عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني يحيى بن أيّوب عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ في كتاب اللّه إلا أخبرته، فقام ابن الكوّاء فأراد أن يسأله عمّا سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطّاب، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح، قال: {فالحاملات وقراً}، قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسراً}، قال: السفن، قال: {فالمقسمات أمراً}، قال: الملائكة، قال: وقول اللّه: {هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: فرقي إليه درجتين فتناوله بعصًا كانت بيده فجعل يضربه بها، ثمّ قال عليٌّ: أنت وأصحابك). [الجامع في علوم القرآن: 1/96]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني عبد اللّه بن عيّاشٍ عن عمر بن عبد اللّه مولى غفرة وحمّاد بن هلالٍ أنّ ابن الكوّاء قال لعليّ بن أبي طالبٍ: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً (1) فالحاملات وقراً}، فقال: ثكلتك أمك، يا ابن الكوّاء، سل تفقّهًا، ولا تسأل تعنّتًا؛ قال:، واللّه، إن سألتك إلا تفقّهًا فقال: فتلك الرّيح والسّحاب تحمل المطر؛ قال: فمن القوم {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، فقال له عليٌّ مثل ما قال له أوّلا، فقال له ابن الكوّاء مثل قوله: قال له علي: فأولئك قتلى المشركين من قريشٍ قتلهم اللّه يوم بدرٍ وألقاهم في القليب؛ قال: فمن القوم {الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}، قال: أولئك أقوامٌ كانوا على حسناتٍ من أعمالهم فملّوها وبدّلوها بغيرها، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا؛ ثمّ أدخل عليٌ أصبعيه في أذنيه، ثمّ هتف بصوته حتّى خرج صوته من نواحي المسجد، ثمّ قال: وما ابن الكوّاء منهم ببعيدٍ، ثلاث مراتٍ). [الجامع في علوم القرآن: 2/66-67]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني بكر بن مضر عن ابن الهاد عن يزيد بن زيادٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال يومًا وهو على المنبر: سلوني، فإنّكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به؛ فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً}، فقال عليٌّ: ويلك، واللّه، ما العلم تريد، هي، ويلك، الرّياح؛ قال: يا أمير المؤمنين، ما {الحاملات وقراً}، قال: هي، ويلك، السّحاب؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {الجاريات يسراً}، قال: هي، ويلك: السّفن؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {المقسمات أمراً}، قال: هي، ويلك، الملائكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين، [أولم تر إلى (؟).] {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، من هم، قال: [ ........ .. ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/113-114]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء و أنا بينه وبين علي وهو خلفي قال ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال علي ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فذلك محوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هي قال علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كانت أهل حروراء منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/241-242]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال عليٌّ عليه السّلام: " الذّاريات: الرّياح " وقال غيره: {تذروه} [الكهف: 45] : «تفرّقه»). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال عليٌّ الرّياح كذا لهم ولأبي ذرٍّ وقال عليٌّ الذّاريات الرّياح وهو عند الفريابيّ عن الثّوريّ عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن أبي الطّفيل عن عليٍّ وأخرجه بن عيينة في تفسيره أتمّ من هذا عن بن أبي الحسين سمعت أبا الطّفيل قال سمعت بن الكوّاء يسأل عليّ بن أبي طالبٍ عن الذّاريات ذروًا قال الرّياح وعن الحاملات وقرًا قال السّحاب وعن الجاريات يسرًا قال السّفن وعن المدبّرات أمرًا قال الملائكة وصحّحه الحاكم من وجه آخر عن أبي الطّفيل وبن الكوّاء بفتح الكاف وتشديد الواو اسمه عبد اللّه وهذا التّفسير مشهورٌ عن عليٍّ وأخرج عن مجاهد وبن عبّاسٍ مثله وقد أطنب الطّبريّ في تخريج طرقه إلى عليٍّ وأخرجه عبد الرّزّاق من وجهٍ آخر عن أبي الطّفيل قال شهدت عليًّا وهو يخطب وهو يقول سلوني فواللّه لا تسألوني عن شيءٍ يكون إلى يوم القيامة إلّا حدّثتكم به وسلوني عن كتاب اللّه فواللّه ما من آيةٍ إلّا وأنا أعلم أبليلٍ أنزلت أم بنهارٍ أم في سهل أم في جبل فقال بن الكوّاء وأنا بينه وبين عليٍّ وهو خلفي فقال ما الذّاريات ذروًا فذكر مثله وقال فيه ويلك سل تفقّهًا ولا تسأل تعنّتًا وفيه سؤاله عن أشياء غير هذا وله شاهد مرفوع أخرجه البزّار وبن مردويه بسندٍ ليّنٍ عن عمر
قوله وقال غيره تذروه تفرّقه هو قول أبي عبيدة قال في سورة الكهف في قوله تذروه الرّياح أي تفرّقه ذروته وأذريته وقال في تفسير الذّاريات الرّياح وناسٌ يقولون المذرّيات ذرت وأذرت). [فتح الباري: 8/599]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال علّي الرّياح
قال بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عقبة بن خالد السكوني ثنا سعيد بن بن عبيد الطّائي عن علّي بن ربيعه أن ابن الكواء سأل عليا ما الذاريات قال الرّياح
قال الفريابيّ ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطّفيل عن علّي في قوله 1 الذاريات {والذاريات ذروا} قال الرّياح
وقال ابن عيينة في التّفسير عن ابن أبي حسين سمعت أبا الطّفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علّي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال هي الرّياح وعن 2 الذاريات {فالحاملات وقرا} قال السّحاب وعن 3 الذاريات {فالجاريات يسرا} قال السفن وعن 4 الذاريات {فالمقسّمات أمرا} قال الملائكة سمعناه في المختارة وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث بسام بن عبد الله الصّيرفي عن أبي الطّفيل عن علّي وقال صحيح الإسناد). [تغليق التعليق: 4/318-319]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال عليٌّ عليه السّلام الذّاريات الرّياح
أي: قال عليّ بن أبي طالب: المراد بالذاريات الرّياح، وكذا وقع في رواية الأكثرين، ووقع في رواية أبي ذر. وقال عليّ: الذاريات الرّياح، رواه أبو محمّد الحنظلي عن أبي سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد السكوني حدثنا سعيد بن عبيد الطّائي عن عليّ بن ربيعة أن عبد الله بن الكواء سأل عليا، رضي الله تعالى عنه، ما الذاريات، قال: الرّيح. قال أبو محمّد: روي عن ابن عبّاس وابن عمر ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والسّديّ وخصيف مثل ذلك، وروى ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي حسين سمعت أبا الطّفيل قال: سمعت ابن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، عن {الذرايات ذروا} (الذاريات: 1) قال: الرّياح، وعن {الحاملات وقرا} (الذاريات: 2) قال السّحاب: وعن {الجاريات يسرا} (الذاريات: 3) قال السفن، وعن: {المدبرات أمرا} قال: الملائكة وصححه الحاكم من وجه آخر عن أبي الطّفيل. وأخرجه عبد الرّزّاق من وجه آخر عن أبي الطّفيل، قال: شهدت عليا، رضي الله تعالى عنه، وهو يخطب وهو يقول: سلوني، فواللّه لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلاّ حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فواللّه ما من آية إلاّ وأنا أعلم بليل أنزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل، فقال ابن الكواء، وأنا بينه وبين عليّ وهو خلفي، فقال: {فالذاريات ذورا} فذكر مثله، وقال فيه: ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا.

