الموضوع: سورة العنكبوت
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1434هـ/6-05-2013م, 09:13 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46)}

قال محمد بن كثيرٍ العَبْدي (ت:223هـ) عن همّام بن يحيى البصري قال(ومن سورة العنكبوت)
وعن قوله عز وجل: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} نهاهم عن مجادلتهم في هذه الآية ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} ولا مجادلة أشد من السيف). [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/45]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة العنكبوت) نزل من أولها إلى رأس عشر آيات بمكة، ونزل باقيها بالمدينة، جميعها محكم غير قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن...} الآية [46 / العنكبوت / 29] نسخت بالآية التي في سورة التوبة وهي قوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر...} [29 / التوبة / 9] ). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 50]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة العنكبوت)نزلت من أولها إلى رأس الشّعر بمكّة وأنزل آخرها بالمدينة وفيها من المنسوخ آيتان الآية الأولى قوله تعالى {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلّا بالّتي هي أحسن} الآية نسخها قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} إلى قوله {وهم صاغرون}[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 141]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة النساء مكية)قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن}. الآية:
روي عن قتادة أنه قال: نسخها قوله: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية.
وقال ابن زيد: هي محكمةٌ يراد بها من آمن من أهل الكتاب، والمعنى: لا تجادلوا أيّها المؤمنون من آمن من أهل الكتاب فيما يحدّثون به عن كتابهم - لعله كما يقولون - وذلك أنهم كانوا يفسرون التوراة بالعربية، فنهى الله المؤمنين أن يجادلوهم في ذلك.
وقد روي عن النبي عليه السلام أنه قال في أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا: ((لا تصدّقوهم فيما يقولون، ولا تكذّبوهم وقولوا: آمنا بالذي
أنزل إلينا وأنزل إليكم)) ثم استثنى الله منهم فقال: {إلاّ الّذين ظلموا منهم} [العنكبوت: 46] أي: إلاّ من أقام منهم على الكفر ولم يدخل في العهد، فإنه يجادل ولا يترك على قوله.
وقال مجاهد: هي محكمة يراد بها ذوو العهد، لا يجادلوا، إنما يجادل من لا عهد له ويقاتل حتى يعطي الجزية).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 377-378]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر ما ادّعي عليه النّسخ في سورة العنكبوت)
قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن}.
اختلفوا فيها على قولين:
أحدهما: أنّها نسخت بقوله: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} إلى قوله {وهم صاغرون} قاله قتادة وابن السّائب.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد اللّه، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحاق بن أحمد، قال: بنا عبد اللّه بن أحمد، قال: بنا أبي، وأبنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين، قال: أبنا البرمكيّ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ، قال: بنا عبد الوهّاب عن سعيدٍ، وأبنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا ابن أيّوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكرٍ النّجّاد، قال: أبنا أبو داود السّجستانيّ، قال: بنا أحمد بن محمد، قال: بنا أبو رجاءٍ عن همّامٍ
كلاهما عن قتادة، {ولا تجادلوا أهل الكتاب} ثمّ نسخ بقوله: {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} فلا مجادلة أشدّ من السّيف.
والقول الثّاني: أنّها ثابتة الحكم، وهو مذهب جماعةٍ منهم ابن زيدٍ.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين، قال: أبنا البرمكيّ، قال: أبنا محمد بن إسماعيل، قال: بنا أبو بكر بن أبي داود، قال: بنا قيسٌ عن حصينٍ عن مجاهدٍ {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن} قال: من أدّى منهم الجزية فلا تقل له إلا حسنًا.)
[نواسخ القرآن: 422-424]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة العنكبوت)
{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلّا بالّتي هي أحسن} قيل هي منسوخة بقوله {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه} الآية وقيل محكمة فمن أدى الجزية لم يقل له إلا الحسن). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 47]
عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة العنكبوت)لا نسخ فيها. وأما قوله عز وجل: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} الآية [العنكبوت: 46] وقول من قال: نسخت بآية السيف وهو قول قتادة، فالآية محكمة عند الجمهور.
قال ابن زيد: هي محكمة، والمراد من آمن من أهل الكتاب، يعني: لا تجادلوا من آمن من أهل الكتاب فيما يحدثون به عن كتابهم لعله كما يقولون، وكانوا يفسرون التوراة بالعربية.
وقال مجاهد: هي محكمة، والمراد المعاهدون، أي إنما يجادل من لا عهد له ويقاتل حتى يعطى الجزية أو يسلم.
وقيل: الذين ظلموا هم المفرطون في العناد الذين لا تنفع فيهم المجادلة بالتي هي أحسن.
وقيل: الذين ظلموا واعتدوا فجعلوا لله ولدا أو شريكا، والذين قالوا: إن الله فقير، ويد الله مغلولة، تعالى الله عن قولهم، وقيل: من نقض الذمة ومنع الجزية، فحينئذ يجادل بغير التي هي أحسن، أي بالسيف.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان باطلا لم تصدقوهم، وإن كان حقا لم تكذبوهم)) فهي على جميع ما ذكرته محكمة.
والظاهر أنها نزلت فيمن آمن وأعطى الجزية إذا ذكر للمسلمين شيئا من كتابه فلا يجادل، فأما من أقام على الكفر ولم يدخل في الذمة فجداله السيف.
وقوله عز وجل: {وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا} إلى آخره [العنكبوت: 46]، وهو المراد بالتي هي أحسن.
وقيل: إن هذه السورة نزل من أولها إلى رأس العشر بمكة، ونزل باقيها بالمدينة.
وإذا كانت مجادلة الذين ظلموا منهم بالسيف، فكيف نسختها آية السيف وهي آية السيف، والذين ظلموا هم الذين ذكرهم في "براءة" في قوله عز وجل:
{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} الآية [التوبة: 29].
[جمال القراء:1/346-347]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس