عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يجتنبون كبائر الإثم...}.
قرأها يحيى، وأصحاب عبد الله، وذكروا: أنّه الشّرك.
وقوله: {إلاّ اللّمم...} يقول: إلاّ المتقارب من صغير الذنوب، وسمعت العرب تقول: ضربه ما لمم القتل، (ما) صلةٌ يريد: ضربه ضرباً متقارباً للقتل، وسمعت من آخر: ألمّ يفعل ـ في معنى ـ كاد يفعل.
وذكر الكلبيّ بإسناده أنّها النظرة عن غير تعمدٍ، فهي لممٌ وهي مغفورةٌ، فإن أعاد النظر فليس بلممٍ هو ذنبٌ.
وقوله: {إذ أنشأكم مّن الأرض...} يريد: أنشأ أباكم آدم من الأرض.
وقوله: {وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم...}.
يقول: هو أعلم بكم أوّلاً وآخراً؛ فلا تزكّوا أنفسكم لا يقولنّ أحدكم: عملت كذا، أو فعلت كذا، هو أعلم بمن اتقى). [معاني القرآن: 3/100]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذين يجتنبون كبأر الإثم والفواحش إلّا الّلمم} لم يؤذن لهم في اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كف عنه فمجازه: إلاّ أن يلمّ ملمٌّ بشيء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر:
ولدةٍ ليس بها أنيس = إلاّ اليعافير وإلا العيس
اليعافير: الظباء والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال: ليس بها أنيس غير أن ظباء وإبلاً وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء). [مجاز القرآن: 2/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم} وهو جمع جنين، تقديره سرير وأسرة). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلا اللمم}: أن يلم بشيء ليس من الفواحش والكبائر.
{أجنة}: واحدها جنين). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اللّمم}: صغار الذنوب. وهو من «ألمّ بالشيء»: إذا لم يتعمق فيه، ولم يلزمه. ويقال: «الّلمم: أن يلمّ [الرجل] بالذنب، ولا يعود»). [تفسير غريب القرآن: 429]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 290-291](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنّة في بطون أمّهاتكم فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى}
قيل إن اللمم نحو القبلة والنظرة وما أشبه ذلك، وقيل إلا اللمم إلّا أن يكون العبد قد ألمّ بفاحشة ثم تاب.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ ربّك واسع المغفرة} يدل هذا على أن اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية ولم يصرّ ولم يقم على ذلك، وإنما الإلمام في اللغة يوجب أنك تأتي الشيء الوقت ولا تقيم عليه، فهذا - واللّه أعلم - معنى اللمم في هذا الموضع). [معاني القرآن: 5/74-75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({إلا اللمم} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: اللمم: ما لم يكن فيه حد تام، وقالت طائفة: اللمم أن يأتي ذنبا واحدا، ثم يتوب، ولا يعود أبدا). [ياقوتة الصراط: 489]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اللَّمَمَ}: دون الكبائر.
{أَجِنَّةٌ}: جمع جنين). [العمدة في غريب القرآن: 287]

رد مع اقتباس