عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م, 07:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

ما يستحب للقارئ من إخفاء تلاوته

حديث عن الحسن رحمه الله: {...((حظه من صلاته كلامه))...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن الحسن، أن رجلا قال: قرأت البارحة كذا وكذا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((حظه من صلاته كلامه)).
حدثنا هشيم، أخبرنا يونس، عن الحسن، أن ابن مسعود، قيل له في رجل مثل ذلك فقال:حظه من قراءته كلامه. أو قال:ذلك حظه من قراءته). [فضائل القرآن: ]
أثر عن تميم الداري رحمه الله:{...لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة، ثم يصبح فيقول: قرأت القرآن الليلة...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا أحمد بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن رجل، قال: أتيت تميما الداري فحدثنا ساعة، حتى استأنست إليه، فقلت: كم جزءا تقرأ القرآن؟.
فغضب, وقال: لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة، ثم يصبح فيقول: قرأت القرآن الليلة، فوالذي نفسي بيده لأن أصلي أربع ركعات نافلة أحب إلي من أن أقرأ القرآن في ليلة ثم أصبح فأقول: قرأت القرآن الليلة). [فضائل القرآن: ]
أثر عن الربيع بن خيثم رحمه الله:{كان عمل الربيع سرا كله...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا الأشجعي، عن سفيان بن سعيد، عن سرية الربيع بن خثيم، قالت: كان عمل الربيع سرا كله، حتى إن كان الرجل ليدخل عليه، وهو يقرأ في المصحف فيغطيه). [فضائل القرآن: ](م)
أثر بكر بن ماعز:{... فلما سمع الصوت، وعرف الدابة أمسك عن القراءة...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ)
: (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن بكر بن ماعز، قال: خرجت على فرس، وهو يقرأ، يعني الربيع بن خثيم، فلما سمع الصوت، وعرف الدابة أمسك عن القراءة، فذهبت إلى مكان آخر، تحولت رجاء أن أسمع، فلم أسمع شيئا).
[فضائل القرآن: ]

أثر عن إبراهيم رحمه الله:{أنه كان يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه إنسان، فغطاه...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، أنه كان يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه إنسان، فغطاه، وقال: لا يرى هذا أني أقرأ في المصاحف كل ساعة.) [فضائل القرآن: ] (م)
أثر عن عبد االملك بن عمر رحمهما الله:{...فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية: {أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}فبكى, ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا.) [فضائل القرآن: ] (م)
كلام النووى: {...
اعلم أنه جاء أحاديث كثيرة في الصحيح وغيره دالة على استحباب رفع الصوت بالقراءة، وجاءت آثار دالة على استحباب الإخفاء وخفض الصوت...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):
( اعلم أنه جاء أحاديث كثيرة في الصحيح وغيره دالة على استحباب رفع الصوت بالقراءة، وجاءت آثار دالة على استحباب الإخفاء وخفض الصوت، وسنذكر منها طرفا يسيرا إشارة إلى أصلها إن شاء الله تعالى.
قال الإمام أبو حامد الغزالي وغيره من العلماء: وطريق الجمع بين الأحاديث والآثار المختلفة في هذا أن الإسرار أبعد من الرياء فهو أفضل في حق من يخاف ذلك؛ فإن لم يخف الرياء فالجهر ورفع الصوت أفضل لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى غيره، ... وقد نقل عن جماعة السلف اختيار الإخفاء لخوفهم مما ذكرناه.
- فعن الأعمش قال: (دخلت على إبراهيم وهو يقرأ بالمصحف فاستأذن عليه رجل فغطاه وقال: (لا يرى هذا أني أقرأ كل ساعة)).
- وعن أبي العالية قال : (كنت جالسا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، فقال رجل منهم: قرأت الليلة كذا فقالوا هذا حظك منه).
ويستدل لهؤلاء بحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)) ). رواه أبو داود والترمذي والنسائي، قال الترمذي حديث حسن، قال: ومعناه أن الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بها؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، قال: وإنما معنى هذا الحديث عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العجب لأن الذي يسر بالعمل لا يخاف عليه من العجب كما يخاف عليه من علانيته.
قلت: وكل هذا موافق لما تقدم تقريره في أول الفصل من التفصيل وأنه إن خاف بسبب الجهر شيئا مما يكره؛ لم يجهر وإن لم يخف استحب الجهر، فإن كانت القراءة من جماعة مجتمعين تأكد استحباب الجهر لما قدمناه ولما يحصل فيه من نفع غيرهم والله أعلم). [التبيان في آداب حملة القرآن:103- 109](م)

رد مع اقتباس