عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 05:38 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 77 إلى 95]

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {سيء بهم} وهو فعل بهم السوء.
{هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال عدي بن زيد:

وكنت لزاز خصمك لم أعرّد= وقد سلكوك في يومٍ عصيب
وقال:
يومٌ عصيبٌ يعصب الأبطالا= عصب القويّ السّلّم الطّوالا
وقال:
وإنك إلا ترض بكر بن وائلٍ= يكن لك يومٌ بالعراق عصيب).
[مجاز القرآن: 1/294-293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سيء بهم}:من السوء.
{عصيب}: شديد يقال عصب يومنا عصابة). [غريب القرآن وتفسيره: 177-176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقال هذا يومٌ عصيبٌ} أي شديد. يقال: يوم عصيب وعصبصب). [تفسير غريب القرآن: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولمّا جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب}
معناه ساءه مجيئهم، لأنهم استضافوه فخاف عليهم قومه، فلما مشى معهم قليلا قال لهنّ: إن أهل هذه القرية شرّ خلق الله وكان قد عهد إلى الرسل ألّا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث مرات، ثم جاز عليهم بعد ذلك قليلا، وردّ عليهم القول ثم فعل ذلك ثالثة ومضوا معه.
{سيء بهم} أصله سوئ بهم، من السّوء إلا أن الواو أسكنت وثقلت كسرتها إلى السّين، ومن خفّف الهمزة قال: سيء بهم (وضاق بهم ذرعا).
يقال ضاق زيد بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصا.
{وقال هذا يوم عصيب} أي شديد، فلما أضافهم مضت امرأته - عجوز السوء - فقالت لقومه إنه استضاف لوطا قوم، لم أر أحسن وجوها منهم ولا أطيب رائحة، ولا أنظف ثيابا). [معاني القرآن: 3/67-66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} أي ساءه مجيئهم لما يعرف من قومه
وروي أنهم أتوه واستضافوه فقام معهم وكانوا قد أمروا أن لا يهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط ثلاث شهادات فقال لهم إن قومي شر خلق الله ثلاث مرات
ثم قال جل وعز: {وضاق بهم ذرعا}
قال أبو العباس يقال ضقت بالأمر ذرعا إذا لم تجد في قدرتك القيام به وهو مأخوذ من الذراع لأن فيها القوة
ثم قال جل وعز: {وقال هذا يوم عصيب}
قال مجاهد أي شديد وذلك يعرف في اللغة، يقال: عصيب وعصبصب للشديد المنكر). [معاني القرآن: 3/367-366]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عَصِيبٌ} أي: شديد). [ياقوتة الصراط: 268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَصِيبٌ} أي شديد، ومثله عصبصب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سِيءَ بِهِمْ}: من السوء
{عَصِيبٌ}: شديد). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هؤلاء بناتي...}
قال بعضهم: بنات نفسه. ويقال: بنات قومه. وذلك جائز في العربيّة؛ لأن الله عزّ وجل قال {النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم} وهو في بعض القراءة (وهو أب لهم) فهذا من ذلك). [معاني القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يهرعون إليه} أي يستحثون إليه، قال:
بمعجلات نحوه مهارع). [مجاز القرآن: 1/294]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللًّه ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رّشيدٌ}
وقال: {هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم} رفع، وكان عيسى يقول {هنّ أطهر لكم} وهذا لا يكون إنما ينصب خبر الفعل الذي لا يستغني عن خبر إذا كان بين الاسم وخبره هذه الأسماء المضمرة التي تسمى الفصل يعني: "هي" و"هو" و"هنّ" وزعموا أن النصب قراءة الحسن أيضا.
وقال: {فاتّقوا اللًّه ولا تخزون في ضيفي} لأنّ "الضيف": يكون واحدا ويكون جماعة. تقول: "هؤلاء ضيفي" هذا ضيفي كما تقول: "هؤلاء جنبٌ" و"هذا جنبٌ"، و"هؤلاء عدوٌّ" و"هذا عدوٌّ"). [معاني القرآن: 2/45-44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يهرعون}: يسرعون إسراعا في رعدة، والإهراع الإسراع في رعدة). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجاءه قومه يهرعون إليه} أي يسرعون إليه. يقال: أهرع الرجل: إذا أسرع على لفظ ما لم يُسَمّ فاعله،
كما يقال: أرعد.
ويقال: جاء القوم: يهرعون، وهي رعدة تحلّ بهم حتى تذهب عندها عقولهم من الفزع والخوف إذا أسرعوا.
{هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم} أي تزوجوهن فهنّ أطهر لكم.
{في ضيفي} أي في أضيافي. والواحد يدل على الجمع. كما يقال: هؤلاء رسولي ووكيلي قبل، فنستحقّهن.
«قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق» أي: لم تتزوجهن قبل فنستحقّهن). [تفسير غريب القرآن: 207-206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيّئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد} أي يسرعون في المجيء، فراودوه عن ضيفه، وحاولوا فتح بابه.
