عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:20 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون}.
يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء المشركون باللّه ملائكته الّذين هم عباد الرّحمن.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة الّذين هم عند الرّحمن بالنّون، فكأنّهم تأوّلوا في ذلك قول اللّه جلّ ثناؤه: {إنّ الّذين عند ربّك لا يستكبرون} فتأويل الكلام على هذه القراءة: وجعلوا ملائكة اللّه الّذين هم عنده يسبّحونه ويقدّسونه إناثًا، فقالوا: هم بنات اللّه جهلاً منهم بحقّ اللّه، وجرأةً منهم على قيل الكذب والباطل.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة والبصرة {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا} بمعنى: جمع عبدٍ فمعنى الكلام على قراءة هؤلاء: وجعلوا ملائكة اللّه الّذين هم خلقه وعباده بنات اللّه، فأنّثوهم بوصفهم إيّاهم بأنّهم إناثٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وذلك أنّ الملائكة عباد اللّه وعنده.
واختلفوا أيضًا في قراءة قوله: {أشهدوا خلقهم} فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة: (أأشهدوا خلقهم) بضمّ الألف على وجه ما لم يسمّ فاعله، بمعنى: أأشهد اللّه هؤلاء المشركين الجاعلين ملائكة اللّه إناثًا، خلق ملائكته الّذين هم عنده، فعلموا ما هم، وأنّهم إناثٌ، فوصفوهم بذلك، لعلمهم بهم، وبرؤيتهم إيّاهم؟ ثمّ ردّ ذلك إلى ما لم يسمّ فاعله وقرأه بعد عامّة قرأة الحجاز الكوفة والبصرة: {أشهدوا خلقهم} بفتح الألف، بمعنى: أشهدوا هم ذلك فعلموه؟
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {ستكتب شهادتهم} يقول تعالى ذكره: ستكتب شهادة هؤلاء القائلين: الملائكة بنات اللّه في الدّنيا، بما شهدوا به عليهم، ويسألون عن شهادتهم تلك في الآخرة أن يأتوا ببرهانٍ على حقيقتها، ولن يجدوا إلى ذلك سبيلاً). [جامع البيان: 20/566-567]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ إملاءً في شوّالٍ سنة أربع مائةٍ أنبأ أبو عونٍ محمّد بن أحمد الخزّاز بمكّة، ثنا محمّد بن عليّ بن زيدٍ، ثنا سعيد بن منصورٍ، ثنا أبو عوانة عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن أو عبد الرّحمن؟ فقال: عباد الرّحمن. قلت: هو في مصحفي عبد الرّحمن قال: «فامحها واكتب عباد الرّحمن» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 - 25
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} قال: قد قال ذلك أناس من الناس ولا نعلمهم إلا اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة). [الدر المنثور: 13/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كنت أقرأ هذا الحرف {الذين هم عباد الرحمن إناثا} فسألت ابن عباس فقال: {عباد الرحمن} قلت: فإنها في مصحفي عند الرحمن قال: فامحها واكتبها {عباد الرحمن} بالألف والباء، وقال: أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني فقال: كيف تقرأ هذا الحرف {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} قال: أن أناسا يقرأون الذين هم عند الرحمن فسكت عنه فقلت: اذهب إلى أهلك). [الدر المنثور: 13/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها الذين هم عند الرحمن بالنون). [الدر المنثور: 13/194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن مروان وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا ليس فيه {الذين هم} ). [الدر المنثور: 13/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {عباد الرحمن} بالألف والباء {أشهدوا خلقهم} بنصبهم الألف والشين {ستكتب} بالتاء ورفع التاء). [الدر المنثور: 13/195]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} [الزخرف: 20] : «يعنون الأوثان» ، يقول اللّه تعالى: {ما لهم بذلك من علمٍ} [الزخرف: 20] : «أي الأوثان، إنّهم لا يعلمون» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم يعنون الأوثان يقول اللّه تعالى ما لهم بذلك من علم الأوثان إنّهم لا يعلمون وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ في قوله وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم قال الأوثان قال اللّه ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون ما تعلمون قدرة اللّه على ذلك والضّمير في قوله مالهم بذلك من علم للكفّار أي ليس لهم علمٌ بما ذكروه من المشيئة ولا برهان معهم على ذلك إنّما يقولونه ظنًّا وحسبانًا أو الضّمير للأوثان ونزّلهم منزلة من يعقل ونفى عنهم علم ما يصنع المشركون من عبادتهم). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك). [تغليق التعليق: 4/306] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {لو شاء الرّحمان ما عبدناهم} يعنون الأوثان يقول الله تعالى: {ما لهم بذلك من علم} (الزخرف: 20) أي الأوثان إنّهم لا يعلمون.
