عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 06:14 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الآيات

الآيات

دخلت همهزة الاستفهام على (إن) الشرطية في ثلاث آيات:
1- {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} [21: 34].
في [البحر:6/310-311] : «الفاء في (أفإن) للعطف قدمت عليها همزة الاستفهام لأن الاستفهام له صدر الكلام، ودخلت على (إن) الشرطية، والجملة بعدها جواب الشرط، وليست مصب الاستفهام؛ فتكون الهمزة داخلة عليها، واعترض الشرط بينهما فحذف جوابه. هذا مذهب سيبويه.
وزعم يونس أن تلك الجملة هي مصب الاستفهام، والشرط معترض بينهما وجوابه محذوف ... وفي هذه الآية دليل لمذهب سيبويه».
[البرهان:2/365-366]، [الرضي:2/367].
وفي [البيان:2/160-161] : «حق همزة الاستفهام إذا دخلت على حرف الشرط في هذا النحو أن تكون رتبتها قبل جواب الشرط، وفي هذه الآية دليل على أن (إن) إذا دخلت عليها همزة الاستفهام لا تبطل عملها؛ كقولك: أإن تأتني آتك؛ لدخول الفاء في (فهم) وزعم يونس أن دخول الهمزة على (إن) يبطل عملها، فيقول: أإن تأتني آتيك، وتقديره: آتيك إن تأتني و(آتيك) معتمد الهمزة وهو في نية التقديم.
ولو كان الأمر كما زعم لكان تقدير الآية: أفهم الخالدون فإن مت، ولا يجوز أن يقال بالإجماع: أنت ظالم فإن فعلت، وإنما يقال: أنت ظالم إن فعلت، ولا يمكن دعوى زيادة الفاء؛ لأنها نظيرة (ثم) في قوله: {أثم إذا ما وقع آمنتم به} [10: 51]. وكما أن (ثم) ليست زيادة فكذلك الفاء».
2- {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [3: 144].
في [العكبري:1/85] : «الهمزة عند سيبويه في موضعها، والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله، وقال يونس: الهمزة في مثل هذا حقها أن تدخل على جواب الشرط، تقديره: أتنقلبون على أعقابكم إن مات؛ لأن الغرض التنبيه، أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط».
وفي [البحر:3/68-69] : «وهمزة الاستفهام داخلة على جملة الشرط والجزاء، والجزاء هو (انقلبتم)، فلا تغير همزة الاستفهام شيئًا من أحكام الشرط وجزائه، فإذا كانا مضارعين كانا مجزومين؛ نحو: (أإن تأتني آتك).
وذهب يونس إلى أن الفعل الثاني يبني على أداة الاستفهام، فينوي به التقديم، ولا بد إذ ذاك من جعل الفعل الأول ماضيًا؛ لأن جواب الشرط محذوف، ولا يحذف الجواب إلا إذا كان فعل الشرط لا يظهر فيه عمل لأداة الشرط، فيلزم عنده أن تقول: أإن أكرمتني أكرمك، بالرفع. التقدير فيه: أأكرمك إن أكرمتني، ولا يجوز عنده: أإن تكرمني أكرمك بجزمهما أصلاً، ولا: أإن تكرمني أكرمك، بجزم الأول ورفع الثاني إلا في ضرورة الشعر ...
فعلى مذهب يونس تكون همزة الاستفهام دخلت في التقدير على (انقلبتم) وهو ماض معناه الاستقبال؛ لأنه مقيد بالموت، أو القتل، وجواب الشرط عند يونس محذوف». [الجمل:1/319].
3- {قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون} [36: 19].
في [البيان:2/292] : «جواب الشرط محذوف، وتقديره: أئن ذكرتم تلقيتم التذكير والإنذار بالكفر والإنكار».
وفي [العكبري:2/104] : «جواب الشرط محذوف، أي إن ذكرتم كفرتم». وانظر [البحر:7/327-328].

دخلت همزة الاستفهام على (من) الشرطية عند الحوفي والزمخشري في قوله تعالى: {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار} [39: 19].
في [البحر:7/421] : «وذهبت فرقة منهم الحوفي إلى أن (من) شرطية، وجواب الشرط (أفأنت تنقذ من في النار) فالفاء فاء الجواب دخلت على جملة الجزاء، وأعيدت الهمزة لتوكيد معنى الإنكار ... وعلى هذا القول يكون قد اجتمع استفهام وشرط ... فيجيء الخلاف بين سيبويه ويونس: هل الجملة الأخيرة هي المستفهم عنها أو هي جواب الشرط؟
وعلى تقدير الزمخشري لم تدخل الهمزة على اسم الشرط؛ فلم يجتمع استفهام وشرط، لأن الاستفهام عنده دخل على الجملة المحذوفة عنده، وهي (أأنت مالك أمرهم) فمن معطوفة على تلك الجملة المحذوفة عطفت جملة الشرط على جملة الاستفهام». [الجمل:3/602-603]. [الكشاف:3/343].
وكذلك رأى الزجاج وبدر الدين بن مالك في قوله تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [35: 8].
قال: (من) شرطية وحذف جوابها تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرات [المغني:2/144]، [الدماميني:1/24]، وهي موصولة عند غيره. [البحر:7/300]، [الكشاف:3/269]، [معاني القرآن:2/367].


رد مع اقتباس