عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 02:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المنسك" المصدر، فهو بمعنى العبادة والشريعة، وهو أيضا موضع النسك، وقرأت فرقة بفتح السين وفرقة بكسرها، وقد تقدم القول فيه في هذه السورة. وقوله تعالى: "هم ناسكوه" يعطي أن "المنسك". المصدر، ولو كان الموضع لقال: هم ناسكون فيه، وروت فرقة أن هذه الآية نزلت بسبب جدال الكفار في أمر الذبائح، وقولهم للمؤمنين: تأكلون ما ذبحتم وهو من
[المحرر الوجيز: 6/270]
قتلكم، ولا تأكلون ما قتل الله من الميتة، فنزلت الآية بسبب هذه المنازعة. وقوله تعالى: {فلا ينازعنك في الأمر}. هذه البينة من الفعل والنهي تحتمل معنى التخويف وتحتمل معنى احتقار الفاعل وأنه أقل من أن يفاعل، وهذا هو المعنى في هذه الآية، وقال أبو إسحاق: المعنى: فلا تنازعهم فينازعوك.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله:
وهذا التقدير الذي قدر إنما يحسن مع معنى التخويف، وإنما يحسن أن يقدر هنا المعنى: فلا تبدأهم بمنازعتك، فالنهي إنما يراد به معنى من غير اللفظ، كما يراد في قولهم: "لا أرينك ههنا"، أي: لا تكن ههنا. وقرأت فرقة: "فلا ينزعنك"، وقوله تعالى: "في الأمر" معناه -على التأويل أن "المنسك" الشرعية-: لا ينازعنك في الدين والكتاب ونحوه، وعلى أن "المنسك" موضع الذبح على ما روت الفرقة المذكورة من أن الآية نزلت في الذبائح، فيكون "الأمر": الذبح. و"الهدى" في هذه الآية: الإرشاد). [المحرر الوجيز: 6/271]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإن جادلوك} الآية موادعة محضة، نسختها آية السيف، وباقي الآية وعيد). [المحرر الوجيز: 6/271]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير}
لما أخبر الله -تعالى- في الآية قبلها أنه يحكم بين الناس يوم القيامة فيما اختلفوا فيه؛ أتبع ذلك الخبر بأن عنده علم كل شيء ليقع الحكم في معلوم، فخرجت العبارة على طريق التشبيه على علم الله -تعالى- وإحاطته، وأن ذلك كله في كتاب وهو اللوح المحفوظ.
وقوله تعالى: {إن ذلك على الله يسير} يحتمل أن تكون الإشارة إلى كون ذلك
[المحرر الوجيز: 6/271]
في كتاب وكونه معلوما، ويحتمل أن تكون الإشارة إلى الحكم في الاختلاف). [المحرر الوجيز: 6/272]

رد مع اقتباس