عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:58 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} قال اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم هو الله هبط إلى الأرض فأحيا من أحيا وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية قال فقال الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فقال هو ابن الله وهم النسطورية فقال اثنان كذبت ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه قال هو ثالث ثلاثة الله وهو إله وأمه إله وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى قال الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته وهم المسلمون فكانت لكل رجل منهم أتباع على ما قال فاقتتلوا فظهر على المسلمين وذلك قول الله {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} قال قتادة وهم الذين قال الله فيهم {فاختلف الأحزاب من بينهم} فاختلفوا فيه فصاروا أحزابا). [تفسير عبد الرزاق: 2/8] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين}
يعني بذلك جلّ ثناؤه {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه} أي يجحدون حجج اللّه وأعلامه فيكذّبون بها من أهل الكتابين التّوراة والإنجيل.
- كما: حدّثني ابن حميدٍ، قال حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير، قال: ثمّ جمع أهل الكتابين جميعًا، وذكر ما أحدثوا وابتدعوا من اليهود والنّصارى فقال: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ} إلى قوله: {قل اللّهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء}
وأمّا قوله: {ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ} فإنّه يعني بذلك أنّهم كانوا يقتلون رسل اللّه الّذين كانوا يرسلون إليهم بالنّهي عمّا يأتون من معاصي اللّه، وركوب ما كانوا يركبونه من الأمور الّتي قد تقدّم اللّه إليهم في كتبهم بالزّجر عنها، نحو زكريّا وابنه يحيى وما أشبههما من أنبياء اللّه). [جامع البيان: 5/288-289]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس}
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه عامّة أهل المدينة والحجاز والبصرة والكوفة وسائر قرّاء الأمصار: {ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط} بمعنى القتل
وقرأه بعض المتأخّرين من قرّاء الكوفة: (ويقاتلون) بمعنى القتال تأوّلا منه قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ، وادّعى أنّ ذلك في مصحف عبد اللّه: وقاتلوا فقرأ الّذي وصفنا أمره من القرّاء بذلك التّأويل (ويقاتلون) والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه: {ويقتلون} لإجماع الحجّة من القرّاء عليه به، مع مجيء التّأويل من أهل التّأويل بأنّ ذلك تأويله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن معقل بن أبي مسكينٍ، في قول اللّه {ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} قال: كان الوحي يأتي إلى بني إسرائيل فيذكّرون قومهم، ولم يكن يأتيهم كتابٌ، فيقتلون، فيقوم رجالٌ ممّن اتّبعهم وصدّقهم، فيذكّرون قومهم فيقتلون، فهم الّذين يأمرون بالقسط من النّاس.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة، في قوله: {ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} قال: هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكّرونهم فيقتلونهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ في قوله: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} قال: كان ناسٌ من بني إسرائيل ممّن لم يقرأ الكتاب كان الوحي يأتي إليهم، فيذكّرون قومهم فيقتلون على ذلك، فهم الّذين يأمرون بالقسط من النّاس.
