عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 03:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة}، قال ابن زيد: المعنى: ما حدث من حادث خير أوشر، فهذا على معنى لفظ "أصاب" لا على عرف المصيبة فإن عرفها في الشر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما ما معناه: أنه أراد عرف المصيبة، وخصها بالذكر لأنها أهم على البشر، وهي بعض من الحوادث، فدل على أن جميع الحوادث خيرها وشرها كذلك، وقوله تعالى: "في الأرض" يعني بالقحوط والزلازل وغير ذلك، وقوله تعالى: {ولا في أنفسكم} يريد: بالموت والأمراض وغير ذلك، وقوله تعالى: {إلا في كتاب} معناه: إلا والمصيبة في كتاب، و"نبرأها" نخلقها، يقال: برأ الله الخلق، أي: خلقهم، والضمير عائد على المصيبة، وقيل: على الأرض، وقيل: على الأنفس، قاله ابن عباس، وقتادة، وجماعة، وذكر المهدوي جواز عود الضمير على جميع ما ذكر، وهي كلها معان صحاح لأن الكتاب السابق أزلي قبل هذه كلها، وقوله تعالى: {إن ذلك على الله يسير} يريد تحصيل الأشياء كلها في الكتاب). [المحرر الوجيز: 8/ 236-237]

تفسير قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} معناه: فعل الله تعالى هذا كله وأعلمكم به ليكون سبب تسليمكم وقلة اكتراثكم بأمر الدنيا، فلا تحزنوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا الفرح المبطر بما آتاكم فيها، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس أحد لا يحزن ويفرح ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا ومن أصاب خيرا يجعله شكرا، وقرأ أبو عمرو وحده: "أتاكم" على وزن فعل ماض، وهذا ملائم لقوله تعالى: "فاتكم" وقرأ الباقون من السبعة: "آتاكم" على وزن "أعطاكم" بمعنى: آتاكم الله تعالى: وهي قراءة الحسن، والأعرج وأهل مكة، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: "أوتيتم"، وهي تؤيد قراءة الجمهور.
وقوله تعالى: {والله لا يحب كل مختال فخور} يدل على أن الفرح المنهي عنه إنما هو ما أدى إلى الاختيال والفخر، وأما الفرح بنعم الله تعالى المقترن بالشكر والتواضع فأمر لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه، ولا حرج فيه). [المحرر الوجيز: 8/ 237]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد * لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز * ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون}
اختلف النحاة في إعراب "الذين"، فقال بعضهم: هم في موضع رفع على الابتداء، والخبر عنهم محذوف معناه الوعيد والذم، وحذفه على جهة الإبهام كنحو حذف الجواب في قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية، وقال بعضهم: هم رفع على خبر الابتداء، تقديره: هم الذين يبخلون، وقال بعضهم: هو في موضع نصب بإضمار "أعني" أو نحوه، وقال بعضهم: هو في موضع صفة لـ "كل" لأن "كل" وإن كان نكرة فهو تخصيص لنوع ما، يسوغ لذلك وصفه بالمعرفة، وهذا مذهب الأخفش.
و "يبخلون" معناه:
بأموالهم وأفعالهم الحسنة من إيمانهم وغير ذلك.
وقوله تعالى: {ويأمرون الناس بالبخل} يحتمل أن يصفهم بحقيقة الأمر بألسنتهم، ويحتمل أن يريد أنهم يقتدى بهم في البخل فهم لذلك كأنهم يأمرون،
وقرأ الحسن: "بالبخل" بفتح الخاء والباء. وقرأ جمهور القراء وأهل العراق: فإن الله هو الغني الحميد بإثبات "هو"، وكذلك في"إمامهم"، وقرأ نافع، وابن عامر: "فإن الله الغني الحميد" بترك "هو"، وهي قراءة أهل المدينة، وكذلك في إمامهم وهذا لم يثبت قراءة إلا وقد قرئ على النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو علي: فهو في القراءة التي ثبت فيها يحسن أن يكون فصلا ويحسن أن يكون ابتداء; لأن حذف الابتداء غير سائغ). [المحرر الوجيز: 8/ 237-238]

رد مع اقتباس