عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1439هـ/31-08-2018م, 11:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين}، هنا استفهام وتوقيف تقرير). [المحرر الوجيز: 6/511]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأفاك": الكذاب، و"الأثيم": الآثم، ويريد الكهنة لأنهم كانوا يتلقون من الشياطين الكلمة الواحدة التي سمعت من السماء فيخلطون معها مائة كذبة، فإذا صدقت تلك الكلمة كانت سبب ضلالة لمن سمعها). [المحرر الوجيز: 6/511]

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "يلقون" يعني الشياطين، ومقتضى ذلك أن الشيطان المسترق أيضا كان يكذب إلى ما سمع، هذا في الأكثر، ويحتمل الضمير في "يلقون" -أي يكذبون- للكهنة). [المحرر الوجيز: 6/511]

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما ذكر الكهنة بإفكهم وكذبهم الذي يقتضي نفي كلامهم عن كلام الله تعالى عقب
[المحرر الوجيز: 6/511]
ذلك بذكر الشعراء وحالهم لينبه على بعد كلامهم من كلام الله تعالى في القرآن، إذ قال في القرآن بعض الكفرة: إنه شعر، وهذه الكناية عن شعر الجاهلية، حكى النقاش عن السدي أنها في ابن الزبعرى، وأبي سفيان بن الحرث، وهبيرة بن أبي وهب، ومسافع الجمحي، وأبي عزة، وأمية بن أبي الصلت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأولان ممن تاب وآمن رضي الله عنهما، ويدخل في الآية كل شاعر مخلط يهجو أو يمدح شهوة، ويقذف المحصنات، ويقول الزور.
وقرأ نافع "يتبعهم" بسكون التاء وفتح الباء، وهي قراءة أبي عبد الله، والحسن -بخلاف عنه-، وقرأ الباقون بشد التاء وكسر الباء.
واختلف الناس في قوله: "الغاوون"، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هم الرواة، وقال أيضا: هم المستحسنون لأشعارهم، المصاحبون لهم، وقال عكرمة: هم الرعاع الذين يتبعون الشاعر، وهذا أرجح الأقوال. وقال مجاهد وقتادة: "الغاوون": الشياطين). [المحرر الوجيز: 6/512]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {في كل واد يهيمون} عبارة عن تخليطهم وخوضهم في كل فن من غث الكلام وباطله، وتحسينهم القبيح وتقبيحهم الحسن، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره). [المحرر الوجيز: 6/512]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} ذكر لتعاطيهم وتعمقهم في مجاز الكلام حتى يؤول إلى الكذب، ولكن في هذا اللفظ عذر لبعضهم أحيانا، فإنه يروى أن النعمان بن عدي لما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ميسان، وقال لزوجته الشعر المشهور عزله عمر رضي الله عنه، فاحتج عليه بقوله تعالى: {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} فدرأ عنه عمر رضي الله عنه الحد في الخمر. وروى جابر بن عبد الله عن
[المحرر الوجيز: 6/512]
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مشى سبع خطوات في شعر كتب من الغاوين، ذكره أسد بن موسى، وذكره النقاش). [المحرر الوجيز: 6/513]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
هذا الاستثناء هو في شعراء الإسلام، كحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وكل من اتصف بهذه الصفة، وروي عن عطاء بن يسار أن هؤلاء شق عليهم ما ذكر قبل في الشعر، وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت آية للاستثناء في الشعر.
وقوله تعالى: {وذكروا الله كثيرا} يحتمل أن يريد: في أشعارهم، وهو تأويل ابن زيد، ويحتمل أن يريد: ذلك خلق لهم وعادة وعبادة، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا كما قال لبيد حين طلب منه شعر: "إن الله أبدلني بالشعر القرآن خيرا منه"، وكل شاعر في الإسلام يهجو أو يمدح من غير حق، ولا يرتدع عن قول دنيء، فهم داخلون في هذه الآية، وكل تقي منهم يكثر من الذكر، ويمسك عن كل ما يعاب فهو
[المحرر الوجيز: 6/513]
داخل في الاستثناء. وقوله: "وانتصروا" إشارة إلى ما قالوه من الشعر وغيره في قريش، قال قتادة: وانتصروا بمثل ما ظلموا.
وباقي الآية وعيد للظلمة كفار مكة، وتهديد لهم. وعمل "ينقلبون" في "أي" لتأخره. والحول والقوة لله عز وجل، والله تبارك وتعالى أعلم). [المحرر الوجيز: 6/514]

رد مع اقتباس