- حدّثني أبو عبيدٍ الرّصابيّ محمّدابن حفص قال حدّثنا ابن جميرٍ، قال: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو الحسن، مولى بني أسدٍ، عن مكحولٍ، عن قبيصة بن ذؤيبٍ الخزاعيّ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ النّاس أشدّ عذابًا يوم القيامة؟ قال: رجلٌ قتل نبيًّا، أو رجلٌ أمر بالمنكر ونهى عن المعروف. ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} إلى أن انتهى إلى: {وما لهم من ناصرين} ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيًّا من أوّل النّهار في ساعةٍ واحدةٍ، فقام مائة رجلٍ واثنا عشر رجلاً من عبّاد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعًا من آخر النّهار في ذلك اليوم، وهم الّذين ذكر اللّه عزّ وجلّ
فتأويل الآية إذًا: إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه، ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ، ويقتلون آمريهم بالعدل في أمر اللّه ونهيه، الّذين ينهونهم عن قتل أنبياء اللّه وركوب معاصيه). [جامع البيان: 5/289-291]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين}
يعني بقوله جلّ ثناؤه: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ} فأخبرهم يا محمّد، وأعلمهم أنّ لهم عند اللّه عذابًا مؤلمًا لهم، وهو الموجع). [جامع البيان: 5/292]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21)
قوله: إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ
- حدّثنا أبو الزّبير الحسن بن عليّ بن مسلمٍ النّيسابوريّ نزيل مكّة، حدّثني أبو حفصٍ يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاريّ، ثنا محمّد بن حمزة، حدّثني أبو الحسن مولًى لبني أسدٍ، عن مكحولٍ، عن قبيصة بن ذؤيبٍ الخزاعيّ عن أبي عبيدة بن الجرّاح قال: قلت: يا رسول اللّه، أيّ النّاس أشدّ عذابًا يوم القيامة؟ قال: رجلٌ قتل نبيًّا، أو رجلٌ أمر بالمنكر ونهى عن المعروف، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس إلى قوله: وما لهم من ناصرين ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أبا عبيدة قتلت بنوا إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيًّا من أوّل النّهار في ساعة واحدة فقام مائة رجل وسبعين رجلا من بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعًا من آخر النّهار في ذلك اليوم، فهم الّذين ذكر اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه قال قتادة قوله: ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس قال:
هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكّرونهم باللّه، فيقتلونهم.
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
: قوله: ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس حدّثني عن معقل بن أبي مسكينٍ قال: كان النّبيّ من بني إسرائيل يأتيه الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكّرون قومهم ولم يكن يأتيهم كتابٌ فيقتلون، فيقوم رجالٌ ممّن اتّبعهم وصدقهم
وروي عن الحسن قال: هم الكفّار الّذين كانوا يعبدون الأصنام، كانوا يقتلون النّبيّين الّذين يأمرون بالقسط من النّاس.
وفيه وجهٌ آخر:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت سفيان يقول: الّذين أمروا بالقسط من النّاس قال: هم خلفاء الأنبياء
قوله تعالى: فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ
- حدّثنا أبي أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ النّبيل، حدّثني أبي: عمرو بن الضّحّاك، ثنا أبي شبيب بن بشرٍ، أنبأ عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه:
بعذابٍ أليمٌ قال: أليمٌ: قال: كلّ شيءٍ وجعٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن السّعديّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ قال: الأليم الموجع قال أبو محمّدٍ: وروي عن أبي مالكٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/620-622]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن معقل بن أبي مسكين في قوله إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون
[تفسير مجاهد: 123]
بالقسط من الناس قال كان النبي من بني إسرائيل يأتيه الوحي ولا يأتيه كتاب فيقوم فيذكر قومه فيقتل فيقوم رجال ممن اتبعه وصدقه فيذكرونهم فيقتلون فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس). [تفسير مجاهد: 124]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ " {ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس} [آل عمران: 21] قال: بعث عيسى ابن مريم في اثني عشر رجلًا من الحواريّين، يعلّمون النّاس، فكان ينهاهم عن نكاح ابنة الأخ، وكان ملكٌ له ابنة أخٍ تعجبه، فأرادها وجعل يقضي لها كلّ يومٍ حاجةً، فقالت لها أمّها: إذا سألك عن حاجتك، فقولي له: أن تقتل يحيى بن زكريّا. فقال لها الملك: حاجتك؟ فقالت: حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريّا فقال: سلي غير هذا فقالت: لا أسأل غير هذا فلمّا أتى أمر به، فذبح في طستٍ، فبدرت قطرةٌ من دمه، فلم تزل تغلي حتّى بعث اللّه بختنصّر فدلّت عجوزٌ عليه، فألقي في نفسه أن لا يزال القتل حتّى يسكن هذا الدّم، فقتل في يومٍ واحدٍ من ضربٍ واحدٍ وبيتٍ واحدٍ سبعين ألفًا «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه وله شاهدٌ غريبٌ الإسناد والمتن»). [المستدرك: 2/318]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثناه أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عمرٍو البزّار ببغداد، ثنا أبو يعلى محمّد بن شدّادٍ المسمعيّ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: أوحى اللّه إلى نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم «أنّي قتلت بيحيى بن زكريّا سبعين ألفًا، وإنّي قاتلٌ بابن ابنتك سبعين ألفًا وسبعين ألفًا».
