عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1434هـ/26-03-2013م, 03:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألفيا سيّدها لدى الباب} أي وجدا،
قال:
فألقيته غير مستعتب= ولا ذاكر الله إلاّ قليلا
أي وجدته). [مجاز القرآن: 1/307]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ}
وقال: {إلاّ أن يسجن أو عذابٌ أليمٌ} يقول "إلاّ السجن أو عذابٌ أليمٌ "لأن" "أن" الخفيفة وما عملت فيه اسم بمنزلة "السّجن"). [معاني القرآن: 2/51]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وألفيا سيدها} فالمصدر: السودد والسود والسياد). [معاني القرآن لقطرب: 741]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {ألفيا}: وجدا). [غريب القرآن وتفسيره: 182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وألفيا سيّدها}: وجداه لدى عند الباب). [تفسير غريب القرآن: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لدن}: بمعنى عند، قال تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} أي بلغت من عندي.
وقال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا.
وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر:
مِن لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ
أي من عند لحييه.
وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} أي عند الباب). [تأويل مشكل القرآن: 563]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلّا أن يسجن أو عذاب أليم}
أي استبقا إلى الباب، يعني به يوسف وامرأة العزيز.
{وقدّت قميصه من دبر} والقدّ القطع، أي خرقته خرقا انقدّ منه.
{وألفيا سيّدها لدا الباب} أي صادفا سيدها لدى الباب فحصرها في ذلك الوقت كيد لمّا فاجأت سيّدها.
{قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلّا أن يسجن} أي ما جزاؤه إلا السّجن.
(أو عذاب أليم) أي عذاب موجع). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {واستبقا الباب}
قال قتادة يعني يوسف وامرأة العزيز
وقوله جل وعز: {وألفيا سيدها لدى الباب} أي صادفاه فحضرها عند ذلك كيد فقالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم). [معاني القرآن: 3/416]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلْفَيَا}: وجدا). [العمدة في غريب القرآن: 160]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {وشهد شاهدٌ مّن أهلها...}...
- وحدثني قيس بن الربيع عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله: {وشهد شاهدٌ مّن أهلها} قال: صبيّ.
قال: وحدثني قيس عن رجل عن مجاهد أنه رجل.
قال: وحدثني معلّي بن هلال عن أبي يحيى عن مجاهد في قوله: {وشهد شاهد من أهلها} قال: حكم حاكم من أهلها.
ولو كان في الكلام: (أن إن كان قميصه) لصلح؛ لأن الشهادة تستقبل (أن) ولا يكتفي بالجزاء فإذا اكتفت فإنما ذهب بالشهادة إلى معنى القول كأنه قال: وقال قائل من أهلها، كما قال: {يوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين} فذهب بالوصية إلى القول، وأنشدني الكسائيّ:
وخبّرتما أن إنّما بين بيشةٍ =ونجران أحوى والمحلّ قرٍيب
(والجناب خصيب) فأدخل (أن) على (إنما) وهي بمنزلتها قال: وسمعت الفراء قال: زعم القاسم بن معن أن بئشة وزئنة أرضان مهموزتان). [معاني القرآن: 2/42-41]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعرج {من قبل} و{من دبر}.
ابن أبي إسحاق "من قبل" و"من دبر" يضم مثل "من قبل" و"من بعد"؛ وفسرنا ذلك كله في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 733] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قال يوسف: {هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين} أي هي التي أرادت السّوء.
{وشهد شاهد من أهلها} قيل إنه رجل حكيم، وقيل إنّه طفل.
{إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين }. [معاني القرآن: 3/103-102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين }
أي إن كان هو المقبل عليها وهي الدافعة له عن نفسها فيجب أن تكون خرقت قميصه من قبل، وإن كان هو المتباعد منها، وهي التابعة له في استباقهما فيجب أن يكون قدّ القميص من دبر.
والقراءة من قبل ومن دبر، ومن قبل ومن دبر.
ويجوز من قبل بغير تنوين، ومن دبر، على الغاية، أي من قبله.
أما الفتح فبعيد في قوله: من قبل ومن دبر. لأن الذي يفتح يجعله مبنيا على الفتح فيشبهه بما لا ينصرف فيجعله.
ممتنعا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون.
فأمّا قبل وقبل فالتسكين في الباء جائز، وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدا من البصريين ذكر الفتح غيره). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وشهد شاهد من أهلها}
قال أبو هريرة تكلم ثلاثة في المهد صاحب يوسف وعيسى وصاحب جريج
وروى شريك عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال كان صبيا في البيت أو قال في المهد شك شريك
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال هو صبي في البيت
وقال هلال بن إساف تكلم ثلاثة في المهد أحدهم صاحب يوسف
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجلا ذا لحية
وقال سفيان عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه قال كان من خاصة الملك
وقال عكرمة لم يكن بصبي ولكن كان رجلا حكيما
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد قال كان رجلا
وروى أبو عاصم عن المثنى عن القاسم وشهد شاهد من أهلها قال قميصه
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وشهد شاهد من أهلها} قال قد القميص الشاهد
والقد في اللغة القطع). [معاني القرآن: 3/418-416]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو والأعرج {من قبل} و{من دبر}.
ابن أبي إسحاق "من قبل" و"من دبر" يضم مثل "من قبل" و"من بعد"؛ وفسرنا ذلك كله في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 733] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين}
أي إن كان هو المقبل عليها وهي الدافعة له عن نفسها فيجب أن تكون خرقت قميصه من قبل، وإن كان هو المتباعد منها، وهي التابعة له في استباقهما فيجب أن يكون قدّ القميص من دبر.
