عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 10:19 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي} [الأنبياء: 45] قال قتادة: بالقرآن، أنذركم به عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة،
يعني المشركين.
قوله: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء} [الأنبياء: 45] يعني النّداء، تفسير السّدّيّ.
{إذا ما ينذرون} [الأنبياء: 45] والصّمّ هاهنا الكفّار، صمّوا عن الهدى.
وقال السّدّيّ: عن الإيمان، وهو واحدٌ.
قال قتادة: إنّ الكافر أصمّ عن كتاب اللّه، لا يسمعه ولا يعقله). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا يسمع الصّمّ الدّعاء...}

ترفع (الصمّ) لأن الفعل لهم. وقد قرأ أبو عبد الرحمن السّلمي {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء}، نصب (الصم) بوقوع الفعل عليه). [معاني القرآن: 2/205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}
{ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون}.
ويجوز ولا تسمع الصّمّ الدّعاء، والضم ههنا المعوضون عما يتلى
عليهم من ذكر اللّه فهم بمنزلة من لا يسمع كما قال الشاعر:
أصم عما ساءه سميع). [معاني القرآن: 3/393]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك} [الأنبياء: 46] قال قتادة: عقوبةٌ من عذاب ربّك.
قال يحيى: وهي النّفخة الأولى الّتي يهلك اللّه بها كفّار آخر هذه الأمّة بكفرهم وجحودهم.
{ليقولنّ} [الأنبياء: 46] إذا جاءهم العذاب.
{يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} [الأنبياء: 46] وهي مثل الآية الأولى في أوّل السّورة.
{فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا} [الأعراف: 5] عذابنا {قل أغير اللّه} [الأنعام: 14]، {إنّا كنّا ظالمين} [الأنبياء: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {ولئن مسّتهم نفحة من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين}
أي إن مسّتهم أدنى شيء من العذاب.
{ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين} والويل ينادى به، وينادي به كل من وقع في هلكة). [معاني القرآن: 3/393-394]

تفسير قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونضع الموازين القسط} [الأنبياء: 47] يعني العدل.
{ليوم القيامة} [الأنبياء: 47]
- حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: يوضع الميزان يوم القيامة، ولو وضع في كفّةٍ السّموات والأرض لوسعتهما.
فتقول الملائكة: ربّنا ما هذا؟ فيقول: أزن به لمن شئت من خلقي.
فتقول الملائكة: ربّنا ما عبدناك حقّ عبادتك.
- نا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له بعض أهله، قال يحيى: أخبرني صاحبٌ لي، عن هشامٍ، عن الحسن أنّها عائشة: يا رسول اللّه هل يذكر الرّجل يوم القيامة حميمه؟ فقال: " ثلاثة مواطن لا يذكر فيها أحدٌ حميمه: عند الميزان حتّى ينظر أيثقل ميزانه أم يخفّ، وعند الصّراط حتّى ينظر أيجوز أو لا يجوز، وعند الصّحف حتّى ينظر
أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله ".
قوله: {فلا تظلم نفسٌ شيئًا} [الأنبياء: 47] يقول: فلا تنقص من ثواب عملها شيئًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: لا ينقص المؤمن من حسناته شيئًا ولا يزاد عليه من سيّئات غيره، ولا يزاد على الكافر من سيّئات غيره، ولا يجازى في الآخرة بحسنةٍ قد استوفاها في الدّنيا.
قال: {وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ} [الأنبياء: 47] أي: وزن حبّةٍ من خردلٍ.
{أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47] يعني عالمين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/318]
وقال الحسن: لا يعلم حساب مثاقيل الذّرّ والخردل إلا اللّه، ولا يحاسب العباد إلا هو.
- وحدّثني النّضر بن معبدٍ أنّ محمّد بن سيرين حدّثه قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأكل طعامه ومعه أبو بكرٍ إذ نزلت هذه السّورة: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} [الزلزلة: 1] إلى آخرها، فأمسك أبو بكرٍ يده وقال: يا رسول اللّه ما من خيرٍ عملت إلا رأيت ولا من شرٍّ عملت إلا رأيت، فقال: «يا أبا بكرٍ ما رأيت ممّا تكره في الدّنيا فهو مثاقيل الشّرّ، وأمّا
مثاقيل الخير فتلقاك يوم القيامة، ولن يهتك اللّه ستر عبدٍ فيه مثقال ذرّةٍ من خيرٍ».
قال يحيى: وبلغني في الكافر أنّه ما عمل في الدّنيا من مثقال ذرّةٍ خيرًا يره في الدّنيا، وما عمل من مثقال ذرّةٍ شرًّا يره في الآخرة.
- أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أيّها النّاس لا تغترّوا باللّه فإنّ اللّه لو كان مغفلًا شيئًا لأغفل الذّرّة والخردلة والبعوضة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/319]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ونضع الموازين القسط...}

القسط من صفة الموازين وإن كان موحّداً. وهو بمنزلة قولك للقوم: أنتم رضاً وعدل. وكذلك الحقّ إذا كان من صفة واحدٍ أو اثنين أو أكثر من ذلك كان واحداً.
وقوله: {ليوم القيامة} وفي يوم القيامة.
وقوله: عز وجل: {أتينا بها} ذهب إلى الحبّة، ولو كان أتينا به (كان صواباً) لتذكير المثقال. ولو رفع المثقال كما قال {وإن كان ذو عسرة فنظرةٌ} كان صواباً، وقرأ مجاهد (آتينا بها) بمدّ الألف يريد: جازينا بها على فاعلنا.
وهو وجه حسنٌ). [معاني القرآن: 2/205]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مثقال حبّة} مجازه وزن حبة). [مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مثقال حبة}: وزن حبة). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}
{القسط} العدل، المعنى ونضع الموازين ذوات القسط، وقسط مثل عدل مصدر يوصف به، تقول ميزان قسط وميزانان قسط، وموازين - قسط.
والميزان في القيامة - جاء في التفسير - أن له لسانا وكفتين، وتمثّل الأعمال بما يوزن، وجاء في التفسير أنه يوزن خاتمة العمل، فمن كانت خاتمة عمله خيرا جوزي بخير، ومن كانت خاتمة عمله شرا فجزاؤه الشر.
وقوله: {وإن كان مثقال حبّة من خردل}.
نصب (مثقال) على معنى وإن كان العمل مثقال حبّة من خردل، ويقرأ وإن كان مثقال حبّة بالرفع على معنى وإن حصل للعبد مثقال حبة من خردل أتينا بها.
(أتينا بها) معناه جئنا بها، وقد قرئت آتينا بها على معنى جازينا بها وأعطينا بها، وأتينا بها أحسن في القراءة وأقرب في أمل العفو.
{وكفى بنا حاسبين}.
منصوب على وجهين، على التمييز، وعلى الحال، ودخلت الباء في وكفى بنا، لأنه خبر في معنى الأمر، المعنى اكتفوا باللّه حسيبا). [معاني القرآن: 3/394]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِثْقَال حبَّةٍ}: وزن حبّة). [العمدة في غريب القرآن: 207]

رد مع اقتباس