عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:57 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي



{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن {فأتبعه الشيطان} بالقطع من أتبع إتباعًا.
وكذلك {فأتبعه شهاب ثاقب}.
[معاني القرآن لقطرب: 580]
وسائر القراء {فاتبع سببا} و{اتبع سببا}؛ {فاتبعوهم مشرقين} على افتعل.
أصحاب عبد الله يقرؤون هذا كله على أفعل.
أبو عمرو {فاتبع سببا} {ثم اتبع سببا} على افتعل.
وقرأ أبو عمرو {فأتبعه الشيطان} أفعله؛ {فأتبعوهم} أي أفعلوهم). [معاني القرآن لقطرب: 581]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (175- {فأتبعه الشيطان واتبعه}: لغتان. وكأن اتبعه قفاه واتبعه حذا حذوه. ولا يجوز أن تقول اتبعناك وأنت تريد اتبعناك: لأن معناها اقتدينا بك). [غريب القرآن وتفسيره: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (175 - {فأتبعه الشّيطان}؛ أي أدركه. يقال: أتبعت القوم: إذا لحقتهم، وتبعتهم: سرت في إثرهم). [تفسير غريب القرآن: 174]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين (175)}؛
هذا نسق على ما قبله، المعنى اتل عليهم إذ أخذ ربك من بني آدم.
{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}؛
هذا فيه غير قول، قيل إنه كان عنده اسم اللّه الأعظم فدعا به على
موسى وأصحابه، وقيل إنه أميّة بن أبي الصلت، وكان عنده علم من الكتب، وقيل إنه يعني به منافقو أهل الكتاب.
وقوله: {فكان من الغاوين}؛
أي الفاسدين الهالكين). [معاني القرآن: 2/ 390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (157 - وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}.
وروى شعبة عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله قال هو بلعام.
وروى ابن أبي جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس قال هو بلعام بن باعر من بني إسرائيل.
قال سعيد بن جبير كان معه اسم الله الأعظم فسألوه أن يدعوا الله على موسى عليه السلام وأصحابه فقال أخروني وكان لا يدعو على أحد حتى يرى ذلك في نومه فبات فنهي في نومه فعادوا إليه وكان موسى قد جاءهم في ثمانين ألفا خلف الفرات فلما سألوه أن يدعو عليه بعدما نهي قال لهم أخرجوا إلى أصحابه النساء ليفتتنوا فتنتصروا عليهم فانسلخ مما كان فيه وكان قد أمر في نومه أن يدعو له
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رحمهما الله هو صاحبكم أمية بن أبي الصلت
وقال عكرمة هو من كان من اليهود والنصارى لم يصح إسلامه
يذهب إلى أنهم منافقو أهل الكتاب.
وقال ابن عباس في قوله تعالى: {فانسلخ منها} هو ما نزع منه من العلم.
158 - ثم قال جل وعز: {فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}؛
يقال اتبعه إذا أدركه وتبعه إذا سار في أثره هذا الجيد
وقيل هما لغتان). [معاني القرآن: 3/ 103-105]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (175- {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ}؛ أي أدركه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولكنّه أخلد إلى الأرض...}
ركن إليها وسكن. ولغة يقال: خلد إلى الأرض بغير ألف، وهي قليلة. ويقال للرجل إذا بقى سواد رأسه ولحيته: إنه مخلد، وإذا لم تسقط أسنانه قيل: إنه لمخلد). [معاني القرآن: 1/ 399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أخلد إلى الأرض}؛ لزم وتقاعس وأبطأ؛ يقال فلان مخلد أي بطئ الشّيب، والمخلد الذي تبقى ثنيتاه حتى تخرج رباعيتاه، وهو من ذاك أيضاً). [مجاز القرآن: 1/ 233]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذّلك مثل القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون}
وقال: {ولكنّه أخلد إلى الأرض} ولا نعلم أحدا يقول: {خلد}. وقوله: {أخلد} أي: لجأ إليها). [معاني القرآن: 2/ 21]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أخلد إلى الأرض} فالمصدر: إخلادًا؛ وهو المقام بها والميل إليها؛ وقالوا: أخلد بنفسه إلى الأرض؛ أي أتاها من بلاد أخرى، وأخلد: أقام.
قال مالك بن نويرة:
[معاني القرآن لقطرب: 600]
بأبناء حي من قبائل مالك = وعمرو بن يربوع أقاموا فأخلدوا
