عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 08:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {والسّماء ذات الحبك} قال ابن عبّاسٍ: ذات البهاء والجمال والحسن والاستواء. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وأبو مالكٍ، وأبو صالحٍ، والسّدّيّ، وقتادة، وعطيّة العوفيّ، والرّبيع بن أنسٍ، وغيرهم.
وقال الضّحّاك، والمنهال بن عمرٍو، وغيرهما: مثل تجعّد الماء والرّمل والزّرع إذا ضربته الرّيح، فينسج بعضه بعضًا طرائق [طرائق]، فذلك الحبك.
قال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ أنّه قال: "إنّ من ورائكم الكذّاب المضلّ، وإنّ رأسه من ورائه حبك حبك" يعني بالحبك: الجعودة.
وعن أبي صالحٍ: {ذات الحبك}: الشدة. وقال خصيف: {ذات الحبك}: ذات الصفافة.
وقال الحسن بن أبي الحسن البصريّ: {ذات الحبك}: حبكت بالنّجوم.
وقال قتادة: عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرٍو البكاليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو: {والسّماء ذات الحبك}: يعني: السّماء السّابعة.
وكأنّه -واللّه أعلم- أراد بذلك السّماء الّتي فيها الكواكب الثّابتة، وهي عند كثيرٍ من علماء الهيئة في الفلك الثّامن الّذي فوق السّابع، واللّه أعلم. وكلّ هذه الأقوال ترجع إلى شيءٍ واحدٍ، وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، فإنّها من حسنها مرتفعةٌ شفّافةٌ صفيقةٌ، شديدة البناء، متّسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكلّلةٌ بالنّجوم الثّوابت والسّيّارات، موشّحةٌ بالشّمس والقمر والكواكب الزّاهرات). [تفسير ابن كثير: 7/ 414-415]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ} أي: إنّكم أيّها المشركون المكذّبون للرّسل لفي قولٍ مختلفٍ مضطربٍ، لا يلتئم ولا يجتمع.
وقال قتادة: إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ، [يعني] ما بين مصدّقٍ بالقرآن ومكذّبٍ به.
{يؤفك عنه من أفك} أي: إنّما يروّج على من هو ضالٌّ في نفسه؛ لأنّه قولٌ باطلٌ إنّما ينقاد له ويضلّ بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوكٌ ضالٌّ غمر، لا فهم له، كما قال تعالى: {فإنّكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} [الصّافّات: 161 -163].
قال ابن عبّاسٍ، والسّدّيّ: {يؤفك عنه من أفك}: يضلّ عنه من ضلّ. وقال مجاهدٌ: {يؤفك عنه من أفك} يؤفن عنه من أفن. وقال الحسن البصريّ: يصرف عن هذا القرآن من كذّب به). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قتل الخرّاصون} قال مجاهدٌ: الكذّابون. قال: وهي مثل الّتي في عبس: {قتل الإنسان ما أكفره} [عبس: 17]، والخرّاصون الّذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {قتل الخرّاصون} أي: لعن المرتابون.
وهكذا كان معاذٌ، رضي اللّه عنه، يقول في خطبه: هلك المرتابون. وقال قتادة: الخرّاصون أهل الغرّة والظّنون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذين هم في غمرةٍ ساهون}: قال ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ: في الكفر والشّكّ غافلون لاهون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين}: وإنّما يقولون هذا تكذيبًا وعنادًا وشكًّا واستبعادًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 415]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {يوم هم على النّار يفتنون}.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن، وغير واحدٍ: {يفتنون}: يعذّبون [قال مجاهد]: كما يفتن الذّهب على النّار.
وقال جماعةٌ آخرون كمجاهدٍ أيضًا، وعكرمة، وإبراهيم النّخعي، وزيد بن أسلم، وسفيان الثّوريّ: {يفتنون}: يحرقون). [تفسير ابن كثير: 7/ 415-416]

تفسير قوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ذوقوا فتنتكم}: قال مجاهدٌ: حريقكم. وقال غيره: عذابكم. {هذا الّذي كنتم به تستعجلون}: أي: يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا وتحقيرًا وتصغيرًا).[تفسير ابن كثير: 7/ 416]

رد مع اقتباس