عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 06:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وأما {هذا ما لدي عتيد} فرفعه على وجهين على شيء لدي عتيد وعلى هذا (بعلي شيخٌ) ). [الكتاب: 2/106]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وهل حرف من الأضداد؛ تكون استفهاما عما يجهله الإنسان ولا يعلمه؛ فتقول: هل قام عبد الله؟ ملتمسا للعلم وزوال الشك، وتكون (هل) بمعنى (قد) في حال
العلم واليقين وذهاب الشك؛ فأما كونها على معنى الاستفهام فلا يحتاج فيه إلى شاهد، وأما كونها على معنى (قد)، فشاهده قول الله عز وجل: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، قال جماعة من أهل العلم: معناه قد أتى على الإنسان؛ والإنسان في هذا الموضع آدم صلى الله عليه. والحين أربعون سنة، كان جل وعز خلق صورة آدم ولم ينفخ فيه الروح أربعين سنة، فذلك قوله: {لم يكن شيئا مذكورا}. وقال النبي عليه السلام في بعض غزواته: ((اللهم هل بلغت))!، هل بلغت، فمعناه: قد بلغت.
وقال بعض أهل اللغة: إذا دخلت (هل) للشيء المعلوم فمعناها الإيجاب، والتأويل: ألم يكن كذا وكذا! على جهة التقرير والتوبيخ، من ذلك قوله جل وعز: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا}، ومنه أيضا: {فأين تذهبون}، لم يرد بهذين الاستفهامين حدوث هلم لم يكن؛ وإنما أريد بهما التقرير والتوبيخ، ومن ذلك قول العجاج:

أطربا وأنت قنسـريوالدهر بالإنسان دواري

أراد بالتقرير. وأنشدنا ثعلب أبو العباس:

أحافرة على صلع وشيبمعاذ الله ذلك أن يكونا

وقول الله عز وجل: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}، معنى (هل) (قد) عند بعض الناس، والتأويل: قد امتلأت، فقالت جهنم مؤكدة، لقول الله عز وجل: {هل من مزيد}، أي ما من مزيد يا رب، فـ (هل) الثانية معناها الجحد، وهو معنى لها معروف يخالف المعنيين الأولين، قال الله عز وجل: {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم}ـ معناه ما ينظرون؛ وقال الشاعر:

فهل أنتم إلا أخونا فتحدبواعلينا إذا نابت علينا النوائب

وقال الآخر:

فهل أنا إلا من غزية إن غوتغويت وإن ترشد غزية أرشد

وقال الآخر:

هل ابنك إلا ابن من الناس فاصبريفلن يرجع الموتى حنيـن النوائـح

معناه: ما ابنك إلا ابن من الناس. وأنشد الفراء:

فقلت لا بل ذاكما يا بيباأجدر إلا تفضحا وتحربا

هل أنت إلا ذاهب لتلعبا
معناه: ما أنت. وأنشد الفراء أيضا:

تقول إذا اقلولى وأقـردتألا هل أخو عيش لذيذ بدائم

وقال أبو الزوائد الأعرابي وتزوج امرأة فوجدها عجوزا:


عجوز ترجـي أن تكـون فتيـةوقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس إلى العطـار ميـرة أهلهـاوهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
وما راعنـي إلا خضـاب بكفهـاوكحل بعينيها وأثوابهـا الصفـر
وزوجتهـا قبـل المحـاق بليلـةفكان محاقا كلـه ذلـك الشهـر

فأجابته:


عدمت الشيوخ وأبغضهموذلك من بعض أفعاليـه
ترى زوجة الشيخ مغبرةوتضحي لصحبته قاليـه
فلا بـارك الله فـي لـهولا في غضون استه الباليه

وقال بعض الناس: معنى الآية: (يوم نقول لخزنة جهنم هل امتلأت، وتقول الخزنة هل من مزيد؟)، فحذف (الخزنة) وأقيمت (جهنم) مقامهم؛ كما تقول العرب: استتب المجلس، وهم يريدون أهل المجلس، وكما يقولون: يا خيل الله اركبي، وهم يريدون أهل المجلس، وكما يقولون: يا خيل الله اركبي، وهم يريدون يا فرسان خيل الله اركبوا
وقال بعض أهل العلم: لا يجوز هذا من (جهنم)، إلا بعقل يركبه الله عز وجل فيها، فتعرف به معنى الخطاب والرد، كما جعل للبعير عقلا، حتى سجد صلى الله عليه وسلم، وكما جعل للشجرة عقلا حتى أجابته عليه السلام حين دعاها.
وقال ثعلب: ظاهر الخطاب لجهنم؛ ومعنى التوبيخ لمن حضر ممن يستحق دخولها، كما قال جل اسمه: {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}، لعيسى عليه السلام، وقد علم أنه ما قال هذا قط إلا ليوبخ الكفار بإكذاب من ادعوا عليه هذه الدعوى الباطلة إياهم). [كتاب الأضداد: 191-195] (م)

رد مع اقتباس