وقال زهير في ذلك:
لمن الديار غشيتها بالفدفد = كالوحي في حجر المسيل المخلد
أي المقيم، فيما فسر لنا.
ويقال: رجل مخلد: لا يكاد يشيب.
وقوله عز وجل {ولدان مخلدون} فقد قالوا في اللغة: المخلد: المقلد المحلى.
قال: وأنشدنا من نثق به من الرواة:
ومخلدات باللجين كأنما = أعجازهن أقاوز الكثبان
يريد: مسورات، فيما فسر لنا.
وقوله {أو تتركه يلهث} فالفعل: لهث يلهث، ويلهث لغة، لهثنانا ولهاثا). [معاني القرآن لقطرب: 601]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (176- {أخلد إلى الأرض}: سكن إليها وركن وحكى الليحاني أخلد بي فلان وألظ بي إذا لزمني). [غريب القرآن وتفسيره: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (176 - {أخلد إلى الأرض} أي ركن إلى الدنيا وسكن. {إن تحمل عليه} تطرده {يلهث} وهذا مفسر في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 174-175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
كلّ شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش أو علّة، خلا الكلب، فإنّه يلهث في حال الكلال، وحال الرّاحة، وحال الصحة والمرض، وحال الريّ والعطش.
فضربه الله مثلا لمن كذّب بآياته فقال: إن وعظته فهو ضالّ، وإن لم تعظه فهو ضالّ، كالكلب إن طردته وزجرته فسعى لهث، أو تركته على حاله أيضا لهث.
[تأويل مشكل القرآن: 369]
ونحوه قوله: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ}[الأعراف: 193]). [تأويل مشكل القرآن: 370]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الّذين كذّبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون (176)}
أي لو شئنا أن نحول بينه وبين المعصية لفعلنا، {ولكنّه أخلد إلى الأرض}؛
معناه ولكنه سكن إلى الدنيا، يقال أخلد فلان إلى كذا وكذا، وخلد إلى كذا وكذا، وأخلد أكثر في اللغة، والمعنى أنه سكن إلى لذات الأرض.
{واتبع هواه}؛
أي لم يرفعه بها لاتباعه هواه.
وقوله: {فمثله كمثل الكلب}؛
ضرب اللّه عزّ وجلّ: بالتارك لآياته والعادل عنها. أحسن مثل في أخسّ أحواله، فقال عز وجل: {فمثله كمثل الكلب}؛ إذا كان الكلب لهثان، وذلك أن الكلب إذا كان يلهث فهو لا يقدر لنفسه على ضر ولا نفع، لأن التمثيل به على أنه يلهث على كل حال حملت عليه أو تركته، فالمعنى فمثله كمثل الكلب لاهثا ثم قال: {ذلك مثل القوم الّذين كذّبوا بآياتنا} ). [معاني القرآن: 2/ 391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (159 - وقوله جل وعز: {ولو شئنا لرفعناه بها}؛
قال مجاهد: أي لرفعناه عنه ومعناه لعصمناه مما فعل.
160 - ثم قال جل وعز: {ولكنه أخلد إلى الأرض}؛
قال مجاهد: أي سكن والتقدير إلى نعيم الأرض ولذاتها
161 - وقوله جل وعز: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}
قال مجاهد أي إن تحمل عليه بدابتك أو رجلك يلهث أو تتركه يلهث وكذلك من يقرأ الكتاب ولا يعمل بما فيه.
وقال غير مجاهد هذا شر تمثيل في أنه قد غلب عليه هواه حتى صار لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا بكلب لاهث أبدا حمل عليه أو لم يحمل عليه هو لا يملك ترك اللهثان). [معاني القرآن: 3/ 105-106]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولكنه أخلد إلى الأرض}؛ أي: مال). [ياقوتة الصراط: 233]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (176- {أَخْلَدَ}؛ أي ركن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (176- {أَخْلَدَ}: سكن). [العمدة في غريب القرآن: 139]

تفسير قوله تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ساء مثلاً القوم الّذين كذّبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون}
وقال: {ساء مثلاً القوم} فجعل "القوم" هم "المثل" في اللفظ وأراد: مثل القوم، فحذف كما قال "واسأل القرية"). [معاني القرآن: 2/ 21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقال: {ساء مثلا القوم الّذين كذّبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون (177)}
المعنى: ساء مثلا مثل القوم). [معاني القرآن: 2/ 391]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}


رد مع اقتباس