عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:53 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: «قبل» في معنى بعد. قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، وقال الله تبارك وتعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} يجوز أن يكون المعنى مع ذلك. قال الشاعر:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
ففسر لنا، أن خراشا نجا قبل عروة فجعل بعد في معنى قبل). [الأضداد: 100]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} قال: كان قبله كتب إبراهيم وغيره، فقال: {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ). [مجالس ثعلب: 250]

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وبَعْد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير
وهو الذي يفهمه الناس ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له، ويكون بمعنى (قبل)، قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، فمعناه عند بعض الناس من قبل الذكر، لأن الذكر القرآن. وقال أبو خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا = خراش وبعض الشر أهون من بعض
أراد قبل عروة، لأنهم زعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقال الله عز وجل: {والأرض بعد ذلك دحاها}، فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها، لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}.
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى (دحاها) بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير
أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، علمنا أن الدحو دخل في الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. فإن كان الدحو وقع في يومين سوى الأربعة أيضا، فتحمل الآيات على أن الخلق كان في يومين، والدحو في يومين، والإرساء والتبريك والتقدير في أربعة أيام، فتنفرد الأرض بثمانية أيام. وهذا خلاف ما نص الله عز وجل عليه إذ قال: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، فعلمنا بهذه الآية أن الخلق والدحو جميعا دخلا في الأربعة التي ذكرها الله مع الإرساء والتبريك والتقدير.
فإن قال قائل: كيف يدخل يوما الخلق في هذه الأربعة حتى يصيرا بعضها، وقد فصل الله اليومين من الأربعة؟
قيل له: لما كان الإرساء من الخلق وانضم إليه تقدير الأقوات نسق الشيء على الشيء للزيادة الواقعة معه، كما يقول الرجل للرجل: قد بنيت لك دارا في شهر، وأحكمت
أساساتها، وأعليت سقوفها، وأكثرت ساجها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشهر الأول في الشهرين، ويعطف الكلام الثاني على الأول، لما فيه من معنى الزيادة، أنشد الفراء:
فإن رشيدا وابن مروان لم يكن = ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
فرشيد هو ابن مروان، نسق عليه لما فيه من زيادة المدح.
وقال الآخر:

يظن سعيد وابن عمرو بأنني = إذا سامني ذلا أكون به أرضى
فلست براض عنه حتى ينيلني = كما نال غيري من فوائده خفضا
فسعيد هو ابن عمرو، نسق عليه؛ لأن فيه زيادة مدح.
ويجوز أن يكون معنى الآية: والأرض مع ذلك دحاها، كما قال عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}، أراد (مع ذلك). وقال الشاعر:

فقلت لها فيئي إليك فإنني = حرام وإني بعد ذاك لبيب
أراد (مع ذلك)، وتأويل (دحاها) بسطها، قال الشاعر:
دحاها فلما رآها استوت = على الماء أرسى عليها الجبالا
وقال الآخر:
دارا دحاها ثم أعمرنا بها = وأقام في الأخرى التي هي أمجد
وقال الآخر:

ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك = كأنه فاحص أو لاعب داحي
وقال مقاتل بن سليمان: خلق الله السماء قبل الأرض، وذهب إلى أن معنى قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، ثم كان قد استوى إلى السماء قبل أن يخلق الأرض، كما قال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}. ثم كان قد استوى.
ويجوز أن يكون معنى الآية: أئنكم لتكفرون بالذي استوى إلى السماء وهي دخان، ثم خلق الأرض في يومين، فقدم وأخر كما قال: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}، معناه: ثم انظر ماذا يرجعون وتول عنهم). [كتاب الأضداد: 107-111]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} قال: الفتنة: الاختبار). [مجالس ثعلب: 146]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: يا أم لا تفعلي، ويا أب لا تفعل إذا لم ترد قول من يثبت الياء، أو يعوض منها الهاء التي هي تاء في الوصل، فإن جئت بالتاء، ووقفت عليها كانت بمنزلة قولك: يا عمى، ويا خالة، ويجوز الترخيم فيها؛ كما جاز في حمدة ونحوها؛ لأنها وإن كانت بدلاً فإنما هي علامة تأنيث في وصلها ووقفها سواء.
وقد قرئ (ربُّ احكم بالحق). فتقول إذا رخمت: يا أم لا تفعلي، فيمن قال: يا حار، وترفع فيمن قال: يا حار.
والعلم بأنها بدل من ياء الإضافة كالعلم بذلك إذا أثبتها، لأن قولك: يا أم غير مستعمل إلا مضافاً؛ لأنها من الأسماء المضمنة. فإذا لم تكن موصولة بظاهر ولا مضمر له علامة الغائب فهي للمتكلم). [المقتضب: 4/263]

رد مع اقتباس