قال الحاكم: " قد كنت أحسب دهرًا أنّ المسمعيّ ينفرد بهذا الحديث عن أبي نعيمٍ حتّى حدّثناه أبو محمّدٍ السّبيعيّ الحافظ، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، ثنا حميد بن الرّبيع، ثنا أبو نعيمٍ فذكره بإسناد نحوه). [المستدرك: 2/319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيتان 21 - 22.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول
الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال: رجل قتل نبيا أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، {ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} إلى قوله {وما لهم من ناصرين} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة وسبعون رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا فيمن عاش بعد الموت، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: بعث عيسى يحيى في اثني عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس فكان ينهى عن نكاح بنت الأخ وكان ملك له بنت أخ له تعجبه فأرادها وجعل يقضي لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها: إذا سألك عن حاجتك فقولي: حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا فقال الملك: حاجتك،، قالت حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا، فقال سلي غير هذا، قالت: لا أسألك غير هذا، فلما أبت أمر به فذبح في طست فبدرت قطرة من دمه فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر فدلت عجوز عليه فألقى في نفسه أن لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم فقتل في يوم واحد من ضرب واحد وسن واحد سبعين ألفا فسكن.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن معقل بن أبي مسكين في الآية قال: كان الوحي يأتي بني اسرائيل فيذكرون قومهم ولم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون فيقوم رجال ممن اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون، فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} قال: هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكرونهم بالله فيقتلونهم.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: أقحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل فقال الملك: ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه فقال له جلساؤه: كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء قال: أقتل أولياءه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له، قال: فأرسل الله عليهم السماء
وأخرج ابن عساكر من طريق زيد بن أسلم عن ابن عباس في قول الله {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}
قال: الذين يأمرون بالقسط من الناس ولاة العدل عثمان وأضرابه.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءة عبد الله ((إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وقاتلو الذين يأمرون بالقسط من الناس)) ). [الدر المنثور: 3/492-494]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ (21) أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين}
...
وأمّا قوله: {أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة} فإنّه يعني بقوله: {أولئك} الّذين يكفرون بآيات اللّه، ومعنى ذلك: أنّ الّذين ذكرناهم، هم الّذين حبطت أعمالهم، يعني بطلت أعمالهم في الدّنيا والآخرة، فأمّا قوله: {في الدّنيا} فلم ينالوا بها محمدةً ولا ثناءً من النّاس، لأنّهم كانوا على ضلالٍ وباطلٍ، ولم يرفع اللّه لهم بها ذكرًا، بل لعنهم وهتك أستارهم، وأبدى ما كانوا يخفون من قبائح أعمالهم على ألسن أنبيائه ورسله في كتبه الّتي أنزلها عليهم، فأبقى لهم ما بقيت الدّنيا مذمّةً، فذلك حبوطها في الدّنيا، وأمّا في الآخرة، فإنّه أعدّ لهم فيها من العقاب ما وصف في كتابه، وأعلم عباده أنّ أعمالهم تصير بورًا لا ثواب لها، لأنّها كانت كفرًا باللّه، فجزاء أهلها الخلود في الجحيم.
وأمّا قوله: {وما لهم من ناصرين} فإنّه يعني: وما لهؤلاء القوم من ناصرٍ ينصرهم من اللّه إذا هو انتقم منهم بما سلف من إجرامهم واجترائهم عليه، فيستنقذهم منه). [جامع البيان: 5/292]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أولئك الّذين حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22) ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون (23)
قوله تعالى: أولئك الّذين حبطت أعمالهم
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن ابن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: حبطت أعمالهم يعني: بطلت أعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/622-623]


رد مع اقتباس