والقراءة من قبل ومن دبر، ومن قبل ومن دبر.
ويجوز من قبل بغير تنوين، ومن دبر، على الغاية، أي من قبله.
أما الفتح فبعيد في قوله: من قبل ومن دبر. لأن الذي يفتح يجعله مبنيا على الفتح فيشبهه بما لا ينصرف فيجعله.
ممتنعا من الصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه، وهذا الوجه يجيزه البصريون.
فأمّا قبل وقبل فالتسكين في الباء جائز، وقد روي عن ابن أبي إسحاق الفتح والضم جميعا، والفتح أكثر في الرواية عنه، ولا أعلم أحدا من البصريين ذكر الفتح غيره).
[معاني القرآن: 3/103] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فلمّا رأى قميصه قدّ من دبر قال إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيم}
أي إن قولك: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءا}... من كيدكنّ.
فأمّا دخول " كان مع " إن " الجزاء، وكون الفعل بعدها لما مضى ففيه قولان:
قال محمد بن يزيد: " كان " لقوتها وأنها عبارة عن الأفعال لم تغيرها إن الجزاء الخفيفة.
والقول الثاني أن " كان " عبارة عن الأفعال - وأن كان في معنى الاستقبال ههنا - عبّرت عن فعل ماض، المعنى إن يكن قميصه قد، أي إن يعلم قميصه قدّ من قبل فالعلم ما وقع بعد، فكذلك الكون لا يكون لأنه مؤدّ عن العلم). [معاني القرآن: 3/104-103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قال أنه من كيدكن}
المعنى إن قولك ما جزاء من أراد بأهلك سوءا من كيدكن
ثم قال يوسف أعرض عن هذا أي لا تفشه). [معاني القرآن: 3/418]

تفسير قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألفيا سيّدها لدى الباب...}
يعني يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عمّ لامرأته على الباب، فقالت: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا} فقال: {هي راودتني عن [نفسي]} فذكروا أن ابن عمّها قال:
{إن كان قميصه قدّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصّادقين} فلمّا رأوا القميص مقدوداً من دبر قال ابن العمّ:
{إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيمٌ} ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال: {أعرض عن هذا} أي اكتمه، وقال للأخرى: (استغفري) زوجك (لذنبك) ). [معاني القرآن: 2/41] (م)
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يوسف أعرض عن هذا} قالوا: هذا يوسف ويونس؛ ويؤسف ويؤنس بالهمز؛ وحكي لنا أيضًا: يونس مفتوحة النون؛ ولم نسمع ذلك في يوسف.
[معاني القرآن لقطرب: 741]
وأما {يوسف} فإنه ناداه بغير ياء، يريد: يا يوسف؛ وهو يقولون في النداء: يا زيد، وأي زيد، وآي زيد؛ فيجمعون بين ساكنين؛ ووازيد، بواو وألف، وأازيد، على تقدير: وعا زيد؛ وهي مقولة؛ وأزيد بألف واحدة؛ وها زيد وهيا زيد وهإي زيد.
وقال الأعشى فتركه بغير علم مثل يوسف:
وحتى يبيت القوم كالضيف ليلة = يقولون أصبح ليل والليل عاتم
يريد: يا ليل.
وقال العجاج:
جاري لا تستنكري عذيري = ..............
يريد: يا جارية.
وأما قوله {كنت من الخاطئين} فالفعل منه: خطئ الرجل، خطئأ وخطئًا؛ و{إن قتلهم كان خطئا كبيرا} من ذلك؛ الخطأ في الأمر بتحرك الطاء، والصوب في الصواب.
وقال الشاعر:
لعمرك إنما خطئي وصوبي = علي وأن ما أهلكت مال
يريد صوابي.
وقال أمية:
عبادك يخطئون وأنت رب = بكفيك المنايا والحتوم
يخطئون: من خطئ.
قال عبيد:
[معاني القرآن لقطرب: 742]
والناس يلحون الأمير إذا هم = خطئوا الصواب ولا يلام المرشد
كأن المعنى هاهنا من أخطؤوا). [معاني القرآن لقطرب: 743]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّك كنت من الخاطئين} قال الأصمعي: يقال: خطئ الرجل يخطأ خطأ -: إذا تعمد الذنب. فهو خاطئ. والخطيئة [منه] وأخطأ يخطئ -: إذا غلط ولم يتعمّد. والاسم منه الخطأ). [تفسير غريب القرآن: 215]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين}
معناه يا يوسف اكتم هذا الأمر ولا تذكره.
{واستغفري لذنبك}.
ويروى أنه كان قليل الغيرة.
وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه}.
(بدا) فعل استغنى عن فاعل.
العرب تقول: قد بدا لي بداء أي تغير رأي عما كان عليه.
وأكثر العرب تقول: قد بدا لي، ولم يذكر بداء، لكثرته لأنه في الكلام دليلا على تغير رأيه، فترك الفاعل وهو مراد.
ثم بين ما البداء فقال ليسجننه حتى حين، كأنّهم قالوا: ليسجننه، والرأي الذي كاد لهم قبل: قيل إن العزيز أمره بالإعراض فقط ثم تغير رأيه عن ذلك). [معاني القرآن: 3/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {واستغفري لذنبك}
ويروى أنه كان قليل الغيرة). [معاني القرآن: 3/418]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الخاطئين} يقال: خطئ يخطأ خطأ: إذا تعمد الذنب، وهو خاطئ. وأخطأ يخطئ: إذا غلط ولم يتعمد، والاسم منه الخطأ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 113]


رد مع اقتباس