عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا} أي: اعتقدوا فيهم ذلك، فأنكر عليهم تعالى قولهم ذلك، فقال: {أشهدوا خلقهم} أي: شاهدوه وقد خلقهم اللّه إناثًا، {ستكتب شهادتهم} أي: بذلك، {ويسألون} عن ذلك يوم القيامة. وهذا تهديدٌ شديدٌ، ووعيدٌ أكيدٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 223]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} أي: لو أراد اللّه لحال بيننا وبين عبادة هذه الأصنام، الّتي هي على صور الملائكة الّتي هي بنات اللّه، فإنّه عالمٌ بذلك وهو يقررنا عليه، فجمعوا بين أنواعٍ كثيرةٍ من الخطأ:
أحدها: جعلهم للّه ولدًا، تعالى وتقدّس وتنزّه عن ذلك علوًّا كبيرًا.
الثّاني: دعواهم أنّه اصطفى البنات على البنين، فجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا.
الثّالث: عبادتهم لهم مع ذلك كلّه، بلا دليلٍ ولا برهانٍ، ولا إذنٍ من اللّه عزّ وجلّ، بل بمجرّد الآراء والأهواء، والتّقليد للأسلاف والكبراء والآباء، والخبط في الجاهليّة الجهلاء.
الرابع: احتجاجهم بتقديرهم على ذلك قدرا [والحجّة إنّما تكون بالشّرع]، وقد جهلوا في هذا الاحتجاج جهلًا كبيرًا، فإنّه تعالى قد أنكر ذلك عليهم أشدّ الإنكار، فإنّه منذ بعث الرّسل وأنزل الكتب يأمر بعبادته وحده لا شريك له، وينهى عن عبادة ما سواه، قال [تعالى]، {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين} [النّحل: 36]، وقال تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} [الزخرف: 45].
وقال في هذه الآية -بعد أن ذكر حجّتهم هذه-: {ما لهم بذلك من علمٍ} أي: بصحّة ما قالوه واحتجّوا به {إن هم إلا يخرصون} أي: يكذّبون ويتقوّلون.
وقال مجاهدٌ في قوله: {ما لهم بذلك من علمٍ إن هم إلا يخرصون} أي ما يعلمون قدرة اللّه على ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 223-224]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أم آتيناهم كتابًا من قبله فهم به مستمسكون (21) بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مهتدون (22) وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون (23) قال أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون (24) فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذّبين (25) }
يقول تعالى منكرًا على المشركين في عبادتهم غير اللّه بلا برهانٍ ولا دليلٍ ولا حجّةٍ: {أم آتيناهم كتابًا من قبله} أي: من قبل شركهم، {فهم به مستمسكون} أي: فيما هم فيه، أي: ليس الأمر كذلك، كقوله: {أم أنزلنا عليهم سلطانًا فهو يتكلّم بما كانوا به يشركون} [الرّوم: 35] أي: لم يكن ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 224]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مهتدون} أي: ليس لهم مستندٌ فيما هم فيه من الشّرك سوى تقليد الآباء والأجداد، بأنّهم كانوا على أمّةٍ، والمراد بها الدّين هاهنا، وفي قوله: {إنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً} [الأنبياء: 92].
وقولهم: {وإنّا على آثارهم} أي: ورائهم {مهتدون}، دعوى منهم بلا دليلٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ بيّن تعالى أنّ مقالة هؤلاء قد سبقهم إليها أشباههم ونظراؤهم من الأمم السّالفة المكذّبة للرّسل، تشابهت قلوبهم، فقالوا مثل مقالتهم: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} [الذّاريات: 52، 53]، وهكذا قال هاهنا: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 224]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {قل} أي: يا محمّد لهؤلاء المشركين: {أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون} أي: ولو علموا وتيقّنوا صحّة ما جئتهم به، لما انقادوا لذلك بسوء قصدهم ومكابرتهم للحقّ وأهله). [تفسير ابن كثير: 7/ 224]

تفسير قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال اللّه تعالى: {فانتقمنا منهم} أي: من الأمم المكذّبة بأنواعٍ من العذاب، كما فصّله تعالى في قصصهم، {فانظر كيف كان عاقبة المكذّبين}؟ أي: كيف بادوا وهلكوا، وكيف نجى الله المؤمنين؟). [تفسير ابن كثير: 7/ 224]

رد مع اقتباس