فأعلمته الملائكة أنهم رسل اللّه وأن قومه الفسقة لن يصلوا إليهم.
فقال لهم لوط حين راودوه: {هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فاتّقوا اللّه ولا تخزون في ضيفي}.
فقيل إنهم عرض عليهم التزويج، وكأنه عرضه عليهم إن أسلموا وقيل: {هؤلاء بناتي}: نساء أمّتي، فكأنّه قال لهم التزويج أطهر لكم.
فلما حاولوا فتح الباب طمس اللّه أعينهم.
قال اللّه - عزّ وجلّ -: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم}.
ولما استعجلوه بالعذاب، قالت لهم الرسل: {إنّ موعدهم الصّبح أليس الصّبح بقريب}.
{هنّ أطهر لكم}
القراءة بالرفع في أطهر، وقد رويت عن الحسن هن أطهر لكم، وعن عيسى بن عمر.
وذكر سيبويه إن ابن مروان لحن في هذه في نصبها.
وليس يجيز أحد من البصريين وأصحابهم نصب أطهر، ويجيزها غيرهم.
والذين يجيزونها يجعلون " هنّ " في هذا بمنزلتها في " كان " فإذا قالوا: هؤلاء بناتي أطهر لكم، أجازوا هنّ أطهر لكم، كما يجيزون كان زيد هو أطهر من عمرو.
وهذا ليس بمنزلة كان. إنما يجوز أن يقع " هو " وتثنيتها وجمعها " عمادا " فيما لا يتم الكلام إلا به، نحو كان زيد أخاك.
لأنهم إنما أدخلوا " هم " ليعلموا أن الخبر لا بد منه، وأنه ليس بصفة للأول. وباب " هذا " يتم الكلام بخبره، إذا قلت: هذا زيد فهو كلام تام.
ولو جاز هذا لجاز جاء زيد هو أنبل من عمرو.
وإجماع النحويين الكوفيين والبصريين أنه لا يجوز قدم زيد هو أنبل منك حتى يرفعوا فيقولوا هو أنبل منك.
وبعد فالذين قرأوا بالرفع هم قراء الأمصار، وهم الأكثر.
والحسن قد قرأ " الشياطون " والشياطون ممتنع في العربية.
وقد قال بعضهم: إن المشركين في ذلك الدهر قد كان لهم أن يتزوجوا من المسلمين). [معاني القرآن: 3/68-67]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجاءه قومه يهرعون إليه}
قال ابن عباس أي يسرعون
وقال مجاهد يهرولون في المشي
وقال أهل اللغة يقال أهرع إذا جاء مسرعا وكان مع ذلك يرعد
وقوله جل وعز: {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}
فيه أقوال
أحسنها قول مجاهد قال يريد نساء أمته ويقويه قول الله جل وعز: {وأزواجه أمهاتهم}
ويروى أن أبي بن كعب وابن مسعود قرءا وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم
وقيل المعنى هؤلاء بناتي إن أسلمتم
وقيل كان في ملتهم جائز أن يتزوج الكافر المسلمة
وقال عكرمة لم يعرض عليهم بناته ولا بنات أمته وإنما قال لهم هذا لينصرفوا). [معاني القرآن: 3/368-367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يُهْرَعُونَ} أي: يسرعون في فزع). [ياقوتة الصراط: 269]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ} يسرعون.
{فِي ضَيْفِي} يريد أضيافي. والواحد يدل على الجميع.
{هَؤُلاء بَنَاتِي} أي تتزوجهن، وعنى ببناته النساء من أمته، لأن النبي أب لأمته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُهْرَعُونَ}: يسرعون). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ما لنا في بناتك من حق} إذ لم نتزوجهن من قبل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ...}
يقول: إلى عشيرة). [معاني القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أو آوى إلى ركنٍ شديدٍ} من قولهم: آويت إليك وأنا آوي إليك أويّاً والمعني: صرت إليك وانضممت، ومجاز الركن ها هنا عشيرة، عزيزة، كثيرة، منيعة، قال:
يأوى إلى ركنٍ من الأركان= في عددٍ طيسٍ ومجدٍ بان
الطيس: الكثير، يقال: أتانا بلبنٍ طيسٍ وشراب طيس أي كثير). [مجاز القرآن: 1/294]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال لو أنّ لي بكم قوّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ}
وقال: {لو أنّ لي بكم قوّةً} وأضمر "لكان"). [معاني القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ} أي عشيرة). [تفسير غريب القرآن: 207]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد}
قال مجاهد يعني العشيرة). [معاني القرآن: 3/369]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إلى ركن شديد} أي عشيرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأسر بأهلك...}
قراءتنا من أسريت بنصب الألف وهمزها. وقراءة أهل المدينة {فاسر بأهلك} من سريت. وقوله: (بقطعٍ) يقول: بظلمة من آخر الليل. وقوله: {إلاّ امرأتك} منصوبة بالاستثناء: فأسر بأهلك إلا امرأتك. وقد كان الحسن يرفعها يعطفها على {أحد} أي لا يلتفت منكم أحد إلاّ امرأتك وليس في قراءة عبد الله {ولا يلتفت منكم أحد}
وقوله: {إنّ موعدهم الصّبح أليس الصّبح بقريبٍ}.