وقال غيره تذروه تفرّقه
أي: قال غير عليّ، رضي الله تعالى عنه، في قوله تعالى: {تذروه الرّياح} (الذاريات: 5) تفرقه وهذا في سورة الكهف، وهو قوله عز وجل: {فأصبح هشيما تذروه الرّياح} (الكهف: 45) وإنّما ذكره هنا لأجل قوله: والذاريات، يقال ذرت الرّيح التّراب تذروه ذروا. وقال الجوهري: ذرت الرّيح التّراب، وغيره تذروه وتذريه ذروا وذريا أي: نسفته). [عمدة القاري: 19/190]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال عليّ عليه السلام) كذا في الفرع كأصله ككثير من النسخ وهو وإن كان معناه صحيحًا لكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة في ذلك إذ هو من باب التعظيم، والشيخان وعثمان أولى بذلك منه، فالأولى الترضي، فقد قال الجويني: السلام كالصلاة فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء وسواء في هذا الأحياء والأموات وأما الحاضر فيخاطب به. اهـ.
({الذاريات}: الرياح) التي تذرو التراب ذروًا، وهذا وصله الفريابي، وسقط لغير أبي ذر لفظ: الذاريات، وقيل: الذاريات النساء الولود فإنهن يذرين الأولاد.
(وقال غيره): غير عليّ ({تذروه}) في قوله تعالى: {تذروه الرياح} [الكهف: 45] بالكهف. معناه (تفرقه) ذكره شاهدًا لسابقه). [إرشاد الساري: 7/355]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (عليّ عليه السلام) هذا، وإن كان صحيحاً لكن الأولى تركه لأنه لا يستعمل في الغائب، ولا يفرد به غير الأنبياء). [حاشية السندي على البخاري: 3/71]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والواو للقسم والفاءات بعدها عاطفاتٌ من عطف المتغايرات وهو الظّاهر وجوّز الزّمخشريّ أنّها من عطف الصّفات وأنّ الحاملات وما بعدها من صفات الرّيح). [فتح الباري: 8/598-599]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (والذاريات) ، قسم على ما نذكره إن شاء الله تعالى). [عمدة القاري: 19/189-190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والذّاريات ذروًا (1) فالحاملات وقرًا (2) فالجاريات يسرًا (3) فالمقسّمات أمرًا (4) إنّما توعدون لصادقٌ (5) وإنّ الدّين لواقعٌ}.
يقول تعالى ذكره {والذّاريات ذروًا} يقول: والرّياح الّتي تذرو التّراب ذروًا، يقال: ذرت الرّيح التّراب وأذرت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه، فقال: ما الذّاريات ذروًا، فقال: هي الرّيح
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه وقد خرج إلى الرّحبة، وعليه بردان، فقال: لو أنّ رجلاً سأل وسمع القوم قال: فقام ابن الكوّاء، فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: هي الرّياح.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيدٍ الهلاليّ ومحمّد بن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة قال: حدّثنا موسى بن يعقوب الزّمعيّ قال: حدّثنا أبو الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، أخبره قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه يخطب النّاس، فقام عبد اللّه بن الكوّاء، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى: {والذّاريات ذروًا}؟ قال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل قال: سئل عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، عن {الذّاريات ذروًا} فقال: الرّيح.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ {والذّاريات ذروًا} قال: الرّيح.
- قال مهران: حدّثنا عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: سألت عليًّا رضي اللّه عنه عن {والذّاريات ذروًا} فقال: الرّيح.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه يقول: لا يسألوني عن كتابٍ ناطقٍ، ولا سنّةٍ ماضيةٍ، إلاّ حدّثتكم، فسأله ابن الكوّاء عن {والذّاريات}، فقال: هي الرّيح.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلقٌ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا رضي اللّه عنه، فقال: {والذّاريات ذروًا} قال: هي الرّيح.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عبد اللّه بن رفيعٍ، عن أبي الطّفيل قال: قال ابن الكوّاء لعليٍّ رضي اللّه عنه: ما الذّاريات ذروًا؟ قال: الرّيح.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يحيى بن أيّوب، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ من كتاب اللّه إلاّ أخبرته، فقام ابن الكوّاء، وأراد أن يسأله عمّا سأل عنه صبيغ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ قال عليّ: الرّياح.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ رجلاً سأل عليًّا عن {الذّاريات}، فقال: هي الرّياح.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن وهب بن عبد اللّه، عن أبي الطّفيل قال سأل ابن الكوّاء عليًّا، فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ قال: الرّياح.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والذّاريات ذروًا} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: هي الرّياح.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {والذّاريات} قال: الرّياح.