أشار به إلى قوله تعالى: {وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ، قوله: (يعنون الأوثان) ، هو قول مجاهد، وقال قتادة: يعنون الملائكة والضّمير في: ما عبدناهم، يرجع إلى الأوثان عند عامّة المفسّرين، ونزلت منزلة من يعقل فذكر الضّمير. قوله: (ما لهم بذلك) ، أي: فيما يقولون: (إن هم ألا يخرصون) أي: يكذبون). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لو شاء الرحمن ما عبدناهم}) [الزخرف: 20] (يعنون الأوثان) وقال قتادة يعنون الملائكة والمعنى وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياهم لرضاه منا بعبادتها (يقول الله تعالى) وللأصيلي بقول الله تعالى بالموحدة ولأبي ذر وابن عساكر لقول الله عز وجل ({ما لهم بذلك من علم}) أي (الأوثان أنهم لا يعلمون) نزل الأوثان منزلة من يعقل ونفى عنهم علم ما يصنع المشركون من عبادتهم وقيل الضمير للكفار أي ليس لهم علم ما ذكروهم من قولهم إن الله رضي عنا لعبادتنا وسقط للأصيلي أنهم). [إرشاد الساري: 7/332-333]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم مّا لهم بذلك من علمٍ إن هم إلاّ يخرصون (20) أم آتيناهم كتابًا من قبله فهم به مستمسكون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون من قريشٍ: لو شاء الرّحمن ما عبدنا أوثاننا الّتي نعبدها من دونه، وإنّما لم يحلّ بنا عقوبةً على عبادتنا إيّاها لرضاه منّا بعبادتناها.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} للأوثان، يقول اللّه: {مّا لهم بذلك من علمٍ}.
وقوله: {مّا لهم بذلك من علمٍ} يقول: ما لهم بحقيقة ما يقولون من ذلك من علمٍ، وإنّما يقولونه تخرّصًا وتكذّبًا، لأنّهم لا خبر عندهم منّي بذلك ولا برهان، وإنّما يقولونه ظنًّا وحسبانًا {إن هم إلاّ يخرصون} يقول: ما هم إلاّ متخرّصون هذا القول الّذي قالوه، وذلك قولهم {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم}.
وكان مجاهدٌ يقول في تأويل ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثنا الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إن هم إلاّ يخرصون} ما يعلمون قدرة اللّه على ذلك). [جامع البيان: 20/568]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لو شاء الرحمن ما عبدناهم يعنون الأوثان يقول الله عز وجل ما لهم بذلك من علم يعني الأوثان إنهم لا يعلمون). [تفسير مجاهد: 580]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إن هم إلا يخرصون يقول لم يعلموا قدرة الله عز وجل على ذلك). [تفسير مجاهد: 581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} قال: يعنون الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان يقول الله: {ما لهم بذلك من علم} يعني الأوثان أنهم لا يعلمون {إن هم إلا يخرصون} قال: يعلمون قدرة الله على ذلك). [الدر المنثور: 13/195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم} قال: عبدوا الملائكة). [الدر المنثور: 13/195-196]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم آتيناهم كتابًا من قبله} يقول تعالى ذكره: ما أآتينا هؤلاء المتخرّصين القائلين لو شاء الرّحمن ما عبدنا الآلهة كتابًا بحقيقة ما يقولون من ذلك، من قبل هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك يا محمّد {فهم به مستمسكون} يقول: فهم بذلك الكتاب الّذي جاءهم من عندي من قبل هذا القرآن مستمسكون يعملون به، ويدينون بما فيه، ويحتجّون به عليك؟). [جامع البيان: 20/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {أم آتيناهم كتابا من قبله} قال: قبل هذا الكتاب). [الدر المنثور: 13/196]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال مجاهدٌ: {على أمّةٍ} [الزخرف: 22] : «على إمامٍ» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله على أمّةٍ على إمامٍ كذا للأكثر وفي رواية أبي ذرٍّ وقال مجاهدٌ فذكره والأوّل أولى وهو قول أبي عبيدة وروى عبد بن حميدٍ من طريق ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله على أمّةٍ قال على ملّةٍ وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله على أمّةٍ أي على دينٍ ومن طريق السّدّيّ مثله). [فتح الباري: 8/565-566]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد على أمة على إمام وقيله يا رب تفسيره أتحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم
قال عبد بن حميد ثنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 22 الزخرف {إنّا وجدنا آباءنا على أمة} قال على ملّة
وقال ابن أبي حاتم .....). [تغليق التعليق: 4/304]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (على أمّةٍ على إمامٍ
أشار به إلى قوله تعالى {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنّا على آثارهم مهتدون} (الزخرف: 22) كذا وقع في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر. وقال مجاهد: فذكره. فقال بعضهم: والأول أولى. قلت: ليت شعري ما وجه الأولويّة، وفسّر الأمة بالإمام، وكذا فسره أبو عبيدة، وروى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد على ملّة، وروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، على أمة. أي: على دين، ومن طريق السّديّ مثله). [عمدة القاري: 19/157]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) في قوله: ({على أمة})، من قوله: {إنّا وجدنا آباءنا على أمة} [الزخرف: 22] أي (على إمام) كذا فسره أبو عبيدة عند عبد بن حميد عن مجاهد على ملة وعن ابن عباس عند الطبري على دين). [إرشاد الساري: 7/331]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مّهتدون}.