لمّا أتوا لوطاً أخبروه أن قومهم هالكون من غدٍ في الصبح، فقال لهم لوط: الآن الآن. فقالت الملائكة: أليس الصبح بقريب). [معاني القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأسرٍ بأهلك} يقال: سريت وأسريت به، قال النابغة الذّبيانيّ:
سرت عليه من الجوزاء ساريةٌ=تزجي الشّمال عليه جامد البرد
ولا يكون إلاّ بالليل.
{فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل ولا يلتفت منكم أحدً إلاّ أمرأتك} منصوبة لأنها في موضع مستثنى واحدٍ من جميع فيخرجونه منهم، يقال: مررت بقومك إلا زيداً وكان أبو عمرو بن العلاء يجعل مجازها على مجاز قوله: لا يلتفت من أهلك إلا امرأتك فإنها تلتفت فيرفعها على هذا المجاز والسرى بالليل، قال لبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم=وما كان وقّافاً بغير معصّر).
[مجاز القرآن: 1/295]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا يا لوط إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطعٍ مّن اللّيل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلاّ امرأتك إنّه مصيبها ما أصابهم إنّ موعدهم الصّبح أليس الصّبح بقريبٍ}
وقال: {إلاّ امرأتك} يقول {فأسر بأهلك} {إلاّ امرأتك} نصب. وقال بعضهم (إلاّ امرأتك) رفع وحمله على الالتفات. أي لا يلتفت منكم إلا امرأتك). [معاني القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فأسر بأهلك}: يقال سريت وأسريت إذا سرت بالليل). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأسر بأهلك} أي سر بهم ليلا.
{بقطعٍ من اللّيل} أي ببقية تبقى من آخره. والقطع والقطعة: شيء واحد). [تفسير غريب القرآن: 207]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا يا لوط إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من اللّيل ولا يلتفت منكم أحد إلّا امرأتك إنّه مصيبها ما أصابهم إنّ موعدهم الصّبح أليس الصّبح بقريب}
{فأسر بأهلك بقطع من اللّيل} أي بظلمة من الليل.
يقال: معنى قطع من الليل أي قطعة صالحة، وكذلك مضى عنك من الليل، وسعوا من الليل.
ويقرأ: (فأسر) بإثبات الهمزة في " اللفظ، ويقرأ: فاسر يقال أسريت وسريت إذا سرت ليلا.
قال الشاعر:
سريت بهم حتى تكلّ مطيّهم= وحتى الجياد ما يقدن بأرسان
وقال النابغة
أسرت عليهم من الجوزاء سارية= تزجي الشمال عليها جامد البرد
وقد رووا في هذا البيت سرت.
وقال اللّه - جل وعز -.: {سبحان الّذي أسرى بعبده}.
وقوله: {إلّا امرأتك}يجوز فيه النصب والرفع فمن قرأ: {إلّا امرأتك} بالنصب فعلى معنى فأسر بأهلك {إلّا امرأتك}، ومن قرأ بالرفع، حمله على معنى: {ولا يلتفت منكم أحد إلّا امرأتك} ). [معاني القرآن: 3/70-68]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأسر بأهلك بقطع من الليل}
قال قتادة أي بطائفة من الليل يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل
فإن قيل السرى لا يكون إلا بالليل فما معنى بقطع من الليل
فالجواب أنه لو لم يقل بقطع من الليل جاز أن يكون أوله
وقوله جل وعز: {ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك}
المعنى فاسر بأهلك إلا امرأتك
ويروى أنها في بعض القراءات كذا وقرأ أبو عمرو إلا امرأتك بالرفع). [معاني القرآن: 3/369]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بِقِطْعٍ مِنَ الَّليْلِ} أي: بساعة من الليل). [ياقوتة الصراط: 269]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا امْرَأَتَكَ} خرج من النهي إلى الإخبار، ومعناه: إلا امرأتك: فإنها تلتفت، والنصب ليس فيه عمل).
[ياقوتة الصراط: 269]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بقطع من الليل} ببقية تبقى من آخره. والقطع والقطعة واحد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 107]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَسْرِ}: سر ليلاً). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّن سجّيلٍ...}
يقال: من طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأرحاء {منضودٍ} يقول: يتلو بعضه بعضاً عليهم. فذلك نضده). [معاني القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حجارةً من سجّيلٍ} وهو الشديد من الحجارة الصّلب ومن الضرب، قال:
ضرباً تواصى به الأبطال سجّيلا
وبعضهم يحوّل اللام نوناً كقول النّابغة:
بكل مدجّجٍ كاللّيث يسمو= على أوصال ذيّالٍ رفنّ
يريد رفلّ.
