عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م, 04:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَيَسألونَكَ عَنِ الروحِ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن بشر بن العباس قال: أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر قال: حدثنا سويد عن سعيد قال: حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: إني لمع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بنا ناس من اليهود فقالوا: سلوه عن الروح فقال بعضهم: لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون فأتاه نفر منهم فقالوا له: يا أبا القاسم ما تقول في الروح؟ فسكت ثم قام فأمسك بيده على جبهته فعرفت أنه ينزل عليه فأنزل الله عليه: {وَيَسألُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبي وَما أُوتوا مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً} رواه البخاري ومسلم جميعًا عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش.
وقال عكرمة عن ابن عباس: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح فنزلت هذه الآية.
وقال المفسرون: إن اليهود اجتمعوا فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمد وحاله: سلوا محمدًا عن الروح وعن فتية فقدوا في أول الزمان وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها فإن أجاب في ذلك كله فليس بنبي وإن لم يجب في ذلك فليس بنبي وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن بعضه فهو نبي فسألوه عنها فأنزل الله تعالى في شأن الفتية: {أَم حَسِبتَ أَن أَصحابَ الكَهفِ والرقم كانوا من آياتنا عجبا} إلى آخر القصة وأنزل في الرجل الذي بلغ شرق الأرض وغربها: {ويسألونك عن ذي القرنين} إلى آخر القصة وأنزل في الروح قوله تعالى: {وَيَسألونَكَ عَنِ الرُّوحِ} الآية). [أسباب النزول:299- 300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}
أخرج البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متوكئ على عسيب، فمر بنفر من يهود، فقال بعضهم: لو سألتموه، فقالوا:
حدثنا عن الروح، فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:{الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}.
قال ابن كثير: يجمع بين الحديثين بتعدد النزول.
وكذا قال الحافظ ابن حجر.
أو يحمل سكوته حين سؤال اليهود على توقع مزيد بيان في ذلك وإلا فما في الصحيح أصح.
قلت: ويرجح ما في الصحيح بأن راويه حاضر القصة بخلاف ابن عباس). [لباب النقول:164- 165]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الآية: 85].
البخاري [1 /235] حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد، قال حدثنا الأعمش سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ضرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، فقلت إنه يوحى إليه، فقمت فلما انجلى عنه فقال: (( {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتوا مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} )). قال الأعمش: هي كذا قراءتنا.
الحديث ذكره البخاري في صحيحه في مواضع منها [10 /15] وفيه لما نزل عليه الوحي قال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} و[17/33 ،217 ،221]، وأخرجه مسلم [17 /137]، والترمذي [4 /138] وقال: هذا حديث حسن صحيح، و[المسند: 1 /389 ،410 ،445]، وابن جرير [15 /155]، والطبراني في [المعجم الصغير:2 /86].
قال الترمذي رحمه الله [4 /137]: حدثنا قتيبة نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} قالوا: أوتينا علما كبيرا أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كبيرا، فأنزلت:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} إلى آخر الآية.
هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
الحديث أخرجه الإمام أحمد [1 /255] وابن جرير [15 /155] والحاكم [2 /531].
قال الحافظ ابن كثير [3 /60] في الكلام على الحديث الأول وهذا الحديث يقتضي فيما يظهر بادئ الرأي أن هذه الآية مدنية وأنها نزلت حين سأله اليهود عن ذلك بالمدينة مع أن السورة كلها مكية، وقد يجاب عن هذا بأنها قد تكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك أو أنه نزل عليه الوحي بأن يجيبهم عما سألوه بالآية المتقدم إنزالها عليه وهي هذه الآية). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 146]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس