عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 15 شعبان 1435هـ/13-06-2014م, 01:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا موسى إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشّاكرين (144) وكتبنا له في الألواح من كلّ شيءٍ موعظةً وتفصيلا لكلّ شيءٍ فخذها بقوّةٍ وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145)}
يذكر تعالى أنّه خاطب موسى [عليه السّلام] بأنّه اصطفاه على عالمي زمانه برسالاته وبكلامه تعالى ولا شكّ أنّ محمّدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- سيّد ولد آدم من الأوّلين والآخرين؛ ولهذا اختصه الله بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، الّتي تستمرّ شريعته إلى قيام السّاعة، وأتباعه أكثر من أتباع سائر الأنبياء والمرسلين كلّهم، وبعده في الشّرف والفضل إبراهيم الخليل، عليه السّلام، ثمّ موسى بن عمران كليم الرّحمن، عليه السّلام؛ ولهذا قال اللّه تعالى له: {فخذ ما آتيتك} أي: من الكلام والوحي والمناجاة {وكن من الشّاكرين} أي: على ذلك، ولا تطلب ما لا طاقة لك به). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 473-474]

تفسير قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى أنّه كتب له في الألواح من كلّ شيءٍ موعظةً وتفصيلًا لكلّ شيءٍ، قيل: كانت الألواح من جوهرٍ، وأنّ اللّه تعالى كتب له فيها مواعظ وأحكامًا مفصّلةً مبيّنةً للحلال والحرام، وكانت هذه الألواح مشتملةً على التّوراة الّتي قال اللّه [تعالى] فيها: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس} [القصص: 43]
وقيل: الألواح أعطيها موسى قبل التّوراة، فاللّه أعلم. وعلى كلّ تقديرٍ كانت كالتّعويض له عمّا سأل من الرّؤية ومنع منه، واللّه أعلم.
وقوله: {فخذها بقوّةٍ} أي: بعزمٍ على الطّاعة {وأمر قومك يأخذوا بأحسنها} قال سفيان بن عيينة: حدّثنا أبو سعدٍ عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: أمر موسى -عليه السّلام -أن يأخذ بأشدّ ما أمر قومه.
وقوله: {سأريكم دار الفاسقين} أي: سترون عاقبة من خالف أمري، وخرج عن طاعتي، كيف يصير إلى الهلاك والدّمار والتّباب؟
قال ابن جريرٍ: وإنّما قال: {سأريكم دار الفاسقين} كما يقول القائل لمن يخاطبه: "سأريك غدًا إلام يصير إليه حال من خالف أمري"، على وجه التّهديد والوعيد لمن عصاه وخالف أمره.
ثمّ نقل معنى ذلك عن مجاهدٍ، والحسن البصريّ.
وقيل: معناه {سأريكم دار الفاسقين} أي: من أهل الشّام، وأعطيكم إيّاها. وقيل: منازل قوم فرعون، والأوّل أولى، واللّه أعلم؛ لأنّ هذا كان بعد انفصال موسى وقومه عن بلاد مصر، وهو خطابٌ لبني إسرائيل قبل دخولهم التّيه، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 3 / 474]

تفسير قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سأصرف عن آياتي الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلا ذلك بأنّهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (146) والّذين كذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون (147)}
يقول تعالى: {سأصرف عن آياتي الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ} أي: سأمنع فهم الحجج والأدلّة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبّرين عن طاعتي، ويتكبّرون على النّاس بغير حقٍّ، أي: كما استكبروا بغير حقٍّ أذلّهم اللّه بالجهل، كما قال تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ} [الأنعام: 110] وقال تعالى: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} [الصّفّ: 5]
وقال بعض السّلف: لا ينال العلم حييٌّ ولا مستكبرٌ.
وقال آخر: من لم يصبر على ذلّ التّعلّم ساعةً، بقي في ذلّ الجهل أبدًا.
وقال سفيان بن عيينة في قوله: {سأصرف عن آياتي الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ} قال: أنزع عنهم فهم القرآن، وأصرفهم عن آياتي.
قال ابن جريرٍ: وهذا يدلّ على أنّ هذا خطابٌ لهذه الأمّة
قلت: ليس هذا بلازمٍ؛ لأنّ ابن عيينة إنّما أراد أنّ هذا مطّردٌ في حقّ كلّ أمّةٍ، ولا فرق بين أحدٍ وأحدٍ في هذا، واللّه أعلم.
وقوله: {وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوا بها} كما قال تعالى: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97].
وقوله: {وإن يروا سبيل الرّشد لا يتّخذوه سبيلا} أي: وإن ظهر لهم سبيل الرّشد، أي: طريق النّجاة لا يسلكوها، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضّلال يتّخذوه سبيلًا.
ثمّ علّل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله: {ذلك بأنّهم كذّبوا بآياتنا} أي: كذّبت بها قلوبهم، {وكانوا عنها غافلين} أي: لا يعلمون شيئًا ممّا فيها). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 474-475]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين كذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم} أي: من فعل منهم ذلك واستمرّ عليه إلى الممات، حبط عمله.
وقوله: {هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} أي: إنّما نجازيهم بحسب أعمالهم الّتي أسلفوها، إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، وكما تدين تدان). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 475]


رد مع اقتباس