عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 03:57 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)}
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (والمعت: المنون، وتقول: هي المنون وهو المنون تذكر وتؤنث، وقال عدي بن زيد:

من رأيت المنون عرين أم من = ذا عليه من أن يضام خفير

فجعله جمعا). [الفرق في اللغة: 188]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (و«المَنُون» أنثى، وربما أخرجت جمعا مثل: «الفلك». قال عدي بن زيد التميمي:
من رأيت المنون عدين أم من = ذا عليه من أن يضام خفير).
[المذكور والمؤنث: 89]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): (*من* قال أبو عبيدة: المنة القوة والمنة الضعف، ومنه حبل منين أي ضعيف، وقال ذو الرمة (الطويل):

ترى الناشئ الغريد يضحي كأنه = على الرحل مما منه السير عاصد
أي مما أضعفه، والعاصد الذي يلوي عنقه، والمنون الدهر وإنما سمي منونا لأنه يبلي ويضعف ويذهب بمنة الأشياء، والمنون المنية أيضا وهما تكون واحدة وجمعا، قال عدي بن زيد (الخفيف):
من رأيت المنون عدين أم من = ذا عليه من أن يضام خفير
ويقال ضعفت منتي أي قوتي). [كتاب الأضداد: 41]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
أمن المنون وريبها تتوجع = والدهر ليس بمعتب من يجزع
الأخفش: (المنون) جماعة لا واحد له. قال وقال الأصمعي: (المنون)، واحد لا جماعة له. وروى الأصمعي: (وريبه). قال الأصمعي: هكذا ينشد، وذكر (المنون)، هاهنا، و(المنون) تذكر وتؤنث. وقول الأصمعي أحب إلينا، لقوله: (والدهر ليس بمعتب من يجزع)، فالدهر هاهنا الموت. وحكى في تفسير (وما يهلكنا إلا الدهر) [سورة الجاثية: 24]، الموت، والله أعلم. وهو عندنا من لفظ الجميع فمن ثم لم يجمع، وقد قالوا: (منية ومنايا)، فجمعوا لما جاءوا بلفظ الواحد، وسميت (المنون) لأنها تمن كل شيء، أي تنقصه. و(ريبه)، ما يأتي به من الفجائع والمصائب، يقال: (رابني الدهر وأرابني). وأنشد:
لما رأيت الدهر قد أرابا
وهذه لغة هذيل. و(التوجع)، التفجع، وقد يكون بمنزلة التشكي، قال:
ليت التشكي كان بالمواد
غيره: (عاتبته فأعتبني)، أي رجع عما أكره إلى ما أحب، ويقال: (مر بي فلان ثم أعتب في طريقه)، أي رجع على عقبه. و(عتب الحمار يعتب عتبانا) إذا عمز. قال: وروى الأصمعي (وريبه) فذكر (المنون) هاهنا، وقال: (المنون) المنية. وقال أبو عبيدة: (وريب المنون) نزول المنون. والمنون: الدهر، لأنه مضعف مبل، مثل الحبل المنين الذي قد بلي وضعف. وقال: جعل (المنون) هاهنا دهرا على التذكير. و(الريب) الحدث، (راب الدهر والموت)، نزل.
وقال معمر أيضا: (المنون) في موضع (المنايا)، تؤنث. وأنشد لعدي:
من رأيت المنون عريب أم من = ذا عليه في أن يضام خفير
جعل (المنون) منايا). [شرح أشعار الهذليين: 1/4-5]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فتلك خطوب قد تملت شبابنا = قديما فتبلينا المنون وما نبلي
...
و(المنون) تذكر وتؤنث، فإذا ذكر فمعناه الدهر، وإذا أنت فمعناه الحوادث والأيام). [شرح أشعار الهذليين: 1/91]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
لعمرك والمنايا غالبات = لكل بني أب منها ذنوب
...
والمنايا والمنون سواء، و(المنون) الدهر، و(المنون) تؤنث وتذكر، فمن ذكره صرفه إلى معنى الدهر، ومن أنث صرف إلى لفظ (المنايا).
...
وسميت (منونا) لأنها تمن الأشياء أي تنقص، وقال الله جل وعز: {لهم أجر غير ممنون} غير منقوص). [شرح أشعار الهذليين: 1/104]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (و(ريب المنون) أحداثه). [شرح أشعار الهذليين: 2/584]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو كان فعل لا يقع بعده الحكاية لم يجز أن يكون إلى جانب قام.
لو قلت: ضربت قام زيد، وما أشبهه لم يجز في معنى ولا لفظ.
نحو ذلك قول الله عز وجل: {إلا قالوا ساحر أو مجنون} وقال: {أم يقولون شاعر نتربص به} {وقالوا مجنون وازدجر} فهذا كله على الحكاية، والابتداء هو ولكنها محذوفة في القرآن لعلم المخاطب.
أما قوله: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} فإنما انتصب؛ لأنه مصدر عمل فيه فعله لا القول. والمعنى والله أعلم: وقالوا: سلمنا سلاماً، وتفسيره: تسلمنا منكم تسلماً، وبرئنا براءة؛ لأنهم لم يؤمروا أن يسلموا على المشركين إذ ذاك، والآية مكية. ونظيرها: لا تكن من فلان إلا سلاماً بسلام، أي: متاركاً مبارئاً.
ولو قلت: قلت حقاً، أو قال زيد باطلاً لأعملت القول؛ لأنك لم تحك شيئاً. إنما أعملت القول في ترجمة كلامه.
ألا ترى أنه إذا قال: لا إله إلا الله. قيل له: قلت حقاً، وهو لم يلفظ. بالحاء والقاف. إنما هذا معنى ما قال.
ومثل ذلك قول الله {إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً}). [المقتضب: 4/79] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (والمنين حرف من الأضداد؛ سمعت أبا العباس يقول: حبل منين إذا كان ضعيفا قد ذهبت منته، أي قوته.
وقال جماعة من أهل اللغة: يقال: حبل منين إذا كان قويا، والمنة أيضا تقع على معنيين متضادين، يقال للقوة: منة، وللضعف منة، قال الشاعر:

فلا تقعدوا وبكم منة = كفى بالحوادث للمرء غولا
وإن لم يكن غير إحداهما = فسيروا إلى الموت سيرا جميلا

وقال الآخر:
علام تقول السير يقطع منتي = ومن حمر الحاجات عير بدرهم
وقال الآخر:
سيرا يرخي منة الجليد
وقال الآخر:
بحوقل قد منه الوجيف
وقال ذو الرمة:
إذا الأروع المشبوب أضحى كأنه = على الرحل مما منه السير عاصد
وفسر قول الله عز وجل: {فلهم أجر غير ممنون} على ثلاثة أوجه، فقال بعضهم: المحسوب.
وقال آخرون: الممنون: الذي لا يمن به؛ فالله عز وجل لا يمن بإنعامه على من ينعم عليه، قال الشاعر:
أنلت قليلا ثم أسرعت منة = فنيلك ممنون كذاك قليل
ويقال: الممنون: المقطوع الذي قد ذهبت منته، وإنما سميت المنون المنون لأنها تذهب بمنة الإنسان وتضعفه.
وقال الأعشي:

لعمرك ما طول هذا الزمن = على المرء إلا عناء معن
يظل رجيما لريب المنو = ن والسقم في أهله والحزن

والمنون تؤنثها العرب في حال على معنى المنية، وتذكرها على معنى الدهر، وتجعلها جمعا على معنى المنايا، قال الشاعر:

فقلت إن المنون فانطلقي = تسعى فلا نستطيع ندروها

وكان الأصمعي يروي بيت أبي ذؤيب:
أمن المنون وريبة تتوجع = والدهر ليس بمعتب من يجزع
ويقول: أراد بالمنون الدهر. ورواه غير الأصمعي: (أمن المنون وريبها) على معنى المنية. وقال الفرزدق:

إن الرزية لا رزيئة مثلها = في الناس موت محمد ومحمد
ملكان عريب المنابر منهما = أخذ المنون عليهما بالمرصد
أراد بالمحمدين أخا الحجاج وابنه.
وقال عدي بن زيد في الجمع:
من رأيت المنون عدين أم من = ذا عليه من أن يضام خفير
والمن يقع على معنيين: أحدهما يوصف الله جل وعز به، والآخر لا يوصف به، فالذي يوصف به جل اسمه ما يكون بمعنى الإعطاء والإنعام؛ كقولك: مننت على فلان بكذا وكذا من المال، ومننت على الأسير فأعتقته، فكذلك قالوا: يا حنان يا منان، فوصفوه بالفضل والإنعام على خلقه. والمن: الذي لا يوصف الله عز وجل به الافتخار والتزين، والاستعظام للنعمة التي يولاها المنعم عليه، كقول القائل: فلان يمن علي بما أصار إلي من ماله، وأنالني من معروفه؛ والله تعالى لا يقع منه من على هذه الجهة). [كتاب الأضداد: 155-158] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وفي حديث الحجاج بن علاط السلمي. وكان قد أسلم ولم تعلم قريش بإسلامه، فاستأذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم خيبر في أن يصير إلى مكة فيأخذ ما كان له من مال، وكانت له هناك أموال متفرقة، وهو غريب بينهم إنما هو أحد بني سليم بن منصور، ثم أحد بني بهزٍ فأذن له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إني أحتاج أن أقول، قال: "فقل".
قال أبو العباس: وهذا كلام حسن ومعنى حسن، يقول: أقول على جهة الاحتيال غير الحق، فأذن له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه من باب الحيلة، وليس هو من باب الفساد، وأكثر ما يقال في هذا المعنى تقول، كما قال المولى عز وجل: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ}). [الكامل: 1/455-456]

رد مع اقتباس