الموضوع: الرحمن - الرحيم
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 11:02 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
ومن أسماء الله عزّ وجلّ الرّحمن الرّحيم.

قال أهل التّأويل: هما اسمان رقيقان أحدهما أرقّ من الآخر، فقوله الرّحمن يجمع كلّ معاني الرّحمة من الرّأفة والشّفقة والحنان واللّطف والعطف قال عبد الله بن عبّاسٍ: قوله عزّ وجلّ: {هل تعلم له سميًّا} قال: ليس أحدٌ يسمّى الرّحمن غيره، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عزّ وجلّ: أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لها اسمًا من اسمي وهذا الخبر يدلّ على أنّ جميع أفعال الله عزّ وجلّ مشتقّةٌ من أسمائه بخلاف المخلوق، مثل الرّازق والخالق والباعث والوهّاب، ونحوها تقدّم أسماؤه على أفعاله، بمعنى أنّه يخلق ويرزق ويبعث ويهب ويحيي ويميت، وأسماء المخلوق مشتقّةٌ من أفعالهم.
190 - أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ البغداديّ، بمصر، قال: حدثنا يحيى بن أيّوب المصريّ، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازمٍ، حدثنا أبي، سمع عبيد الله بن مقسمٍ، عن ابن عمر، يقول: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: يأخذ الجبّار سمواته وأرضه بيده، فيقول: أنا الرّحمن أنا المالك أين الجبّارون أين المتكبّرون.
191 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن الحسن، قال: حدثنا قطن بن إبراهيم، قال: حدثنا حفص بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد: الرّحمن الرّحيم قال الله عزّ وجلّ: أثنى عليّ عبدي). [التوحيد: 2/47-48]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسمائه الرّحيم.
قال أهل التّأويل معناه: البالغ في الرّحمة أرحم الرّاحمين، الرّفيق الرّقيق، ويقال: إنّهما بمعنى رحيمٍ ورحمنٍ وراحمٍ ومثله علاّمٌ وعليمٌ وعالمٌ، وهو من الأسماء المستعارة لعبيده إذا رحم، اشتقّ له اسم الرّحيم من فعله إذا رحم.
192 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسعودٍ، قال: حدثنا عليّ بن عبد الله، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا الجعد أبو عثمان، عن أبي رجاءٍ العطارديّ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيما يروى عن ربّه عزّ وجلّ قال: إنّ ربّكم عزّ وجلّ رحيمٌ من همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةٌ، فإن عملها كتبت له عشرٌ إلى سبعمائةٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، ومن همّ بسيّئةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةٌ، فإن عملها كتبت له سيّئةٌ واحدةٌ أو يمحوها الله عزّ وجلّ ولن يهلك على الله عزّ وجلّ إلاّ هالكٌ.
193 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح أبو عليٍّ الزّعفرانيّ، حدثنا معاذ بن معاذٍ، حدثنا سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله عزّ وجلّ خلق مائة رحمةٍ فمنها رحمةٌ بها يتراحم الخلق وتسعةٌ وتسعون ليوم القيامة.
رواه جماعةٌ عن التّيميّ.
ورواه الزّهريّ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة.
194 - أخبرنا أحمد بن عمرٍو أبو الطّاهر، بمصر، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهبٍ، حدثنا يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنّ أعرابيًّا قال: اللهمّ ارحمني ومحمّدًا ولا ترحم معنا أحدًا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لقد تحجّرت واسعًا، يريد رحمة الله عزّ وجلّ.
195 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيّوب، قال: حدثنا معاذ بن المثنّى، حدثنا القعنبيّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله عزّ وجلّ مائة رحمةٍ، فوضع رحمةً واحدةً بين خلقه يتراحمون بها، وعند الله عزّ وجلّ تسعةً وتسعين). [التوحيد: 2/51-52]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: التّوّاب الرّحيم
قال الله عزّ وجلّ: {هو التّوّاب الرّحيم}.
وقال: {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده}.
238 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، قال: حدثنا الحسن بن محمّدٍ الصّبّاح الزّعفرانيّ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيشٍ، عن صفوان بن عسّالٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ بالمغرب بابًا فتحه الله للتّوبة يوم خلق السّماوات والأرض، فلا يغلق حتّى تطلع الشّمس.
