)
{والعبقريّ}: الطنافس الثِّخان. وقيل: عبقريّ اسم بلد نسبت هذه إليها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255-256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَفْرَفٍ}: فرش، بسط. {عَبْقَرِيٍّ}: منسوب إلى بلد). [العمدة في غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الاسم) يزاد، قال: أبو عبيدة: بسم الله إنما هو بالله، وأنشد للبيد:
إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السَّلامِ عليكما = ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ
أي: السلام عليكما.
و{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}، أي: تبارك ربّك). [تأويل مشكل القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105] (م)


رد مع اقتباس