عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:28 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)}


*تفسير قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (وقوله: {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ...}
على كره منهم، فامض لأمر الله في الغنائم كما مضيت على مخرجك وهم كارهون. ويقال فيها: يسألونك عن الأنفال كما جادلوك يوم بدر فقالوا: أخرجتنا للغنيمة ولم تعلمنا قتالا فنستعدّ له. فذلك). [معاني القرآن:1/403]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ( {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ وإنّ فريقاً مّن المؤمنين لكارهون}
وقال: {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ} فهذه الكاف يجوز أن تكون على قوله: {أولئك هم المؤمنون حقّاً} [4] {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ}. وقال بعض أهل العلم {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} {فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم} [1] فأضاف {ذات} إلى "البين" وجعله {ذات} لأن بعض الأشياء يوضع عليه اسم مؤنث وبعضه يذكر نحو "الدار" و"الحائط" أنّثت "الدار" وذكّر "الحائط"). [معاني القرآن:24-2/23]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله {كما أخرجك ربك من بيتك} قال ابن عباس رحمه الله: المعنى: امض على الذي أخرجك ربك من بيتك؛ صيرها في معنى الكاف، فصير معنى "على الذي": "كما".
وقد يجوز أن يكون المعنى لما قال: {وأطيعوا الله كما أخرجك ربك} أي كما فعل ذلك ربك). [معاني القرآن لقطرب: 625]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ( {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5] يزيد: أن كراهتهم لما فعلته في الغنائم ككراهتهم للخروج معك، كأنه قال: هذا من كراهيتهم كما أخرجك وإيّاهم ربّك وهم كارهون.
ومن تتبع هذا من كلام العرب وأشعارها وجده كثيرا.
قال الشاعر:
فلا تدفنوني إنّ دفني محرّم = عليكم، ولكنْ خامِرِي أمَّ عامِر
يريد: لا تدفنوني ولكن دعوني للتي يقال لها إذا صيدت: خامري أمّ عامر، يعني الضّبع، لتأكلني.
وقال عنترة:
هل تبلغنِّي دارَها شَدَنِيَّة = لُعِنَتِ بمحرومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
يريد: دُعيَ عليها بأن يحرم ضرعها أن يدرَّ فيه لَبَن، فاستجيب للداعي، فلم تحمل ولم ترضع.
ومثله قول الآخر: ملعونة بعقر أو خادج
أي: دعي عليها أن لا تحمل، وإن حملت: أن تلقي ولدها لغير تمام، فإذا لم تحمل الناقة ولم ترضع كان أقوى لها.
ومن أمثال العرب: (عسى الغوير أبؤسا) أي: أن يأتينا من قبل الغوير بأس ومكروه. والغوير: ماء، ويقال: هو تصغير غار). [تأويل مشكل القرآن:221](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ وإنّ فريقا من المؤمنين لكارهون}
أي بالحق الواجب، ويكون تأويله: {كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ وإنّ فريقا من المؤمنين لكارهون}.
كذلك ننفل من رأينا وإن كرهوا. لأن بعض الصحابة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين جعل لكل من أتى بأسير شيئا، قال يبقى أكثر الناس بغير شيء.
فموضع الكاف في { كما }" نصب، المعنى الأنفال ثابتة لك مثل إخراج ربّك إياك من بيتك بالحق.
وقوله: {فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم}.
معنى {ذات بينكم}حقيقة وصلكم، والبين: الوصل، قال تعالى: {لقد تقطّع بينكم}أي وصلكم.
فالمعنى: اتقوا اللّه وكونوا مجتمعين على ما أمر الله ورسوله، وكذلك اللهم أصلح ذات البين، أي أصلح الحال التي بها يجتمع المسلمون.
وقوله: {وأطيعوا اللّه ورسوله}
أي اقبلوا ما أمرتم به في الغنائم وغيرها). [معاني القرآن:400-2/399]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): ( وقوله جل وعز: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} [آية:5] فيه أقوال
أ- قال الكسائي المعنى يجادلونك في الحق مجادلتهم كما أخرجك ربك من بيتك بالحق
ب- قال أبو عبيدة ما بمعنى الذي، أي والذي أخرجك هذا معنى كلامه
ج- وقول ثالث وهو أن المعنى قل الأنفال لله والرسول كما أخرجك ربك من بيتك بالحق أي كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهم كارهون قل الأنفال لله والرسول وإن كرهوا
وقيل كما أخرجك ربك من بيتك متعلق بقوله تعالى: {لهم درجات عند ربهم} أي هذا الوعد لهم حق في الآخرة كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فأنجز وعدك بالظفر). [معاني القرآن:132-3/131]

