عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 03:05 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة...}
ثم قال: {فإخوانكم في الدّين} معناه: فهم إخوانكم. يرتفع مثل هذا من الكلام بأن يضمر له اسمه مكنيّا عنه. ومثله {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم} أي فهم إخوانكم. وفي قراءة أبيّ {إن تعذّبهم فعبادك} أي فهم عبادك). [معاني القرآن: 1/425]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإخوانكم في الدّين} مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقولك: فهم إخوانكم). [مجاز القرآن: 1/253]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين}
أي فهم مثلكم قد غفر لهم نقضهم العهد وكفرهم). [معاني القرآن: 3/188]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإن نكثوا أيمانهم} مجازه: إن نقضوا أيمانهم، وهي جميع اليمين من الحلف). [مجاز القرآن: 1/253]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإن نّكثوا أيمانهم مّن بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون}
وقال: {وإن نّكثوا أيمانهم مّن بعد عهدهم} قال: {فقاتلوا أئمّة الكفر} فجعل الهمزة ياء لأنها في موضع كسر وما قبلها مفتوح ولم يهمز لاجتماع الهمزتين. ومن كان من رأيه جمع الهمزتين همز). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( [وزاد محمد بن صالح]:
قرأ أهل المدينة وعاصم والأعمش وأبو عمرو {لا أيمان لهم} بالفتح على جمع يمين وأيمان؛ وتأويلها: لا عهد لهم ولا ميثاق.
وقرأ الحسن {لا إيمان لهم} بالكسر). [معاني القرآن لقطرب: 627]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأن نكثوا أيمانهم}: نقضوا). [غريب القرآن وتفسيره: 162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون}
أي رؤساء الكافرين، وقادتهم، لأن الإمام متبع.
وهذه الآية توجب قتل الذميّ إذا أظهر الطعن في الإسلام لأن العهد معقود عليه بألّا يطعن، فإذا طعن فقد نكث.
وقوله: {أئمّة الكفر} فيها عند النحويين لغة واحدة: أيمة بهمزة وياء والقراء يقرأون {أئمّة} بهمزتين، وأيمة بهمزة وياء فأما النحويون فلا يجيزون اجتماع الهمزتين ههنا، لأنهما لا يجتمعان في كلمة، ومن قرأ أئمة - بهمزتين - فينبغي أن يقرأ يا بني أأدم، والاجتماع أن آدم فيه همزة واحدة.
فالاختلاف راجع إلى الإجماع، إلا أن النحويين يستصعبون هذه المسألة.
ولهم فيها غير قول:
يقولون إذا فضلنا رجلا في الإمامة: هذا أومّ من هذا ويقول بعضهم أيمّ من هذا، فالأصل في اللغة أأممة لأنه جمع إمام، مثل مثال وأمثلة، ولكن
الميمين لما اجتمعتا أدغمت الأولى في الثانية وألغيت حركتها على الهمزة.
فصار أئمة، فأبدل النحويون من الهمزة الياء.
ومن قال: هذا أيمّ من هذا جعل هذه الهمزة كلما تحركت أبدل منها قال أبو إسحاق: والذي قال: (هذا أومّ من هذا) كانت عنده أصلها أأم.
فلم يمكنه أن يبدل منها ألفا لاجتماع السّاكنين، فجعلها واوا مفتوحة، لأنه قال: إذا جمعت آدم قلت أوادم.
وهذا هو القياس الذي جعلها ياء.
قال: قد صارت الياء في أئمة بدلا لازما.
وهذا مذهب الأخفش، والأول مذهب المازني.
قال أبو إسحاق وأظنه أقيس الوجهين، أعني: هذا أومّ من هذا، فأما أئمة باجتماع الهمزتين، فليس من مذاهب أصحابنا، إلا ما يحكى عن ابن إسحاق فإنه كان يحب اجتماعهما وليس ذلك عندي جائزا، لأن هذا الحرف في أئمة قد وقع فيه التضعيف والإدغام، فلما أدغم وقعت علة في الحرف.
وطرحت حركته على الهمزة فكان تركها دليلا على أنها همزة قد وقع عليها حركة ما بعدها، وعلى هذا القياس يجوز: هذا أأمّ من هذا والذي بدأنا به هو الاختيار من أن لا تجتمع همزتان.
وقوله: {إنّهم لا أيمان لهم}.
وتقرأ {لا إيمان لهم} فمن قرأ: {لا أيمان لهم} بالفتح فقد وصفهم بالنكث في العهد، وهو أجود القراءتين، ومن قرأ " لا إيمان لهم " فقد وصفهم بالردة، أي لا إسلام لهم، ويجوز أن يكون نفى عنهم الإيمان لأنهم لم يؤمنوا، كما تقول: لا علم لفلان.
ويجوز أن يكون لا أيمان لهم إذا كنتم أنتم آمنتموهم، فنقضوا هم عهدكم، فقد بطل الأمان الذي أعطيتموهم، أي لا إيمان لهم: على " آمنت إيمانا على المصدر ".
{لعلّهم ينتهون}.
أي ليرجى منهم الانتهاء والنكث: النقض في كل شي). [معاني القرآن: 2/434-436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم} أي نقضوا وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر أي رؤساءه
وقيل هذا يوجب القتل على من طعن في الإسلام وإن كان له عهد لأن ذلك ينقض عهده
ثم قال جل وعز: {إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}
روي عن عمار بن ياسر أنه قال أي لا عهد لهم وقرأ
الحسن لا إيمان لهم
قال أبو جعفر وقراءته تحتمل معنيين
أحدهما لا إسلام لهم على النفي كما تقول لا علم له
والمعنى الآخر أي يكون مصدرا من قولك آمنته إيمانا أي لا تؤمنوهم ولكن اقتلوهم). [معاني القرآن: 3/188-189]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نَّكَثُواْ}: نقضوا). [العمدة في غريب القرآن: 146]

تفسير قوله تعالى: (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهم بدءوكم أوّل مرّةٍ...}
ذلك أن خزاعة كانوا حلفاء للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانت الديل بن بكر حلفاء لبني عبد شمس، فاقتتلت الديل وخزاعة، فأعانت قريش الديل على خزاعة، فذلك قوله: {بدءوكم} أي قاتلوا حلفاءكم). [معاني القرآن: 1/425]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ألا تقاتلون قوماً نّكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدءوكم أول مرّةٍ أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مّؤمنين}
وقال: {وهمّوا بإخراج الرّسول} لأنك تقول "هممت بكذا" و"أهمّني كذا"). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الوليجة}: كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة، والرجل يدخل في القوم ليس منهم فهو وليجة). [غريب القرآن وتفسيره: 162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى {ما}...، وقالوا أيضا: وتكون بمعنى إذ، كقوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 129]، أي إذ كنتم. وقوله: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13].
وقوله: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278].
وهي عند أهل اللغة {إن} بعينها، لا يجعلونها في هذه المواضع بمعنى (إذ) ويذهبون إلى أنه أراد: من كان مؤمنا لم يهن ولم يدع إلى السّلم، ومن كان مؤمنا لم يخش إلا الله، ومن كان مؤمنا ترك الرّبا). [تأويل مشكل القرآن: 552-553] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدءوكم أوّل مرّة أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين}
هذا على وجه التوبيخ، ومعناه الحضّ على قتالهم، وقيل في قوله:
{وهم بدءوكم أوّل مرّة}.
أنهم كانوا قاتلوا حلفاء الرسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: {أتخشونهم}.
معناه أتخشون أن ينالكم من قتالهم مكروه.
{فاللّه أحقّ أن تخشوه}.
أي فمكروه عذاب اللّه أحق أن يخشى.
{إن كنتم مؤمنين} أي مصدقين بعقاب اللّه وثوابه). [معاني القرآن: 2/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وهم بدؤكم أول مرة}
قال مجاهد قاتلوا حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أتخشونهم أي أتخشون عاقبتهم فالله أحق أن تخشوه أي تخشوا عاقبته ثم وعدهم النصر وذلك من علامات النبوة فقال قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين فدل بهذا على أن غيظهم كان قد اشتد
قال مجاهد يعني خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 3/189- 190]

تفسير قوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم...}
ثم جزم ثلاثة أفاعيل بعده يجوز في كلهن النصب والجزم والرفع.
ورفع قوله: {ويتوب الله} لأن معناه ليس من شروط الجزاء؛ إنما هو استئناف؛ كقولك للرجل: ايتني أعطك، وأحبّك بعد، وأكرمك، استئناف ليس بشرط للجزاء. ومثله قول الله تبارك وتعالى: {فإن يشأ الله يختم على قلبك} تمّ الجزاء ها هنا، ثمّ استأنف فقال: {ويمح اللّه الباطل ويحقّ الحقّ بكلماته}). [معاني القرآن: 1/426]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)
(ويشف صدور قوم مؤمنين}.
فيه دليل أنه اشتد غضبهم للّه عزّ وجلّ، فوعد اللّه في هذه الآية النصر.
وفيها دليل على تثبيت النبوة، لأنه قال عزّ وجلّ: {قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}.
فوعدهم اللّه النصر ووفّى به، ودل على صدق ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -). [معاني القرآن: 2/436]

تفسير قوله تعالى: (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب اللّه على من يشاء واللّه عليم حكيم}
{ويتوب اللّه على من يشاء}
ليس بجواب لقوله: {قاتلوهم} ولكنه مستأنف، لأن {يتوب} ليس من جنس ما يجاب به {قاتلوهم} ). [معاني القرآن: 2/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ويتوب الله على من يشاء}
وهذا منقطع مما قبله). [معاني القرآن: 3/190]


رد مع اقتباس