منضوضٍ: بعضه على بعض). [مجاز القرآن: 1/297-296]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارةً مّن سجّيلٍ مّنضودٍ * مّسوّمةً عند ربّك وما هي من الظّالمين ببعيدٍ}
وقال: {وأمطرنا عليها حجارةً مّن سجّيلٍ مّنضودٍ * مّسوّمةً} نصب بالتنوين. فـ"المنضود" من صفة "السّجّيل"، و"المسوّمة" من صفة "الحجارة" فلذلك انتصب).
[معاني القرآن: 2/45]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حجارة من سجيل}: طين نخلطه حجارة. يقال السجيل: الشديد الكثير.
{منضود}: بعضه على بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حجارةً من سجّيلٍ} يذهب بعض المفسرين إلى أنها «سنك وكل» بالفارسية ويعتبره بقوله عز وجل: {حجارةً من طينٍ} يعني الآجرّ. كذلك قال ابن عباس.
وقال أبو عبيدة: السجيل: الشديد.
وأنشد لابن مقبل:
ضربا تواصى به الأبطال سجّينا
وقال: يريد ضربا شديدا.
ولست أدري ما سجيل من سجين. وذاك باللام وهذا بالنون. وإنما سجين في بيت ابن مقبل «فعّيل» من سجنت. أي حبست.
كأنه قال: ضرب يثبت صاحبه بمكانه. أي يحبسه مقتولا أو مقاربا للقتل. و«فغّيل» لما دام منه العمل. كقولك: رجل فسّيق وسكّير وسكّيت: إذا أدام منه الفسق والسكر والسكوت.
وكذلك «سجّين». هو ضرب يدوم منه الإثبات والحبس.
وبعض الرواة يرويه «سخّين» - من السّخونة - أي ضربا سخنا.
{منضودٍ} بعضه على بعض كما تنضد الثياب، وكما نضد اللبن). [تفسير غريب القرآن: 208-207]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجّيل منضود}
{جعلنا عاليها سافلها}.
يقال إن جبريل جعل جناحه في أسفلها ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب وصياح الدجاج، ثم قلبها عليهم). [معاني القرآن: 3/70]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأمطرنا عليها حجارة من سجّيل منضود * مسوّمة عند ربّك وما هي من الظّالمين ببعيد}
وقد قال الناس في سجيل أقوالا، ففي التفسير أنها من جلّ وحجارة. وقال أهل اللغة: هو فارسي معرّب، والعرب لا تعرف هذا. والذي عندي أنه إذا كان هذا التفسير صحيحا فهو فارسي أعرب لأن اللّه - جلّ وعزّ - قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط، فقال:
{لنرسل عليهم حجارة من طين} فقد تبين للعرب ما عني بـ سجيل.
ومن كلام الفرس ما لا يحصى مما قد أعربته العرب.
نحو جاموس وديباج. فلا أنكر أن هذا مما أعرب.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: تأويله كسيرة شديدة،
وقال إن مثل ذلك قول الشاعر:
ورجلة يضربون البيض عن عرض= ضربا تواصت به الأبطال سجّينا
والبيت لابن مقبل، وسجين وسجيل بمعنى واحد.
وقال بعضهم:
سجيل من أسجلته أي أرسلته فكأنّها مرسلة عليهم.
وقال بعضهم من سجيل، من أسجلت إذا أعطيت، فجعله من السّجل وهو الدلو.
قال الفضل بن عباس:
من يساجلني يساجل ماجدا=يملأ الدلو إلى عقد الكرب
وقيل من سجيل كقولك مما سجّل أي مما كتب لهم، وهذا القول إذا فسّر فهو أثبتها. لأن في كتاب اللّه تعالى دليلا عليه.
قال - جلّ وعزّ -: {كلّا إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين * وما أدراك ما سجّين * كتاب مرقوم}.
سجيل في معنى سجين.
فالمعنى إنها حجارة مما كتب اللّه - جل ثناؤه - أنه يعذبهم بها.
وهذا أحسن ما مرّ فيها عندي.
فأما قوله: {منضود * مسوّمة عند ربّك}.