*تفسير قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ(ت:207هـ): (وقوله: {يجادلونك في الحقّ بعدما تبيّن...}
وقوله: {فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} أمر المسلمين أن يتآسوا في الغنائم بعد ما أمضيت لهم، أمرا ليس بواجب.
وقوله: {وإذ يعدكم اللّه إحدى الطّائفتين}، ثم قال {أنّها لكم} فنصب {إحدى الطائفتين}بـ "يعد" ثم كرّها على أن يعدكم أن إحدى الطائفتين لكم كما قال: {فهل ينظرون إلا الساعة} ثم قال: {أن تأتيهم بغتة} فأن في موضع نصب كما نصبت الساعة وقوله: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات} رفعهم بـ {لولا}، ثم قال: {أن تطئوهم} فأن في موضع رفع بـ {لولا}). [معاني القرآن:404-1/403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {يجادلونك في الحقّ بعدما تبيّن كأنّما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}
وعدهم الله جلّ وعزّ في غزاة بدر أنّهم يظفرون بأهل مكة وبالعير وهي الإبل لكراهتهم القتال، فجادلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا إنما خرجنا إلى العير.
وقوله: {كأنّما يساقون إلى الموت}.
أي وهم كانوا في خروجهم للقتال كأنهم يساقون إلى الموت لقلّة عددهم وأنهم رجّالة، يروى أنهم إنما كان فيهم فارسان فخافوا). [معاني القرآن:2/401]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {يجادلونك في الحق بعد ما تبين} [آية:6]
فكما كان هذا حقا فكذلك كل ما وعدكم به حق يجادلونك في الحق بعد ما تبين، وتبيينه أنه لما خبرهم بخبر بعد خبر من الغيوب حقا وجب أن لا يشكوا في خبره
وأحسنها قول مجاهد أن المعنى كما أخرجك ربك من بيتك أي من المدينة إلى بدر على كره كذلك يجادلونك في الحق لأن كلا الأمرين قد كان مع قرب أحدهما من الآخر فذلك أولى مما بعد عنه). [معاني القرآن:3/132]

*تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {غير ذات الشّوكة} مجاز الشوكة: الحدّ، يقال: ما أشدّ شوكة بني فلان أي حدّهم). [مجاز القرآن:1/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ( {وإذ يعدكم اللّه إحدى الطّائفتين أنّها لكم وتودّون أنّ غير ذات الشّوكة تكون لكم ويريد اللّه أن يحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين}
وقال: {وإذ يعدكم اللّه إحدى الطّائفتين أنّها لكم} فقوله: {أنّها} بدل من قوله: {إحدى الطّائفتين} وقال: {غير ذات الشّوكة} فأنث لأنه يعني "الطائفة"). [معاني القرآن:2/24]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ذات الشوكة} فالشوكة: الحد، يقال: ما أشد شوكتهم؛ كان ابن عباس يقول: {ذات شوكة} ذات القتال). [معاني القرآن لقطرب: 620]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ) : ( {غير ذات الشوكة}: والحج، ومنه شاك السلاح). [غريب القرآن وتفسيره:157]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ( {ذات الشّوكة} ذات السلاح. ومنه قيل: فلان شاكّ السلاح). [تفسير غريب القرآن:177]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذ يعدكم اللّه إحدى الطّائفتين أنّها لكم وتودّون أنّ غير ذات الشّوكة تكون لكم ويريد اللّه أن يحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين}
المعنى: واذكروا إذ يعدكم الله أن لكم إحدى الطائفتين.
{أنّها لكم} في موضع نصب على البدل من {إحدى} ومثله قوله:
{ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم}
المعنى: ولولا أن تطؤوهم.
وقوله: {وتودّون أنّ غير ذات الشّوكة تكون لكم}.
أي تودّون أنّ الطائفة التي ليست فيها حرب ولا سلاح، وهي الإبل تكون لكم، وذات الشوكة ذات السلاح، يقال: فلان شاك في السلاح.
وشائك في السلاح وشالّ السلاح بتشديد الكاف من الشكة، ومثل شاكي
قول الشاعر:
فتعرّفوني إنّني أنا ذاكم..=. شاك سلاحي في الحوادث معلم
وقوله: {ويريد اللّه أن يحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين}
أي ظفركم بذات الشوكة أقطع لدابرهم). [معاني القرآن:402-2/401]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} [آية:7]
قال قتادة الطائفتان أبو سفيان معه العير وأبو جهل معه نفير قريش وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبون أن يظفروا بالعير وأراد الله عز وجل غير ذلك
والشوكة السلاح.
8-ثم قال جل وعز: {ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} [آية:7] أي كان في ظهورهم على المشركين وإمدادهم بالملائكة ما أحق به الحق وقطع دابر الكافرين). [معاني القرآن:3/133]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ):{الشوكة}: السلاح، وحدة الحرب وخشونتها). [ياقوتة الصراط:236]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ( {ذَاتِ الشَّوْكَةِ} ذات السلاح). [تفسير المشكل من غريب القرآن:91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ( {الشَّوْكَةِ}: السلاح). [العمدة في غريب القرآن:142]

تفسير قوله تعالى: (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) )


رد مع اقتباس