يقول تعالى ذكره: ما آتينا هؤلاء القائلين: لو شاء الرّحمن ما عبدنا هؤلاء الأوثان بالأمر بعبادتها، كتابًا من عندنا، ولكنّهم قالوا: وجدنا آباءنا الّذين كانوا قبلنا يعبدونها، فنحن نعبدها كما كانوا يعبدونها.
وعنى جلّ ثناؤه بقوله: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} بل وجدنا آباءنا على دينٍ وملّةٍ، وذلك هو عبادتهم الأوثان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {على أمّةٍ} ملّةٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} يقول: وجدنا آباءنا على دينٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} قال: قد قال ذلك مشركو قريشٍ: إنّا وجدنا آباءنا على دينٍ.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} قال: على دينٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {على أمّةٍ} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار {على أمّةٍ} بضمّ الألف بالمعنى الّذي وصفت من الدّين والملّة والسّنّة.
وذكر عن مجاهدٍ وعمر بن عبد العزيز أنّهما قرآه (على إمّةٍ) بكسر الألف.
وقد اختلف في معناها إذا كسرت ألفها، فكان بعضهم يوجّه تأويلها إذا كسرت، إلى أنّها الطّريقة وأنّها مصدرٌ من قول القائل: أممت القوم فأنا أؤمّهم إمّةً وذكر عن العرب سماعًا: ما أحسن عمّته وإمّته وجلسته إذا كان مصدرًا ووجّهه بعضهم إذا كسرت ألفها إلى أنّها الإمّة الّتي بمعنى النّعيم والملك، كما قال عديّ بن زيدٍ:
ثمّ بعد الفلاح والملك والإمّـ = ـة وارتهم هناك القبور
وقال: أراد إمامة الملك ونعيمه.
وقال بعضهم: الأمّة بالضّمّ، والإمّة بالكسر بمعنًى واحدٍ.
والصّواب من القراءة في ذلك الّذي لا أستجيز غيره: الضّمّ في الألف لإجماع الحجّة من قرّاء الأمصار عليه وأمّا الّذين كسروها فإنّي لا أراهم قصدوا بكسرها إلاّ معنى الطّريقة والمنهاج، على ما ذكرناه قبل، لا النّعمة والملك، لأنّه لا وجه لأن يقال: إنّا وجدنا آباءنا على نعمةٍ ونحن لهم متّبعون في ذلك، لأنّ الاتّباع إنّما يكون في الملل والأديان وما أشبه ذلك لا في الملك والنّعمة، لأنّ الاتّباع في الملك ليس بالأمر الّذي يصل إليه كلّ من أراده.
