الموضوع: [إنّما. أنّما]
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 09:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إفادة [إنما] و[أنما] للحصر

إفادة [إنما] و[أنما] للحصر

ذكر معاني [إنما] ابن السيد في [الاقتضاب:ص17-18] فقال: « [إنما] عند البصريين لها معنيان:
أحدهما: تحقير الشيء وتقليله. والثاني: الاقتصار عليه.
فأما احتقار الشيء وتقليله فكرجل سمعته يزعم أنه يهب الهبات، ويواسي الناس بماله، فتقول له: إنما وهبت درهما، تحتقر ما صنع، ولا تعده شيئا.
وأما الاقتصار على الشيء فنحو رجل سمعته يقول: زيد شجاع وكريم وعاقل، وعالم فتقول: إنما هو شجاع، أي ليس ه من هذه الصفات الثلاثة غير الشجاعة.
وتستعمل [إنما] أيضا في رد الشيء إلى حقيقته، إذا وصف بصفات لا تليق به ؛ كقوله تعالى: {إنما الله إله واحد} وقوله: {إنما أنا بشر مثلكم} وهذا راجع إلى معنى الاقتصار.
وذكر الكوفيون أنها تستعمل بمعنى النفي، واحتجوا بقول الفرذدق:

أنا الذائد الحامي الذمار وإنما = يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

قالوا: معناه: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو مثلي»..
وفي [المغني:2/8-9] «وزعم جماعة من الأصوليين والبيانيين أن [ما] الكافة التي مع [إن] نافية وأن ذلك سبب إفادتها للحصر. قالوا: لأن [إن] للإثبات، و[ما] للنفي، فلا يجوز أن يتوجها معا إلى شيء واحد لأنه تناقض، ولا أن يحكم بتوجيه النفي للمذكور بعدها؛ لأنه خلاف الواقع باتفاق، فتعين صرفه لغير المذكور، وصرف الإثبات للمذكور، فجاء الحصر. وهذا البحث مبني على مقدمتين باطلتين بإجماع النحويين..».
أما أبو حيان فقد رد على الزمخشري في إفادة [إنما] للحصر فقال في [البحر:6/344] «أما ما ذكره في [إنما] أنها لقصر ما ذكر فهو مبني على أن [إنما] للحصر، وقد قررنا أنها لا تكون للحصر، وأن [ما] مع [إن] كهي مع [كأن]، ومع [لعل] فكما أنها لا تفيد الحصر في التشبيه، ولا الحصر في الترجي، فكذلك لا تفيده مع [إن].
وأما جعله [إنما] المفتوحة الهمزة مثل مكسورتها تدل على القصر فلا نعلم الخلاف إلا في [إنما] بالكسر، وأما بالفتح فحرف مصدري ينسبك منه مع ما بعده مصدر، فالجملة بعدها ليست مستقلة».
وقال في قوله تعالى: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء} [10: 24].
[إنما] هنا ليست للحصر، لا وضعا ولا استعمالا، لأن الله تعالى ضرب للحياة أمثالا غير هذا. [البحر:5/142].
وقال في قوله تعالى : {إنما السبيل على الذين يستأذنوك} [9: 93].
ليست [إنما] للحصر، وإنما هي للمبالغة في التوكيد. [البحر:5/88].
وقال في قوله تعالى: {إنما نحن مصلحون} [2: 11].
«والذي تذهب إليه أنها لا تدل على الحصر بالوضع ؛ كما أن الحصر لا يفهم من أخواتها التي كفت بما، فلا فرق بين لعل زيدا قائم، ولعلما زيد قائم فكذلك: إن زيدا قائم، وإنما زيد قائم.
وإذا فهم الحصر فإنما يفهم من سياق الكلام، لا أن [إنما] دلت عليه» وردد أبو حيان هذا الكلام في قوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} [9: 60] فقال في [البحر:5/57] «ولفظة [إنما] إن كانت وضعت للحصر فالحصر مستفاد من لفظها، وإن كانت لم توضع للحصر فالحصر مستفاد من الأوصاف؛ إذ مناط الحكم بالوصف يقتضي التعليل به، والتعليل بالشيء يقتضي الاقتصار عليه». ثم اعترف لإنما بإفادة الحصر في قوله تعالى: {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} [15: 15].
في [البحر:5/488] «جاء لفظ [إنما] مشعرا بالحصر، كأنه قال: ليس ذلك إلا تسكيرا للأبصار».
وفي قوله تعالى: {إنما هو إله واحد} [16: 15].
في [البحر:5/501] «أخبر تعالى أنه إله واحد ؛ كما قال: {وإلهكم إله واحد} بأداة الحصر وبالتأكيد».

وقال بإفادة [إنما] الحصر عند بعضهم في قوله تعالى:
{إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله}[16: 105].
في [البحر:5/538] «[إنما] وهو يقتضي الحصر عند بعضهم».


رد مع اقتباس