عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 05:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وأزلفت الجنّة للمتّقين غير بعيدٍ}: قال قتادة، وأبو مالكٍ، والسّدّيّ: {أزلفت} أدنيت وقرّبت من المتّقين، {غير بعيدٍ} وذلك يوم القيامة، وليس ببعيدٍ؛ لأنّه واقعٌ لا محالة، وكلّ ما هو آتٍ آتٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 406]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا ما توعدون لكلّ أوّابٍ} أي: رجّاعٌ تائبٌ مقلعٌ، {حفيظٍ} أي: يحفظ العهد فلا ينقضه و [لا] ينكثه.
وقال عبيد بن عميرٍ: الأوّاب الحفيظ الّذي لا يجلس مجلسًا [فيقوم] حتّى يستغفر اللّه، عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 406]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من خشي الرّحمن بالغيب} أي: من خاف اللّه في سرّه حيث لا يراه أحدٌ إلّا اللّه. كقوله [عليه السّلام] ورجلٌ ذكر اللّه خاليًا، ففاضت عيناه".
{وجاء بقلبٍ منيبٍ} أي: ولقي اللّه يوم القيامة بقلبٍ سليمٍ منيبٍ إليه خاضعٍ لديه). [تفسير ابن كثير: 7/ 406]

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ادخلوها} أي: الجنّة {بسلامٍ}، قال قتادة: سلموا من عذاب اللّه، وسلّم عليهم ملائكة اللّه.
وقوله: {ذلك يوم الخلود} أي: يخلدون في الجنّة فلا يموتون أبدًا، ولا يظعنون أبدًا، ولا يبغون عنها حولًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 406]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لهم ما يشاءون فيها} أي: مهما اختاروا وجدوا من أيّ أصناف الملاذّ طلبوا أحضر لهم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرّة قال: من المزيد أنّ تمرّ السّحابة بأهل الجنّة فتقول: ماذا تريدون فأمطره لكم؟ فلا يدعون بشيءٍ إلّا أمطرتهم. قال كثيّرٌ: لئن أشهدني اللّه ذلك لأقولنّ: أمطرينا جواري مزينات.
وفي الحديث عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: "إنّك لتشتهي الطّير في الجنّة، فيخرّ بين يديك مشويًّا".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي عن عامرٍ الأحول، عن أبي الصّدّيق، عن أبي سعيدٍ الخدريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنّة، كان حمله ووضعه وسنّه في ساعةٍ واحدةٍ".
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، عن بندار، عن معاذ بن هشامٍ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، وزاد "كما يشتهي".
وقوله: {ولدينا مزيدٌ} كقوله تعالى: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} [يونس: 26]. وقد تقدّم في صحيح مسلمٍ عن صهيب بن سنانٍ الرّوميّ: أنّها النّظر إلى وجه اللّه الكريم. وقد روى البزّار وابن أبي حاتمٍ، من حديث شريكٍ القاضي، عن عثمان بن عميرٍ أبي اليقظان، عن أنس بن مالكٍ في قوله عزّ وجلّ: {ولدينا مزيدٌ} قال: يظهر لهم الرّبّ، عزّ وجلّ، في كلّ جمعةٍ.
وقد رواه الإمام أبو عبد اللّه الشّافعيّ مرفوعًا فقال في مسنده: أخبرنا إبراهيم بن محمّدٍ، حدّثني موسى بن عبيدة، حدّثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ أنّه سمع أنس بن مالكٍ يقول: أتى جبرائيل بمرآةٍ بيضاء فيها نكتةٌ إلى رسول اللّه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما هذه؟ " فقال: هذه الجمعة، فضّلت بها أنت وأمّتك، فالنّاس لكم فيها تبعٌ اليهود والنّصارى، ولكم فيها خيرٌ، ولكم فيها ساعةٌ لا يوافقها مؤمنٌ يدعو اللّه بخيرٍ إلّا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد. قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا جبريل، وما يوم المزيد؟ " قال: إن ربّك اتّخذ في الفردوس واديًا أفيح فيه كثب المسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل اللّه ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نورٍ، عليها مقاعد النّبيّين، وحفّ تلك المنابر بمنابر من ذهبٍ، مكلّلةٍ بالياقوت والزّبرجد، عليها الشّهداء والصّدّيقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول اللّه عزّ وجلّ: أنا ربّكم، قد صدقتكم وعدي، فسلوني أعطكم. فيقولون: ربّنا، نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم، ولكم عليّ ما تمنّيتم، ولديّ مزيدٌ. فهم يحبّون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربّهم من الخير، وهو اليوم الّذي استوى فيه ربّكم على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة".
