الموضوع: سورة النساء
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 18 جمادى الآخرة 1434هـ/28-04-2013م, 01:02 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(17)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النساء)
قوله تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب...} الآية [17 مدنية / النساء / 4] وذلك أن الله تعالى ضمن لأهل التوحيد أن يقبل أن يغرغروا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من
كان قبل الموت ثم استثنى في الآية الأخرى بقوله تعالى: {إلا ما قد سلف} فصارت ناسخة لبعض حكمها لأهل الشرك ثم قال: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات...} إلى آخرها [18 / النساء / 4].
[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 31-35]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النساء)قوله تعالى {إنّما التوبة على الله للّذين يعملون السوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ} فقيل للنّبي (صلى الله عليه وسلم) ما حد التائبين فقال النّبي (صلى الله عليه وسلم) من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ثمّ قال ألا وإن ذلك لكثير ثمّ قال من تاب قبل موته بنصف سنة قبل الله تعالى توبته ثمّ قال ألا وإن ذلك لكثير ثمّ قال من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ثمّ قال ألا وإن ذلك لكثير ثمّ قال من تاب قبل موته بجمعه قبل الله توبته ثمّ قال ألا وإن ذلك لكثير
ثمّ قال من تاب قبل موته بساعة قبل الله توبته ثمّ قال ألا وإن ذلك لكثير ثمّ قال من تاب قبل أن تغرغر نفسه قبل الله توبته ثمّ تلا قوله تعالى {ثمّ يتوبون من قريب}
قال النّبي (صلى الله عليه وسلم) كل ما كان قبل الموت فهو قريب فكان خبره في هذه الآية عاما ثمّ احتجز التوبة في الآية الّتي بعدها على أهل المعصية فقال {وليست التوبة للذين يعملون السيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن ولا الّذين يموتون وهم كفّارٌ أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً} فنسخت في أهل الشّرك وبقيت محكمة في أهل الإيمان)
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 65-78]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ} وقوله: {وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن} الآيتان.
إنّما سمّي فاعل الذّنب جاهلا، لأنّ فعله مع العلم بسوء مغبّته فأشبه من جهل (المغبّة).
والتّوبة من قريبٍ: ما كان قبل معاينة الملك فإذا حضر الملك لسوق الرّوح لم تقبل توبةٌ، لأنّ الإنسان حينئذٍ يصير كالمضطرّ إلى التّوبة فمن (تاب) قبل ذلك قبلت توبته، أو أسلم عن كفرٍ قبل إسلامه،
وهذا أمرٌ ثابتٌ محكمٌ. وقد زعم بعض من لا فهم له: أنّ هذا الأمر أقرّ على هذا في حقّ أرباب المعاصي من المسلمين ونسخ حكمه في حقّ الكفّار بقوله: {ولا الّذين يموتون وهم كفّارٌ}، وهذا ليس بشيءٍ، فإنّ حكم الفريقين واحد.)
[نواسخ القرآن: 247-296]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النساء) قوله عز وجل: {ثم يتوبون من قريب} الآية [النساء: 17]، قالوا: هي منسوخة بالتي بعدها، وهي قوله عز وجل: {حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا على الذين يموتون وهم كفار} الآية [النساء: 18]، قالوا: فقد احتجز التوبة في هذه الآية على أهل المعصية، فقال عز وجل: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما} الآية [النساء: 18]، قالوا: ثم نسخت في أهل الشرك، أي نسختها هذه الآية وبقيت محكمة في أهل الإيمان.
وقال قوم: نسخت هذه الآية وهي قوله عز وجل: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات} الآية [النساء: 18]، بقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} الآية [النساء: 48] فحرم الله تعالى مغفرته على من مات وهو مشرك، ورد أهل التوحيد إلى مشيئته، وهذا كله تخليط من قائله، ولا نسخ في هذه الآيات؛ لأنها أخبار جاءت يبين بعضها بعضا.)
[جمال القراء:1/276-294]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس