عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:30 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وللّه غيب السّموات والأرض} يعلم غيب السّموات ويعلم غيب الأرض.
{وما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} ، يعني: بل هو أقرب من لمح البصر.
ولمح البصر أنّه يلمح مسيرة خمس مائة عامٍ، يلمح إلى السّماء، يعني: سرعة البصر.
{إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/78]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أو}: تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت
فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 545-543] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وللّه غيب السّماوات والأرض وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيء قدير }
ومعناه - واللّه أعلم -: وللّه علم غيب السّماوات والأرض
{وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر}.
والساعة اسم لإماتة الخلق وإحيائهم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن البعث والإحياء في قدرته ومشيئته {كلمح البصر أو هو أقرب} ليس يريد أنّ الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر، ولكنه يصف سرعة القدرة على الإتيان بها). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولله غيب السماوات والأرض} أي علم ما غاب فيهما عن العباد ثم قال: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} قال قتادة هو أن يقول جل وعز كن فذلك كلمح البصر أو هو أقرب وقال غيره المعنى أو هو أقرب عندكم ولم يرد أنها على هذا القرب وإنما أراد أن يعرفنا قدرته). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة} قبل أن يخرجكم، والعرب تقدّم وتؤخّر، قال الأخطل:
ضخمٌ تعلّق أشناق الدّيات به= إذا المئون أمرّت فوقه حملا
الشّنق: ما بين الفريضتين؛ والمئون: أعظم من الشّنق فبدأ بالأقل قبل الأعظم.
{السّمع} لفظه لفظ الواحد. وهو في موضع الجميع، كقولك: الأسماع، وفي آية أخرى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} وهي قبل القراءة). [مجاز القرآن: 1/365-364]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
و {إمّهاتكم} - بالكسر -، والأصل في الأمّهات " أمّات، ولكن الهاء زيدت مؤكدة كما زادوا هاء في قولهم أهرقت الماء، وإنما أصله أرقت الماء.
والأفئدة جمع فؤاد مثل غراب وأغربة.
ولم يجمع فؤاد على أكثر العدد، لم يقل فئدان، مثل غراب، وغربان.
ثم دلهم - سبحانه - على قدرته على أمر السّاعة بما شاهدوا من تدبيره فقال -:
{ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} . [معاني القرآن: 3/214]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء}، أي: متحلّقاتٍ في كبد السّماء، فيما بين السّماء والأرض،
وهي كلمةٌ عربيّةٌ كقوله: {وفرعها في السّماء} يعني بذلك طولها، كذلك الطّير متحلّقةٌ.
سعيدٌ عن قتادة قال: {في جوّ السّماء} في كبد السّماء.
قال: {ما يمسكهنّ إلا اللّه} يبيّن قدرته للمشركين يقول: هل تصنع آلهتكم شيئًا من هذا؟ {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جوّ السّماءٍ} أي الهواء، قال:
ويل أمّها من هواءٍ الجّو طالبّة= ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب).
[مجاز القرآن: 1/365]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {في جو السماء} فالجو: الهواء، واللوح؛ والسكاك: ما ارتفع من الهواء، وقالوا: السكاكة أيضًا؛ وقالوا: لا أبرح حتى أبلغ أعنان السماء، وعنان السماء؛ لما ارتفع وعلا). [معاني القرآن لقطرب: 816]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جو السماء}: الجو الهواء). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }
{جوّ السّماء} الهواء البعيد من الأرض، وأبعد منه من الأرض السكاك.
ومثل السّكاك اللوح، وواحد السّكاك سكاكة). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء} الجو الهواء البعيد وأبعد منه السكاك الواحدة سكاكة).
[معاني القرآن: 4/95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الجَوُّ}: ما بين السماء والأرض). [العمدة في غريب القرآن: 178]


رد مع اقتباس