[و] هكذا أورده الإمام الشّافعيّ في كتاب "الجمعة" من الأمّ، وله طرقٌ عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه. وقد أورد ابن جريرٍ هذا من رواية عثمان بن عميرٍ، عن أنسٍ بأبسط من هذا وذكر هاهنا أثرًا مطوّلًا عن أنس بن مالكٍ موقوفًا وفيه غرائب كثيرةٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ الرّجل في الجنّة ليتّكئ في الجنّة سبعين سنةً قبل أن يتحوّل ثمّ تأتيه امرأةٌ فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدّها أصفى من المرآة، وإنّ أدنى لؤلؤةٍ عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب. فتسلّم عليه، فيردّ السّلام، فيسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد. وإنّه ليكون عليها سبعون حلّةً، أدناها مثل النّعمان، من طوبى، فينفذها بصره حتّى يرى مخّ ساقها من وراء ذلك، وإنّ عليها من التّيجان، إنّ أدنى لؤلؤةٍ منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب".
وهكذا رواه عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، به). [تفسير ابن كثير: 7/ 406-408]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكم أهلكنا قبلهم من قرنٍ هم أشدّ منهم بطشًا فنقّبوا في البلاد هل من محيصٍ (36) إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السّمع وهو شهيدٌ (37) ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ (38) فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب (39) ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود (40)}
يقول تعالى: وكم أهلكنا قبل هؤلاء المنكرين: {من قرنٍ هم أشدّ منهم بطشًا} أي: كانوا أكثر منهم وأشدّ قوّةً، وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها؛ ولهذا قال هاهنا: {فنقّبوا في البلاد} قال ابن عبّاسٍ: أثّروا فيها. وقال مجاهدٌ: {فنقّبوا في البلاد}: ضربوا في الأرض. وقال قتادة: فساروا في البلاد، أي ساروا فيها يبتغون الأرزاق والمتاجر والمكاسب أكثر ممّا طفتم أنتم فيها ويقال لمن طوّف في البلاد: نقّب فيها. قال امرؤ القيس:
لقد نقّبت في الآفاق حتّى = رضيت من الغنيمة بالإياب
وقوله: {هل من محيصٍ} أي: هل من مفرٍّ كان لهم من قضاء اللّه وقدره؟ وهل نفعهم ما جمعوه وردّ عنهم عذاب اللّه إذ جاءهم لـمّا كذّبوا الرّسل؟ فأنتم أيضًا لا مفرّ لكم ولا محيد ولا مناص ولا محيص). [تفسير ابن كثير: 7/ 408-409]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لذكرى} أي: لعبرةٌ {لمن كان له قلبٌ} أي: لبٌّ يعي به. وقال مجاهدٌ: عقلٌ {أو ألقى السّمع وهو شهيدٌ} أي: استمع الكلام فوعاه، وتعقّله بقلبه وتفهّمه بلبّه.
وقال مجاهدٌ: {أو ألقى السّمع} يعني: لا يحدّث نفسه بغيره، {وهو شهيدٌ} وقال: شاهدٌ بالقلب.
وقال الضّحّاك: العرب تقول: ألقى فلانٌ سمعه: إذا استمع بأذنيه وهو شاهدٌ يقول غير غائبٍ. وهكذا قال الثّوريّ وغير واحدٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 409]

رد مع اقتباس