عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:50 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما فرغ وصف هذا الحال وعظ الله تعالى السامعين بقوله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين}، أي: كما ظن هؤلاء الذين نزل بهم ما نزل، وكما تظنون أيها الكفرة الآن، ففي الآية وعيد بهذا الوجه، والمعنى: إنما خلقنا هذا كله ليعتبر به وينظر فيه ويؤمن بالله بحسبه.
قال بعض الناس: "تسئلون" معناه: تفهمون وتفقهون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تفسير لا يعطيه اللفظ، وقالت فرقة: "تسئلون" معناه: شيئا من أموالكم وعرض دنياكم، على وجه الهزء). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}
ظاهر هذه الآية الرد على من قال من الكفار أمر مريم وما ضارعه من الكفر، تعالى الله عن قول المبطلين، و"اللهو" في هذه الآية: المرأة، وروي أنها في بعض لغات العرب تقع على الزوجة، و"إن" في قوله: {إن كنا فاعلين} يحتمل أن تكون الشرطية، بمعنى: لو كنا فاعلين، ولسنا كذلك، وللمتكلمين هنا اعتراض وانفصال، ويحتمل أن تكون نافية، بمعنى "ما"، وكل هذا قد قيل). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الحق" عام في القرآن والرسالة والشرع وكل ما هو حق، و"الباطل" أيضا عام كذلك، و"يدمغه" معناه: يصيب دماغه، وذلك مهلك في البشر، فكذلك الحق يهلك الباطل، و"الويل": الخزي والهم، وقيل: هو اسم واد في جهنم فهو المراد في هذه الآية، وهذه مخاطبة للكفار الذين وصفوا الله تبارك وتعالى بما لا يجوز عليه وما لا يليق به، تعالى الله وتبارك وتقدس وتنزه عن قولهم، بل هو كما وصف نفسه، وفوق ما نعته به خلقه، لا رب غيره). [المحرر الوجيز: 6/157]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}
قوله تعالى: "وله" يحتمل أن يكون ابتداء كلام، ويحتمل أن يكون معادلا لقوله: "ولكم الويل"، كأنه تقسيم الأمر في نفسه، أي: للمختلقين هذه المقالة الويل وله تعالى من في السماوات والأرض، واللام في "له" لام الملك، ومن في السماوات والأرض يعم الملائكة والنبيين وغيرهم، ثم خصص من هذا العموم من أراد تشريفه من الملائكة بقوله: "ومن عنده"؛ لأن "عند" هنا ليست في المسافات، وإنما هي تشريف في المنزلة، فوصفهم تعالى بأنهم لا يستكبرون عن عبادة الله، ولا يسأمونها ولا يكلون فيها. و"الحسير" من الإبل: المعيي، ومنه قول الشاعر:
هن الوجى كم كن عونا على النوى ولا زال منها ضالع وحسير
و"حسر" و"استحسر" بمعنى واحد، وهذا موجود في كثير من الأفعال، وإن كان في استفعل لطلب الشيء). [المحرر الوجيز: 6/158]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "لا يفترون"، روي عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى أنه قال: جعل الله لهم التسبيح كالنفس وطرف العين للبشر، يقع منهم دائما دون أن تلحقهم فيه سآمة، وقال قتادة رحمه الله: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال: "تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء يا رسول الله. قال: "إني لأسمع أطيط السماء، وحق لها أن تئط، ليس فيها موضع راحة إلا وفيها ملك ساجد أو قائم"). [المحرر الوجيز: 6/158]

رد مع اقتباس