عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقالت اليهود يد اللّه مغلولةٌ...}
أرادوا: ممسكة عن الإنفاق والإسباغ علينا. وهو كقوله: {ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط} في الإنفاق.
{بل يداه مبسوطتان} وفي حرف عبد الله (بل يداه بسطان) والعرب تقول: الق أخاك بوجه مبسوط، وبوجه بسط).[معاني القرآن: 1/315]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (يد الله مغلولةٌ) (64) أي خير الله ممسك.
(وألقينا بينهم العداوة والبغضاء) (64) أي جعلنا (كلّما أوقدوا ناراً للحرب) (64) أي كلما نصبوا حرباً). [مجاز القرآن: 1/170-171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقالت اليهود يد اللّه مغلولةٌ غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدنّ كثيراً مّنهم مّا أنزل إليك من رّبّك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلّما أوقدوا ناراً لّلحرب أطفأها اللّه ويسعون في الأرض فساداً واللّه لا يحبّ المفسدين}
وقال: {وقالت اليهود يد اللّه مغلولةٌ غلّت أيديهم}. فذكروا أنّها "العطيّة" و"النّعمة". وكذلك {بل يداه مبسوطتان} كما تقول: "إنّ لفلان عندي يداً" أي: نعمةً. وقال: {أولي الأيدي والأبصار} أي: أولي النّعم. وقد تكون "اليد" في وجوه، تقول "بين يدي الدار" تعني: قدامها، وليست للدار يدان). [معاني القرآن: 1/227]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {وقالت اليهود يد الله مغلولة} فاليد هاهنا النعم كقوله: له عندي يد؛ فكأنهم قالوا: محبوس النعم والأيادي.
وقال جساس بن مرة:
يديان بيضاوان عند محلم = قد تمنعانك بينهم أن تهضما
[معاني القرآن لقطرب: 497]
أي نعمتان وبلاءان حسنان؛ ولم يرد اليد نفسها؛ ولا يجوز في الآية غير ذلك، وقالوا: يد طلق وبسط في قوله {بل يداه مبسطوتان}؛ أي مبسوط النعم). [معاني القرآن لقطرب: 498]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وقالت اليهود يد اللّه مغلولةٌ} أي ممسكة عن العطاء منقبضة. وجعل الغلّ لذلك مثلا). [تفسير غريب القرآن: 144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} يريد كلما هاجوا شرًّا وأجمعوا أمراً ليحاربوا النبي صلّى الله عليه وسلّم سَكَّنه الله ووهَّن أمرهم). [تأويل مشكل القرآن: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} أي: ممسكة). [تأويل مشكل القرآن: 167]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أخبر عزّ وجلّ بعظيم فريتهم فقال:
(وقالت اليهود يد اللّه مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدنّ كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربّك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلّما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اللّه ويسعون في الأرض فسادا واللّه لا يحبّ المفسدين (64)
أي: قالوا يده ممسكة عن الاتساع علينا. كما قال الله جلّ وعزّ (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) تأويله لا تمسكها عن الإنفاق.
قال بعضهم: معنى (يد اللّه مغلولة) نعمته مقبوضة عنّا، وهذا القول خطأ ينقضه: (بل يداه مبسوطتان).
فيكون المعنى: بل نعمتاه مبسوطتان، نعم اللّه أكثر من أن تحصى.
وقال بعضهم: وقالوا يد اللّه مغلولة عن أعدائنا، أي لا يعذبنا.
وقال بعض أهل اللغة: إنّما أجيبوا على قدر كلامهم.
كما قالوا: يد الله مغلولة، يريدون به تبخيل اللّه.
فقيل: (بل يداه مبسوطتان). أي هو جواد (ينفق كيف يشاء)
ومعنى (غلّت أيديهم) أي جعلوا بخلاء. فهم أبخل قوم.
وقيل: (غلّت أيديهم) أي غلت في نار جهنم.
وقوله: (وليزيدنّ كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربّك طغيانا وكفرا).
أي كلما نزل عليك شيء من القرآن كفروا به فيزيد كفرهم والطغيان الغلو والكفر ههنا.
وقوله: (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) جعلهم اللّه مختلفين في دينهم متباغضين، كما قال: (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى) فألقى اللّه بينهم العداوة، وهي أحد الأسباب التي أذهب اللّه بها جدّهم وشوكتهم.
وقوله: (كلّما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اللّه).
هذا مثل أي كلما جمعوا على النبي والمسلمين وأعدوا لحربهم فرق اللّه جمعهم وأفسد ذات بينهم.
وقوله: (ويسعون في الأرض فسادا).
أي يجتهدون في دفع الإسلام ومحو ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتبهم). [معاني القرآن: 2/189-191]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم}
في هذه الآية ثلاثة أقوال أحسنها ما روي عن ابن عباس أنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل بخيل والمعنى عند أهل اللغة على التمثيل أي قالوا: هو ممسك عنا لم يوسع علينا حين أجدبوا كما قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} فهذا نظير ذاك والله أعلم
وقيل اليد ههنا: النعمة وقيل هذا القول غلط لقوله: {بل يداه مبسوطتان} فنعم الله جل وعز أكثر من أن تحصى فكيف يكون {بل نعمتاه مبسوطتان} فقال: من احتج لمن قال: إنهما نعمتان بأن المعنى النعمة الظاهرة والباطنة والقول الثالث أن المعنى أنه لا يعذبنا أي مغلولة عن عذابنا). [معاني القرآن: 2/334-335]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} أي جعل بأسهم بينهم فهم متباغضون غير متفقين فهم أبغض خلق الله إلى الناس
وقال مجاهد: هم اليهود والنصارى
والذي قال حسن: ويكون راجعا إلى لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء).[معاني القرآن: 2/335-336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} هذا تمثيل أي كلما تجمعوا شتت الله أمرهم.
وقال قتادة أذلهم الله جل وعز بمعاصيهم فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهم تحت أيدي المجوس). [معاني القرآن: 2/336]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ويسعون في الأرض فسادا}
أي يسعون في إبطال الإسلام). [معاني القرآن: 2/336-337]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (لكفّرنا عنهم سيّئاتهم) (65) أي لمحونا عنهم). [مجاز القرآن: 1/171]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم...}
يقول: من قطر السماء ونبات الأرض من ثمارها وغيرها. وقد يقال: إن هذا على وجه التوسعة؛ كما تقول: هو في خير قرنه إلى قدمه). [معاني القرآن: 1/315]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (منهم أمّةٌ) (66) أي جماعة). [مجاز القرآن: 1/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} يقال: من قطر السماء ونبات الأرض.
ويقال أيضا: هو كما يقال: فلان في خير من قرنه إلى قدمه). [تفسير غريب القرآن: 144]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون (66)
أي لو عملوا بما فيهما، ولم يكتموا ما علموا من ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهما.
(وما أنزل إليهم من ربّهم).
وهو - واللّه اعلم - القرآن. أي لو عملوا بما في هذه الكتب من ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأظهروا أمره.
(لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).
قيل إنه كان أصابهم جدب، فأعلم اللّه أنّهم لو اتقوا لأوسع عليهم في رزقهم، ودلّ بهذا على ما أصابهم من الجدب فيما عاقبهم به.
ومعنى (لأكلوا من فوقهم).
أي لأكلوا من قطر السماء.
(ومن تحت أرجلهم).
من نبات الأرض. وقيل قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من قرنه إلى قدمه، وقد أعلم الله جل وعزّ أن التّقى سعة في الرزق فقال: (ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتّقوا).
وقال: (ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال في قصة نوح: (استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا (10) يرسل السّماء عليكم مدرارا (11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات) وهي البساتين. فوعدهم الله أتم الغنى على الإيمان والاستغفار.
وقوله: (منهم أمّة مقتصدة).
أي من أهل الكتاب، قال بعضهم: يعنى بهذا من آمن منهم وقيل يعني به طائفة لم تناصب النبي - صلى الله عليه وسلم - مناصبة هؤلاء، والذي أظنّه - واللّه أعلم - أنّه لا يسمي اللّه من كان على شيء من الكفر مقتصدا.
(وكثير منهم ساء ما يعملون).
المعنى بئس شيئا عملهم). [معاني القرآن: 2/191-192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل} أي لو أظهروا ما فيها من صفة النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليهم من ربهم يعني به القرآن والله أعلم). [معاني القرآن: 2/337]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} فهذا يدل على أنهم كانوا في جدب ومن فوقهم على قول ابن عباس ومجاهد والسدي يعني المطر ومن تحت أرجلهم يعني النبات.
وقيل: يجوز أن يكون تمثيلا أي لوسعنا عليهم، كما يقال: فلان في خير من قرنه إلى قدمه أي قد شمله الخير، والأول قول أهل التأويل). [معاني القرآن: 2/337-338]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} أي من مطر السماء ونبات الأرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 70]


رد مع اقتباس