وقوله: {فالحاملات وقرًا}. يقول: فالسّحاب الّتي تحمل وقرها من الماء.
وقوله: {فالجاريات يسرًا}. يقول: فالسّفن الّتي تجري في البحار سهلاً يسيرًا.
{فالمقسّمات أمرًا}. يقول: فالملائكة الّتي تقسّم أمر اللّه في خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه فقال: ما {الجاريات يسرًا}؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما {الحاملات وقرًا}؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما {المقسّمات أمرًا}؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه وقيل له: ما الحاملات وقرًا؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه الهلاليّ ومحمّد بن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة قال: حدّثنا موسى الزّمعيّ قال: ثني أبو الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ أخبره قال: سمعت عليًّا يخطب النّاس، فقام عبد اللّه بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى: {فالحاملات وقرًا} قال: هي السّحاب {فالجاريات يسرًا} قال: هي السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي الطّفيل قال: قال ابن الكوّاء لعليٍّ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن وهب بن عبد اللّه، عن أبي الطّفيل قال: شهدت عليًّا رضي اللّه عنه، وقام إليه ابن الكوّاء، فذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يحيى بن أيّوب، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ رجلاً سأل عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، قال: سئل عليّ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب، قوله: {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب تحمل المطر، {فالجاريات يسرًا} قال: السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة ينزّلها بأمره على من يشاء.
قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من قيام السّاعة، وبعث الموتى من قبورهم لصادقٌ، يقول: لكائنٌ حقّ يقينٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ}.
والمعنى: لصدقٌ، فوضع الاسم مكان المصدر.
{وإنّ الدّين لواقعٌ} يقول: وإنّ الحساب والثّواب والعقاب لواجبٌ، واللّه مجازٍ عباده بأعمالهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: الحساب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ وإنّ الدّين لواقعٌ} وذلك يوم القيامة، يوم يدان النّاس فيه بأعمالهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: يوم يدين اللّه العباد بأعمالهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: لكائنٌ). [جامع البيان: 21/479-486]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والذاريات ذروا قال الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب يحمل المطر فالجاريات يسرا قال السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة ينزلها على ما يشاء). [تفسير مجاهد: 2/615]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا محمّد بن عبيدٍ الطّنافسيّ، ثنا بسّام بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ، ثنا أبو الطّفيل، قال: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قام على المنبر، فقال: «سلوني قبل أن لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي» قال: فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: «الرّياح» قال: فما {الحاملات وقرًا} قال: «السّحاب». قال: فما {الجاريات يسرًا} قال: «السّفن». قال: فما {المقسّمات أمرًا} قال: «الملائكة». قال: فمن {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم} [إبراهيم: 28] قال: «منافقو قريشٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن سعيد بن المسيّب قال: جاء أصبغ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب - رضي اللّه عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن (الذّاريات ذروًا) قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. «قال: فأخبرني عن (الحاملات وقرًا) قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (المقسّمات أمرًا) قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (الجاريات يسرًا) قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته». ثمّ أمر به فضرب مائةً وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته. فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلّظة ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر ما أخاله إلّا قد صدق، فخلّ ما بينه وبين مجالسة النّاس.
رواه البزّار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/112-113]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، ثنا سعيد بن سلامٍ العطّار، ثنا أبو بكر
بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: جاء صبيغٌ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب، فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن {والذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
فأخبرني عن الحاملات وقرًا قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن المقسّمات أمرًا قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن الجاريات يسرًا قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: ثمّ أمر به فضرب مائةً، وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته، فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلّظة، ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالسة النّاس.
قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا من وجهٍ إلا من هذا، وإنّما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب، لأنّه ليّن الحديث، وسعيد بن سلامٍ لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بيّنّا علّته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/69-70]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: "لمّا قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجةٌ، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل فمنعني البوّاب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت فإذا أشراف النّاس وإذا وسادةٌ، فجاء عليّ رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ ليس عليه قميصٌ ولا عمامةٌ، فسلّم ثمّ جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عمّا شئتم، ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ. فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عمّا شئت. فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد. قال: الرّياح. قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السّحاب. قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السّفن. قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: الملائكة ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حربٍ، عن أبي الأسود.
- وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: "بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً، فقالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث. قال: "فقام عبد اللّه بن الكوّاء الأعور- رجلٌ من بني بكر بن وائلٍ- فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ ... " فذكر مثله وزاد: "قال: فما السّماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن" وزاد فيه أيضًا "ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا".
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عليّ بن أبي طالبٍ، في باب ما جاء في علمه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275-276]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: لمّا قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا - وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا - فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السّوق فإذا أنا بنفرٍ في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا، وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل، فمنعني البوّاب. فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت. فإذا أشراف النّاس، وإذا وسادةٌ. فجاء عليٌّ رضي الله عنه. رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ له. ليس عليه قميصٌ، ولا عمامةٌ. فسلّم ثمّ جلس، فلم ينكر من القوم غيري. فقال رضي الله عنه: سلوني عمّا شئتم. ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ، فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن نقول لك فأسألك؟
فقال: سلني عمّا شئت. فقال: {والذاريات ذروًا} فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أنا أسألك عمّا أريد، قال رضي الله عنه: الرّياح. قال: فما {فالحاملات وقرًا} قال رضي الله عنه: السّحاب. قال: فما {فالجاريات يسرًا} قال رضي الله عنه: السّفن. قال: فما {فالمقسمات أمرًا} ؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أنّ المسؤول عليٌّ رضي الله عنه.