فمعناه أن بعضها يأتي مع بعض كالمطر). [معاني القرآن: 3/72-70]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل}
فيه أقوال :
قال مجاهد هو بالفارسية أي أولها حجارة وآخرها طين
وقال قتادة أي من طين
وقال أبو جعفر وهذان القولان حسنان
وإنما ذهب مجاهد إلى أن أصله بالفارسية ثم أعرب
قال أبو جعفر وإنما استحسناه لأنه قال في موضع آخر حجارة من طين
قال أبو عبيدة السجيل الشديد وأنشد:
ضربا تواصى به الأبطال سجينا
ورد عليه هذا القول عبد الله بن مسلم وقال هذا سجين وذاك سجيل وكيف يستشهد به
قال أبو جعفر وهذا الرد لا يلزم لأن أبا عبيدة ذهب إلى أن اللام بدل من النون لقرب إحداهما من الأخرى
وقول أبي عبيدة يرد من جهة أخرى وهي أنه لو كان على قوله لكان حجارة سجيلا لأنه لا يقال حجارة من شديد لأن شديدا نعت
وقوله جل وعز: {منضود} أي بعضه يعلو بعضا يقال نضدت المتاع واللبن إذا جعلت بعضه على بعض فهو منضود ونضيد قال الشاعر:
خلت سبيل أتي كان يحبسه = ورفعته إلى السجفين فالنضد
ويقال سجيل من قولهم أسجلت إذا أعطيت ويقال هو من السجل كأنه مما كتب عليهم وقدر أن يصيبهم
قال أبو جعفر وأبو إسحاق يستحسن هذا القول قال ويدل عليه قوله تعالى: {إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم} وسجين وسجيل واحد).
[معاني القرآن: 3/372-370]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سجيل} طين مختلط به حجارة، وقيل: هو الشديد الكثير.
{منضود} بعضه إلى بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَّنضُودٍ}: بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 156]

تفسير قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّسوّمةً...}
زعموا أنها كانت مخطّطة محمرة وسواد في بياض، فذلك تسويمها أي علامتها.
ثم قال {من الظّالمين ببعيدٍ} يقول: من ظالمي أمّتك يا محمد. ويقال: ما هي من الظالمين يعني قوم لوط الذي يكن تخطئهم). [معاني القرآن: 2/25-24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (مسوّمةً) أي معلمة بالسيماء وكانت عليها أمثال الخواتيم). [مجاز القرآن: 1/297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مسومة}: معلمة. زعموا أنه كان عليها مثل الخواتيم). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مسوّمةً} معلمة بمثل الخواتيم. والسّومة: العلامة). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأما {مسوّمة عند ربّك} فروي عن الحسن أنها معلّمة ببياض وحمرة.
وقال غيره: مسوّمة بعلامة يعلم بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا، وتعلم بسيماها أنها مما عذب اللّه بها.
{وما هي من الظّالمين ببعيد}
قيل إنها ما هي من ظالمي هذه الأمة ببعيد). [معاني القرآن: 3/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {مسومة عند ربك}
قال مجاهد أي معلمة
قال أبو جعفر ويقال سومت الشيء إذا علمته ويروى أنه كان عليها أمثال الخواتيم
وقال الحسن معلمة وفيها دليل أنها ليست من حجارة الدنيا وأنها مما عذب به
ويقال سومت الشيء إذا أرسلته إرسالا إلا أنه لم يقل هذا في هذا الحرف
ثم قال جل وعز: {وما هي من الظالمين ببعيد}
قال مجاهد يرهب بهذا قريشا
وقال غيره المعنى من ظالمي هذه الأمة
قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى معنى واحد
وقيل وما هي ممن عمل قوم لوط ببعيد). [معاني القرآن: 3/372]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مسومة} معلمة، قيل: كانت مثل الخواتيم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّسَوَّمَةً}: معلمة). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أراكم بخيرٍ...}
يقول: كثيرةً أموالكم فلا تنقصوا المكيال وأموالكم كثيرة يقال رخيصةً أسعاركم (ويقال): مدّهنين حسنةً سحنتكم). [معاني القرآن: 2/25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإلى مدين أخاهم} مدين لا ينصرف لأنه اسم مؤنثةٍ، ومجازها مجاز المختصر الذي فيه ضمير: وإلى أهل مدين،
وفي القرآن مثله، قال: {وسئل القرية} أي أهل القرية (وسل العير) أي من في العير). [مجاز القرآن: 1/297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مدين}: بلد). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أراكم بخير وإنّي أخاف عليكم عذاب يوم محيط}
المعنى أرسلنا إلى أهل مدين أخاهم شعيبا، فحذف أهل وأقام مدين مقامه.
ومدين اسم المدينة أو القبيلة فلذلك لم ينصرف). [معاني القرآن: 3/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإلى مدين أخاهم شعيبا}
المعنى وإلى أهل مدين
وقوله تعالى: {ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير}
قال الحسن كان سعرهم رخيصا
والذي توجه اللغة أن يكون عاما). [معاني القرآن: 3/373-372]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَدْيَنَ}: بلد). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تعثوا} قال: العثو: أشد الفساد، يقال: عثا يعثو، وعاث يعيث). [ياقوتة الصراط: 270-269]

تفسير قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بقيّة اللّه خيرٌ لّكم...}
يقول: ما أبقى لكم من الحلال خير لكم. ويقال بقيّة الله خير لكم أي مراقبة الله خير لكم). [معاني القرآن: 2/25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بقية الله}: طاعة الله). [غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بقيّت اللّه خيرٌ لكم} أي ما أبقى اللّه لكم من حلال الرزق خير من التّطفيف). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بقيّت اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ}
ومعناه طاعة اللّه {خير لكم إن كنتم مؤمنين}.
ويجوز أن يكون معناه الحال التي تبقى لكم من الخير خير لكم). [معاني القرآن: 3/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين}
قال الحسن حظكم من الله جل وعز
قال مجاهد أي طاعة الله
قال أبو جعفر والمعنى ما يبقي له ثوابه). [معاني القرآن: 3/373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بقية الله خير لكم} أي ما أبقى الله لكم من الحلال خير لكم من التطفيف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَقِيَّةُ اللّهِ}: طاعة الله). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أصلاتك تأمرك أن نّترك...}
ويقرأ {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل} معناه: أو تأمرك أن نترك أن تفعل {في أموالنا ما نشاء} فأن مردودة على (نترك).
وفيها وجه آخر تجعل الأمر كالنهي كأنه قال: أصلواتك تأمرك بذا وتنهانا عن ذا. وهي حينئذ مردودة على (أن) الأولى لا إضمار فيه كأنك قلت: تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء؛ كما تقول: أضربك أن تسيء كأنه قال: أنهاك بالضرب عن الإساءة. وتقرأ (أو أن نفعل في أموالنا ما تشاء) و(نشاء) جميعاً.
وقوله: {إنّك لأنت الحليم الرّشيد} استهزاء منهم به). [معاني القرآن: 2/26-25]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نّترك ما يعبد آباؤنا أو أن نّفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد}
وقال: {أصلاتك تأمرك أن نّترك ما يعبد آباؤنا أو أن نّفعل في أموالنا ما نشاء} يقول "أن نترك وأن نفعل في أموالنا ما نشاء" وليس المعنى "أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء" لأنه ليس بذا أمرهم. وقال بعضهم (تشاء) وذلك إذا عنوا شعيبا). [معاني القرآن: 2/46]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أصلاتك تأمرك}؟ أي دينك. ويقال: قراءتك). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤا} بواو بعد الألف، وفي موضع آخر {مَا نَشَاءُ}
بغير واو، ولا فرق بينهما). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب المقلوب
ومن المقلوب: أن يوصف الشيء بضدّ صفته للتطيّر والتفاؤل، كقولهم للَّديغ: سَليم، تطيُّراً من السَّقَم، وتفاؤلا بالسَّلامة.
وللعطشان: ناهل أي سينهل. يعنون: يروى.
وللفلاة: مفازة. أي منجاة، وهي مهلكة.
وللمبالغة في الوصف، كقولهم للشمس: جَونة، لشدّة ضوئها.
وللغراب: أعور، لحدّة بصره.
وللاستهزاء، كقولهم للحَبَشيّ: أبو البيضاء. وللأبيض: أبو الجون.
ومن هذا قول قوم شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.
كما تقول للرجل تستجهِله: يا عاقل، وتستخفُّه: يا حليم.
قال الشاعر:
فقلت لسيِّدنا: يا حليـ = ـم إنَّك لم تَأْسَ أَسْوًا رفيقا
قال قتادة: ومن الاستهزاء قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ}.
وفي قول عبيد بن الأبرص لكندة- طرف من هذا المعنى:
هلاَّ سألتَ جُموعَ كِنـ = ـدةَ يومَ ولّوا: أَيْنَ أَيْنَا؟
يستهزئ بهم حين انهزموا، يريد أين تذهبون؟ ارجعوا). [تأويل مشكل القرآن: 185-186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والصلاة: الدين. قال تعالى حكاية عن قوم شعيب: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا}
ويقال: قراءتك). [تأويل مشكل القرآن: 461]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد}
ويقرأ: أصلواتك.
{تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}.
هذا دليل أنهم كانوا يعبدون غير اللّه - جلّ وعزّ - {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}.
المعنى إنا قد تراضينا بالبخس فيما بيننا.
وفي التفسير أنّه نهاهم أن يحذفوا الدراهم. أي (أن) يكسروها.
{إنّك لأنت الحليم الرّشيد}.
قيل كنى بذا عن أنهم قالوا له: إنك السّفيه الجاهل.
وقيل إنهم قالوا له هذا على وجه السّخريّ). [معاني القرآن: 3/73-72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}
قال سفيان عن الأعمش أي قراءتك
ودل بهذا على أنهم كانوا كفارا
ثم قال أن أو نفعل في أموالنا ما نشاء
روي عن زيد بن أسلم أنه قال كان مما نهاهم عنه حذف الدراهم
وقيل معنى أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه
قال أبو جعفر قال أبو إسحاق معنى إنك لأنت الحليم الرشيد على السخرية
وقال غيره معناه إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك). [معاني القرآن: 3/374-373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أصلاتك} قيل: دينك، وقيل: قراءتك، وقيل، دعاؤك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربّي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}
وجواب الشرط ههنا متروك.
المعنى: إن كنت على بيّنة من ربّي اتّبع الضلال.
فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى، وقد مر ما ترك جوابه لأنه معلوم وشرحه في أمكنته.
وقوله: {ورزقني منه رزقا حسنا} أي: حلالا، وقيل:. رزقا حسنا ما وفق له من الطاعة.
{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} أي لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه، وإنما أختار لكم ما أختار
لنفسي، ومعنى " ما أخالفك إليه "، أي ما أقصد بخلافك القصد إلى أن أرتكبه.
{إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت} أي بقدر طاقتي، وقدر طاقتي إبلاغكم وإنذاركم، ولست قادرا على إجباركم على الطاعة.
ثم قال: {وما توفيقي إلّا باللّه}.
فأعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة إلا بتوفيق اللّه.
ومعنى {إليه أنيب} إليه أرجع). [معاني القرآن: 3/74-73]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا}
قيل حلالا
وقيل ما وفق له من الطاعة
ثم قال جل وعز: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}
قال قتادة أي ليس أنهاكم عن شيء وأركبه
ومعنى وإليه أنيب وإليه أرجع). [معاني القرآن: 3/375-374]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يجرمنّكم شقاقي...}
يقول: لا تحملنكم عداوتي أن يصيبكم. وقد يكون: لا يكسبنكم. وقوله: {وما قوم لوطٍ مّنكم ببعيدٍ} يقول: إنما هلكوا بالأمس قريباً. ويقال: إن دراهم منكم قريبة وقريب).
[معاني القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يجرمنّكم شقاقي} أي لا يكسبّنكم ويجرّ عليكم شقاقي أي عداوتي، أن تهلكوا). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ويا قوم لا يجرمنّكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد}
موضع أن نصب، المعنى لا تكسبنّكم عداوتكم إيّاي أن يصيبكم عذاب
العاجلة {مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد}.
وكان إهلاك قوم لوط أقرب الإهلاكات التي عرفوها، فكأنّه قال لهم: العظة في قوم لوط قريبة منكم). [معاني القرآن: 3/74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي}
قال قتادة أي لا يحملنكم
قال أبو جعفر والشقاق في اللغة العداوة كأنه يصير في شق غير شقه
وقوله جل وعز: {وما قوم لوط منكم ببعيد}
يقال إن أقرب الإهلاكات التي عرفوها إهلاك قوم لوط
أي فالعظة لكم فيها بينة بقربه منكم). [معاني القرآن: 3/375]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يجرمنكم} اختلف الناس، فقالت طائفة: لا يحملنكم، وقالت طائفة أخرى: لا يكسبنكم). [ياقوتة الصراط: 270]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا يجرمنكم} أي يكسبنكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَدُودٌ} متحبب إلى عباده بنعمه وإحسانه). [ياقوتة الصراط: 270]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولولا رهطك لرجمناك} أي قتلناك. وكانوا يقتلون رجما.
فسمّي القتل رجما. ومثله قوله: {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} ). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا ممّا تقول وإنّا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز}
وكان ضريرا.
وحمير تسمي المكفوف ضعيفا، وهذا كما قيل ضرير أي قد ضر بذهاب بصره، وكذلك قد كفّ عن التصرف بذهاب بصره.
{ولولا رهطك لرجمناك}.
أي لولا عشيرتك لرجمناك أي لقتلناك بالرجم، والرجم من سيئ القتلات، وكان رهطه من أهل ملّتهم فلذلك أظهروا الميل إليهم والإكرام لهم). [معاني القرآن: 3/74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا}
قال سفيان بلغنا أنه كان مصابا ببصره
قال أبو جعفر وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى ضعيف أي قد ضعف بذهاب بصره كما يقال له ضرير أي قد ضر بذهاب بصره كما يقال مكفوف أي قد كف عن النظر بذهاب بصر
وقوله جل وعز: {ولولا رهطك لرجمناك} أي ولولا عشيرتك لقتلناك بالرجم قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله أي أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي من أجل عشيرتي ولا تخافون من الله جل وعز في ردكم أمره
ويقال إن رهطه كانوا على ملتهم فلذلك أظهروا الميل إليهم). [معاني القرآن: 3/376-375]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لرجمناك} أي قتلناك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أرهطي أعزّ عليكم مّن اللّه واتّخذتموه وراءكم ظهريّاً...}:
رميتم بأمر الله وراء ظهوركم؛ كما تقول: تعظّمون أمر رهطي وتتركون أن تعظّموا الله وتخافوه). [معاني القرآن: 2/26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واتّخذتموه وراءكم ظهريّاً} مجازه: ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه، ويقال: للذي لا يقضى حاجتك ولا يلتفت إليها: ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهريّة أي خلف ظهرك؛
وقال: وجدنا بني البرصاء من ولد الظّهر
أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم). [مجاز القرآن: 1/298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وراءكم ظهريا}: أي لم تلفتوا إليه. تقول للرجل إذا لم يقص حاجتك: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا).
[غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّخذتموه وراءكم ظهريًّا} أي لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عنه، تقول العرب: جعلتني ظهريّا وجعلت حاجتي منك بظهر، إذا أعرضت عنه وعن حاجته). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال يا قوم أرهطي أعزّ عليكم من اللّه واتّخذتموه وراءكم ظهريّا إنّ ربّي بما تعملون محيط}
أي أنتم تزعمون أنكم تتركون قتلي إكراما لرهطي - واللّه - جلّ وعزّ - أولى بأن يتبع أمره.
{واتّخذتموه وراءكم ظهريّا} أي نبذتموه وراء ظهوركم، والعرب تقول لكل من لا يعبأ بأمر قد جعل فلان الأمر بظهره.
قال الشاعر:
تميم بن قيس لا تكوننّ حاجتي= بظهر فلا يعيا عليّ جوابها).
[معاني القرآن: 3/75-74]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واتخذتموه وراءكم ظهريا}
قال مجاهد أي تركتم ما جئتكم به
قال أهل اللغة المعنى واتخذتم أمر الله وراءكم ظهريا يقال اتخذته ظهريا وجعلت حاجته بظهر أي إذا لم تعن بذلك). [معاني القرآن: 3/377-376]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وراءكم ظهريا} أي لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عن الله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ظهريا}: لم يلتفتوا إليه). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من يأتيه عذابٌ يخزيه...}
(من) في موضع رفع إذا جعلتها استفهاماً. ترفعها بعائد ذكرها. وكذلك قوله {ومن هو كاذبٌ} وإنما أدخلت العرب (هو) في قوله {ومن هو كاذبٌ} لأنهم لا يقولون: من قائمٌ ولا من قاعد، إنما كلامهم: من يقوم ومن قام أو من القائم، فلمّا لم يقولوه لمعرفة أو لفعل أو يفعل أدخلوا هو مع قائم ليكونا جميعاً في مقام فعل ويفعل؛ لأنهما يقومان مقام اثنين. وقد يجوز في الشعر وأشباهه من قائم قال الشاعر:
من شارب مربح بالكأس نادمني= لا بالحصور ولا فيها بسوّار
وربما تهيبت العرب أن يستقبلوا من بنكرة فيخفضونها فيقولون: من رجلٍ يتصدّق فيخفضونه على تأويل: هل من رجل يتصدّق. وقد أنشدونا هذا البيت خفضاً ورفعاً:
من رسولٌ إلى الثريّا تأني =ضقت ذرعاً بهجرها والكتاب
وإن جعلتهما من ومن في موضع (الذي) نصبت كقوله: {يعلم المفسد من المصلح} وكقوله: {ولمّا يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم ويعلم الصّابرين} ). [معاني القرآن: 2/27-26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وارتقبوا إنّي معكم رقيبٌ} أي انتظروا إني معكم منتظر). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة}
يروى أن جبرائيل صاح بهم صيحة فماتوا أجمعون وبين هذا قوله تعالى: {فأصبحوا في ديارهم جاثمين} أي ميتين لا حراك لهم). [معاني القرآن: 3/377]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله -جلّ وعزّ -:{ولمّا جاء أمرنا نجّينا شعيبا والّذين آمنوا معه برحمة منّا وأخذت الّذين ظلموا الصّيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين}
يروى أن جبريل صاح بهم صيحة فماتوا في أمكنتهم، فأصبحوا جاثمين لا يقدرون على حركة قد ماتوا). [معاني القرآن: 3/75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {كأن لم يغنوا فيها}
قال قتادة أي كان لم يعيشوا فيها
قال أبو جعفر وقد ذكرناه فيما تقدم وهو مأخوذ من الصوت لأنه إنما يقال مغنى للمنزل إذا كان أهله فيه). [معاني القرآن: 3/377]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ألا بعداً لمدين} مجازه: بعداً لأهل مدين، ومجاز ألا مجاز التوكيد والتثبيت والتنبيه ونصب بعداً كما ينصبون المصادر التي في مواضع الفعل كقولهم: بعداً وسحقاً وسقياً ورعياً لك وأهلاً وسهلاً). [مجاز القرآن: 1/298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود} يقال: بعد يبعد، إذا كان بعد هلكة. وبعد يبعد: إذا نأى). [تفسير غريب القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود}
كان لم ينزلوا فيها، يقال: غنينا بالمكان إذا أنزلنا به).
{ألا بعدا لمدين}.
(ألا) حرف يبتدأ الكلام به، وهو تنبيه للمخاطب ومعنى {بعدا لمدين} أنهم قد بعدوا من رحمة اللّه، وهو منصوب على المصدر، المعنى أبعدهم الله فبعدوا بعدا.
ودليل ذلك: {كما بعدت ثمود}.
ويجوز بعدت وبعدت). [معاني القرآن: 3/76-75]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود}
يقال بعد يبعد إذا هلك ومن النأي بعد يبعد). [معاني القرآن: 3/378-377]


رد مع اقتباس