وقوله: {وإنّا على آثارهم مهتدون} يقول: وإنّا على آثار آبائنا فيما كانوا عليه من دينهم مهتدون، يعني: لهم متّبعون على منهاجهم.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {وإنّا على آثارهم مهتدون} يقول: إنّا على دينهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّا على آثارهم مهتدون} يقول: وإنّا متّبعوهم على ذلك). [جامع البيان: 20/569-572]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنا وجدنا آباءنا على أمة أي على ملة وإنا على آثارهم مقتدون أي نقتدي بفعلهم). [تفسير مجاهد: 581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على دين). [الدر المنثور: 13/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على ملة غير الملة التي تدعونا إليها، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر ويقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع). [الدر المنثور: 13/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} قال: قد قال: ذلك مشركو قريش: إنا وجدنا آباءنا على دين وإنا متبعوهم على ذلك). [الدر المنثور: 13/196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} قال: بفعلهم). [الدر المنثور: 13/196-197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال: الأمة في القرآن على وجوه (واذكر بعد أمة) (يوسف الآية 45) قال: بعد حين، (ووجد عليه أمة من الناس يسقون) (يوسف الآية 23) قال: جماعة من الناس {إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على دين، ورفع الألف في كلها، وقرأ {قال أولو جئتكم} بغير ألف بالتاء). [الدر المنثور: 13/197]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا قال مترفوها قال مترفوها رؤوسهم وأشرافهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون}.
يقول تعالى ذكره: وهكذا كما فعل هؤلاء المشركون من قريشٍ فعل من قبلهم من أهل الكفر باللّه، وقالوا مثل قولهم، لم نرسل من قبلك يا محمّد {في قريةٍ} يعني إلى أهلها {من نذيرٍ} ينذرهم عقابنا على كفرهم بنا فأنذروهم وحذّروهم سخطنا، وحلول عقوبتنا بهم {إلاّ قال مترفوها}، وهم رؤساؤهم وكبراؤهم.
- كما حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {إلاّ قال مترفوها} قال: رؤساؤهم وأشرافهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلاّ قال مترفوها} قادتهم ورءوسهم في الشّرك.
وقوله: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ} يقول: قالوا: إنّا وجدنا آباءنا على ملّةٍ ودينٍ {وإنّا على آثارهم} يعني: وإنّا على منهاجهم وطريقتهم مقتدون بفعلهم نفعل كالّذي فعلوا، ونعبد ما كانوا يعبدون؛ يقول جلّ ثناؤه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فإنّما سلك مشركو قومك منهاج من قبلهم من إخوانهم من أهل الشّرك باللّه في إجابتهم إيّاك بما أجابوك به، وردّهم ما ردّوا عليك من النّصيحة، واحتجاجهم بما احتجّوا به لمقامهم على دينهم الباطل.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّا على آثارهم مقتدون} قال بفعلهم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّا على آثارهم مقتدون} فاتّبعوهم على ذلك). [جامع البيان: 20/572-573]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين من قومك، القائلين: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مهتدون}: أولو جئتكم أيّها القوم من عند ربّكم بأهدى لكم إلى طريق الحقّ، وأدلّ لكم على سبيل الرّشاد، {ممّا وجدتم} أنتم عليه آباءكم من الدّين والملّة {قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون} يقول: فقال ذلك لهم، فأجابوه بأن قالوا له كما قال الّذين من قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها لأنبيائها: إنّا بما أرسلتم به يا أيّها القوم كافرون، يعني: جاحدون منكرون.
وقرأ ذلك قرّاء الأمصار سوى أبي جعفرٍ {قال أولو جئتكم} بالتّاء.
وذكر عن أبي جعفرٍ القارئ أنّه قرأه (قل أو لو جئناكم) بالنّون والألف.
والقراءة عندنا ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجّة عليه). [جامع البيان: 20/573-574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال: الأمة في القرآن على وجوه (واذكر بعد أمة) (يوسف الآية 45) قال: بعد حين، (ووجد عليه أمة من الناس يسقون) (يوسف الآية 23) قال: جماعة من الناس {إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال: على دين، ورفع الألف في كلها، وقرأ {قال أولو جئتكم} بغير ألف بالتاء). [الدر المنثور: 13/197] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذّبين}.
يقول تعالى ذكره: فانتقمنا من هؤلاء المكذّبة رسلها من الأمم الكافرة بربّها، بإحلالنا العقوبة بهم، فانظر يا محمّد كيف كان عقبى أمرهم، إذ كذّبوا بآيات اللّه ويعني بقوله: {عاقبة المكذّبين} آخر أمر الّذين كذّبوا رسل اللّه إلام صار، يقول: ألم نهلكهم فنجعلهم عبرةً لغيرهم؟.
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذّبين} قال: شرٌّ واللّه، أخذهم بخسفٍ وغرقٍ، ثمّ أهلكهم فأدخلهم النّار). [جامع البيان: 20/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} قال: شر والله كان عاقبتهم أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار). [الدر المنثور: 13/197]


رد مع اقتباس