عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:26 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم}.
يعني تعالى ذكره، الّذي يتصدّع من خشيته الجبل أيّها النّاس، هو المعبود الّذي لا تنبغي العبادة والألوهيّة إلاّ له، عالم غيب السّموات والأرض، وشاهدٌ ما فيهما ممّا يرى ويحسّ. {هو الرّحمن الرّحيم} يقول: هو رحمن الدّنيا والآخرة، رحيمٌ بأهل الإيمان به). [جامع البيان: 22/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: اسم الله الأعظم هو الله). [الدر المنثور: 14/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} قال: السر والعلانية وفي قوله: {المؤمن} قال: المؤمن خلقه من أن يظلمهم وفي قوله: {المهيمن} قال: الشاهد). [الدر المنثور: 14/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قي قوله: {عالم الغيب} قال: ما يكون وما هو كائن وفي قوله: {القدوس} قال: تقدسه الملائكة). [الدر المنثور: 14/400]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى السلم قال الله السلام المؤمن قال آمن لقوله وهو المهيمن قال الشهيد عليه العزيز في نقمته إذا انتقم الجبار جبر خلقه على ما شاء المتكبر تكبر عن كل سوء). [تفسير عبد الرزاق: 2/285]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عبثرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قال: كنّا نتشهّد في الصّلاة، فنقول: السّلام على الله قبل عباده، السّلام على جبريل، السّلام على ميكائيل، نعدّد الملائكة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إنّ الله هو السّلام، فإذا جلس أحدكم في الصّلاة فليقل: التّحيّات للّه، والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، فإنّه إذا قال أحدكم: السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أصابت كلّ عبدٍ صالحٍ في السّماء والأرض "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/295]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره: هو المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، الملك الّذي لا ملك فوقه، ولا شيء إلاّ دونه، {القدّوس}، قيل: هو المبارك.
وقد بيّنت فيما مضى قبل معنى التّقديس بشواهده، وذكرت اختلاف المختلفين فيه بما أغنى عن إعادته.
ذكر من قال: عني به المبارك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {القدّوس}: أي المبارك.
وقوله: {السّلام} يقول: هو الّذي يسلم خلقه من ظلمه، وهو اسمٌ من أسمائه.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {السّلام}: اللّه السّلام.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، يعني العتكيّ، عن جابر بن زيدٍ، قوله: {السّلام} قال: هو اللّه.
وقد ذكرت الرّواية فيما مضى، وبيّنت معناه بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته.
وقوله: {المؤمن} يعني بالمؤمن: الّذي يؤمّن خلقه من ظلمه.
وكان قتادة يقول في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {المؤمن} أمن بقوله أنّه حقٌّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {المؤمن} أمن لقوله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {المؤمن}، قال: المصدّق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {المؤمن} قال: {المؤمن}: المصدّق الموقن، آمن النّاس بربّهم فسمّاهم مؤمنين، وآمن الرّبّ الكريم لهم بإيمانهم صدّقهم أن يسمّى بذلك الاسم.
وقوله: {المهيمن} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: المهيمن: الشّهيد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {المهيمن} قال: الشّهيد.
وقال مرّةً أخرى: الأمين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {المهيمن} قال: الشّهيد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {المهيمن} قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ كتابًا فشهد عليه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {المهيمن} قال: الشّهيد عليه.
وقال آخرون: {المهيمن}: الأمين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {المهيمن}: الأمين.
وقال آخرون: المهيمن: المصدّق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {المهيمن} قال: المصدّق لكلّ ما حدّث، وقرأ: {ومهيمنًا عليه}. قال: فالقرآن مصدّقٌ على ما قبله من الكتب، واللّه مصدّقٌ في كلّ ما حدّث عمّا مضى من الدّنيا، وما بقي، وما حدّث عن الآخرة.
وقد بيّنت أولى هذه الأقوال بالصّواب فيما مضى قبل في سورة المائدة بالعلل الدّالّة على صحّته، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {العزيز}: الشّديد في انتقامه ممّن انتقم من أعدائه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {العزيز}: في نقمته إذا انتقم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {العزيز} في نقمته إذا انتقم.
وقوله: {الجبّار} يعني: المصلح أمور خلقه، المصرّفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {الجبّار} قال: جبر خلقه على ما يشاء.
وقوله: {المتكبّر} قيل: عني به أنّه تكبّر عن كلّ شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {المتكبّر} قال: تكبّر عن كلّ شرٍّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، قال: حدّثني رجلٌ، عن جابر بن زيدٍ، قال: إنّ اسم اللّه الأعظم هو اللّه، ألم تسمع يقول: {هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر}.
وقوله: {سبحان اللّه عمّا يشركون} يقول: تنزيهًا للّه وتبرئةً له عن شرك المشركين به). [جامع البيان: 22/550-555]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب). [تفسير مجاهد: 2/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عالم الغيب والشهادة} قال: السر والعلانية وفي قوله: {المؤمن} قال: المؤمن خلقه من أن يظلمهم وفي قوله: {المهيمن} قال: الشاهد). [الدر المنثور: 14/399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قي قوله: {عالم الغيب} قال: ما يكون وما هو كائن وفي قوله: {القدوس} قال: تقدسه الملائكة). [الدر المنثور: 14/400] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة في قوله: {القدوس} قال: المبارك {السلام المؤمن} قال: المؤمن من آمن به {المهيمن} الشهيد عليه {العزيز} في نقمته إذا انتقم {الجبار} جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء). [الدر المنثور: 14/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن زيد بن علي قال: إنما سمي نفسه {المؤمن} لأنه آمنهم من العذاب). [الدر المنثور: 14/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن محمد بن كعب قال: إنما تسمى {الجبار} أنه يجبر الخلق على ما أراده). [الدر المنثور: 14/400]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعرٍ عمّن سمع الشّعبيّ يقول: اسم الله الأعظم اللّه، ثمّ قرأ، أو قرأت عليه {هو اللّه الخالق البارىء المصوّر} إلى آخرها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 476-477]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.

يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق، الّذي لا معبود تصلح له العبادة غيره، ولا خالق سواه، البارئ الّذي برأ الخلق، فأوجدهم بقدرته، المصوّر خلقه كيف شاء، وكيف يشاء.
قوله: {له الأسماء الحسنى}. يقول تعالى ذكره: للّه الأسماء الحسنى، وهي هذه الأسماء الّتي سمّى اللّه بها نفسه، الّتي ذكرها في هاتين الآيتين. {يسبّح له ما في السّموات والأرض} يقول: يسبّح له جميع ما في السّموات والأرض، ويسجدون له طوعًا وكرهًا. {وهو العزيز} يقول: وهو الشّديد الانتقام من أعدائه {الحكيم} في تدبيره خلقه، وصرفهم فيما فيه صلاحهم). [جامع البيان: 22/555-556]


رد مع اقتباس