- وقال الحارث: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق العبديّ إملاءً ببغداد، وهو من أهل البصرة، ثنا حمّاد بن سلمة، فذكره بطوله). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/269-270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 19
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والذاريات ذروا} قال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن {فالمقسمات أمرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/649]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن {والذاريات ذروا} قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالحاملات وقرا} قال: هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالجاريات يسرا} قال: هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن {فالمقسمات أمرا} قال: هن الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: ما إخاله إلا وقد صدق فحل بينه وبين مجالسة الناس). [الدر المنثور: 13/650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن الحسن قال: سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن {والذاريات ذروا} وعن {والمرسلات عرفا} وعن {والنازعات غرقا} فقال عمر رضي الله عنه: اكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال: والله لو وجدتك محلوقا لضربت عنقك، ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه مسلم ولا يكلمه). [الدر المنثور: 13/650-651]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن {والذاريات ذروا} فقال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن . (فالمقسمات أمرا). قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/651]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد: والذاريات ذروا) قال: الرياح (فالحاملات وقرا) قال: السحاب تحمل المطر (فالجاريات يسرا) قال: السفن (فالمقسمات أمرا) قال الملائكة ينزلها الله بأمرة على من يشاء). [الدر المنثور: 13/651]

تفسير قوله تعالى: (فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني يحيى بن أيّوب عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ في كتاب اللّه إلا أخبرته، فقام ابن الكوّاء فأراد أن يسأله عمّا سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطّاب، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح، قال: {فالحاملات وقراً}، قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسراً}، قال: السفن، قال: {فالمقسمات أمراً}، قال: الملائكة، قال: وقول اللّه: {هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: فرقي إليه درجتين فتناوله بعصًا كانت بيده فجعل يضربه بها، ثمّ قال عليٌّ: أنت وأصحابك). [الجامع في علوم القرآن: 1/96] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني بكر بن مضر عن ابن الهاد عن يزيد بن زيادٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال يومًا وهو على المنبر: سلوني، فإنّكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به؛ فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً}، فقال عليٌّ: ويلك، واللّه، ما العلم تريد، هي، ويلك، الرّياح؛ قال: يا أمير المؤمنين، ما {الحاملات وقراً}، قال: هي، ويلك، السّحاب؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {الجاريات يسراً}، قال: هي، ويلك: السّفن؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {المقسمات أمراً}، قال: هي، ويلك، الملائكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين، [أولم تر إلى (؟).] {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، من هم، قال: [ ........ .. ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/113-114] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء و أنا بينه وبين علي وهو خلفي قال ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال علي ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فذلك محوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هي قال علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كانت أهل حروراء منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/241-242] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والواو للقسم والفاءات بعدها عاطفاتٌ من عطف المتغايرات وهو الظّاهر وجوّز الزّمخشريّ أنّها من عطف الصّفات وأنّ الحاملات وما بعدها من صفات الرّيح). [فتح الباري: 8/598-599] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن عيينة في التّفسير عن ابن أبي حسين سمعت أبا الطّفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علّي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال هي الرّياح وعن 2 الذاريات {فالحاملات وقرا} قال السّحاب وعن 3 الذاريات {فالجاريات يسرا} قال السفن وعن 4 الذاريات {فالمقسّمات أمرا} قال الملائكة سمعناه في المختارة وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث بسام بن عبد الله الصّيرفي عن أبي الطّفيل عن علّي وقال صحيح الإسناد). [تغليق التعليق: 4/318-319] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالحاملات وقرًا}. يقول: فالسّحاب الّتي تحمل وقرها من الماء.
وقوله: {فالجاريات يسرًا}. يقول: فالسّفن الّتي تجري في البحار سهلاً يسيرًا.
{فالمقسّمات أمرًا}. يقول: فالملائكة الّتي تقسّم أمر اللّه في خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه فقال: ما {الجاريات يسرًا}؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما {الحاملات وقرًا}؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما {المقسّمات أمرًا}؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه وقيل له: ما الحاملات وقرًا؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه الهلاليّ ومحمّد بن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة قال: حدّثنا موسى الزّمعيّ قال: ثني أبو الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ أخبره قال: سمعت عليًّا يخطب النّاس، فقام عبد اللّه بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى: {فالحاملات وقرًا} قال: هي السّحاب {فالجاريات يسرًا} قال: هي السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي الطّفيل قال: قال ابن الكوّاء لعليٍّ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن وهب بن عبد اللّه، عن أبي الطّفيل قال: شهدت عليًّا رضي اللّه عنه، وقام إليه ابن الكوّاء، فذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يحيى بن أيّوب، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ رجلاً سأل عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، قال: سئل عليّ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب، قوله: {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب تحمل المطر، {فالجاريات يسرًا} قال: السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة ينزّلها بأمره على من يشاء). [جامع البيان: 21/479-486] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا محمّد بن عبيدٍ الطّنافسيّ، ثنا بسّام بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ، ثنا أبو الطّفيل، قال: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قام على المنبر، فقال: «سلوني قبل أن لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي» قال: فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: «الرّياح» قال: فما {الحاملات وقرًا} قال: «السّحاب». قال: فما {الجاريات يسرًا} قال: «السّفن». قال: فما {المقسّمات أمرًا} قال: «الملائكة». قال: فمن {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم} [إبراهيم: 28] قال: «منافقو قريشٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن سعيد بن المسيّب قال: جاء أصبغ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب - رضي اللّه عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن (الذّاريات ذروًا) قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. «قال: فأخبرني عن (الحاملات وقرًا) قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (المقسّمات أمرًا) قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (الجاريات يسرًا) قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته». ثمّ أمر به فضرب مائةً وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته. فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلّظة ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر ما أخاله إلّا قد صدق، فخلّ ما بينه وبين مجالسة النّاس.
رواه البزّار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/112-113] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، ثنا سعيد بن سلامٍ العطّار، ثنا أبو بكر
بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: جاء صبيغٌ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب، فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن {والذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
فأخبرني عن الحاملات وقرًا قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن المقسّمات أمرًا قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن الجاريات يسرًا قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: ثمّ أمر به فضرب مائةً، وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته، فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلّظة، ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالسة النّاس.
قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا من وجهٍ إلا من هذا، وإنّما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب، لأنّه ليّن الحديث، وسعيد بن سلامٍ لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بيّنّا علّته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/69-70] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: "لمّا قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجةٌ، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل فمنعني البوّاب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت فإذا أشراف النّاس وإذا وسادةٌ، فجاء عليّ رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ ليس عليه قميصٌ ولا عمامةٌ، فسلّم ثمّ جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عمّا شئتم، ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ. فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عمّا شئت. فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد. قال: الرّياح. قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السّحاب. قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السّفن. قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: الملائكة ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حربٍ، عن أبي الأسود.
- وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: "بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً، فقالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث. قال: "فقام عبد اللّه بن الكوّاء الأعور- رجلٌ من بني بكر بن وائلٍ- فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ ... " فذكر مثله وزاد: "قال: فما السّماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن" وزاد فيه أيضًا "ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا".
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عليّ بن أبي طالبٍ، في باب ما جاء في علمه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275-276] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: لمّا قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا - وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا - فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السّوق فإذا أنا بنفرٍ في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا، وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل، فمنعني البوّاب. فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت. فإذا أشراف النّاس، وإذا وسادةٌ. فجاء عليٌّ رضي الله عنه. رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ له. ليس عليه قميصٌ، ولا عمامةٌ. فسلّم ثمّ جلس، فلم ينكر من القوم غيري. فقال رضي الله عنه: سلوني عمّا شئتم. ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ، فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن نقول لك فأسألك؟
فقال: سلني عمّا شئت. فقال: {والذاريات ذروًا} فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أنا أسألك عمّا أريد، قال رضي الله عنه: الرّياح. قال: فما {فالحاملات وقرًا} قال رضي الله عنه: السّحاب. قال: فما {فالجاريات يسرًا} قال رضي الله عنه: السّفن. قال: فما {فالمقسمات أمرًا} ؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أنّ المسؤول عليٌّ رضي الله عنه.
- وقال الحارث: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق العبديّ إملاءً ببغداد، وهو من أهل البصرة، ثنا حمّاد بن سلمة، فذكره بطوله). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/269-270] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 19
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والذاريات ذروا} قال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن {فالمقسمات أمرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/649] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن {والذاريات ذروا} قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالحاملات وقرا} قال: هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالجاريات يسرا} قال: هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن {فالمقسمات أمرا} قال: هن الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: ما إخاله إلا وقد صدق فحل بينه وبين مجالسة الناس). [الدر المنثور: 13/650] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن {والذاريات ذروا} فقال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن . (فالمقسمات أمرا). قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/651] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد: والذاريات ذروا) قال: الرياح (فالحاملات وقرا) قال: السحاب تحمل المطر (فالجاريات يسرا) قال: السفن (فالمقسمات أمرا) قال الملائكة ينزلها الله بأمرة على من يشاء). [الدر المنثور: 13/651] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني يحيى بن أيّوب عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ في كتاب اللّه إلا أخبرته، فقام ابن الكوّاء فأراد أن يسأله عمّا سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطّاب، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح، قال: {فالحاملات وقراً}، قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسراً}، قال: السفن، قال: {فالمقسمات أمراً}، قال: الملائكة، قال: وقول اللّه: {هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: فرقي إليه درجتين فتناوله بعصًا كانت بيده فجعل يضربه بها، ثمّ قال عليٌّ: أنت وأصحابك). [الجامع في علوم القرآن: 1/96] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني بكر بن مضر عن ابن الهاد عن يزيد بن زيادٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال يومًا وهو على المنبر: سلوني، فإنّكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به؛ فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً}، فقال عليٌّ: ويلك، واللّه، ما العلم تريد، هي، ويلك، الرّياح؛ قال: يا أمير المؤمنين، ما {الحاملات وقراً}، قال: هي، ويلك، السّحاب؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {الجاريات يسراً}، قال: هي، ويلك: السّفن؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {المقسمات أمراً}، قال: هي، ويلك، الملائكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين، [أولم تر إلى (؟).] {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، من هم، قال: [ ........ .. ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/113-114] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء و أنا بينه وبين علي وهو خلفي قال ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال علي ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فذلك محوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هي قال علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كانت أهل حروراء منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/241-242] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والواو للقسم والفاءات بعدها عاطفاتٌ من عطف المتغايرات وهو الظّاهر وجوّز الزّمخشريّ أنّها من عطف الصّفات وأنّ الحاملات وما بعدها من صفات الرّيح). [فتح الباري: 8/598-599] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن عيينة في التّفسير عن ابن أبي حسين سمعت أبا الطّفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علّي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال هي الرّياح وعن 2 الذاريات {فالحاملات وقرا} قال السّحاب وعن 3 الذاريات {فالجاريات يسرا} قال السفن وعن 4 الذاريات {فالمقسّمات أمرا} قال الملائكة سمعناه في المختارة وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث بسام بن عبد الله الصّيرفي عن أبي الطّفيل عن علّي وقال صحيح الإسناد). [تغليق التعليق: 4/318-319] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالحاملات وقرًا}. يقول: فالسّحاب الّتي تحمل وقرها من الماء.
وقوله: {فالجاريات يسرًا}. يقول: فالسّفن الّتي تجري في البحار سهلاً يسيرًا.
{فالمقسّمات أمرًا}. يقول: فالملائكة الّتي تقسّم أمر اللّه في خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه فقال: ما {الجاريات يسرًا}؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما {الحاملات وقرًا}؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما {المقسّمات أمرًا}؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه وقيل له: ما الحاملات وقرًا؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه الهلاليّ ومحمّد بن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة قال: حدّثنا موسى الزّمعيّ قال: ثني أبو الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ أخبره قال: سمعت عليًّا يخطب النّاس، فقام عبد اللّه بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى: {فالحاملات وقرًا} قال: هي السّحاب {فالجاريات يسرًا} قال: هي السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي الطّفيل قال: قال ابن الكوّاء لعليٍّ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن وهب بن عبد اللّه، عن أبي الطّفيل قال: شهدت عليًّا رضي اللّه عنه، وقام إليه ابن الكوّاء، فذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يحيى بن أيّوب، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ رجلاً سأل عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، قال: سئل عليّ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب، قوله: {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب تحمل المطر، {فالجاريات يسرًا} قال: السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة ينزّلها بأمره على من يشاء). [جامع البيان: 21/479-486] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا محمّد بن عبيدٍ الطّنافسيّ، ثنا بسّام بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ، ثنا أبو الطّفيل، قال: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قام على المنبر، فقال: «سلوني قبل أن لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي» قال: فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: «الرّياح» قال: فما {الحاملات وقرًا} قال: «السّحاب». قال: فما {الجاريات يسرًا} قال: «السّفن». قال: فما {المقسّمات أمرًا} قال: «الملائكة». قال: فمن {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم} [إبراهيم: 28] قال: «منافقو قريشٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن سعيد بن المسيّب قال: جاء أصبغ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب - رضي اللّه عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن (الذّاريات ذروًا) قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. «قال: فأخبرني عن (الحاملات وقرًا) قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (المقسّمات أمرًا) قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (الجاريات يسرًا) قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته». ثمّ أمر به فضرب مائةً وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته. فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلّظة ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر ما أخاله إلّا قد صدق، فخلّ ما بينه وبين مجالسة النّاس.
رواه البزّار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/112-113] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، ثنا سعيد بن سلامٍ العطّار، ثنا أبو بكر
بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: جاء صبيغٌ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب، فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن {والذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
فأخبرني عن الحاملات وقرًا قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن المقسّمات أمرًا قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن الجاريات يسرًا قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: ثمّ أمر به فضرب مائةً، وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته، فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلّظة، ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالسة النّاس.
قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا من وجهٍ إلا من هذا، وإنّما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب، لأنّه ليّن الحديث، وسعيد بن سلامٍ لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بيّنّا علّته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/69-70] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: "لمّا قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجةٌ، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل فمنعني البوّاب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت فإذا أشراف النّاس وإذا وسادةٌ، فجاء عليّ رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ ليس عليه قميصٌ ولا عمامةٌ، فسلّم ثمّ جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عمّا شئتم، ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ. فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عمّا شئت. فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد. قال: الرّياح. قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السّحاب. قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السّفن. قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: الملائكة ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حربٍ، عن أبي الأسود.
- وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: "بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً، فقالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث. قال: "فقام عبد اللّه بن الكوّاء الأعور- رجلٌ من بني بكر بن وائلٍ- فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ ... " فذكر مثله وزاد: "قال: فما السّماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن" وزاد فيه أيضًا "ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا".
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عليّ بن أبي طالبٍ، في باب ما جاء في علمه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275-276] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: لمّا قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا - وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا - فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السّوق فإذا أنا بنفرٍ في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا، وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل، فمنعني البوّاب. فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت. فإذا أشراف النّاس، وإذا وسادةٌ. فجاء عليٌّ رضي الله عنه. رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ له. ليس عليه قميصٌ، ولا عمامةٌ. فسلّم ثمّ جلس، فلم ينكر من القوم غيري. فقال رضي الله عنه: سلوني عمّا شئتم. ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ، فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن نقول لك فأسألك؟
فقال: سلني عمّا شئت. فقال: {والذاريات ذروًا} فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أنا أسألك عمّا أريد، قال رضي الله عنه: الرّياح. قال: فما {فالحاملات وقرًا} قال رضي الله عنه: السّحاب. قال: فما {فالجاريات يسرًا} قال رضي الله عنه: السّفن. قال: فما {فالمقسمات أمرًا} ؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أنّ المسؤول عليٌّ رضي الله عنه.
- وقال الحارث: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق العبديّ إملاءً ببغداد، وهو من أهل البصرة، ثنا حمّاد بن سلمة، فذكره بطوله). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/269-270] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 19
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والذاريات ذروا} قال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن {فالمقسمات أمرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/649] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن {والذاريات ذروا} قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالحاملات وقرا} قال: هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالجاريات يسرا} قال: هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن {فالمقسمات أمرا} قال: هن الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: ما إخاله إلا وقد صدق فحل بينه وبين مجالسة الناس). [الدر المنثور: 13/650] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن {والذاريات ذروا} فقال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن . (فالمقسمات أمرا). قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/651] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد: والذاريات ذروا) قال: الرياح (فالحاملات وقرا) قال: السحاب تحمل المطر (فالجاريات يسرا) قال: السفن (فالمقسمات أمرا) قال الملائكة ينزلها الله بأمرة على من يشاء). [الدر المنثور: 13/651] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني يحيى بن أيّوب عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ في كتاب اللّه إلا أخبرته، فقام ابن الكوّاء فأراد أن يسأله عمّا سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطّاب، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح، قال: {فالحاملات وقراً}، قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسراً}، قال: السفن، قال: {فالمقسمات أمراً}، قال: الملائكة، قال: وقول اللّه: {هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: فرقي إليه درجتين فتناوله بعصًا كانت بيده فجعل يضربه بها، ثمّ قال عليٌّ: أنت وأصحابك). [الجامع في علوم القرآن: 1/96] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني بكر بن مضر عن ابن الهاد عن يزيد بن زيادٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال يومًا وهو على المنبر: سلوني، فإنّكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به؛ فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً}، فقال عليٌّ: ويلك، واللّه، ما العلم تريد، هي، ويلك، الرّياح؛ قال: يا أمير المؤمنين، ما {الحاملات وقراً}، قال: هي، ويلك، السّحاب؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {الجاريات يسراً}، قال: هي، ويلك: السّفن؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {المقسمات أمراً}، قال: هي، ويلك، الملائكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين، [أولم تر إلى (؟).] {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، من هم، قال: [ ........ .. ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/113-114] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء و أنا بينه وبين علي وهو خلفي قال ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال علي ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فذلك محوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هي قال علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كانت أهل حروراء منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/241-242] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والواو للقسم والفاءات بعدها عاطفاتٌ من عطف المتغايرات وهو الظّاهر وجوّز الزّمخشريّ أنّها من عطف الصّفات وأنّ الحاملات وما بعدها من صفات الرّيح). [فتح الباري: 8/598-599] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن عيينة في التّفسير عن ابن أبي حسين سمعت أبا الطّفيل قال سمعت ابن الكواء يسأل علّي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال هي الرّياح وعن 2 الذاريات {فالحاملات وقرا} قال السّحاب وعن 3 الذاريات {فالجاريات يسرا} قال السفن وعن 4 الذاريات {فالمقسّمات أمرا} قال الملائكة سمعناه في المختارة وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث بسام بن عبد الله الصّيرفي عن أبي الطّفيل عن علّي وقال صحيح الإسناد). [تغليق التعليق: 4/318-319] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالحاملات وقرًا}. يقول: فالسّحاب الّتي تحمل وقرها من الماء.
وقوله: {فالجاريات يسرًا}. يقول: فالسّفن الّتي تجري في البحار سهلاً يسيرًا.
{فالمقسّمات أمرًا}. يقول: فالملائكة الّتي تقسّم أمر اللّه في خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة قال: قام رجلٌ إلى عليٍّ رضي اللّه عنه فقال: ما {الجاريات يسرًا}؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما {الحاملات وقرًا}؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما {المقسّمات أمرًا}؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه وقيل له: ما الحاملات وقرًا؟ قال: هي السّحاب؛ قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: هي السّفن؛ قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: هي الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه الهلاليّ ومحمّد بن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالد بن عثمة قال: حدّثنا موسى الزّمعيّ قال: ثني أبو الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ أخبره قال: سمعت عليًّا يخطب النّاس، فقام عبد اللّه بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى: {فالحاملات وقرًا} قال: هي السّحاب {فالجاريات يسرًا} قال: هي السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزّة قال: سمعت أبا الطّفيل، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي الطّفيل قال: قال ابن الكوّاء لعليٍّ، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن وهب بن عبد اللّه، عن أبي الطّفيل قال: شهدت عليًّا رضي اللّه عنه، وقام إليه ابن الكوّاء، فذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني يحيى بن أيّوب، عن أبي صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصّهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، أنّ رجلاً سأل عليًّا، فذكر نحوه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليٍّ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل، قال: سئل عليّ، فذكر مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب، قوله: {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فالحاملات وقرًا} قال: السّحاب تحمل المطر، {فالجاريات يسرًا} قال: السّفن {فالمقسّمات أمرًا} قال: الملائكة ينزّلها بأمره على من يشاء). [جامع البيان: 21/479-486] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، ثنا محمّد بن عبيدٍ الطّنافسيّ، ثنا بسّام بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ، ثنا أبو الطّفيل، قال: رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه قام على المنبر، فقال: «سلوني قبل أن لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي» قال: فقام ابن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: «الرّياح» قال: فما {الحاملات وقرًا} قال: «السّحاب». قال: فما {الجاريات يسرًا} قال: «السّفن». قال: فما {المقسّمات أمرًا} قال: «الملائكة». قال: فمن {الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار جهنّم} [إبراهيم: 28] قال: «منافقو قريشٍ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/506] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن سعيد بن المسيّب قال: جاء أصبغ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب - رضي اللّه عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن (الذّاريات ذروًا) قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. «قال: فأخبرني عن (الحاملات وقرًا) قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (المقسّمات أمرًا) قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن (الجاريات يسرًا) قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقوله ما قلته». ثمّ أمر به فضرب مائةً وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته. فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلّظة ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر ما أخاله إلّا قد صدق، فخلّ ما بينه وبين مجالسة النّاس.
رواه البزّار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/112-113] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، ثنا سعيد بن سلامٍ العطّار، ثنا أبو بكر
بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: جاء صبيغٌ التّميميّ إلى عمر بن الخطّاب، فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن {والذّاريات ذروًا} [الذاريات: 1] قال: هي الرّياح، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
فأخبرني عن الحاملات وقرًا قال: هي السّحاب، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن المقسّمات أمرًا قال: هي الملائكة، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: فأخبرني عن الجاريات يسرًا قال: هي السّفن، ولولا أنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله ما قلته.
قال: ثمّ أمر به فضرب مائةً، وجعل في بيتٍ، فلمّا برأ دعاه فضربه مائةً أخرى، وحمله على قتبٍ، وكتب إلى أبي موسى الأشعريّ: امنع النّاس من مجالسته، فلم يزل كذلك حتّى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلّظة، ما يجد في نفسه ممّا كان يجد شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالسة النّاس.
قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا من وجهٍ إلا من هذا، وإنّما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب، لأنّه ليّن الحديث، وسعيد بن سلامٍ لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بيّنّا علّته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/69-70] (م)
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: "لمّا قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجةٌ، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل فمنعني البوّاب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت فإذا أشراف النّاس وإذا وسادةٌ، فجاء عليّ رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ ليس عليه قميصٌ ولا عمامةٌ، فسلّم ثمّ جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عمّا شئتم، ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ. فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عمّا شئت. فقال: ما الذّاريات ذروًا؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد. قال: الرّياح. قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السّحاب. قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السّفن. قال: فما المقسّمات أمرًا؟ قال: الملائكة ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.
- رواه أحمد بن منيعٍ: ثنا الحجّاج بن محمّدٍ، ثنا ابن جريجٍ، عن أبي حربٍ، عن أبي الأسود.
- وعن رجلٍ، عن زاذان قالا: "بينا النّاس ذات يومٍ عند عليٍّ إذ وافقوا منه نفسًا طيّبةً، فقالوا: حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث. قال: "فقام عبد اللّه بن الكوّاء الأعور- رجلٌ من بني بكر بن وائلٍ- فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ ... " فذكر مثله وزاد: "قال: فما السّماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن" وزاد فيه أيضًا "ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا".
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عليّ بن أبي طالبٍ، في باب ما جاء في علمه). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/275-276] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: لمّا قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا - وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا - فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السّوق فإذا أنا بنفرٍ في ظلّ القصر جلوسًا نحو أربعين رجلًا، وإذا سلسلةٌ قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلنّ. فذهبت أدخل، فمنعني البوّاب. فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت. فإذا أشراف النّاس، وإذا وسادةٌ. فجاء عليٌّ رضي الله عنه. رجلٌ جميلٌ في حلّةٍ له. ليس عليه قميصٌ، ولا عمامةٌ. فسلّم ثمّ جلس، فلم ينكر من القوم غيري. فقال رضي الله عنه: سلوني عمّا شئتم. ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ولا يضرّ، فقال له رجلٌ: ما قلت حتّى أحببت أن نقول لك فأسألك؟
فقال: سلني عمّا شئت. فقال: {والذاريات ذروًا} فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أنا أسألك عمّا أريد، قال رضي الله عنه: الرّياح. قال: فما {فالحاملات وقرًا} قال رضي الله عنه: السّحاب. قال: فما {فالجاريات يسرًا} قال رضي الله عنه: السّفن. قال: فما {فالمقسمات أمرًا} ؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أنّ المسؤول عليٌّ رضي الله عنه.
- وقال الحارث: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق العبديّ إملاءً ببغداد، وهو من أهل البصرة، ثنا حمّاد بن سلمة، فذكره بطوله). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/269-270] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 19
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور والحارث بن أبي أسامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والذاريات ذروا} قال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن {فالمقسمات أمرا} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/649] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أخبرني عن {والذاريات ذروا} قال: هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالحاملات وقرا} قال: هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال: فأخبرني عن {فالجاريات يسرا} قال: هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن {فالمقسمات أمرا} قال: هن الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر: ما إخاله إلا وقد صدق فحل بينه وبين مجالسة الناس). [الدر المنثور: 13/650] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن {والذاريات ذروا} فقال: الرياح {فالحاملات وقرا} قال: السحاب {فالجاريات يسرا} قال: السفن . (فالمقسمات أمرا). قال: الملائكة). [الدر المنثور: 13/651] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد: والذاريات ذروا) قال: الرياح (فالحاملات وقرا) قال: السحاب تحمل المطر (فالجاريات يسرا) قال: السفن (فالمقسمات أمرا) قال الملائكة ينزلها الله بأمرة على من يشاء). [الدر المنثور: 13/651] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من قيام السّاعة، وبعث الموتى من قبورهم لصادقٌ، يقول: لكائنٌ حقّ يقينٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ}.
والمعنى: لصدقٌ، فوضع الاسم مكان المصدر.
{وإنّ الدّين لواقعٌ} يقول: وإنّ الحساب والثّواب والعقاب لواجبٌ، واللّه مجازٍ عباده بأعمالهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: الحساب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ (5) وإنّ الدّين لواقعٌ} وذلك يوم القيامة، يوم يدان النّاس فيه بأعمالهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: يوم يدين اللّه العباد بأعمالهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: لكائنٌ). [جامع البيان: 21/479-486] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل إنما توعدون لصادق يقول إن يوم القيامة لكائن). [تفسير مجاهد: 2/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (إنما توعدون لصادق) قال: إن يوم القيامة لكائن (وإن الدين لواقع) قال: الحساب). [الدر المنثور: 13/651]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن الدين لواقع قال يوم يدين الله العباد بأعمالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/242]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من قيام السّاعة، وبعث الموتى من قبورهم لصادقٌ، يقول: لكائنٌ حقّ يقينٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ}.
والمعنى: لصدقٌ، فوضع الاسم مكان المصدر.
{وإنّ الدّين لواقعٌ} يقول: وإنّ الحساب والثّواب والعقاب لواجبٌ، واللّه مجازٍ عباده بأعمالهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: الحساب.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّما توعدون لصادقٌ (5) وإنّ الدّين لواقعٌ} وذلك يوم القيامة، يوم يدان النّاس فيه بأعمالهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: يوم يدين اللّه العباد بأعمالهم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّ الدّين لواقعٌ} قال: لكائنٌ). [جامع البيان: 21/479-486] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإن الدين لواقع قال إن الحساب لكائن). [تفسير مجاهد: 2/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: (إنما توعدون لصادق) قال: إن يوم القيامة لكائن (وإن الدين لواقع) قال: الحساب). [الدر المنثور: 13/651] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله: (وإن الدين لواقع) قال: ذلك يوم القيامة يوم يدين الله العباد بأعمالهم). [الدر المنثور: 13/651-652]


رد مع اقتباس