عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:50 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين} [الأنبياء: 16] تفسير مجاهدٍ: ما خلقنا من جنّةٍ، ولا نارٍ، ولا موتٍ، ولا بعثٍ، ولا حسابٍ لاعبين.
وقال السّدّيّ: أي: إنّا لم نخلقهما وما بينهما باطلًا.
قال يحيى: أي: إنّما خلقناهما للبعث والحساب، والجنّة والنّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/302]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} [الأنبياء: 17] واللّهو: المرأة بلسان اليمن، فيما حدّثنا الحسن بن دينارٍ عن الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 1/302]
قال السّدّيّ: لهوًا، يعني صاحبةً وولدًا.
قال: {لاتّخذناه من لدنّا} [الأنبياء: 17] قال مجاهدٌ والسّدّيّ: من عندنا.
{إن كنّا فاعلين} [الأنبياء: 17] قال قتادة والسّدّيّ: أي ما كنّا فاعلين، وذلك أنّ المشركين قالوا: إنّ الملائكة بنات اللّه.
وقد قال في آيةٍ أخرى: {أنّى يكون له ولدٌ ولم تكن له صاحبةٌ} [الأنعام: 101] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لو أردنا أن نّتّخذ لهواً...}

... حدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس قال: اللهو: الولد بلغة حضرموت.
وقوله: {إن كنّا فاعلين} جاء في التفسير: ما كنا فاعلين و(إن) قد تكون في معنى (ما) كقوله: {إن أنت إلاّ نذيرٌ} وقد تكون إن التي في مذهب جزاء فيكون: إن كنّا فاعلين
وكنا لا نفعل. وهو أشبه الوجهين بمذهب العربيّة والله أعلم). [معاني القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لو أردنا أن نتّخذ لهواً} أي ولدا. ويقال: امرأة. وأصل اللهو: النكاح. وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل».
{لاتّخذناه من لدنّا} أي من عندنا لا عندكم). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}.
قال قتادة والحسن: اللهو: المرأة.
وقال ابن عباس: هو الولد.
والتفسيران متقاربان، لأن امرأة الرجل لَهْوُهُ، وولده لَهْوُهُ ولذلك يقال: امرأة الرجل وولده ريحانتاه.
وأصل اللهو: الجماع، فكنّي عنه باللهو، كما كني عنه بالسِّرِّ، ثم قيلَ للمرأة: لَهْوٌ؛ لأنها تُجَامع.
قال امرؤ القيس:
ألا زَعَمَتْ بَسباسَةُ اليوم أنّني = كَبَرْتُ وألا يُحْسِنَ اللهوَ أمثالي
أي النكاح.
ويروى أيضا: (وألا يحسن السرَّ أمثالي): أي النكاح.
وتأويل الآية: أن النّصارى لما قالت في المسيح وأمّه ما قالت، قال الله جل وعز: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا}، أي صاحبة وولدا، كما يقولون، لاتخذنا ذلك {مِنْ لَدُنَّا}، أي من عندنا، ولم نتّخذه من عندكم لو كنّا فاعلين ذلك، لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجه يكونان عنده وبحضرته لا عند غيره.
وقال الله في مثل هذا المعنى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، يعني الملائكة). [تأويل مشكل القرآن: 163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (لدن): بمعنى عند، قال تعالى: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} أي بلغت من عندي.
وقال: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا.
وقد تحذف منها النون، كما تحذف من (لم يكن) قال الشاعر:
مِن لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مَنْحُورِهِ
أي: من عند لحييه.
وفيها لغة أخرى أيضا: لدى، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} أي عند الباب). [تأويل مشكل القرآن: 563] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لو أردنا أن نتّخذ لهوا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين}
اللّهو في لغة حضرموت الولد، وقيل اللهو المرأة، وتأويله أن الولد لهو الدنيا، فلو أردنا أن نتخذ ذا لهو يلهى به.
ومعنى {لاتّخذناه من لدنّا} أي لاصطفيناه مما نخلق.
{إن كنّا فاعلين} معناه ما كنا فاعلين.
وكذلك جاء في التفسير.
ويجوز أن يكون للشرط أي: إن كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله. والقول الأول قول المفسرين، والقول الثاني قول النحويين، وهم أجمعون يقولون القول الأول ويستجيدونه.
لأن (إن) تكون في معنى النفي، إلا أن أكثر ما تأتي مع اللام تقول: إن كنت لصالحا، معناه ما كنت إلا صالحا). [معاني القرآن: 3/386-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا}: أي ولدا وقيل: امرأة، وأصل اللهو: النكاح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {بل نقذف بالحقّ} [الأنبياء: 18] بالقرآن.
{على الباطل} [الأنبياء: 18] على باطلهم، يعني شركهم.
نا سعيدٌ، عن قتادة قال: {بل نقذف بالحقّ} [الأنبياء: 18] وهو كتاب اللّه، قذفه اللّه على باطلهم.
قال: {فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} [الأنبياء: 18] داحضٌ، أي: ذاهبٌ.
قال: {ولكم الويل} [الأنبياء: 18] العذاب.
{ممّا تصفون} [الأنبياء: 18] قال قتادة: ممّا تكذبون، لقولهم: إنّ الملائكة بنات اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فيدمغه} أي يكسره. وأصل هذا إصابة الرأس والدماغ بالضرب وهو مقتل.

{فإذا هو زاهقٌ} أي زائل ذاهب). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {الويل}: كلمة جامعة للشر كله. قال الأصمعي: ويل تقبيح، قال الله تعالى: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. تقول العرب: له الويل، والأليل والأليل: الأنين.
وقد توضع في موضع التّحسّر والتّفجع، كقوله: {يَا وَيْلَنَا}. و{يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ}.
وكذلك: ويح وويس، تصغير). [تأويل مشكل القرآن: 561] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل ممّا تصفون}
يعنى بالحق القرآن على باطلهم {فيدمغه} فيذهبه ذهاب الصغار والإذلال.
{فإذا هو زاهق} أي ذاهب.
{ولكم الويل ممّا تصفون} أي ممّا تكذبون في وصفكم في قولكم إنّ للّه ولدا). [معاني القرآن: 3/387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَدْمَغُهُ}: أي يكسره، من دمغته: إذا ضربت دماغه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله من في السّموات والأرض ومن عنده} [الأنبياء: 19] يعني الملائكة.
{لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} [الأنبياء: 19]
[تفسير القرآن العظيم: 1/303]
قال مجاهدٌ: ولا يحسرون أي: لا يعيون.
وقال قتادة: أي: ولا يعيون). [تفسير القرآن العظيم: 1/304]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لا يستحسرون} أي لا يفترون ولا يعيون ولا يملون، ويقال: حسرت البعير).
[مجاز القرآن: 2/36]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يستحسرون} أي لا يعيون. والحسير: المنقطع به الواقف إعياء أو كلالا). [تفسير غريب القرآن: 285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وله من في السّماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون}
أي هؤلاء الذين ذكرتم أنهم أولاد اللّه - عزّ وجلّ - عباد اللّه، وهم الملائكة.
وقوله: {لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} أي لا يعيون، يقال حسر واستحسر إذا تعب وأعيا، فالملائكة لا يعيون). [معاني القرآن: 3/387]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا يستحسرون} أي: لا يملون ولا يعيون ولا يفشلون). [ياقوتة الصراط: 359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا يَسْتَحْسِرُونَ}: أي لا يعيون ويقطعون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا يسْتَحْسِرونَ}: لا يعيون). [العمدة في غريب القرآن: 206]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} [الأنبياء: 20] حدّثني حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ الطّويل، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ في تفسيرها قال: انظر إلى بصرك هل يئودك؟ أي: هل يثقل عليك؟ وانظر إلى سمعك هل يئودك؟ وانظر إلى نفسك هل يئودك؟ فكذلك الملائكة.
- نا الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ عن من حدّثه، عن جابر بن عبد اللّه وأبي سعيدٍ الخدريّ أنّهما قالا: إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد والتّسبيح كما تلهمون النّفس.
نا ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه مثل ذلك.
- نا الحسن، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أهل الجنّة يلهمون الحمد والتّسبيح كما تلهمون النّفس».
- وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ ساجدٌ أو راكعٌ».
- وفي حديث سعيدٍ، عن قتادة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّي أسمع أطيط السّماء وليس فيها موضعٌ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ أو ساجدٌ».
[تفسير القرآن العظيم: 1/304]
وحدّثني الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عطاءٍ قال: ليس في السّموات السّبع موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/305]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون}

أي لا يشغلهم عن التسبيح رسالة، ومجرى التسبيح منهم كمجرى النفس منا، لا يشغلنا عن النفس شيء، فكذلك تسبيحهم دائم). [معاني القرآن: 3/387-388]

رد مع اقتباس