هذا حديثٌ مشهورٌ عن عاصمٍ، وعن زرٍّ، وهذا من رسم النّسائيّ، وأبي داود، وأبي عيسى.
239 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن سيّارٍ النّصيبيّ، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا مالك بن مغولٍ، عن محمّد بن سويدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: إن كنّا لنعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرّةً يقول: ربّ اغفر لي وتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الغفور.
240 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، قال: حدثنا العبّاس بن عبد الله التّرقفيّ، قال: حدثنا أبو مسهرٍ، وأخبرنا بكير بن الحسن بن سلمة، بمصر قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي مريم، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة (ح) وأخبرنا يحيى بن عبد الله بن الحارث الدّمشقيّ، قال: حدثنا أحمد بن عليّ بن سعيدٍ، قال: حدثنا أبو نصرٍ التّمّار، قالوا: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن خالد بن عبد الله بن أبي حسينٍ، قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت أحدًا أكثر قولاً أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا رسم النّسائيّ، وخالد بن عبد الله مشهورٌ.
241 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى بن منده، قال: حدثنا أبو مسعودٍ أحمد بن الفرات قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمر بن راشدٍ، عن الزّهريّ، عن كعب بن مالكٍ، عن أبيه كعبٍ قال: كنت فيمن تخلّف وفينا نزلت هذه الآية: {ليتوبوا إنّ الله هو التّوّاب الرّحيم}.
242 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا محمّد بن عوف بن سفيان، قال: حدثنا أبو المغيرة عبد القدّوس، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيبٍ، عن أبي الدّرداء، عن زيد بن ثابتٍ الأنصاريّ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو: اللهمّ اغفر لي ذنبي كلّه، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت وتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم.
هذا من رسم النّسائي). [التوحيد: 2/95-98]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الرّؤوف الرّحيم
قال الله عزّ وجلّ: في سورة البقرة {إنّ الله بالنّاس لرؤوفٌ رحيمٌ}
وروي عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسماء الله عزّ وجلّ الرّؤوف.
266 - أخبرنا عمرو بن محمّد بن إبراهيم البزّاز قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن النّعمان، قال: حدثنا زيد بن عوفٍ، قال: حدثنا حمّادٌ، عن حجّاجٍ الصّوّاف، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال عند منامه الحمد للّه الّذي يمسك السّماء والأرض أن تزولا الحمد للّه الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، إنّ الله بالنّاس لرؤوفٌ رحيمٌ، فإن وقع من سريره فمات دخل الجنّة.
267 - أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، ومحمّد بن يونس قالا: حدثنا إبراهيم بن حكيمٍ البصريّ، قال: حدثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قيل: يا رسول الله، الّذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس. فأنزل الله عزّ وجلّ {وما كان الله ليضيع إيمانكم إنّ الله بالنّاس لرؤوفٌ رحيمٌ}.
هذا الحديث مشهورٌ عن إسرائيل، إسنادٌ متّصلٌ). [التوحيد: 2/122]

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم.
قال أهل التّأويل: معنى عالم وعلاّم وعليمٍ بالخلق وأفعالهم قبل خلقهم، فقال عزّ وجلّ عالم الغيب وعلاّم الغيوب وعليمٌ بذات الصّدور ومعنى عالمٍ وعليمٍ ويعلم أي أنّ له علمًا والعلم صفةٌ له عزّ وجلّ.
203 - أخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، قال: حدثنا عفّان بن مسلمٍ، حدثنا شعبة بن الحجّاج، عن يعلى بن عطاءٍ، قال: سمعت عمرو بن عاصمٍ، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، مرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل: اللهمّ عالم الغيب والشّهادة، فاطر السّماوات والأرض، ربّ كلّ شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ الشّيطان وشركه وأمره أن يقولها إذا أصبح، وإذا أمسى، وإذا أخذ مضجعه.
أخبرناه حمزة، حدثنا النّسائيّ، حدثنا بندارٌ، حدثنا غندرٌ، نحوه.
هذا حديثٌ مشهورٌ، عن شعبة.
ورواه هشيمٌ، عن يعلى بن عطاءٍ نحوه، وهو من رسم النّسائيّ). [التوحيد: 2/64]


رد مع اقتباس